الثلاثاء، 20 أبريل 2010

(لا) للاستغلال الجنسي للأطفال

21/04/2010
العالم اليوم-الكويت
انتشرت مقالة نجود.. البابا.. وممارسة الجنس مع الأطفال في بعض المنتديات، وكالعادة كان أسلوب الهجوم والتخوين والإخراج من الملة هو الذي يحكم غالبية التعقيبات، لقد اعتقد البعض إني قمت بمحاولة تشبيهية بين اعتداء بعض أساقفة الكنيسة الكاثوليكية على الأطفال أو تزويج الأطفال من خلال العقد الشرعي في بلاد العربان, والحقيقة أني ذهبت إلى ابعد من ذلك فالذي حدث عند الأساقفة خزي وعار وجريمة يحاول الكل أن يتنصل منها، في مقدمتهم البابا بندكيت السادس عشر والذي مازالت تلاحقه التقارير والاتهامات عن علمه بمسألة الاعتداءات وتستره عليها، بينما نرى الاعتداءات على الأطفال في بلاد العربان بشكل مستمر وبزفة شرعية يباركها الجميع الأب والأم والعائلة والقبيلة وبعض مشايخ الدين والمحاكم الشرعية والمدنية والقوانين الحكومية والتشريعات البرلمانية والسلطة التنفيذية وأصحاب القرار وأفراد المجتمع؟! الأمر الذي يدعونا إلى المطالبة بمراجعة مواقفنا التشريعية والقانونية والفقهية والدينية والإنسانية من القضية برمتها، التي يكون فيها الأطفال الضحايا والقرابين غير المقدسة وكبش الفداء في هذه المحرقة الجماعية (The Holocaust).
عدة أخبار جارحة لكل ذرة في مشاعرنا الإنسانية وردت إلينا في الأسبوع الماضي، منها قبض السلطات المصرية على شبكة تخصصت في تزويج القاصرات من أثرياء خليجيين، وضبط 60 مأذونا زوجوا فتيات قاصرات لم يبلغن السن القانونية، وعن عجوز يبلغ من العمر 65 عاماً أجرى فحص اختبار الزواج في أحد مستشفيات السعودية رغبة في اقترانه بطفلة لم تكمل عامها الـ11 وطلب أهلها بإنهاء إجراءات الزوج المنتظر وأبديا رغبتهما الملحة في إنهاء كل أوراقه دون تأخير حتى حين تبيّن بعد إجراء الفحص أن «العريس» يعاني من التهاب الكبد الوبائي (B)، وعن وفاة صبية يمنية في الثالثة عشرة من عمرها متأثرة بنزيف داخلي بعد زواجها بثلاثة أيام، وأشار التقرير الطبي أنها عانت من تمزق في أعضائها التناسلية، وقبله أيضا خبر وفاة فتاة صبية يمنية في الثانية عشرة من عمرها إثر إصابتها بنزيف وهي تضع مولودا. أما أغرب الأخبار وأفظعها فقد وردت عن فتاة زوجها والدها طلبا للمال حين كان عمرها سنتين فقط؟!
العجيب أن التبرير دائما ما يكون جاهزا، عوضا عن الاعتراف بالذنب والإقرار بالتوبة وعدم الرجوع إلى الخطيئة مرة أخرى، في حادثة فضائح الاعتداء على أطفال أشار بعض الرهبان أنها ناجمة عن “إغواء شيطاني” تعرض له رجال الدين الذين تورطوا فيها، وأن الشيطان يحاول اختراق الفاتيكان وإغواء الذين يعملون فيه؟! أما في حالة العربان فالتبرير بالنصوص المجترئة من سياقها والاستعانة بالحوادث التاريخية، مثل زواج الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعائشة وهي ابنة تسع سنين، وهي حادثة انبرى الكثير من الباحثين المعاصرين لتحقيقها تحقيقاً علمياً وأثبت أن عمرها وقت زواجها لم يكن يقل عن 17عاماً، منهم المفكر عباس محمود العقاد في كتابه الصديقة بنت الصديق والداعية خالد الجندي والدكتورة السعودية سهيلة زين العابدين عضوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ عدنان ابراهيم والباحث إسلام بحيري وغيرهم. وقد اعتمدت هذه الدراسات على كتب السيرة (الكامل تاريخ دمشق سير أعلام النبلاء تاريخ الطبري تاريخ بغداد وفيات الأعيان).
نحن لا نبحث مخارج شرعية وعن فتوى دينية وهي موجودة وبكثرة ويمكن الرجوع إلى فتاوى (العثيمين، القرضاوي، النفيس) بل نطالب بسن قوانين دولية صارمة توقف هذا العبث والاستهتار والجريمة التي تعصف بمصير ومستقبل الأطفال الأبرياء في العالم العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق