الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

اللعبة السياسية وإقامة الدولة الفلسطينية!

صحيفة الشرق- ايلاف
2011-09-28
الموقف الخليجي أفضل من دول عربية ومن فصائل فلسطينية؟!
انتظر الفلسطينيون أكثر من سبعين سنة ولم ينالوا سوى مزيد من الخسائر والحسرة
الجميع يعيش أزمة تاريخية ولكن تأثيرها بالغ الأثر على الجانب الإسرائيلي

الكثير من الحقائق والمواقف بالإضافة إلى الألعاب السياسية والتهريج الذي استمر لعقود تتجاوز نصف قرن، تكشفت في أروقة الأمم المتحدة ودهاليزها في التعامل مع خيار الدولة الفلسطينية، والحصول على العضوية الكاملة. انتظر الفلسطينيون أكثر من سبعين سنة ولم ينالوا سوى مزيد من الخسائر والحسرة، وصبروا إلى ما يزيد من عشرين سنة من المفاوضات بعد مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو ولم يحصلوا إلا على التهميش والعزل والحصار، في حين تتوسع المستوطنات في الضفة وتبتلع مزيداً من الأرض، وقد آن الأوان أن تتغير قواعد اللعبة!
(1)
التأييد العالمي لإقامة دولة فلسطينية تمثل في نتائج استطلاع الرأي الذي قامت بإجرائه هيئة الإذاعة البريطانية (BBC World News)، وشمل 19 دولة من مختلف دول العالم، وشارك فيه أكثر من 20 ألف شخص، حيث أبدى 49 % تأييدهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعلقت عليه المؤسسة البريطانية بان نصف سكان العالم يؤيدون قيام دولة فلسطينية. ولم يكن مستغرباً أن تتحفظ الحكومة الإسرائيلية المعادية لخيار التسوية السلمية التي تفرض سياساتها العنصرية في الشمال على قرار السلطة الفلسطينية في الذهاب إلى الأمم المتحدة، لكن الغريب أن تشاركها حركة "حماس" الإسلامية الموقف نفسه، وهي التي تبسط سيطرتها على الجنوب! ولاشك أن الجميع يعيش أزمة تاريخية، ولكن تأثيرها هذه الأيام بالغ الأثر على الجانب الإسرائيلي الذي يعيش في عزلة وتخبط، فالثورات العربية تبدل قواعد اللعبة القديمة البالية التي فرضتها السياسات والتدخلات في المنطقة، والولايات المتحدة تراجعت مكانتها بعد المغامرات السياسية والعسكرية من الانحياز إلى الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على طول الدوام، ومواجهة الآثار المتعاقبة على أمنها واستقرارها وانهيار اقتصادها من دخولها مغامرتين عسكريتين فاشلتين في أفغانستان والعراق، ومثلها أوروبا التي تواجه أزمات كبيرة تتمثل في انفراط مسبحة الاتحاد، وهو الذي كان يدعمها بشكل مباشر وغير مباشر بالأسلحة والمعدات التكنولوجيا المتطورة، وإنعاش الاقتصاد ليضمن تفوقها الدائم على الدول المحيطة بها، فضلا عن انهيار الحلم الإسرائيلي في الاندماج بالمنطقة مع طرد السفيرين الإسرائيليين من أنقرة والقاهرة، وهروب طاقم السفارة من الأردن.. الملك الأردني عبد الله الثاني أشار في تصريح نقل عنه إلى أن الإسرائيلي هو الذي يخاف الآن. والوضع أصعب من أي وقت مضى.
(2)
الكل كان يتوقع الموقف الأمريكي، من: وضع العراقيل واللجوء إلى التحالفات مع الدول الكبرى لانعدام وجود نصاب في مجلس الأمن يسمح بالتصويت لقيام دولة فلسطينية، إلى التهديد باستخدام الفيتو، ولكن المفاجأة أن أحداً لم يتوقع أن يتحول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى متحدث باسم حكومة نتانياهو، حتى الصحف الإسرائيلية كانت في موقف مخجل من تصريحات أوباما، صحيفة "يديعوت أحرونوت" أشارت إلى أن خطاب أوباما لم يتبنَّ فقط جميع الحجج الإسرائيلية إزاء اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية تقام من جانب واحد فحسب، بل تبنى أيضا الرواية الإسرائيلية الأساسية، والقائلة: إن الدولة العبرية هي دولة صغيرة محاطة بأعداء يتطلعون إلى القضاء عليها، وأن أطفالها معرضون للخطر يومياً، وأن جيرانها يربون أطفالهم على الكراهية والحرب، فضلا عن كونها مهددة بالخطر النووي..!! إدارة أوباما دخلت نفقاً مظلماً من الصعب الخروج منه، وخصوصا أنها تخسر نفوذها في المنطقة يوما بعد آخر، فما هي الرسالة التي يستطيع اوباما ان يوجهها إلى العالم العربي والعالم الإسلامي "غدا"، كما فعل في جامعة القاهرة قبلُ "بالأمس"! وكيف يفسر "اليوم" وقوف دولته ضد قيام دولة فلسطينية كان وَعَد بقيامها في مثل هذه الساعة. وكيف سيتصرف إذا نجح الكونغرس بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، والتي تقدر بنحو 600 مليون دولار سنوياً! والسؤال الأكبر يكمن في طبيعة الإجابة التي سيقدمها رداً على أسئلة الامريكيين ومازالت.. والتي طرحت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 وآثارها على بعد أمتار من مبنى الأمم المتحدة، وأهمها "لماذا يكرهوننا" في العالم العربي والإسلامي؟!
(3)
الموقف الخليجي يستحق الإشادة وهو كان واضحاً أكثر من موقف بعض الدول العربية، وأوضح حتى من بعض الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس". أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا الأمم المتحدة الى إنصاف الشعب الفلسطيني ومساعدته على قيام دولته المستقلة، من خلال طرح قضية إعلان إقامة الدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ترأس لجنة المتابعة العربية، وهي لجنة وزارية عربية منبثقة من الجامعة العربية مكلّفة بمتابعة تسوية سلمية، ودعم الملف الفلسطيني في الأمم المتحدة. كما أسهمت قطر في توفير الخبراء الدوليين لتقديم المشورة والآراء الأنسب لإعداد الوثائق القانونية والسياسية والإجرائية اللازمة لضمان جاهزية عالية للملف الفلسطيني. وشهدت الدوحة أول حملة "شعبية" فلسطينية من نوعها لمؤازرة قرار الرئيس محمود عباس (أبو مازن) التوجه إلى الأمم المتحدة. وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أكد الموقف السعودي في دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (192 دولة) للاعتراف بدولة فلسطين على خط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتأييد حصول فلسطين على العضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة. الأمير تركي الفيصل قدم عبر صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تحذيراً من مغبة استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن، ضد مشروع الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم المستقلة، مؤكداً أن العرب جميعاً يقفون وراء الفلسطينيين للحصول على دولتهم المستقلة. وأشار إلى أن استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو ضد حصول الدولة الفلسطينية على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، سوف يقضي على العلاقة الخاصة بين الدولتين ''السعودية وأمريكا''، ويضر بالولايات المتحدة داخل العالم العربي. كل هذا يأتي رداً على التسريبات الإسرائيلية الأخيرة البائسة واليائسة التي نشرت في وسائل الإعلام الدولية، والتي أشارت إلى أن هناك مساعي حثيثة تبذلها الدولة العبرية لتعويض خسائرها مع مصر والأردن وتركيا، بإيجاد بديلٍ عن التحالفات الضائعة معها، من خلال التقارب مع السعودية وجيرانها في الخليج العربي! الأكيد في المشهد السياسي الجديد في الشرق الأوسط أن اللعبة القديمة انتهت.
فاصلة أخيرة
هَـرِمَ الناسُ.. وكانـوا يرضعـونْ
عندما قال المُغنّي: عائـدون.
يا فلسطينُ ومازالَ المُغنّي يتغنّى
وملايينُ اللحـونْ
في فضـاءِ الجُـرحِ تفنى
واليتامـى.. مِن يتامى يولـدونْ.
عائـدونْ
ولقـدْ عادَ الأسـى للمـرّةِ الألفِ
فلا عُـدنا..
ولا هُـم يحزنـونْ
احمد مطر

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

هند.. الفارسة لا تترجل عن صهوة الكلمة!

جريدة الشرق
2011-09-21

ببالغ الأسى والحزن تنعى الساحة الإعلامية والصحفية، زميلتنا ورفيقة دربنا وأختنا الفقيدة الراحلة الكاتبة القطرية هند السويدي (أم عبدالرحمن). ويعلم الله أنّا فقدنا قامة وطنية قلما تجود علينا الأيام بمثلها، وقلماً نسائياً يعد من أبرز الكتاب في المجتمع، وفارسة ومدافعة عن القضايا الوطنية وهمومها وأتراحها وأفراحها بامتياز، وشخصية جريئة وشجاعة في التعبير عن الرأي وكلمة الحق في زمن أصبحت فيه المواقف وتبنيها من العملات النادرة.
يصعب التعبير والوصف والحديث في الأوقات التي تدعونا إلى أن نفضي بما تحمله خلجات قلوبنا عن رموز وأشخاص أثروا فينا، وتأثرنا بهم، وهم وإن رحلوا عن دنيانا وفارقونا بأجسادهم إلا أن أفكارهم لا تترجل، وآراءهم وتاريخهم تعيش في داخلنا وتصبح جزءاً من شخصيتنا وأفكارنا وآرائنا. المرحومة بإذن الله (أم عبدالرحمن) رافقتنا في السنوات الأولى في صحيفة الوطن، من خلال الكتابة الأسبوعية على الصفحة الأخيرة، التي كانت تحمل عنوان "نافذة على الوطن"، وانتقلنا بعدها إلى الصفحات الداخلية في الملحق الخاص بالوطن والمواطن، وكتابة المقالات الطويلة التحليلية، ورغم الارتحال من مجال إعلامي إلى آخر، ووصولا إلى صحيفة "الشرق" ظل التواصل بالكلمات والأفكار متصلاً، رغم بعد الزمان والمكان، وكم كانت آخر الأخبار سعيدة عندما سمعنا أن الزميلة (أم عبدالرحمن) ستنضم إلينا وتعزز من روح الفريق "الصامد" من الكتاب والأقلام الوطنية، الذين باتوا يعدون على الأصابع من خلال الكتابة الأسبوعية في جريدة "الشرق" ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولا نقول إلا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. وشكراً لزميلي رئيس تحرير "الشرق" في المبادرة التي أعلن عنها من خلال تجميع مقالات (أم عبدالرحمن) في الصحف المحلية وعبر المواقع المختلفة، وإصدارها في كتاب توثيقي، وكما كنت أتمنى أن تأتي المبادرات من خلال وزارة الثقافة المحسوبة علينا، ولكن لا يجوز على الثقافة في قطر إلا الدعوة لها عند التكبيرة الثالثة في صلاة الجنازة، الخاصة بالترحم على الميت!
من بين الكتابات والمقالات الصحفية والإبداعات الأدبية الرائعة التي سطرتها (أم عبدالرحمن)، عادت بي الذاكرة إلى القصة المؤثرة التي نشرتها قبل عدة سنوات وكانت بعنوان "الموتى لا ينطقون أبداً" ومن يقرأها يشعر بذلك النمط من الكتابة والصراع الإنساني الداخلي للتعبير الذي لا يتوقف حتى مع الوصول الى الرمق الأخير. وكأنها شهادة عن الهواجس الوجودية على حدث يقع في المستقبل، وليس في الماضي أو اللحظة الزمنية، فهل كان النص الأدبي تلويحاً مبكراً بالرحيل لم نستوعبه ساعتها، وحاولت الكاتبة أن توصله إلينا بطريقة أو بأخرى، من خلال أنين البجعة المحتضرة على لسان بطلة القصة؟! نظراً للمساحة الضيقة للنشر، أعتذر على الاجتراء على النص من خلال عرض بعض المقتطفات، فما جاء فيه موجود على الشبكة العنكبوتية لمن يحب الرجوع إليه، تقول الكاتبة على لسان بطلة القصة: "لست أدري ما يحدث لي.. كل ما أشعر به أن جسدي أصبح بعيداً عني وغريباً عني.. وكل ما أراه الآن عالم أبيض، حملني إليه ملك الموت على عجالة رهيبة، خطفت بصري وسمعي، وأوقفت نبض قلبي، وجعلتني أدخل سم الخياط، تحت قماش أبيض، تمتلئ رائحته بالكافور.. أنا لا أغمض عيني الآن ولا أفتحها.. إنها ليست لي الآن.. ولكن أرى من خلال ثقوب بيضاء الذين يتشحون بالسواد من حولي، يلقون علي الوداع الأخير، ويتسارعون إلى تقبيل جبيني.. ولكن حاملي "السقالة" قد عجلوا في حملي إلى حيث صمت القبور.. أنام هناك حتى الذؤابة.. واستقر في حفرة مع الموتى الذين يزفون الآن نبأ قدومي إليهم في السماء.. لا أعلم أهو شعور لذيذ أن ألتقي بمن سبقني إلى عالم البرزخ أم شعور مخيف، لن يزول عني ما بقيت في انتظار نهوض العالم معي إلى حيث الحساب؟!.. آه يا كلمة حساب.. أي حساب عسير ينتظرني الآن.. ويحك أيتها الذاكرة.. لقد أصابك العطب، وغاب عنك كل منطق تعلمته في صفوف المدرسة، وكل الأرقام، وكل الحروف.. ولكن هذا مصير محتوم لكل البشر، فالأكفان تنتظر أجساد البشر..
وأجفان السماء تهتز من الموتى الذين في البرزخ، يزفونني كنبأ ميلاد ميت جديد.. أما الذين في الدنيا فإن الأيادي تنتظر حفر قبر لي، واكتظ المكان وعج بالأجساد الذين ترامى إليهم نبأ وفاتي، وانتقالي إلى رحمة الله، وكتبت الصحف عني، أنني دخلت في ذمة الله، وسوف تلتحف المقبرة بجثة جديدة، وتنعم بجثة بيضاء سمينة تفوح منها رائحة الكافور، فلا أرض تحتي ولا سماء فوقي، ولا بحر أمامي ولا بر خلفي.. ولكن أعيش ازدواجية لا تعيها ذاكرة ولا يفهمها عقل.. الناس يرونني طريحة القبر، تلفحني الشمس بلسعات أشعتها تارة، وتبكيني الغيوم بغزارة أمطارها تارة أخرى، ولكنني أرى شيئا آخر.. فلا صمت القبور يخيفني ولا رائحة الموتى تزكمني، ولا أحسد الحشرات على سريانها حية فوق جثتي، ولا الديدان على نبشها لخيوط كفني.. وكل ما يخيفني أنني ألتحق بعالم الموتى.. والتقاء الأرواح فخلف بروج السماء في برزخ إلى يوم يبعثون.. لقد سقطت الشمس خلف الأفق وسقطت ورقتي أمامها..
.. أرى أمي تنتحب وأبي يبكي في صمت.. أرى إخوتي يغسلون أعينهم وقد فاضت من الدمع.. أرى أخي طريح الفراش يئن ويبكي بحرقة يود لو ينتفض من جسده، الذي أغرقته الغيبوبة في بحر لجي من الوجع، لعله ينفض عني غبار التراب ولفافة الكفن، ويقبل جبيني، ويهم بموادعتي الوداع الأخير.. أرى زوجي يبكيني، ويخبئ دموعاً أبت إلا أن تظهر للعيان.. وودت لو أخبره الآن أن لا مانع لدي أن يزفه الناس إلى عروس أخرى.. أرى أطفالي تعلوهم الدهشة، وأمارات الاستفهام ولسانهم لا يكف عن السؤال: أين ماما؟ ماذا تفعل في السماء؟.. آآآه إنهم يبكون بكاء الأحياء، وأنا أبكي بكاء الأموات.. ومنذ ليلتي هذه سوف يغيب عن ذاكرتي ركض الخيول الجامحة، ولست بحاجة بعد اليوم إلى دولاب ملابسي، وسوف.. لن أقبل جبين أطفالي، ولن أنتظر زوجي على فراش الغنج فعروقي الآن تذبل لقد انطفأت قناديلي.. وكل جزء من ترانيمي يدور في أفق السراب..
.. آآه.. أتحدث إليكم بهذيان غير هذيان البشر ولسان غير لسان الدم واللحم.. وإغماضتي الآن لا تعرفها عيون الأنعام، ولا أبصار البشر، ولكنها هي من أذاقتني طعم التراب، ولقنتني كيف أعيش أسفل الأرض مع الدواب.. وكيف أن ميلادي قبل ثلاثة عقود، يوم قد علم الناس كيف يحملونني، وهم يضحكون؟، وكيف أن رحيلي هذا اليوم قد لقن الناس سبيلاً كيف يحملونني وهم يبكون؟.. سأغمض عيني وأبقى طريحة القبر حتى أمد ولن ألتفت إليه.. وسأنتظر ريثما تصير الجبال عهنا، ويصير البشر فراشاً مبثوثاً.. فالموتى لا ينطقون أبداً.. ولكن ينتظرون أبداً..)
رحم الله فقيدة الوطن المبدعة (أم عبدالرحمن)، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

مستقبل الديمقراطية بعد الثورات العربية!

جريدة الشرق- ايلاف
2011-09-14


ماهية الصراع بين جماعة الدستور أولا أو الانتخابات أولا؟
هتلر وأنظمة ديكتاتورية وصلت إلى السلطة في انتخابات حرة ونزيهة!
هل هناك تلازم ما بين الديمقراطية والحرية؟

لم توجد ديمقراطية حقيقية في أي دولة عربية، لا تلك المحكومة بالنظام الجمهوري ولا الملكي ولا العائلي ولا القبلي كما هو حاصل في دول الخليج. ومن عصر الاستقلال عن الاستعمار وبداية تكوين الدول وحدودها طرحت الديمقراطية وإشكالاتها نظريا وليس عمليا شعارا فضفاضا وليس خيارا شعبيا، وتحول إلى رداء بال كل نظام يفصله على مقاسها لكي يكسب الدعم والمناورة والتحرك الخارجي وممارسه الخداع والاستمرار في التحكم في مفاصل السلطة والسيطرة على مقادير الحكم والشأن الداخلي!
(1)
عاد الجدل حول الديمقراطية وممارساتها والإيمان بها وشروطها وكيفية تطبيقها إلى الساحة السياسية العربية بعد الثورات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي. الصراع في ليبيا بعد نهاية نظام الديكتاتور المهرج، والتجاذب في مصر بعد إسقاط الفرعون المريض كان واضحا بين الفرق والجماعات التي تدعي حق التحدث باسم الثورة من جماعة الدستور أولا إلى الانتخابات أولا، والشريعة أولا! في مصر جماعة الدستور أولا تؤمن أن إجراء الانتخابات أولا هو محاولة للسيطرة على غالبية المقاعد البرلمانية من قبل فصيل معين من الفصائل السياسية في إشارة إلى الجماعات الإسلامية والاخوان المسلمين، أو السلف لأنهم الأكثر تنظيما وقدرة على خوض الانتخابات في ظل الظروف الحالية. جماعة الانتخابات أولا تصر على أن تجرى انتخابات البرلمان أولاً حتى يتاح للشعب التعبير بحرية — بعيدًا عن القيود — عن رأيه، وحتى يخرج البرلمان في كامل شكله قادرًا على صياغة الدستور بكل جوانبه وبدقة. العبرة في خواتيمها ولو نجحت مصر اليوم في الاختبارات التي تواجهها عليها في الداخل والخارج لتغيرت الخارطة السياسية في العالم العربي إلى وضع أفضل في مستويات الحرية والديمقراطية في اقل من 10 سنوات. فريد زكريا (fareed zakaria) الخبير في العلاقات الدولية أشار في كتابه "مستقبل الحرية" (The Future of Freedom) قبل وقوع زلزال الثورات العربية بسنوات الى أن مصر هي الروح الثقافية للعالم العربي‏،‏ ولو أمكن أن تتقدم سياسيا واقتصاديا‏،‏ فمن الممكن أن تبين بصورة أقوى أن الإسلام يمكنه التواءم مع الديمقراطية والحداثة وأن العرب يمكنهم النجاح في عالم اليوم‏،‏ وسيكون نجاح مصر كما كان نجاح اليابان نموذجا قويا تبعته الدول الأخرى حولها في المنطقة‏.‏ يشير زكريا الى أن معظم الكتاب العرب مشغولون بالدفاع عن الكرامة القومية أكثر من محاولة فهم المأزق الذي يعيشه العالم العربي، فبعد الحرب العالمية الأولى انتشرت في العالم العربي أفكار ليبرالية في المجتمع والسياسة‏،‏ ولكن المفكرين الليبراليين النقديين تم كنسهم مع الملوك والأرستقراطية‏،‏ وحلت محلهم أيديولوجيات الجمهورية العسكرية واشتراكية الدولة والعروبة ليختار العالم العربي أفكارا رديئة ويطبقها بطرق أكثر رداءة‏،‏ فتكون النتيجة الفشل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي‏،‏ وليكون الاحتجاج من خلال الشعارات القومية والأصولية الدينية والإرهاب‏.‏ ويصل المأزق ذروته لدرجة تثير الفزع بأن تكون الجماعات غير الليبرالية في العالم العربي هي المجتمع المدني‏،‏ مثل جماعات المثقفين المبشرين بالبديل الايدولوجي والحكم الديني والداعين إلى الجهاد ضد الغرب والمرجفين من العولمة والثقافة الغربية والخائفين على الهوية والخصوصية‏.‏
(2)
الديمقراطية والليبرالية، كانتا محور كتاب «مستقبل الحرية»، لفريد زكريا. وهو يشير إلى أن هناك نوعين من الديمقراطية أحدهما ليبرالي والآخر غير ليبرالي، لافتا إلى أن ثمة خلطا كبيرا في الأذهان بينهما، وأنهما قد نشآ منفصلين عن بعضهما، عبر قرون من التاريخ حيث أتت الحرية أولا ثم تلتها الديمقراطية. على عكس ما يعتقد الكثير من نشأة الحرية في رحم الحضارة اليونانية، فإن المؤلف يعتقد بأن الشرارة الأولى، انطلقت من وهج الصراع الذي دار بين الكنيسة (في روما) والدولة (في القسطنطينية)، في أعقاب تحرك قسطنطين شرقا لينقل عاصمة إمبراطوريته من روما، إلى بيزنطة (القسطنطينية)، عام 324 ميلاديا، وهو صراع دام نحو 1500 عام. الديمقراطية كما يعرفها زكريا نوعان ليبرالية وغير ليبرالية، الأولى هي نظام سياسي لا يتميز فقط بانتخابات حرة نزيهة وإنما بسيادة القانون وفصل السلطات وحماية الحريات الأساسية وهي: حرية الكلام والتجمع والدين. أما الأخرى فهي تعطي الأسبقية للانتخابات قبل الأفكار وقيم الحرية وقد تؤدي الى حكم التسلطية والشعبوية ‏حيث يصل إلى السلطة نظام غير ديمقراطي باسم الديمقراطية‏،‏ ان هتلر مثلا أصبح مستشارا لألمانيا من خلال انتخابات حرة وبعض الأنظمة الديكتاتورية في آسيا الوسطى وصلت إلى السلطة بنفس الطريق وأدت الانتخابات في يوغسلافيا واندونيسيا إلى تفاقم النزاعات بين الجماعات والتوترات الاثنية. وقد أدت في العالم العربي إلى صعود أنظمة رجعية. وفي البلدان الحديثة العهد بالديمقراطية تتحول فيها إلى عملية زائفة تفرز الفوضى والعنف وأشكال جديدة من الاستبداد مثل إيران، العراق. إن التاريخ الحديث لأوروبا وأمريكا الشمالية سادت فيه الليبرالية الدستورية وليس الديمقراطية ولعب القاضي النزيه دوراً أساسياً فيه وليس الاستفتاء العام.
(3)
من الأمثلة التي يستشهد بها فريد زكريا على رؤيته في عدم التلازم بين الديمقراطية والحرية هو ما حدث بعد تأسيس الجمهورية الأمريكية على أيدي الآباء المؤسسين، حيث كان التنوير والثورة نحو الحرية وتحقيق العدل والمساواة حاضرا في كتابة الدستور وتأسيس بنيان الدولة، وكانت الإشكالية هو غياب هذه المفاهيم والمصطلحات عن أغلبية سكان الولايات الجنوبية الذين كانوا يعيشون على الأفكار البالية في تطبيق سياسة الأسياد والعبيد والمالك والخادم والأجير وعدم تنازلهم عن نظام الرق والتفرقة والعنصرية، ولو حدث أن قامت انتخابات حرة نزيهة في الولايات الجنوبية فإن سكانها سوف ينتخبون أغلبية عنصرية تؤيد بقاء نظام الرق واستخدام العبيد وجلبهم من دول العالم خصوصا أفريقيا. فكان لابد أن يتم الاعتراف بالحرية والعدل في تلك الولايات ولو أدى ذلك إلى الدخول في حرب أهلية وهو ما كان بعدها تمكنت الديمقراطية من أن تجد لها أرضية خصبة تنمو فيها بعيدا عن العنصرية. زكريا يشير أيضا الى أن الديمقراطيات الغربية تشهد تجاهلاً حقيقياً من قبل الشعب بها، إلا أنها تظل مع ذلك النموذج الذي يحتذي به سائر أنحاء العالم. الديمقراطية ليست مطلقة وإلا ستؤدي إلى الفوضى، ولذلك كان للنظام الذي تشكله جوانب متعددة لا تخضع كلها للانتخاب وتلك المؤسسات والمجموعات غير الديمقراطية كان الغرض منها تلطيف الانفعالات الجماهيرية وتثقيف المواطنين، وتوجيه الديمقراطية وتأمين الحرية.
فاصلة أخيرة:
أنا لا أدعو
إلى غير الصراط المستقيم…
أنا لا أهجو
سوى كل عُتلٍ وزنيم…
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
وأرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
وضعاف الخلق في قعر الجحيم…
احمد مطر

Paying attention to internal needs

The Peninsula Newspaper
Wednesday, 14 September 2011 02:39

Recently I noticed a scene which evokes a lot of grief and little celebrations and disappointment in the achievement of many of the desires, wishes and initiatives. When we present our situation and talk about the present and future and political, cultural and social movements in our society, we find a wide gap that separates us from each other in the difference, compatibility, support, and rejection!

We do not gather, talk, discuss, watch, listen and meet with each other except in rare occasions, perhaps we gather under a wedding tent or in a funeral meeting after performing the duty and burial of the dead in Abu Hamour cemetery! There is complete absence of civil society organizations with their all models and their diversity, even the social clubs are empty of content, objectives and roles, for which they were hailed in the past (do we call it as a good time) and have become empty today. There is a lesson for every wiseman in the cultural club “Jasra”! All initiatives are in the waiting line or have been aborted from the presentation on the cooperative societies, consumer protection association, passing through the economic, academic, social, educational, intellectual and media institutions as well as the association of journalists, media, writers and intellectuals. There is no end of the specialized associations that focus on the individual initiatives that take care of men, women and children!

The talk of our colleague and respected writer Mariam Al Saad, in her interview with Al-sharq is like the singing of the swan which a listener believes she is playing fresh tunes, but she bears within her heart the whine and groans. Umme Ghassan referred to her experience in the seventies, the formation of consciousness that was reflected in her writing and her novels, the crystallization from the Journal of Qatar Arabism to the journalism of wall at the University of Cairo with the participation of Dr Mohammed Kafod, Dr Jassim Al Nasr, Dr Marzouk Bashir and Dr Zakia Mal Allah and the contribution of Awadi and many of the national elites (Where are they today!) Their cultural activity was linked to the Club of Qatar, one of the active unions and clubs of students in Gulf, which emerged in that period. It is an embarrassing irony that an educated Qatari cannot launch a club or a gathering outside his community and succeed in his leadership since the beginning of the formation of consciousness in the middle of the last century to this day at the end of the first decade of the twenty-first century. He cannot get the approval to establish a cultural association or culture club in his country! Umme Ghassan described the intellectual scene and the Qatari cultural movement as barren and bare which is suffering from emptiness and decay. It is a case which did not see the fundamental changes even in the era of Arab revolutions! The Ministry of Culture uses its official agenda which did not change for many years, since its existence and its past inheritance. It did not produce what adds to the cultural life and drive it. It didn’t infuse the enthusiasm. Most of the writers outside its planning, do not participate and are found to be absent from the scene. The meetings and festivals such as Doha festival, which is the capital of culture and was a flamboyant propaganda, didn’t quench the hunger! There are references to the long haul with the press and censor and prevention of many articles from the publication. Unfortunately, the censor is still breathing a sigh of relief. It breaks into our home and enters through the window, despite its exit from the door when the Ministry of Information was dissolved. The ban on the books and novels of some Qatari authors (D. Ahmed Abdul Malik and Noura Al Saad) is still continuing because they are Qataris, even if they were foreigners, when there was the problem! It is not surprising to see the bold articles and intellectual production on the internet, social networking sites and forums, which does not have a place in any internal congregation and on the shelf of a local library or monthly or seasonally cultural festival or even annually event such as the book fair!

The independent research centers are the most important features that characterize the modern societies. They are defined as the organizations or institutions that aim to conduct a focused and intense research and provide solutions and suggestions to the problems in general and especially on social, economic, political, strategic, technological or military and security affairs. Their scientific and research activities are performed through seminars, conferences, editing the books and periodical publications. Although there are some research centers that carry the sounding names sponsored by our private and public budget, such as the Rand Corporation and Brookings Institute, the volume of influence in the society at the grassroots level is not worthy to be mentioned and the attendance in any of the seminars and lectures which are held by these can be counted. They have their own agendas, policy and financiers. However, some time ago a website of Arab community was launched for democracy, which is a pioneer in studies of democracy in the Gulf and the Arab world. It is supervised by a researcher and Qatari academician Dr. Ali Khalifa Al Kuwari. It is an independent academic endeavor in which the personalities from Qatar, Arab and Gulf contribute to the endowment of studies of Shura and democracy. We could have not known about those personalities if their names were not published by our generation! We hope that these initiatives will transform into a positive factor contributing to the movement of cultural and social community. The site published a study conducted by the Qatari researcher Mohammad Al Khalifi entitled with demographic, who will stop the snowball? It deserves all the merit to be the subject of research in an open Gulf symposium or a conference dealing with the defect of population and demographic structure not only in Qatar but in the entire Gulf countries without exception.

At this particular time we need the efforts and initiatives, which start from the heart of the Qatari society and its intellectual and cultural symbols. We should not wait that the initiatives will come from the top of the pyramid or from abroad. It is time to talk to each other loudly and listen and ask questions, issues and absent and silenced problems. We must deal with them in research and study with the figures and statistics by holding seminars and lectures, creating social forums, personal sites and forums and taking advantage of the findings, recommendations and solutions as well as their publication in the media. We have entered the era of Arab Spring with all problems, challenges and changes posed by the one who stands idly, waiting, hesitant, scared and apprehensive and he does not move forward and does not come back day after day. The train does not wait for any one, either you change yourself or get changed

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

Post-revolution: Tolerance, development and progress

The Peninsula Newspaper
Wednesday, 07 September 2011 04:02

Building, construction and development are considered the most important priorities that need to focus on after the success of the revolution and the lack of concern in the sub-issues and raising conflicts, disputes and quarrels and seeking to engage in side battles by revenge and liquidation.

Break with the past and it’s thoughts begins with thinking in the future and building it through the present and it’s challenges.

Report of the media coverage of Egypt pointed out that before the revolution, the images and news of ousted President Hosni Mubarak were occupying front pages in the newspapers and the media, and after the success of the revolution the situation did not change, they are still at the forefront by covering his prosecution (inch by inch) and the important challenges seem to be absent from the daily scene and its implications. Sergei Sergeychev, an economist at the Institute for Middle East, is ringing the alarm bells of a disaster that may cripple the Egyptian economy, which depends on the Suez Canal, the money transferred by Egyptians working abroad, tourism, agriculture, and export of small quantities of oil and gas. Where there are now only the Canal and fund transfers from abroad, which led to the bankruptcy of the budget, in addition to the imposition of the rebel seizure of the accounts of 264 Egyptian businessmen, including ministers and tyrants of money. The Transitional Military Council is unable to repair the situation in the Egyptian economy and the worsening degradation. If the escalation and protests continue the next step will be civil war and emergence of strange political movements, like the separation movement Delta Nile river, and the movement for the independence of the Sinai Peninsula, as there is a continuous drain of time and effort and resources and excess in the theoretical and intellectual treatises, and conflict over religious and civil ideologies, and political differences and divisions between the elites, groups and political parties and between the requirements of the street, it’s desires and daily concerns.

A group of professors of political science at the Renaissance Center for Training and Development identified the reality of the political map after the Egyptian revolution on January 25 with a number of concerns, and the most important is that the political map is being made ​​up again and it is in its early stages, it is difficult, but not required to rush to its completion. There are feelings of fear and worry because of the sharp and disturbing polarization between all the shades, colours, intellectual trends and old and new political entities alike. Situation of division, which dominates the political scenario confirms that the culture of joint work which was a qualitative distinct model during the events of Revolution dropped to the back. Predominance of the terms and words and expressions of the parties not the partners, based on “we and they!” “And who is right and wrong?” “And which is the action and the reaction?”And involved media’s hold-up over the ground and inflaming the dispute between the political trends specially Islamic and liberal for personal considerations or marketing purposes, even the historical calculations. So the system of values and harmony declined​​ and division has got in, and the banners of unity and the national flag came down while the banners of accusations and mistrust, and loss of confidence were raised, in addition to drowning in the seas of internal differences and not paying any attention to the dangers of external threats. A similar scene to what is happening in the Arab countries which people have united with their elites and got rid of the dictatorships, but they can not enter after the victory into the construction and building phase, and their hands still holds the hammer of demolition, smashing and marginalization in Tunisia and Libya, and the Yemen and Syria are not far from the this scene!

Among those who visited Tahreer Square is Mahathir Mohammad, the former Prime Minister of Malaysia, which provided several tips that can be used, especially when it comes from one of the leaders of the Asian tigers and the one who faced economic problems and crises in Malaysia and was able to move the country from just an agricultural one, dependent on the export of simple goods, to an advanced industrial country. Mahathir pointed out that there are similarities between Egypt and Malaysia, Malaysia was an agricultural country, and there was no opportunity to provide work for people, so it decided to shift to an industrial country, and tried to update its agriculture to increase productivity, and tended to invite foreign investors to set up their projects on the territory of Malaysia, and to overcome obstacles to them, and this happened, so now there are lots of jobs, even the number of foreign workers exceeded a million. Mahathir did not rely on the reports of bureaucrats, but he was asking for precise figures on the situation of the unemployed, illiterate and the marginalised, and he did not allow the manipulation or embellishment of the situation, and the openness for foreigners was a matter of life or death because the building of new Malaysia needed the experience of others, so he decided to rely on the experience of Japan and benefited from the experience of Singapore. The traditional European and American models did not attract him, but the experiences of the countries which are located in his geographical surroundings and had a similarity with the failure of Malaysia. He sent thousands of students and researchers to Japanese universities first, and then to Europe, and established a new administrative and technological capital. The strategy pursued by Japan as Mahathir believes is in the production of quality goods at low prices, the thing that contributed significantly to the achievement of excellence on European and the US products with high prices, and thus he managed to get hold over the markets of Asia and Africa, in addition to follow a systematic policy of manufacturing, and to find leaders who have a high scientific level, and are characterized by the development and innovation and on the moral level in Japan there is the moral and professional obligation of Asian values of work​​, entailed by the dedication and seriousness in professional performance.

As the Malaysian government has fulfilled its reign for study of market trends and requirements, and accordingly found the demand for scientists, it tended to increase the scientific base of training in the fields of science, technology and mathematics, taking into account the development of the quality of science presented in these areas for the preparation of cadres for the cognitive work, more than 400 Institute and faculty in particular were established, providing studies and twinning programmes with universities of abroad, and the relationship between research centres and universities and the private sector has strengthened, and there was a determination to learn English so that the Malaysian people will not become isolated from the world and other peoples, this knowledge and it’s tools made ​​a big difference as they became able to compete even in manufacturing of its domestic auto and aircraft parts.

Despite the darkness that plagues the Arabic scene after the revolutions the future may be different. Various international economic studies indicate that Tunisia and Egypt, in particular, will be among the strongest 10 economies in the world by 2050 if they carry out a process of comprehensive economic modernisation.
الرأي الآخر.. الالتفات إلى هموم الداخل2011-09-07


هموم الحديث حول الحاضر والمستقبل والحراك الاجتماعي
ضرورة دعم الجهود والمبادرات التي تنطلق من رحم المجتمع
الانتظار والتردد لا يجعلنا نتقدم إلى الأمام

في الآونة الأخيرة لفتت انتباهي مشاهد على الساحة المحلية التي تحمل الكثير من الشجون والقليل من الاحتفاءات وخيبة أمل في تحقيق العديد من الرغبات والأمنيات وطرح المبادرات. عندما نطرح أوضاعنا الحالية والحديث حول الحاضر والمستقبل والحراك السياسي والثقافي والاجتماعي في مجتمعنا يتبين حجم الهوة الواسعة التي تفصلنا عن بعضنا البعض في التوافق والاختلاف والتأييد والرفض وما بين التفرج أو الانتظار أو الإقدام والتحرك إلى الإمام!
(1)
نحن لا نجتمع، لا نتحاور، لا نناقش ولا نشاهد ونستمع ونلتقي مع بعضنا البعض إلا في المناسبات النادرة، ربما تجمعنا تحت خيمة أعراس أو في مجلس عزاء بعد أداء الواجب ودفن الميت في مقبرة ابوهامور! غياب تام لمؤسسات المجتمع المدني بكل أطيافها وتنوعاتها حتى النوادي الاجتماعية فرغت من محتواها وأهدافها وأدوارها التي كان يشاد بها في السابق (هل نطلق عليه الزمن الجميل) لتغدو اليوم خاوية على عروشها ولنا في نادي "الجسرة" الثقافي لعبرة لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ان كنتم تعلمون! المبادرات جميعها في قائمة الانتظار أو تم إجهاضها في المهد من التقديم على الجمعيات التعاونية وجمعية حماية المستهلك، ومرورا بالمؤسسات الاقتصادية والاكاديمية والاجتماعية والتعليمية والفكرية والإعلامية من جمعية الصحفيين والإعلاميين إلى الكتاب والأدباء والمثقفين، وليس انتهاء بالجمعيات التخصصية التي تركز على المبادرات الفردية التي تهتم بالرجل والمرأة والطفل!
(2)
حديث الزميلة الفاضلة وكاتبتنا القديرة مريم آل سعد في حوارها مع جريدة الشرق أشبه بتغريدة البجعة التي يعتقد السامع أنها تعزف الألحان العذبة، لكن كل ما تحمله في داخل قلبها هو الأنين والآهات. أشارات أم غسان إلى تجربتها في السبعينيات وتشكيل الوعي الذي انعكس على كتاباتها ورواياتها وبلور من مجلة العروبة القطرية إلى كتابة صحافة الحائط في جامعة القاهرة بمشاركة د. محمد كافود ود. جاسم النصر ود. مرزوق بشير ود. زكية مال الله وحصة العوضي والعديد من النخب الوطنية (أين هؤلاء اليوم!) وكان نشاطهم الثقافي مرتبطا بنادي قطر وهو احد الاتحادات والنوادي الطلابية الخليجية الفاعلة الذي برز في تلك الفترة وهي مفارقة مخجلة أن يستطيع المثقف القطري أن يطلق ناديا أو تجمعا خارج مجتمعه وينجح في قيادته ويشار إليه بالبنان ومنذ بداية تشكيل الوعي في منتصف القرن الماضي ولا يستطيع إلى اليوم في نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أن يحصل على موافقة تأسيس جمعية ثقافية أو نادٍ ثقافي في بلده!. أم غسان وصفت المشهد الفكري والحراك الثقافي القطري بأنه قاحل وأجرد ويعاني الخواء والذبول، والاهتمام بالثقافة مظهري ورسمي وموجه للخارج ومستقطب له وبعيد جدا عن الداخل وهو الحال الذي لم تطرأ عليه تغيرات جوهرية حتى في عصر الثورات العربية! أما وزارة الثقافة فتدير أجندتها الرسمية التي لم تتغير منذ سنوات ومنذ وجودها وإرثها السابق، ولم تنتج ما يضيف للحياة الثقافية ويحركها ويبث الحماسة والتدفق فيها. ومعظم الكتاب والأدباء خارج تخطيطها، لا يشاركون ولا يتواجدون ومغيبون عن المشهد، أما اللقاءات والمهرجانات مثل مهرجان الدوحة عاصمة للثقافة، فقد كان بهرجة دعائية لم تسمن ولم تغن من جوع! كما أشارات إلى المشوار الطويل مع الصحافة والرقيب ومنع العديد من المقالات من النشر. وللأسف أن الرقيب لا يزال يتنفس الصعداء وهو يقتحم دارنا ويدخل علينا من الشباك رغم خروجه من الباب عندما حلت وزارة الإعلام. كما أن منع وحجز المؤلفات والكتب والروايات لبعض الكتاب القطريين (د. احمد عبدالملك ونورة آل سعد) لا يزال مستمرا فقط لأنهم قطريون ولو كانوا أجانب لما كانت هناك اشكالية! ولا غرابة أن نرى المقالات الجريئة والإنتاج الفكري يتداول على الانترنت والمواقع الاجتماعية والمنتديات ولا يوجد له مكان في أي محفل داخلي ولا على أي رف في مكتبة محلية أو احتفالية ثقافية شهرية أو موسمية أو حتى سنوية مثل معرض الكتاب!
(3)
مراكز البحوث والدراسات المستقلة عن مؤسسات الدولة من أهم المعالم التي تميز المجتمعات الحديثة وتعرف بأنها تلك المؤسسات أو المعاهد التي تهدف إلى إجراء بحوث مركزة ومكثفة وتقدم الحلول والمقترحات للمشاكل بصورة عامة وخاصة في المجالات والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والتكنولوجية أو ما يتعلق بالشؤون العسكرية والأمنية. وتكمن نشاطاتها العلمية والبحثية عبر عقد الندوات والمؤتمرات وتحرير الإصدارات الدورية والكتب والمنشورات. ورغم ان هناك بعض المراكز البحثية التي تحمل أسماء رنانة مدعومة من ميزانيتنا الخاصة والعامة مثل مؤسسة راند (Rand Corporation) ومعهد بروكنجز (Brookings Institute) فإن حجم التأثير في المجتمع على المستوى الشعبي لا يذكر ونسبة الحضور لأي من الندوات والمحاضرات التي تعقد من قبل هؤلاء معدودة على الأصابع وهي لها أجنداتها وأهدافها الخاصة بسياستها ومموليها. إلا انه قبل مدة انطلق موقع الجماعة العربية للديمقراطية الذي يعد رائدا في الدراسات الديمقراطية في الخليج والعالم العربي والذي يشرف عليه الباحث والأكاديمي القطري الدكتور علي خليفة الكواري، وهو مسعى أكاديمي مستقل ويساهم في وقفية دراسات الشورى والديمقراطية شخصيات ورموز قطرية وخليجية وعربية ولولا نشر أسماء هؤلاء الشخصيات المميزة في الموقع لما عرفنا عنهم وخاصة من قبل جيلنا! ونأمل أن تتحول هذه المبادرات إلى عامل دفع ايجابي يساهم في حراك المجتمع الثقافي والاجتماعي. لقد نشر الموقع دراسة قام بها الباحث القطري محمد الخليفي بعنوان الخلل السكاني من يوقف كرة الثلج؟ ويستحق بكل جدارة أن يكون موضوع البحث ندوة خليجية مفتوحة أو مؤتمرا يتناول مسألة خلل التركيبة السكانية والهيكل الديمغرافي ليس في قطر فقط بل كل دول الخليج بلا استثناء.
(4)
ما أحوجنا في هذه المرحلة بالذات إلى الجهود والمبادرات التي تنطلق من رحم المجتمع القطري ومن رموزه الفكرية والثقافية ولا ننتظر أن تأتي المبادرات من قمة الهرم أو من الخارج. لقد آن الأوان ان نتحدث إلى بعضنا البعض بصوت عال ونستمع ونطرح الأسئلة والقضايا والإشكاليات الغائبة والمغيبة ونتناولها بالبحث والدراسة بالأرقام والإحصائيات بعقد الندوات والمحاضرات حولها، والمنتديات الاجتماعية والمواقع الشخصية والمجالس والديوانيات والاستفادة من النتائج والتوصيات والحلول ونشرها في المجتمع. لقد دخلنا عصر الربيع العربي بكل الإشكاليات والتحديات والمتغيرات التي يطرحها ومن يقف متفرجا، منتظرا، مترددا، خائفا ومتوجسا، فهو لا يتحرك ولا يتقدم ويرجع إلى الوراء يوما بعد الآخر، القطار لا ينتظر احدا، إما أن تتغير أو يتم تغييرك.
فاصلة أخيرة:
* منذ منذ سنين،
يترنح رقاص الساعة،
يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين،
والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه،
لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
يعتقدون بأن الدمع رنين،
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة،
لتوقف في أول ساعة.
* احمد مطر

الرأي الآخر.. الالتفات إلى هموم الداخل

جريدة الشرق
2011-09-07
هموم الحديث حول الحاضر والمستقبل والحراك الاجتماعي
ضرورة دعم الجهود والمبادرات التي تنطلق من رحم المجتمع
الانتظار والتردد لا يجعلنا نتقدم إلى الأمام

في الآونة الأخيرة لفتت انتباهي مشاهد على الساحة المحلية التي تحمل الكثير من الشجون والقليل من الاحتفاءات وخيبة أمل في تحقيق العديد من الرغبات والأمنيات وطرح المبادرات. عندما نطرح أوضاعنا الحالية والحديث حول الحاضر والمستقبل والحراك السياسي والثقافي والاجتماعي في مجتمعنا يتبين حجم الهوة الواسعة التي تفصلنا عن بعضنا البعض في التوافق والاختلاف والتأييد والرفض وما بين التفرج أو الانتظار أو الإقدام والتحرك إلى الإمام!
(1)
نحن لا نجتمع، لا نتحاور، لا نناقش ولا نشاهد ونستمع ونلتقي مع بعضنا البعض إلا في المناسبات النادرة، ربما تجمعنا تحت خيمة أعراس أو في مجلس عزاء بعد أداء الواجب ودفن الميت في مقبرة ابوهامور! غياب تام لمؤسسات المجتمع المدني بكل أطيافها وتنوعاتها حتى النوادي الاجتماعية فرغت من محتواها وأهدافها وأدوارها التي كان يشاد بها في السابق (هل نطلق عليه الزمن الجميل) لتغدو اليوم خاوية على عروشها ولنا في نادي "الجسرة" الثقافي لعبرة لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ان كنتم تعلمون! المبادرات جميعها في قائمة الانتظار أو تم إجهاضها في المهد من التقديم على الجمعيات التعاونية وجمعية حماية المستهلك، ومرورا بالمؤسسات الاقتصادية والاكاديمية والاجتماعية والتعليمية والفكرية والإعلامية من جمعية الصحفيين والإعلاميين إلى الكتاب والأدباء والمثقفين، وليس انتهاء بالجمعيات التخصصية التي تركز على المبادرات الفردية التي تهتم بالرجل والمرأة والطفل!
(2)
حديث الزميلة الفاضلة وكاتبتنا القديرة مريم آل سعد في حوارها مع جريدة الشرق أشبه بتغريدة البجعة التي يعتقد السامع أنها تعزف الألحان العذبة، لكن كل ما تحمله في داخل قلبها هو الأنين والآهات. أشارات أم غسان إلى تجربتها في السبعينيات وتشكيل الوعي الذي انعكس على كتاباتها ورواياتها وبلور من مجلة العروبة القطرية إلى كتابة صحافة الحائط في جامعة القاهرة بمشاركة د. محمد كافود ود. جاسم النصر ود. مرزوق بشير ود. زكية مال الله وحصة العوضي والعديد من النخب الوطنية (أين هؤلاء اليوم!) وكان نشاطهم الثقافي مرتبطا بنادي قطر وهو احد الاتحادات والنوادي الطلابية الخليجية الفاعلة الذي برز في تلك الفترة وهي مفارقة مخجلة أن يستطيع المثقف القطري أن يطلق ناديا أو تجمعا خارج مجتمعه وينجح في قيادته ويشار إليه بالبنان ومنذ بداية تشكيل الوعي في منتصف القرن الماضي ولا يستطيع إلى اليوم في نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أن يحصل على موافقة تأسيس جمعية ثقافية أو نادٍ ثقافي في بلده!. أم غسان وصفت المشهد الفكري والحراك الثقافي القطري بأنه قاحل وأجرد ويعاني الخواء والذبول، والاهتمام بالثقافة مظهري ورسمي وموجه للخارج ومستقطب له وبعيد جدا عن الداخل وهو الحال الذي لم تطرأ عليه تغيرات جوهرية حتى في عصر الثورات العربية! أما وزارة الثقافة فتدير أجندتها الرسمية التي لم تتغير منذ سنوات ومنذ وجودها وإرثها السابق، ولم تنتج ما يضيف للحياة الثقافية ويحركها ويبث الحماسة والتدفق فيها. ومعظم الكتاب والأدباء خارج تخطيطها، لا يشاركون ولا يتواجدون ومغيبون عن المشهد، أما اللقاءات والمهرجانات مثل مهرجان الدوحة عاصمة للثقافة، فقد كان بهرجة دعائية لم تسمن ولم تغن من جوع! كما أشارات إلى المشوار الطويل مع الصحافة والرقيب ومنع العديد من المقالات من النشر. وللأسف أن الرقيب لا يزال يتنفس الصعداء وهو يقتحم دارنا ويدخل علينا من الشباك رغم خروجه من الباب عندما حلت وزارة الإعلام. كما أن منع وحجز المؤلفات والكتب والروايات لبعض الكتاب القطريين (د. احمد عبدالملك ونورة آل سعد) لا يزال مستمرا فقط لأنهم قطريون ولو كانوا أجانب لما كانت هناك اشكالية! ولا غرابة أن نرى المقالات الجريئة والإنتاج الفكري يتداول على الانترنت والمواقع الاجتماعية والمنتديات ولا يوجد له مكان في أي محفل داخلي ولا على أي رف في مكتبة محلية أو احتفالية ثقافية شهرية أو موسمية أو حتى سنوية مثل معرض الكتاب!
(3)
مراكز البحوث والدراسات المستقلة عن مؤسسات الدولة من أهم المعالم التي تميز المجتمعات الحديثة وتعرف بأنها تلك المؤسسات أو المعاهد التي تهدف إلى إجراء بحوث مركزة ومكثفة وتقدم الحلول والمقترحات للمشاكل بصورة عامة وخاصة في المجالات والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والتكنولوجية أو ما يتعلق بالشؤون العسكرية والأمنية. وتكمن نشاطاتها العلمية والبحثية عبر عقد الندوات والمؤتمرات وتحرير الإصدارات الدورية والكتب والمنشورات. ورغم ان هناك بعض المراكز البحثية التي تحمل أسماء رنانة مدعومة من ميزانيتنا الخاصة والعامة مثل مؤسسة راند (Rand Corporation) ومعهد بروكنجز (Brookings Institute) فإن حجم التأثير في المجتمع على المستوى الشعبي لا يذكر ونسبة الحضور لأي من الندوات والمحاضرات التي تعقد من قبل هؤلاء معدودة على الأصابع وهي لها أجنداتها وأهدافها الخاصة بسياستها ومموليها. إلا انه قبل مدة انطلق موقع الجماعة العربية للديمقراطية الذي يعد رائدا في الدراسات الديمقراطية في الخليج والعالم العربي والذي يشرف عليه الباحث والأكاديمي القطري الدكتور علي خليفة الكواري، وهو مسعى أكاديمي مستقل ويساهم في وقفية دراسات الشورى والديمقراطية شخصيات ورموز قطرية وخليجية وعربية ولولا نشر أسماء هؤلاء الشخصيات المميزة في الموقع لما عرفنا عنهم وخاصة من قبل جيلنا! ونأمل أن تتحول هذه المبادرات إلى عامل دفع ايجابي يساهم في حراك المجتمع الثقافي والاجتماعي. لقد نشر الموقع دراسة قام بها الباحث القطري محمد الخليفي بعنوان الخلل السكاني من يوقف كرة الثلج؟ ويستحق بكل جدارة أن يكون موضوع البحث ندوة خليجية مفتوحة أو مؤتمرا يتناول مسألة خلل التركيبة السكانية والهيكل الديمغرافي ليس في قطر فقط بل كل دول الخليج بلا استثناء.
(4)
ما أحوجنا في هذه المرحلة بالذات إلى الجهود والمبادرات التي تنطلق من رحم المجتمع القطري ومن رموزه الفكرية والثقافية ولا ننتظر أن تأتي المبادرات من قمة الهرم أو من الخارج. لقد آن الأوان ان نتحدث إلى بعضنا البعض بصوت عال ونستمع ونطرح الأسئلة والقضايا والإشكاليات الغائبة والمغيبة ونتناولها بالبحث والدراسة بالأرقام والإحصائيات بعقد الندوات والمحاضرات حولها، والمنتديات الاجتماعية والمواقع الشخصية والمجالس والديوانيات والاستفادة من النتائج والتوصيات والحلول ونشرها في المجتمع. لقد دخلنا عصر الربيع العربي بكل الإشكاليات والتحديات والمتغيرات التي يطرحها ومن يقف متفرجا، منتظرا، مترددا، خائفا ومتوجسا، فهو لا يتحرك ولا يتقدم ويرجع إلى الوراء يوما بعد الآخر، القطار لا ينتظر احدا، إما أن تتغير أو يتم تغييرك.
فاصلة أخيرة:
* منذ منذ سنين،
يترنح رقاص الساعة،
يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين،
والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه،
لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
يعتقدون بأن الدمع رنين،
وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة،
لتوقف في أول ساعة.
* احمد مطر