السبت، 5 يونيو 2010

على من تقع مسؤولية حماية الوطن والمواطن؟

2010-06-02
جريدة الشرق
المواقع الاباحية ظاهرة حقيقية في المجتمع تكبر كالورم السرطاني
55 ألف طفل في قطر مسجلون في مواقع إباحية.. هل الإحصائية صحيحة؟!
من هم هؤلاء الاطفال، كم اعمارهم، كم عدد البنين منهم وكم عدد الاناث، كيف تم حصرهم، كم عدد هذه المواقع، وكيف تم اكتشافها والتعامل معها؟! اسئلة كثيرة دارت على لسان الرأي العام القطري عندما انتشرت اخبار وجود 55 ألف طفل في قطر مسجلين في مواقع إباحية، وما حجم الصعوبات التي تواجهها الجهات المعنية لوقف تلك السلوكيات والمعلومات انتشرت كالنار في هشيم وسائل الاعلام الدولية؟!. الخبر اشبه بقنبلة مدوية لمجتمع صغير كمجتمعنا، فاذا كان عدد السكان الاصليين في قطر حوالي 250.000 نسمة، فكم عدد المسجلين في المواقع الاباحية اذا اضفنا الى العدد البالغين وكبار السن من الجنسين؟! وما هو تعريف المواقع الاباحية؟ هل هي التي تعرض المواد الاباحية على الاطفال؟، او تلك التي تستغل الأطفال (دون سن الـ18) وهي جريمة فيدرالية في الولايات المتحدة على سبيل المثال عقوبتها السجن؟! خبر آخر في نفس التوقيت السياق نشرته الصحف ووسائل الاعلام المحلية اشار الى ان المواقع الإباحية تهدد مستقبل طلاب المدارس في قطر؟! فهل الامر بات يمثل حالة ام هو ظاهرة حقيقية في المجتمع تكبر كالورم السرطاني؟ وهل آن الاون لمواجهتها بكل تداعياتها بقوة وصراحة وشفافية من خلال الفحص والتشخيص والتشريح، اما اتباع اسلوب ناعم في نشر المعلومات الناقصة، والتقليل من خطورة الوضع، واخفاء الحقائق والحالات والارقام الحقيقية؟!
في دراسة نشرت في الولايات المتحدة بينت ان متوسط عمر الأطفال الذين يتعرضون للمواد الإباحية لأول مرة يبلغ 11 عاما. ويبلغ متوسط عمر الأطفال الأكثر اعتيادا على الدخول إلى تلك المواقع من سن 15 إلى سن 17. ويكون ما نسبته (40 %) من الأطفال، لا يترددون في ذكر بياناتهم الشخصية والعائلية أثناء استخدامهم للانترنت سواء عن طريق البريد الالكتروني أو غرف الدردشة. وكانت واحدة من اربع نساء يشتكين من تعرض أطفالهن للاستغلال الجنسي عبر الانترنت، وواحد من خمسة أطفال تعرض للتحرش الجنسي من قبل شواذ أثناء تواجده بغرف المحادثة، و( 25%) ممن تعرضوا لذلك قاموا بإبلاغ أولياء أمورهم فقط.ووجدت الدراسة ان اكثر من(20000) صورة مخلة لأطفال تبث أسبوعيا على الانترنت، وأن البنات كن أكثر استخداماً من الصبيان، وبلغ الربح السنوي التقديري لاستغلال الأطفال جنسيا عبر الانترنت ما يتجاوز (3) مليارات دولار أمريكي. واذا اردنا ان نربط الشواهد ببعضها البعض، نتساءل لماذا لم تطرح دراسة مشابهة من الجهات المعنية في الدولة خصوصا من المؤسسة القطرية لحماية الطفل والتي اعلنت عن الاحصائية دون ذكر تفاصيل وارقام واحصائيات دقيقية، او المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، او المركز الثقافي للطفولة، او معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اما انهم يعتقدون ان الامر لا يعنيهم واهتماماتهم تنصب في جوانب اخرى؟!
هل المجلس الأعلى للاتصالات وشركات الاتصال وعلى رأسها (كيوتل خدمة الانترنت والجوال) و(فودافون خدمة الانترنت عبر الجوال) تتحمل جزءا من المسؤولية؟! فمن الملاحظ انه في كثير من الاحيان وجود آليات قد لا تتناسب مع آليات وتقنيات بث المواقع عن طريق الانترنت، وهي اقرب ما تكون إلى العشوائية منها إلى الموضوعية، فليس كل المواقع الإباحية محجوبة بينما يتضمن الحجب مواقع تحتوي على مواد تحمل كلمات جنسية او صحة جنسية، وليس من الصعب على المستخدم الدخول إلى المواقع المحظورة خاصة أن هنالك قوائم من المواقع والطرق الخاصة بتخطي البروكسي معروفة لدى الكثيرين وتتبع للدخول إلى المحظورت. وهناك العديد من مستخدمي الانترنت يستخدمون برامج المحادثة الفورية وغرف الدردشة والشبكة الجماعية وهي بعيدة كل البعد عن الحظر على الرغم مما تمثله من خطورة على روادها لكثرة ما يحدث فيها من حالات ابتزاز جنسي ومادي أحيانا؟!
الاباء والامهات تقع عليهم المسؤولية الاكبر في التوعية والمراقبة والمتابعة (ولكن ماذا نفعل وهناك أمية منتشرة في المجتمع في فهم واستيعاب ايجابيات وسلبيات التكنولوجيا)، لقد أظهرت دراسة أجريت في بريطانيا مؤخرا حول استخدامات الأطفال لشبكة الانترنت أن لدى الآباء فكرة ضئيلة عن كيفية استخدام أبنائهم الأطفال شبكة الانترنت في المنازل أو المدارس. وجاء في الدراسة التي استندت إلى مسح لاستخدام الانترنت في بريطانيا نشرها مركز بحوث أوروبا أن واحدا من بين كل سبعة آباء ليس لديه أية فكرة عما يتعرض له أطفاله بالدخول إلى عالم الانترنت. واشارت الدراسة الى أن 52% من الآباء يعتقدون أن أبناءهم يستخدمون الانترنت كمساعد في الواجبات المدرسية، بينما يرى 44% أن أطفالهم يستخدمون الانترنت للمراسلة عبر البريد الالكتروني مع الأصدقاء. وحذرت الدراسة من أن الجيل الأصغر ليس لديه معرفة بمفردات شبكة الانترنت رغم أنهم يستخدمونها بكثافة، وهم يفتقرون لفهم أبسط وأهم المصطلحات المطلوبة لاستخدام الشبكة؟! فاذا كانت بريطانيا تئن وتشتكي وتصرخ فما هو الحال اذا ما قارنا الوضع في مجتمعاتنا؟! لقد بات من الضروري الدعوة الى التنسيق بين المؤسسات الحكومية التعليمية والتربوية، وشبه الحكومية المعنية بالمجتمع والاسرة والطفل، واشراك اولياء الامور، لصياغة وتنفيذ استراتيجية وطنية لحماية أبنائنا من مخاطر الشبكة العنكبوتية في المدارس والمنازل ومقاهي الإنترنت والسؤال من سيبدأ الدعوة ويطلق المبادرة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق