الأربعاء، 23 يونيو 2010

الجاسم.. أختلف معك في الرأي

23/06/2010
جريدة العالم اليوم

إني أتفق مع الجاسم
وأختلف معه في ما قاله
تقول الحكمة إذا أردت أن تروج لفكرة امنعها من النشر، وإذا أردت أن تقلل من شأنها اجعلها متداولة. آراء محمد عبدالقادر الجاسم التي قمعت انتشرت كالنار في الهشيم ، وازداد عدد الذين تعرفوا على ما كتب في مدونته من خارج الكويت أكثر من داخلها، وخصوصا من مواطني دول الخليج بعد أن تم اعتقاله؟! الصحيفة الدولية الأبرز«الواشنطن بوست» الأميركية في افتتاحيتها وصفت المعاملة التي تعرض لها الجاسم بأنها (إرهابية)، وأن الاستحقاق الذي حققته دولة الكويت بما وفرته من حريات، يكاد يمحق تحت وطأة اعتقال واحد من أبرز الصحفيين. ولكن الأجمل فيما ورد في الصحيفة إشاراتها إلى صحوة الوعي النابض الذي خلفه المسار الديمقراطي في الكويت، ولا يكاد يوجد له نظير في الدول الخليجية والعربية المجاورة، فالصحيفة نوهت في نهاية افتتاحيتها، من أن الباعث للأمل، أن مئات من الكويتيين بما فيهم قانونيون وصحافيون وناشطون في حقوق الإنسان قد تجمهروا لمناصرة سجين حرية الرأي وهم يؤمنون أن القضية سابقة لمدى سقف الحرية الذي سيسمح به. فالنتائج هي الأهم وليس فقط للكويت (بل للمنطقة التي تشهد معارك سياسية ما زالت مستمرة)؟!.
الآراء والأفكار التي طرحها الجاسم، واعترف أني اطلعت عليها مؤخرا من خلال مدونته، تعتبر عادية بالنسبة للمراقب الخارجي، فهو يقرأ ويطلع على كل ما يكتب عن المنطقة ودول الخليج من تقارير وتحليلات في الصحف العالمية ومراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية الأجنبية، وهي أعطت انطباعا ايجابيا عن سقف الحريات في الكويت قبل أن يصاب بانتكاسة ويصبح خبر اعتقاله حديث الرأي العام العالمي.
الطريقة الأسلم التي يجب أن تتبع في هذه الحالة، هي مقارعة الفكر بالفكر، وتفنيد الحجة بمثيلتها، والرأي بالرأي الآخر، وعدم تحويل أصحاب الأقلام إلى ضحايا وشهداء. فالأفكار وان كانت متطرفة وعدائية وغير عقلانية لها قبول وحضور طاغ إذا تم التنكيل بها، وهي أشبه بعرائس من الشمع التي وصفها سيد قطب فالموت من اجلها وتقديم أصحابها (أكباش فداء) قد يحولها إلى أشباح وعفاريت ومسوخ Frankenstein، إن لم تدب فيها الحياة؟!
في الكويت اليوم اشعر أن مقولة فولتير مشتعلة تنير الطريق، رغم أزمة انقطاع الكهرباء التي تعيشها الكويت في الفصول المختلفة وليس في فصل الصيف حصرا،(قد اختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد لان ادفع حياتي ثمنا لحقك في الدفاع عن رأيك). إني أراها مرحلة جديدة وامتحانا حقيقيا لسقف الحريات التي أرساها الدستور والبرلمان. فهل تنجح الكويت في الاختبار؟!
إني اختلف مع الجاسم
واتفق معه في ما قاله
«الحرية لسجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق