الخميس، 10 يونيو 2010

التكسب الرخيص من أسطول الحرية

09/06/2010
جريدة عالم اليوم

فرض واجب علينا إدانة الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له«سفن الحرية» المتجهة إلى غزة والتي كانت تحمل المساعدات الإنسانية المختلفة للشعب المحاصر الضائع بين الاحتلال الغاشم الإسرائيلي والصراعات السياسية على السلطة بين قياداته فتح وحماس؟! وعزاؤنا إلى الأرواح البريئة التي سالت دماؤها على ظهر السفينة، ولم يكن ذلك ليحصل لو كانت المعابر العربية مفتوحة في مصر أو أن تركيا تحركت من البداية في التنسيق وحماية السفن وليس بعد وقوع المجزرة؟!
وواجب أيضا إن ندين تحويل المأساة إلى ملهاة وتحويل المسألة رهينة أشخاص حاولوا التكسب على حساب القضية العادلة في الحديث عن بطولات زائفة وخوارق، البعض من هؤلاء لم يكتف في التصريح للصحف ووسائل الإعلام والفضائيات على رأس الساعة، بل قاموا بجولات لبعض الدول العربية والغربية في محاولة ترويجية لأنفسهم كأبطال ومحررين في إرهاب الجنود الإسرائيليين وبث الرعب في قلوبهم، وهم الذين تم اعتقالهم وتكبيلهم بالأصفاد على ظهر السفينة لثماني ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة؟! كما أطل برؤوسهم أولئك النفر الذين لهم في كل عرس قرص، منهم من لبس ثوب الوطنية، أو العباءة القومية، أو العمامة الدينية، بالإضافة إلى الجماعات والأحزاب التي كسدت بضاعتها، والدول الأيدلوجية المارقة التي تريد أن تلعب دورا مدمرا في المنطقة والتي تحتل أراضي دول عربية؟!
الاستفادة من هذه الحوادث وغيرها يكمن في طرح القضية الفلسطينية كقضية إنسانية عادلة كما فعل اليهود في الحرب العالمية الثانية مع المجازر الجماعية الهولوكوست، لتتحول المأساة بفعل هذه التغطية الإعلامية للأحداث الدموية في وسائل الإعلام العالمية إلى مادة دسمة لإدانة إسرائيل على كل صعيد، في الشرق والغرب على سواء. و دخول المتكسبين والمرتزقة والأيدلوجيين والمنتفعين وأصحاب المصالح على الخط لا يزيد المسألة إلا تعقيدا، ويبعدها عن مسارها الصحيح، ويفقدنا الحشد والتعاطف الدولي, والمواقف العالمية الإنسانية المؤيدة، و هو الأمر الذي ابتلينا فيه من هزيمة 67 إلى الحصار على غزة إلى 2010؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق