الأربعاء، 25 أغسطس 2010

هل تهدد المسلسلات الرمضانية حياتنا الاجتماعية والثقافية؟!

2010-08-25
جريدة الشرق

عدنا إلى ديارنا وغدونا نفتقد ليالي رمضان في الغربة؟!
الشهر الفضيل تحول إلى لهو وإهدار للوقت وانخفاض الإنتاجية في العمل.
مسلسلات درامية أثارت ضجة سياسية وإعلامية ودينية وشعبية.
شركات الإنتاج أنتجت نحو 50 مسلسلاً بزيادة أكثر من 15 مسلسلاً عن العام الماضي

ونحن في الغربة كنا نحن إلى أجواء رمضان في ديارنا العامرة، ولما عدنا إلى ديارنا غدونا نفتقد ليالي رمضان في الغربة؟! لقد تحول رمضان في بلادنا إلى شهر تسلية ولهو وإهدار ومضيعة للوقت وانخفاض الإنتاجية في العمل، ووسيلة للنوم والكسل والهروب من المسؤوليات، وتوقف للحياة والشلل التام الذي يصيب المؤسسات والهيئات الحكومية. أشارت بعض التقارير في دول الخليج إلى أن الإنتاجية تتراجع بنسبة تصل إلى 20 في المائة لدى الموظفين الملتزمين وتصل أكثر من ضعف هذا الرقم لدى الفئة التي اعتادت على عدم الالتزام بساعات العمل الرسمية في رمضان أو غيره، والغريب أن المرأة "الخادمة" هي الأكثر إنتاجا عبر وجودها معظم النهار في المطبخ ولكن للأسف يذهب معظم انتاجها إلى بطون حاويات القمامة؟!
أصبح التلفزيون البطل الأوحد في رمضان بلا منافس من خلال الحجم المأهول لكمية البرامج والمسلسلات الرمضانية التي أثار بعضها ضجة مدوية هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، فالمسلسل الكويتي الكرتوني "أبو قتادة وبونبيل" الذي يعرض على قناة الوطن كاد أن يتسبب في وقوع أزمة سياسية وإعلامية وشعبية بين الكويت والمغرب وجاءت ردود الأفعال حادة من فئات مختلفة من المغاربة، من مثقفين وطلبة ورجال الفن والسياسة ضد المسلسل الذي صور في حلقاته نساء المغرب على أنهن "مشعوذات وساحرات"، يسعين إلى خطف رجال الخليج وتزويجهم لبناتهن، وفي الحقيقة لم أشاهد الحلقة إلا بعد عدة أيام من عرضها عندما وصلتني رسالة من احد الزملاء إلى بريدي برابط للحلقة المذكورة على موقع "اليوتيوب"، واضطرت لمشاهدة الحلقة بعد أن سمعت أن مجموعة من الحقوقيين المغاربة أشاروا إلى أن المسلسل الكويتي استهدف الإساءة إلى كرامة المرأة المغربية، وصور حالات شاذة، قد تكون موجودة في الواقع، لكنه لم يُراعِ مشاعر أكثر من 30 مليون مغربي، من جانبي استغربت أن تثير حلقة واحدة "سخيفة" كل هذه الردود الغاضبة ولو لم تعط كل هذه الأهمية لما كان عرف عنها احد لا في الخليج ولا في المغرب العربي! واعتقد أن هناك ما هو أبعد من الحلقة الكرتونية، يكمن في بعض التصورات النمطية للآخر في الدول العربية ومابين الشعوب بعضها البعض، وهو يظهر وقت المشاكل الأزمات المختلفة شاهدنا بعضا منها بعد أحداث مباراة مصر والجزائر، ورغم أنها هدأت ولكنها لم تنته وربما تعود في أوقات عصيبة وأزمات أخرى؟!
مسلسل "السيد المسيح" وهو من إنتاج إيراني يعرض على قناتي المنار، و"إن بي إن"، كاد أن يحدث فتنة دينية في لبنان البلد الصغير الذي يعيش فوق عشرات القنابل الموقوتة ولا يعلم أي منها سينفجر قبل الأخر؟! والمسلسل حسب بعض مراقبين يتضمن مغالطات مسيئة ومساسا بسر المسيح والعقيدة المسيحية في الجوهر والمضمون، وهو يستقي معلوماته من إنجيل برنابا المنحول والمرفوض من الكنيسة الكاثوليكية ويتضمن تحريفا لشخص المسيح وهو يهدم فكرة المسيحية من أساسها، ويعارض الأناجيل الأربعة المعتمدة. تقرير محطة الجزيرة أشار إلى أن اللغة المستخدمة في رفض المسلسل أفرزت حركة اعتراض قوية تمثلت باعتصام حشود في المركز الكاثوليكي للإعلام أثناء عرض الملاحظات، وذكرت إلى حد بعيد بمشاهد شبيهة في الحرب الأهلية الطائفية التي اندلعت عام ١٩٧٥؟! المسلسل بالطبع أثار الكثير من اللغط في وسائل الإعلام إلا أن تم وقفه. المؤسف انه بعد كل المؤتمرات والندوات من احترام العقائد وبناء جسور الثقة وحوارات الأديان التي عقدت في أكثر من عاصمة عربية خلال السنوات الماضية يأتي مسلسل أو حلقة واحدة لكي تهدم كل ما تم بناؤه وتعيدنا إلى نقطة الصفر؟!
لم يسلم مسلسل "القعقاع بن عمرو التميمي" من الاتهامات العربية المختلفة من تغذية لخلافات الطائفية والقبلية والذي يتناول عرض حقبة الجاهلية والإسلام وظهور النبي محمد ووفاته بميزانية بلغت أربعة عشر مليون ريال. الاعتراضات على المسلسل التاريخي وصلت إلى تخصيص برامج في الجزيرة لتناولها والتعليق عليها. الاتهامات ركزت على أن بطل المسلسل التاريخي هو أصلا صحابي مختلق لا وجود له؟ وان المسلسل يسعى إلى تكريس الرواية الشيعية على الرواية السنية في بعض الحوادث التي تتناول التاريخ الإسلامي! التعجب يزول عندما نعرف أنّ اللجنة التي أشرفت على نصوص المسلسل ضمت مجموعة من المختصين منهم سلمان العودة ويوسف القرضاوي وهما من أبرز العلماء المحسوبين على جماعة السنة؟! هناك من يتعمد تشويه الحقائق والطعن في أي اعمال تقارب بين الأديان والمذاهب، ويسعى في كل مناسبة لخلق أزمة بين السنة والشيعة والفرق والمذاهب الدينية، لم يستثن من ذلك الأعمال الدرامية وكأن السياسة وكوارثها لا تروي غليله؟!.
مسلسلات أخرى تم رفع دعوى عليها في المحاكم تتناول بعض التوجهات الفكرية والجماعات والأحزاب المحسوبة عليها، مسلسل "الجماعة" تكلف إنتاجه 35 مليون جنيه مصري "6.15 مليون دولار" وأظهر أعضاء الجماعة الإسلامية في بداية الحلقات على أنهم يتسمون بالعنف، ويستغلون الدين لتحقيق أهدافهم الشخصية، ولا يكترثون كثيراً بالشعب. ونحن نعرف أن التاريخ يدين الجميع بلا استثناء في تبني واستخدام العنف واستغلال الدين ولبس عباءته، منذ بداية عصر الثورة العربية إلى وقتنا الحاضر وربما إلى المستقبل؟!
في صحف "أهل كايرو" تقرير نشر عن وكالة الأنباء الألمانية أشار أن شركات الإنتاج التلفزيوني أنفقت حوالي 750 مليون جنيها، في إنتاج مسلسلات تلفزيونية بدأ عرضها أول شهر رمضان الكريم. وتقول شركات الإنتاج أنها أنتجت نحو 50 مسلسلاً بزيادة أكثر من 15 مسلسلاً عن العام الماضي. ويتعرض إنتاج هذا العدد الكبير من المسلسلات هذا العام بالذات إلى انتقادات شديدة لأسباب عديدة منها أن ارتفاع الكلفة يؤدي إلى زيادة المساحات الإعلانية أثناء العرض على حساب وقت المشاهد والإغراءات التي يتعرض لها من قبل الشركات المعلنة. ووفقاً للبيانات المنشورة فان بعض القنوات العربية دفعت مبالغ تصل إلى 35 مليون جنيها، لشراء حق العرض في حين تصعب معرفة المبالغ التي تدفعها المحطات العربية خارج مصر والتي تبلغ عشرات الملايين من الدولارات. أن الإنتاج الدرامي المصري أصبح لا يمثل أكثر من ثلث الإنتاج الدرامي العربي، خاصة فى ظل وجود الدراما السورية واللبنانية والكويتية والسعودية والإماراتية والقطرية، والتمويل الخليجي لأعمال متنوعة، مما يعنى أن العرب أنفقوا ما يزيد على ثلاثة مليارات جنيه لشهر واحد من المسلسلات. ولقد أدى هذا التنافس المحموم وارتفاع التكلفة إلى وقف إنتاج بعض المسلسلات. كما أن عرض هذا العدد الكبير من الأعمال الدرامية هو من أعمال اللهو التي تأتي على حساب إظهار التقوى والأعمال الخيرية التي يفترض أن يتفرغ لها المسلمون في شهر الصوم.
كنا نغبط العالم العربي على الأجواء الإيمانية عندما كنا نعيش في الغربة، ولكن اليوم نتمنى أن نقضي رمضان هناك بعيدا عن الأجواء الملغومة هنا؟!

السبت، 21 أغسطس 2010

عام الفجيعة الثقافية في العالم العربي

2010-08-21

حزن على رحيل المفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء العرب
غازي القصيبي شكل علامة فارقة في سماء الأدب الخليجي والعربي

خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
عندما انتهينا من قراءة قصيدة "حديقة الغروب" قبل عدة سنوات تقارب الخمس، عرفنا حينها أنها كلمات رجل مقبل على الرحيل يلخص مسيرة حياته في بضعة أبيات؟ وهو في صراعه بين الموت والحياة خلال السنوات الماضية إلى الوقت الحاضر لم يتسن له حتى مشاهدة وصيته الأخيرة التي خطها في روايته "الزهايمر" التي من المقرر صدورها من المطبعة نهاية الأسبوع الحالي! وفيها يسعى البطل في رسائله من (أرض الماضي المحروقة) إلى الاعتذار لزوجته عن الكذبة التي اختلقها قصداً ليبرّر سفره للعلاج وكأنّه على يقين أنه لن يعود إلا جثة. والزوجة لن تكتشف هذه الكذبة البيضاء إلا بعد وصول الجثة والرسائل، فهي كانت تظن أنه في رحلة عمل طويلة، وهذه كانت هي الحالة التي عاشها غازي القصيبي معنا قبل رحيله.
انه عام الفجيعة الثقافية في العالم العربي برحيل عدد من المفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء العرب الذين اثروا الساحة الفكرية والثقافية من مصر والمغرب العربي مرورا بسوريا الى الخليج من الكويت واليمن إلى السعودية، المفكر محمد عابد الجابري، برهان البخاري، محمود السعدنى، الطاهر وطار، نصر حامد أبو زيد، أحمد البغدادي والشاعر أحمد السقاف، وأخرهم الأديب والوزير الدكتور غازي القصيبي (1940 — 2010)، بعد صراع مرير مع المرض. والغريب أن أغلب هؤلاء الكبار لم يسلموا من محاربة أعمالهم وتكفير إنتاجهم وتجريحهم واتهامهم والهجوم الشخصي عليهم ولا كرامة لنبي في وطنه!
غازي القصيبي تولى عددا من المهام الحكومية والدبلوماسية والوزارية حتى رحيله، إلا أن المشهد الثقافي الخليجي يحتفظ لفقيد الأدب والثقافة بمكانة خاصة؛ إذ تعد إسهامات الفقيد الراحل في حقول فنون الشعر والأدب والقصة، علامة فارقة في سماء الأدب الخليجي والعربي. عُرف عن القصيبي حبه لكل التراب الخليجي وانشغال قصائده بقضايا المنطقة وهمومها التي لا تنتهي، كما أن له العديد من الإصدارات في هذا الجانب، منها كتاب "صوت من الخليج" الذي يحوي مجموعة مقالات نشرت تباعاً في 'المجلة العربية وكذلك كتاب "الخليج يتحدث شعراً ونثراً" الذي يحوي نبذة عن أشهر الشعراء والكتاب الخليجيين. شكلت كتاباته (هو وغيره) عن الثقافة في الخليج ردا على الغوغائية التي ما فتأت تنعت الصحف والمجلات والمحطات العربية الممولة من دول الخليج العربي بإعلام (البترودولار). وتشير الى أنه لا أدب لهؤلاء ولا رواية ولا شعر سوى ما يخلعه عليهم المنتفعون من المرتزقة يجاملونهم لبترولهم ودولاراتهم!
لا يخفي أبناء جيلي في الخليج من أن وعينا الفكري والسياسي والثقافي بالتحديد تفتح وتشكل بعد حرب الخليج الثانية "غزو الكويت" لقد كانت اللحظة التي طرحنا فيها الأسئلة الكبيرة على أنفسنا وخضنا فيها معركة المراجعات في منطقة ألا مفكر فيه وغير المسموح التفكير فيه، لكل الأطروحات والتصورات والمسلمات التي صبت في عقولنا كقوالب جاهزة دون تمعن وتفكير وتمحيص وروية. كانت كتابات أمثال الدكتور احمد الربعي وغازي القصيبي ملهمة لنا، وما أزل احتفظ ببعض القصاصات الصحفية لمجموعة من مقالات القصيبي الصحفية منها "في عين العاصفة" التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية ورده على هجوم سلمان العودة وعائض القرني وناصر العمر، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى في مثل "حياة في الإدارة" و"التنمية، الأسئلة الكبرى" و"عن هذا وذاك" و"باي باي لندن" و"الأسطورة، ديانا" و"أقوالي غير المأثورة" و"ثورة في السنة النبوية" و"حتى لا تكون فتنة. واذكر قصيدته الرائعة عن الكويت التي تبشر بالتحرير والحرية في عزّ الاحتلال والمصير المجهول (أقسمت يا كويت برب هذا البيت، سترجعين من خنادق الظلام، لؤلؤة رائعة كروعة السلام).
من أشهر أعمال القصيبي "شقة الحرية" و"العصفورية" و"دنسكو" و"أبو شلاخ البرمائي" و"سبعة" و"سعادة السفير" و"الجنيّة و"معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب". وكانت «شقة الحرية» أولى رواياته التي شدتني بلهفة بالغة، وهي صدرت عام 1994، وتحكي واقع الشباب العربي خلال الفترة من (1948 الى 1967)، حيث يعيش أبطال الرواية في شقة في مدينة القاهرة، وسط أجواء فكرية وسياسية عاصفة بتوجهات فكرية مختلفة لكل منهم، وتكون لهم بطولاتهم الخاصة مع تلك الأحداث. وكانت الرواية ممنوعة في السعودية وبعض دول الخليج وهو ماجعلنا نصر أكثر على الحصول عليها وتداولها بين الزملاء بعد الانتهاء منها. وترسم روايته «سبعة» التي صدرت في عام 2003 صورة ساخرة للواقع العربي، ممثلة في سبع شخصيات تختلف في أفكارها وأعمالها وتتشابه في الركض خلف سيدة واحدة تعمل مقدمة لبرنامج تلفزيوني، إذ يقعون ضحية لها في نهاية المطاف، وهي رواية رمزية مميزة تحكي واقع العبودية والوهم الذي يعيشه الإنسان في العالم العربي!
يقول ميشيل فوكو "أحلم بالمثقف المحطم لليقينيات والمسلمات الكونية، المثقف الذي يتمكن رغم عطالة الحاضر وقيوده، من تشخيص نقاط الضعف، وينفذ إلى مخارج الخلاص، وخطوط القوة... المثقف الذي يزج نفسه بإقدام لا يعرف كيف ولا إلى أين، ولا يفكر بالغد لأنه مستغرق بالحاضر الثقيل). أمنية حبذا أن تتحقق عندنا في أن يتم تكريم هؤلاء المثقفين الكبار في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 قبل رحيلها من الدوحة في آخر السنة إلى عاصمة أخرى. ولا نملك إلا أن نودع هؤلاء الكبار الأموات الأحياء بقصيدة محمود درويش التي يقول فيها
(بوركت الحياة، وبورك الأحياء، فوق الأرض، لا تحت الطغاة، تحيا الحياة!، تحيا الحياة!، قمر على بعلبك، ودم على بيروت، يا حلو، من صبّك، فرسا من الياقوت!، قل لي، ومن كبّك، نهرين في تابوت!، يا ليت لي قلبك، لأموت حين أموت).

الأربعاء، 18 أغسطس 2010

الخليج.. بين خيار الاستثمار في العمارات والمجمعات أو القمامة؟!

2010-08-18

استبدال المناطق البيئية والترويحية بالمساكن الحديدية والخرسانية
إقامة مشاريع منتجة تهتم بالمحافظة على الثروات البيئية
إعادة التدوير قد تكون مصدرا للوقود والتدفئة والكهرباء
مشروع ألماني رائد لفت اهتمام وسائل الإعلام العالمية

من أجمل المناطق التي اعتدنا الذهاب اليها خصوصا في فصل الصيف القاتل منطقة (المحرقة) وتقع مقابل "مبنى سلاح الجو"، وهي تتمتع بأنها منطقة ساحلية خلابة يحدها البحر، لذا كانت مقصد المواطنين والاجانب والسياح، الذين يحبون السباحة والصيد وخصوصا سـرطـان الـبـحـر (القبقب) والقواقع الصغيرة (الحويت. وهناك كانت اجمل الذكريات التي قضيناها في الدراسة والتحضير للاختبارات الثانوية ونهاية السنة، بالاضافة الى القراءة والمطالعة بعمق وشغف للقصص والرويات الخيالية والرومانسية التي بنت خيالنا المسافر الجامح في المرحلة الجامعية. واليوم اختفت المنطقة وتحولت الى مبان للمطار الجديد، وتلاشت معها الكثير من المناطق البيئية والترويحية وحلت محلها المساكن والمباني الحديدية والخرسانية؟!
موضوعي اليوم ليس عن البيئة وهو حديث طويل ذو شجون، بل عن افعالنا وسلوكنا وطريقتنا الهمجية في تدمير البيئة والقضاء على الحياة الفطرية فيها. ونحن بحاجة لسن تشريعات وقوانين وانطمة اكثر تشددا في التعامل مع الاستهتار والعبث بالبيئة وغرس الثقافة البيئية في الاطفال وطلاب المدارس والمنازل وفي وسائل الاعلام. واقامة مشاريع منتجة تهتم حتى بأدق التفاصيل في المحافظة على الثروات البيئية والتأكد من توفير شروط السلامة لحاضرها ومستقبلها في المجتمع. لقد تطرقت لمنطقة (المحرقة) لانها كانت ايضا منطقة (حرق القمامة والنفايات) ويقال ان الاسم اطلق عليها بسبب ذلك، وهي كانت مفارقة ان اجمل المناطق في الدوحة، ينبعث منها اقذر الروائح في المدينة؟! لقد اثار انتباهي في الايام الماضية بروز عدة مشاريع رائدة للتخلص من النفايات والقمامة بطريقة حضارية واعادة انتاجها وتدويرها واستثمارها (Recycling)، من خلال صنع مواد عضوية مفيدة منها.
والتدوير كما يشير الاستاذ (صادق كاظم) هو عملية إعادة تصنيع واستخدام المخلفات، سواء المنزلية أم الصناعية أم الزراعية، وذلك لتقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة، وتتم هذه العملية عن طريق تصنيف وفصل المخلفات على أساس المواد الخام الموجودة بها ثم إعادة تصنيع كل مادة على حدة بدأت فكرة إعادة التدوير أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث كانت الدول تعانى من النقص الشديد في بعض المواد الأساسية مثل المطاط، ما دفعها إلى تجميع تلك المواد من المخلفات لإعادة استخدامها. وبعد سنوات أصبحت عملية إعادة التدوير من أهم أساليب إدارة التخلص من المخلفات؛ ذلك للفوائد البيئية العديدة لهذه العملية. لسنوات عديدة كانت إعادة التدوير المباشر عن طريق منتجي مواد المخلفات (الخردة) هي الشكل الأساسي لإعادة التدوير، ولكن مع بداية التسعينيات بدأ التركيز على إعادة التدوير غير المباشر أي تصنيع مواد المخلفات لإنتاج منتجات أخرى تعتمد على نفس المادة الخام مثل: إعادة تدوير الزجاج والورق والبلاستيك والألومنيوم وغيرها من المواد التي يتم الآن إعادة تدويرها. وقد اكدت التجارب العملية في هذا المجال أنه إذا تم أخذ برامج إعادة التدوير بمأخذ الجد من الممكن أن تساعد في تخفيض تكلفة المواد الخام وتكلفة التشغيل، فضلا عن فائدتها البيئية من خلال تقليل التلوث البيئي.
في المانيا مشروع مميز لفت اهتمام وسائل الاعلام العالمية، مدينة (غيلزنكريشن) وخلال السنوات الماضية من الجهد والمثابرة والعمل الدؤوب تعد اليوم من ابرز المدن في اوروبا التي تعالج فيها النفايات الحيوية، الأمر الذي يمكن من توليد غازات حيوية يمكن الاستفادة منها في تشغيل محطات طاقة، وتتم حاليا تغذية اكثر من 4000 منزل في مدينة (غيلزنكيرشن) بالطاقة الكهربائية المستمدة من مجمع معالجة النفايات، وهو يمثل اهم كتلة حيوية لمصدر الطاقة المتجددة الذي يعتمد على القمامة والنفايات وأكثر أشكال هذه الطاقة فعالية. وسواء كان مصدر هذه الكتلة الفضلات او مخلفات المواشي او نشارة الخشب او بقايا النباتات، والمواد الاولية المتجددة كالخشب والشمندر واللفت والقصب فكلها عبارة عن مصدر للوقود والتدفئة والكهرباء.
انشئ مصنع كليزنكيرشن لانتاج الطاقة من القمامة عام 2005، و بدأ مثل غيره يعتمد على مواد كان يتم التخلص منها من اجل حماية البيئة والطبيعة، ومع تعاظم الحاجة الى مصادر الطاقة المتجددة تزايد عدد المصانع الى ان وصل اليوم الى الف مصنع في كل أنحاء ألمانيا انتجت العام الماضي عشرة مليارات كيلو من الكهرباء، بزيادة وصلت الى اربعة مليارات مقارنة مع عام 2008.
ولقد ادت قلة تكاليف هذه الطاقة من الكتل الحيوية الى زيادة نسبة مساهمتها في انتاج الكهرباء باستمرار، فحسب تقديرات وزارة البيئة الاتحادية تصل النسبة الى حوالي 20 في المائة من طاقة التدفئة في كل المانيا، خاصة بعد ارتفاع سعر الغاز الطبيعي ومحاولة من المانيا التقليل من اعتمادها على الغاز الذي تشتريه في الخارج، وبالاخص الغاز الآتي من روسيا عبر اوكرانيا.
المشروع الآخر سويسري وهو جاء بعد النجاح الالماني، وهو يأتي كرؤية استراتيجية استثمارية بعيدة المدى ودخلت فيها المؤسسات والشركات الخاصة بمباركة حكومية، والبدابة تأتي من الشركة السويدية (اليكترولوكس) لصنع الاجهزة الكهربائية المنزلية والتي تقوم بجمع القطع البلاستيك الطافية في المحيطات والانهار لصنع مكانس كهربائية، والشركة وتعد ثاني اكبر شركة لصنع الادوات الكهربائية المنزلية، وعملها يكمن في جمع قطع البلاستيك من جزر النفايات الطافية في المحيطات الهادي والاطلسي والهندي ومن ثلاثة بحور اوروبية واستخدام هذه المادة لصنع مكانس كهربائية.
ومن الفوائد البيئية والاقتصادية في تدوير النفايات، يشير د. طارق حسين — خبير البيئة الدولي، الى انها تكمن في التقليل من تلوث البيئة، نتيجة التخلص من النفايات عن طريق الدفن أو الحرق، تقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية، توفير فرص صناعية جديدة لأصحاب رؤوس الأموال وتوفير فرص عمالة جديدة، وتوفير الطاقة، ومن أهم الصناعات التي تعتمد على النفايات المنزلية، السماد العضوي والورق والزجاج والحديد والألومنيوم واللدائن والخشب، حتى أن الورق كمخلفات عندما يتم تجميعه ليصل إلى عدة أطنان يكون ذا قيمة حقيقية.
اذا كان لنا في دول الخليج كمواطنين الخيار في الاستثمار في المباني والعمارات والمساكن التجارية، الاستحواذ على المجمعات التجارية مثل (هارودز) وشراء النوادي البريطانية والاوروبية، فاننا نفضل ان يتم الاستثمار في مشاريع انتاجية حقيقية تخدم الوطن ولا تضيع مقدراته في السوق المتقلبة، وخصوصا ان الازمة الاقتصادية اعطتنا درس العمر في التعلم من الاخطاء والمغامرة غير محسوبة العواقب والتي ما زالت دبي تدفع ثمنها؟!

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

لماذا يتم تشويه صورة الوطن في الخارج؟!

2010-08-11

صورة نمطية جديدة لمواطنين خليجيين وقطريين في شوارع لندن
التصرفات غير المسئولة والبذخ والثراء الفاحش ترتبط بالسياح من دول الخليج
جهود متواصلة ترسم صورة مشوهة في وسائل الإعلام الغربية
لسنا على استعداد لإضافة المزيد من التصورات السلبية إلى القائمة الطويلة

لم نكن نبرأ من السمعة السيئة التي خلفها الفيلم الدرامي "اختطاف " "Taken"، في عام "2008"، من إنتاج شركة يوروبا "EuropaCorp"، التي أسسها الفرنسيون لمنافسة أفلام هوليود على مستوى عالمي، لنصحوا على الصورة النمطية الجديدة التي تناولتها الصحف البريطانية عن مواطنين خليجيين وقطريين في شوارع لندن وخصوصا في شارع العرب اجور رود "Edgware Road"، وشارع بارك لين "Park Lane" القريب من حديقة لندن الشهيرة الهيد بارك "Hyde Park"، وشارع نايتس بريدج "nightsbridge"، والشوارع المحاذية من متجر هارودز "Harrods" والذي اشترته شركة قطر القابضة في صفقة تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني "2.3 مليار دولار".
دعونا ننشط الذاكرة قليلا عن الفيلم " اختطاف " "Taken"، الذي حقق إيرادات تتجاوز 126 مليون دولار "مايعادل ميزانية مجموعة من الدول الإفريقية"، وهو من إخراج الفرنسي "بيري موريل" "Pierre Morel"، ومن بطولة ليام نيسون "Liam Neeson"، وهو من أبرز الممثلين في هوليود ومن افلامه العالمية "قائمة شيندلر" "Schindler's List"، لستيفن سبيلبرغ عن المحرقة اليهودية، وفي فيلم "مملكة السماء" "Kingdom of Heaven"، وهو في فيلم "اختطاف " يمثل دور عميل السي أي إيه متقاعد، عندما تذهب ابنته في رحلة سياحية من لوس أنجلوس إلى فرنسا، وهناك تتعرض لعملية اختطاف على يد مجموعة البانية الجنسية مهاجرة إلى فرنسا تشكل مجموعة إجرام منظم، تعمل على خطف الفتيات والإيقاع بهن مستخدمة المخدرات والدعارة والبيع لمن هن عذراوات، وتقوم هذه المجموعة المهاجرة ببيع الابنة المختطفة لشخص من اصول عربية قادر على شرائها ويعمل "ليام نسون" عبر خبرته التي اكتسبها من عمله في الاستخبارات الأمريكية على تحرير ابنته من خلال قتل العشرات منهم، وفي النهاية يطلق بطل الفيلم رصاصة الرحمة على رأس الشيخ الكهل "رحمن" الذي اشترى ابنته المراهقة؟!
الفيلم الذي صادف وشاهدته في نيويورك في دورة تدريبية، يوضح في أحد مشاهده مطاردات في شوارع باريس مع سيارة عليها أرقام مرسومة باللغة العربية، يتم تركيز الكاميرا بسرعة عليها بشكل متكرر، ليتبين للمشاهد أن الأرقام تعود إلى سيارة تحمل لوحة رخصة قطرية؟! والغريب انه لم يقدم أحد أسفه أو اعتذاره على التشويه المتعمد للسمعة من قبل المسئولين عن العمل أو الشركة المنتجة؟! بل الأدهى أن الفيلم عرض في قطر كما علمت بعد حذف اللقطات المسيئة مما يشير إلى أن العالم كله شاهد وسمع وتحدث عن الفضيحة إلا أصحاب القضية المعنية "وياغافلين لكم الله"؟! لقد بينت التعليقات النقدية للفيلم في وسائل الإعلام المختلفة عن محاولة مقصودة لتشويه صورة العرب والمسلمين بتعمد إظهارهم في صورة عصابات إجرامية تتاجر في البشر وتدعو للبغاء؟!
خلال الأسبوع الماضي من زيارتي إلى لندن لحضور مؤتمر إعلامي، راودتني اطغاث ذكريات هذه الصورة السيئة في تقرير نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية "Daily Mail" عن أسلوب المعيشة والتصرفات غير المسئولة والبذخ والثراء الفاحش التي يتباهى بها السياح القادمون من دول الخليج في العاصمة البريطانية لندن، ولقد نشرت الصحيفة على صدر صفحتها صور مجموعة من السيارات «فيراري» و«بوغاتي» و«لامبرغيني» و«بينتلي» تحمل جميعها لوحات باللغة العربية تم شحنها من قطر والسعودية والإمارات بأرقام مميزة جدا يزيد سعر البعض منها على 80 ألف جنيه إسترليني والبعض منها مصنوع من المعدن المطلي بالذهب؟! قبلها كان هناك تقرير آخر نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" ونقلته معظم الصحف اليومية بالإضافة إلى المجلات الصفراء في بريطانيا، وهو يشير إلى مخالفات الشرطة البريطانية لعدد من السيارات التي تحمل لوحة أرقام قطرية، وقد ذكرت "بي بي سي" أن سيارة تبلغ قيمتها 1.2 مليون جنيه إسترليني "نحو 1.88 مليون دولار"، والأخرى قيمتها 350 ألف جنيه إسترليني "نحو 550 ألف دولار" قد كبلتا لارتكابهما مخالفة صريحة لقوانين مواقف السيارات. كما أن هناك عدة تقارير أوردتها صحيفة التلغراف "Telegraph" منها التقرير الذي جاء تحت عنوان "الترجمة بتصرف" "سكان نايت برج لا يستطيعون النوم" "Sleepless Knightsbridge residents"، وكانت الإشارة الأكبر فيه إلى قطر، وهو يشير إلى تقدم مجموعة من السكان في العاصمة لندن بشكوى إلى عمدة المدينة "بوريس جونسون" مطالبين بالوصول إلى حل للضجة والإزعاج المتواصل الذي يحدثه السياح من دول الخليج بالتحديد قطر السعودية والإمارات باستعمالهم السيارات الفارهة ذات الصوت العالي، وقد أشاروا إلى أن النوم أصبح شبه مستحيل بفعل هدير هذه السيارات خاصة حول متجر "هارودز" الذي اشترته قطر مؤخرا؟! كما تقدموا بشكوى إلى سفارات دول الخليج الثلاث. في البحث في أرشيف صحيفة التلغراف وجدت أنها نشرت تقريرا في صيف "2008" عن مواطن قطري قام بشحن سيارته الرياضية الفاخرة والتي تحمل لوحة أرقام قطرية من طراز "لامبرغيني" "جواً" إلى بريطانيا لتغيير زيتها ومن ثم إعادتها إلى قطر. وذكرت الصحيفة أن كلفة الرحلة مع تغيير الزيت وصلت إلى نحو 20 ألف جنيه إسترليني، أي حوالى "140 ألف ريال"؟!
الملاحظ من كثرة التغطيات والتقارير والأحاديث الجانبية المختلقة التي كانت مستترة وبدأت تظهر على السطح بقوة، أن المسألة تحولت إلى جهود متواصلة تحاول أن ترسم صورة سلبية مشوهة للوطن في الخارج تصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام الغربية والعالمية! وصياغة قوالب نمطية للمواطن الذي يعيش فيه وكل ذلك بسبب تصرفات لم تعد مقتصرة على بذخ وتبذير بل تحولت إلى سلوكيات ضارة وأفعال غير مقبولة وغير مسئولة ومخالفة للقوانين والأعراف والأنظمة يقوم بها بضعة "أفراد" في خارج محسوبين علينا؟! إن التحديات المتمثلة في مواجهة الصورة السلبية للعرب والمسلمين لا تكاد تحقق نجاحا يذكر؟! ولسنا على استعداد لإضافة المزيد من التصورات السلبية إلى القائمة الطويلة، فنحن مازلنا نعاني من صعوبة تعديلها وتغييرها أو صياغة صورة جديدة في ظل حالة التراجع في الإسهام الحضاري للعرب والمسلمين ومن المشاركة في ارتقاء الإنسانية وتقدمها، وانتكاسة ثقافة التعايش السلمي والتسامح بين الأديان والمذاهب والطوائف والفكر، وتشويه الحركات الراديكالية الإرهابية المتطرفة رسالة الإسلام السمحة، وهذه الحركات لا تعترف بالحجة والحوار بل بالتكفير والتدمير والعنف، وانتشار جرائم الكراهية الاهانات والاعتداءات في دول غربية ضد العرب والمسلمين والأجانب من العالم الثالث وأحيانا يستخدم العنف معهم، بالإضافة إلى التركيز على إبراز الصورة السلبية المرتبطة العرب والمسلمين من قبل بعض وسائل الإعلام والصحف الغربية وتقاريرها التي قد تكون في كثير من الأحيان تروج للصور النمطية "الفردية" وأبطالها مجموعة أفراد محسوبين على الأصابع ولكنها تعمم، الأمر الذي من شأنه تكريس الرؤية المرسومة سلفا عن العرب والمسلمين وهو ما يطلق عليه إسلاموفوبيا (Islamophobia)؟!
الأخبار الأخيرة التي وردت في وسائل الإعلام أشارت إلى استعداد منتجو فيلم " اختطاف " لإطلاق جزء ثانٍ له بعنوان "Taken — 2" ولا أعلام لدي من تحول المطاردة إلى لندن هذه المرة بدلا من باريس، ويكون فيه الأشرار من العرب أو المسلمين، بحيث يمكن التعرف عليهم من خلال لوحات سيارتهم المرسومة بحروف عربية تشير إلى اسم البلد الذي جاءوا منه وبالطبع لن يكون غير بلد خليجي، والسؤال البديهي هل سيكون قطر مرة أخرى؟!

Abuse of science and knowledge by terrorists

Wednesday, 11 August 2010 02:48
The Peninsula

The Center of Dawn, one of Al Qaeda’s online media programmes, has published a magazine titled Inspire. As the title suggest, the publication is about terrorist motivation, and is the organisation’s first online magazine in the English language. In its first pages, the magazine tells mujahideen beginners what must accompany them in their luggage during jihad. It also instructs them on preparing bombs in their kitchens. One page even contains information on how to create bombs in their mother’s kitchen: “Make a Bomb in the Kitchen of your Mum” describes ways in which one can prepare a bomb in a day or two that can kill over a dozen people. Another bomb, which takes a full month to produce, can kill dozens more. The ingredients of the bombs include sugar, matchsticks, light bulbs, batteries, watches, and other items that can easily be obtained from the nearest grocery store or supermarket.

The magazine also includes “practical” tips for mujahideen on what can be expected during recruitment for jihad, including being able to speak domestic dialects fluently and knowledge of local traditions. It goes into precise detail about the necessity of travelling with as little baggage as possible. Amongst the travel necessities mentioned are backpacks and several pairs of appropriately soft shoes, not to mention shower gel. Of course, carrying religious literature remains essential, but it reminds the young beginners that there is no harm in bringing along an MP3 player or a laptop computer. However, the magazine warns against using locked mobile phones and of the risks of communicating via e-mail. Instead, it recommends using a special encoding program under the name of “Mujahideen Secrets”.

This magazine and other destructive media created by terrorists — who are unfortunately identified with all Arabs and Muslims — use the tools of science, modern knowledge and technology as weapons for destroying places, regions and countries that have produced the very sciences they are abusing. These media arms do not hide their clear objective of targeting the new generation of “sons of Muslims” who have lived, been educated, and gained knowledge of science and technology in the West, and hold degrees from universities. More often than not, the young recruits’ background in religion is weak, therefore they are easily attracted by modern means of communication and the Internet which recruit and transform them into suicide bombers in the name of Islam.

The Telegraph newspaper published a commentary by Bruce Riedel, a scholar at the Brookings Institution, indicating that the mujahideen magazine, Inspire, aims explicitly to call for jihad in the United States and Britain, which could possibly be housing the future terrorists of Fort Hood, or the next suicide bomber of Times Square. Experts believe that online forums are major players in the battle, and that September 11, 2001 was a turning point where the term “jihadist forums” appeared in reference to these types of sites that are similar to secluded caves with perverse abilities of control. Jihadist forums began as windows for disseminating the ideas of Al Qaeda and escaping control, regulation and security bans. The most dangerous features of these media are that they are cheap — so for just a few dollars, anyone, anywhere in the world, can establish forums and broadcast anything one desires. Technically, the process does not require more than buying a program for creating forums and then launching it through one of the many hosting companies readily available on the worldwide web and open the doors for recruiting sympathisers. The Telegraph adds that one of the forums that played a major role in the dissemination of Al Qaeda’s ideas is “Al Hasba”. Those responsible for the site were subject to several intensified arrest campaigns, prompting them to shut down the forum. There is a forest of forums estimated to reach over 6,000 websites. According to Gabriel Weimann, researcher at the US Peace Institute, in his book Terror on the Internet: Good Platform, a new Challenge, the number of fundamentalist websites has increased from about 12 sites in 1998 to more than 4,800 to date.

One of the rewards reaped by the websites is the recruitment of a new breed of terrorists such as Faisal Shahzad, who, at 30 years of age, holds a graduate degree, was born in a prominent Pakistani family, is fluent in English and spent 10 years working in the United States. Six of those years were spent as an administrative accountant, then as a chief financial officer of the American cosmetics brand Elizabeth Arden. He is also married to a young American of Pakistani origin and blessed with two children. Shahzad attempted a car bomb attack in Times Square of New York several weeks ago, but, luckily, the bomb did not explode, and it was successfully dismantled by the police. Shahzad managed to escape but fell into the hands of agents of the Federal Bureau of Investigation (FBI).

In an exposè that prompted much debate, the Washington Times published a report quoting one of the most senior advisers to the US president in matters of counter-terrorism and national security that dozens of Americans have joined terrorist groups and are a real threat to the United States’ interests domestically and abroad. The latest study by the Rand Corporation on domestic American extremism indicates that there has been a remarkable increase in charges against Americans trained to carry out jihadist acts of violence over the past two years. The report states that there were 81 people accused of terrorist crimes between 2002 to 2008. Also, 42 people were accused of similar offences in 2009 and two so far in 2010. The study concluded that for every 30,000 American Muslims, one person carries tendencies toward extremism, a fact which indicates that the majority of American Muslims oppose the ideology of jihad and its call for violence. The study also notes that the law enforcement agencies of America have the means to monitor Al Qaeda’s electronic forums, which have been previously confirmed as a gateway for recruiting members for the terrorist organisation.

Gell Cable, in his book, War of the Muslim Minds: Islam and the West, states that the Internet was the primary reason for the success of Al Qaeda in carrying out the attacks of September 11, 2001. At the same time, he asserts that “9/11 is a product of the Internet!” Someone else approaching the idea of international terrorism is the expert Gabriel Weimann in his report on the use of terrorism via the Internet, where he confirms that top members of Al Qaeda “have relied heavily on the Internet in planning the attacks of September 11th”.

Under the fierce attacks that use our religion, wear its cloak and speak on its behalf, there must be a strong confrontation by those of us who reject the use of violence, extremism, religious intolerance and horrific justification of slaughter, bloodshed, and unfettered moral, humanitarian and legal atrocities in the name of Islam. We must change the argument claiming that all Muslims are terrorists since the reality is, and the findings indicate, that most terrorists are Muslims. The battle and the battleground is the Internet and its soldiers are all of those who can access and participate in it to create changes for the better and project a positive image of a civilised form of Islam.

الجمعة، 6 أغسطس 2010

علاقة وثيقة تربط بين الفساد والفقر في العالم العربي

2010-08-04
جريدة الشرق
قطر تتصدر قائمة الدول العربية من حيث مستوى الشفافية
المنطقة العربية أضاعت ألف مليار دولار في عمليات فساد مالي!
الفساد في المؤسسات التعليمية يشمل الرشوة والشهادات المزورة والجامعات الأهلية

الإشادة بالجهود الحكومية المبذولة في محاربة الفساد وتطبيق مبدأ الشفافية مطلوبة وواجبة، فحسب الإحصائية الأخيرة في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تصدرت دولة قطر قائمة الدول الأفضل من حيث مستوى الشفافية، تلتها دولة الإمارات فإسرائيل، أما بالنسبة لترتيب الدول العربية على المستوى الدولي فتأتي قطر في المرتبة 22 عالميا بسبع نقاط، تليها الإمارات (30)، والبحرين (46)، والسعودية (63). وفي المقابل احتلت مصر والجزائر المرتبة (111)، وهي واحدة من الرتب المتأخرة عالميا من حيث الشفافية، وفي ذيل القائمة كل من اليمن والعراق والسودان والصومال، أما على الصعيد الدولي فقد احتلت الدنمارك والسويد وسنغافورة وسويسرا المراتب الأولى من حيث الشفافية المالية والإدارية.
الملاحظ أن ترتيب الدول العربية والإسلامية شهد تراجعا كبيرا على مقياس الشفافية العالمي في 2010، الذي تُصدره منظمة الشفافية الدولية سنويا، وذكر التقرير السنوي للمنظمة أن مشكلة الفساد تنامت في هذه البلدان العام الحالي؛ بسبب ارتفاع نسب الفقر ومستويات النزاعات المسلحة في بلدان عالمنا العربي والإسلامي، كما في العراق والصومال وأفغانستان، وأشار التقرير الى أن هناك علاقة وثيقة بين الفساد والفقر، حيث تركزت مجموعة من الدول الفقيرة في قاع الترتيب، وقد سجلت المنطقة العربية إضاعة ألف مليار دولار، في عمليات فساد مالي وإهدار للأموال خلال النصف الثاني من القرن الماضي تمثل ثلث مجموع الدخل القومي للدول العربية.
اصدر الخبير القانوني محمد صالح آميدي دراسة ميدانية قيمة حول الفساد، وتناول الباحث أنواع الفساد المختلفة، بداية في الفساد السياسي ومظاهره ويتمثل في أصحاب المصالح السياسية وأجهزتها الأمنية وما تقوم به من مراقبة المكالمات الهاتفية وشبكات الانترنت، والاستحواذ على التجارة والمضاربات المالية والاحتكار الاقتصادي، وتزوير الانتخابات، واستثمار المال العام في حملاتها الانتخابية والتدخل في شؤون الجامعات والمؤسسات العلمية والتصرف بالأموال العامة لصالح القيادات. وبعدها الفساد الإداري ومظاهره بدءا من المحسوبية والمنسوبية والتسيب الإداري والوظيفي وإطفاء الأراضي الزراعية وتخصيصها وتمليكها للشركات الخاصة والعائلية، وانتهاء بتزوير الشهادات والوثائق الرسمية. يليهما الفساد المالي بمظاهره المعروفة والخفية سواء الفساد المالي في الميزانية أو الرشوة في المؤسسات أو الاختلاس وطرقه المتبعة، ثم الفساد القضائي ومظاهر السلطة القضائية ومنها تعيين أعضاء الهيئات القضائية على أساس التزكية، والرشاوى القضائية والتدخل في شؤون القضاء. وأيضا الفساد في المؤسسات التعليمية ومنها الرشوة بين المدرسين والشهادات المزورة وظاهرة الجامعات الأهلية.
دراسة مميزة أخرى أعدها د. عبد اللطيف الرعود عن الفساد جاء فيها أن الفساد بمفهومه اللغوي هو مصدر للفعل فسد، وقد عرفه لسان العرب بأنه نقيض الصلاح. ويعرف بمعجم أكسفورد الإنجليزي الفساد بأنه "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة". ويعرف البنك الدولي الفساد بأنه "إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص". أما صندوق النقد الدولي فيعرف الفساد من حيث انه علاقة الأيدي الطويلة المتعمدة التي تهدف لاستنتاج الفوائد من السلوك لشخص واحد أو لمجموعة ذات علاقة بالآخرين، وتعرفه منظمة الشفافية الدولية بأنه "استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة"، ويعرف أيضا بأنه الانحراف الأخلاقي لبعض المسؤولين العموميين، ومع بروز العولمة وما رافقها من خصخصة مؤسسات القطاع العام ظهر تعريف جديد للفساد بأنه بيع أملاك الدولة بواسطة المسؤولين الحكوميين لتحقيق المصالح الشخصية.
ويشير الدكتور الرعود إلى أدوات الفساد السياسي وعلى رأسها أولا (السلطة) وهي من أهم الأدوات التي تكون بيئة ملاءمة تحتضن الفساد، وتحمي الفاسدين وتكون الراعية لبؤرة الفساد فمنها يستشري وينطلق ويتوسع ويصبح للمفسدين تنظيم يحتوي عل شبكات قوية وضاغطة تتمترس خلف لوائح وتشريعات قانونية قابلة للتأويل ليتوغل كبار الفاسدين في قلب النظام بل يصبحون قيمين على الدولة برمتها إلى درجة أنهم يستطيعون التحكم في التشريع والملاحقة والمساءلة واستئثارهم بالسلطة وتحكمهم بالقوانين وفي مرحلة الانهيار السياسي والقيمي والوطني تنشئ مؤسسة الفساد التي يستقطب في صفوفها ضعاف النفوس وعديمو الضمير من قدوة سيئة يتمتع رجالها من حكام ومسؤولين وأصحاب جاه ونعيم ساعدتهم ظروف بيئية خاصة نشأ معها اهتزاز القيم والوعي والمعرفة وعم الفقر والجهل من الباحثين عن الثراء بشتى وسائله من سلب ونهب وتطاول وسرقه ورشى وغير ذلك من وسائل الكسب الحرام.
ثانيا (المال) حيث تعد الصفقات العمومية موطنا خصبا بكل أوجه الفساد من محسوبية وواسطة ورشوة ويتعدى الأمر بأن تتكون منظومة فساد قوية عندما يحدث التحالف بين رجل الأعمال (الرأسمالي) ورجل السياسة وبداعي المصلحة المشتركة يخدم كل منهما الآخر وبما يسمى بظاهرة الفساد السياسي الذي يؤدي إلى تبعية القوة السياسية للقوه الاقتصادية لتصبح أداة بيد أصحاب الأموال والطبقات الغنية القادرة على الدفع لتحقيق المنافع الشخصية، ويعملون على استبعاد الفئات الأخرى التي تمثل المثقفين الحقيقيين والعلماء والمفكرين والمبدعين، ثالثا (المنصب) وفيه يصبح المنصب تشريفا وليس تكليفا، وفيه أيضا يتعطش الشخص الراغب في الوصول بأي طريقة وبأي ثمن إلى مركز عال فإنه يسهل على الطبقة الحاكمة استعمال هذه الأصناف كدروع وخنادق تحتمي خلفها في تسيير أعمالهم ضمن أدوار محددة ومنسقة وعند انتهاء هذا الدور لسبب ما يستدعي التضحية بأحدهم ككبش فداء يضحى به عندما يلزم لتجميل الصورة محليا ودوليا وإرضاء للرأي العام وطوي صفحة قضية أصبحت مثارا للجدل.
رابعا (فساد المنظومة الديمقراطية) عندما تصبح الديمقراطية رهينة للمتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال تظهر معها ظاهرة المال السياسي وذلك بشراء الذمم واستغلال الفقراء وضعاف النفوس من أجل الوصول إلى البرلمان، وتستغل الأحزاب الحاكمة هذه الطريقة لتصبح الديمقراطية عرجاء يسيرها المال السياسي وتحد من التعددية الحزبية والتناوب على الحكم وذلك باحتكاره أطول وقت ممكن، وهناك ظاهرة معكوسة قلبها نواب البرلمان وهي ظاهرة التسول البرلماني عندما يستجدي النائب الطبقة الحاكمة لتنفيذ خدمات أو مشاريع عامة تخص النائب وقاعدته الانتخابية مؤثراً بذلك على دوره كسلطة رقابية، والتداول لا يقصد به على سلطة الحكومة بل إنه يشمل التداول على المناصب والوظائف العامة لكي لا يصبح المنصب شأنا خاصا بالشخص أو ملحقا بشؤونه الخاصة والتناوب والتداول يعتبران ضمانة أساسية تسيير أمور الشأن العام بطريقة صحيحة ومجدية. خامسا (وسائل الإعلام) عندما تصبح هذه الوسائل كالطبل والمزمار للزمر الفاسدة المتنفذة يصبح إعلاما منحطاً بكل المقاييس لأنها تصبح المسوق للأفكار والمشروعات الفاسدة وتضلل وتخدر العقول وتزيف الوعي وتروج لانتصارات وانجازات وهمية وتدعو للالتفاف حول الفاسدين من أجل محاربة العدو (الوهمي) المتربص دائما بوحدة البلد واستقلاله وبأنهم هم من يحافظ على البلد واستقلاله!
وعن محاربة الفساد يذكر الدكتور الرعود انه يجب أن يكون هناك مشروع وطني شامل ولكي ينجح يجب التركيز على الحاكمية الرشيدة والحكومة الصالحة لأنها كفيلة بتقليص ممارسات الفساد، وتحكيم العقلانية في اتخاذ القرارات والالتزام بقواعد القانون والحد من احتكار السلطة، وتمكين المساءلة والشفافية والتي من دونها لا يمكن الحديث عن الديمقراطية وغيرها من عوامل إنجاح المشروع الوطني.