الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

ثورة تويتر تغير وجه الصحافة العالمية

موزايك
2009-10-28
تويتر جعل العالم غرفة شات صغيرة على الانترنت
الانطلاقة الكبيرة لتويتر حدثت في تغطية الانتخابات الإيرانية
استخدام موقع "تويتر" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ازداد بنسبة 300 %
عدد مستخدمي تويتر في قطر يعدون على أصابع اليد..

قبل أن نستقل القطار لنصل إلى مدينة ليستر عن طريق لندن توجهنا إلى المحل الصغير في المحطة الذي يبيع الصحف والمأكولات السريعة ليفاجئنا خبر صحيفة الجاردين البريطانية (The Guardian) الواسعة الانتشار الذي يشير إلى أن الصحيفة قررت أن يكون لها السبق من بين الصحف العالمية في أن تتحول بالكامل إلى خدمة اخبارية تقوم بالبث عن طريق موقع تويتر (Twitter) " موقع الاتصال الاجتماعي العالمي "، وجاء في الخبر. أن الصحيفة تقوم على العمل بمشروع تحويل أرشيفها الذي يرجع إلى ما قارب 188 سنة إلى آلية متوافقة مع ما يعرض في موقع «تويتر»، بحيث يتم اختصار كل قصة تقوم الصحيفة بنشرها إلى 140 حرفا فقط في كل صفحة مدونة فمثلا أن تعرض الخبر التالي الذي يذكر انه وفي عام 1940 قصة تقول (هتلر يجتاح بولندا والحلفاء يعلنون الحرب "اقرأ المزيد على الرابط المرفق مع الخبر") أو على شاكلة (مارتن لوثر كينج يلقي خطبته المشهورة لدى حلم (I Have a Dream) إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم،" للمزيد، الكلمة كاملة تجدونها على يوتيوب "Youtube"). ولما رجعنا إلى موقع الصحيفة بعد ذلك اكتشفنا أن القصة كان لها صدى غير عادي وتفاعل معها الجمهور الذي يتابع الصحيفة من كل أرجاء العالم وليس بريطانيا ما بين مؤيد ومعارض ومتعجب ومتسائل ومتشائل، إلا إن اكتشفنا أن القصة كانت بمجملها عبارة عن كذبة ابريل فلقد نسينا تماما أننا كنا في بداية شهر الكذب اللطيف؟؟!! الكذب كان اقرب من الحقيقة منه إلى الخيال فبعد هذه الحادثة أتيحت لي الفرصة أن أشارك في ندوتين وثلاثة مؤتمرات عن وسائل الإعلام كان الموضوع الرئيسي فيها تويتر بلا منازع.
انطلقت بداية الإعلام الجماهيري بالة التلغراف فى الثلاثينات والأربعينات من القرن التاسع عشر، ليتبعها التليفون احدث في النصف الأول من القرن العشرين من حيث لسرعة جمع المعلومات ونقلها. ليدخل الراديو والتليفزيون ليحدث الانقلاب الكبير في مفهوم الإعلام وممارسته.. وصولا الى الانترنت لتكون أولاً وسيلة متاحة غير مكلفة عمليا وسريعة جداً في نشر الخبر وتوزيعه،، لتضع مستخدم الانترنت، في جانبي الخبر وليس في جانب واحد منه، أي في جانب المنتج والمتلقي معاً. العالم لم يعد قرية صغيرة كما تنبأ بذلك مارشال ماكلوهان بل هو اليوم عبارة عن غرقة شات صغيرة على الانترنت كما نرها يوميا على موقع تويتر الذي أنشىء في عام 2007 ويجذب ملايين المشتركين شهريا ويصعب احصاء عدد المستخدمين لأن الموقع يتيح للمشتركين أن يصلوا إليه عن طريق الحواسيب الشخصية والهواتف الجوالة والتجهيزات الإلكترونية الأخرى. والفرق بين تويتر وموقع الفيس بوك (Facebook) لان الأخير يمكن أن تتم مهاجمته وعرقلته بأي شكل من الأشكال، لكن إغلاق موقع «تويتر» او مهاجمته لا يؤثر على أعضاء «تويتر». لذلك يجب أن تغلق الخدمة بأسرها حتى تؤثر عليهم وهو ما يحدث بعض الأحيان بغرض القيام باصلاحات للموقع. وفي رسالة التي يتم ارسالها الى موقع "تويتر" يسمح بكتابة 140 حرفا فقط. وتظهر الرسالة على الصفحة الشخصية للمستخدم، وترسل إلى أصدقائه المتابعين لصفحته. ويمكن للشخص أن يقصر تلقي الرسائل على دائرة أصدقائه فقط أو السماح للجميع بالاطلاع عليها. وشعار تويتر هو عبارة عن عصفور ازرق (Bluebird) ولفظ "تويتر" يعني إصدار أصوات صغيرة عالية حادة متتابعة مثل أصوات العصافير، أو التحدث بسرعة وخفة.
جاءت الانطلاقة الكبيرة لتويتر في تغطية الانتخابات الإيرانية 2009 والتي أطلق عليها ثورة تويتر وجاءت التغطية منذ بداية انطلاق التظاهرات عندما كانت المعلومات الرسمية لا تزال شبه غائبة وعندما كانت وسائل الإعلام التقليدية لا تزال تجهد لمعرفة حجم الاعتداءات وتحاول الحصول على تأكيدات لا تستطيع من دونها تبنّي اي معلومة رسميا والاّ فقدت صدقيتها، وتحاول حجز الهواء لبث رسائلها وسط ازدحام المراسلين والوسائل. فالكثير من المعلومات التي لم يستطع المراسلون الأجانب نقلها من طهران نقلها إيرانيون عاديون عبر تويتر إلى الخارج لتنتقل بعدها إلى موقع فيس بوك ثم موقع «يو تيوب» او العكس. ونيجة لذلك لجأت كل من قنوات «سي إن إن» و«ام اس أن بي سي» الأخبار مباشرة من «تويتر» خلال تغطيتها للأحداث في إيران، مشددة على أهمية التواصل مع الإيرانيين مباشرة. واستخدمت وسائل إعلام مثل مجلة «تايم» وصحيفة «نيويورك تايمز» الأخبار من «تويتر» لشرح المزيد من التفاصيل عن الأحداث في إيران، بينما استخدمت الموقع أيضا لنشر أخبارها.
الأخبار التي نقلها المشاركون من موقع الحدث كانت عفوية وبسيطة ومؤثرة في نفس الوقت، كان المشاركون ممن شاهدوا أو صوروا الأحداث، متحرروين من كل ما يحكم الخبر في الوسائل التقليدية. لم يكونوا مهتمين باكتمال عناصر القصة وإضافة بعض التفاصيل ولا حتى انتظار تحرير الخبر أو انتظار ساعة النشر والطبع التوزيع او انتظار الأقمار الصناعية لتنقل رسالته إلى الراديو أو تليفزيونيه، فهم كتبوا ما سمعوا وشاهدوه وفي ثانية أرسلوه إلى الانترنت ليطلع عليه العالم بعد ذلك. والجدير بالذكر ان مجلة تايم الأمريكية اختارت مؤسسي موقع تويتر ضمن مائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم 2009 إلى جانب كبار صناع القرار في مجال السياسة والاقتصاد ونجوم السينما والغناء والرياضة. كما تحول "تويتر" في عام 2008 إلى أداة للأعمال، بدءاً من رجال الأعمال الصغار حتى الشركات الكبرى، وأصبح أفضل أداة إعلام اجتماعي للشركات والمشروعات، لأنه أسرع طريقة لنشر المعلومات لأكبر عدد من الأشخاص خاصةً للذين يعتمدون على الإنترنت في عملهم، كما يعد أداة تسويق رائعة وأداة للتواصل مع الآخرين من خلال التحدث مع المهتمين في أي مكان في العالم بمجال عمل محدد.
بالنسبة إلى وضع تويتر في العالم العربي فقد أشارت دراسة شركة الاستشارات والعلاقات العامة سبوت أون (Spot on Public Relations) في يوليو (2009)، أن استخدام موقع "تويتر" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد ازداد خلال الأشهر القليلة الماضية من مائة بالمائة إلى 300 بالمائة، وأظهر تقرير إنَّ هناك ما يقارب 12.266 مستخدماً لخدمة تويتر مسجِّلين في العالم العربي، في حين أنَّ الموقع الإلكتروني بحدِّ ذاته يجذب زيارات فريدة من المستخدمين غير المشتركين أكثر بكثير من تلك التي يقوم بها المشتركون في الموقع. وتضمُّ دول مجلس التعاون الخليجي حالياً 8.212 مستخدماً مسجِّلا في موقع تويتر، علماً أنَّ الإمارات العربية المتحدة تستحوذ على ما يقارب 60 % من إجمالي عدد المستخدمين من دول مجلس التعاون الخليجي. وبالتساوي مع استخدام موقع فيسبوك Facebook في جميع أرجاء المنطقة، تتمتَّع كلٌّ من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بأعلى نسبة انتشار لخدمة تويتر؛ إذ تضمُّ 1741 مستخدماً في مصر، و1405 مستخدمين في السعودية، و4952 مستخدماً في الإمارات. أما في نهاية عام 2008، فكانت دول مجلس التعاون الخليجي تضمُّ ما مجموعه أقل من 1000 مستخدم لموقع تويتر. كما انضمت الملكة رانيا ملكة الأردن إلى قائمة الشخصيات التي تستخدم «تويتر». فقد ذكرت وسائل الاعلام أن الملكة أطلقت صفحة خاصة على موقع «تويتر» عبر الإنترنت بمناسبة زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للأردن. وكتبت الملكة في خانة السيرة الذاتية تصف نفسها بـ«أم وزوجة لديها وظيفة ممتعة». الغريب أن (القاعدة) قد عرفت أهمية موقع التواصل الاجتماعي تويتر وهي تحاول أن تضع بصماتها هناك كما فعلت في الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك أو من خلال ارسالها اشرطة للجزيرة أو استخدامها الانترنت للتجنيد وبث الرسائل للخلايا النائمة والله يستر على ما سيأتي.
الغريب انك إذا دخلت إلى موقع تويتر ستلاحظ أن عدد الموجودين من قطر يعدون على أصابع اليد، ودعوني اختم بحكاية قد توضح سبب ذلك، يحكى أن رجلاً كان يملك صقراً نادراً وثميناً، يحبه كحبه لأبنائه فهو مصدر رزقه بعد الله خرج الرجل ذات يوم غائم وأطلق طيره على مجموعة من الحبارى رغم عدم ملاءمة الجو للصيد فغاب الصقر وطالت غيبته. وأمضى صاحبه نهاره يصيح ويراقب ويبحث عنه دون جدوى وبعد طول المسير والتعب والعطش رأى من بعيد راعيا يرعى إبله فلما وصل إليه وجلس عنده وسلم عليه سأله عن الطير فقال الراعي لا اعرف طيرك ولكن جاءني طيران ووقعا تحت هذه الشجرة وأخذا يتعاركان فاقتربت منهما وضربتهما بالعصا ثم ذبحتهما وها هما في النار، بعد قليل ينضجان فنأكلهما معاً ذهب الرجل إلى النار وحفر التراب بيديه وإذا بطيره ومعه حبارى صعق الرجل وقال: يا مجنون هذا هو طيري وهو لا يؤكل، فالحبارى هي التي تؤكل، قال الراعي وما الفرق بين الحباري والصقر كليهما في النهاية مجرد طيور؟؟!!، حزن الرجل وبكى حيث لا يفيد البكاء والندم ثم أطلق المثل المشهور" اللي ما يعرف الصقر يشويه" وعلى نفس المنول نقول إلا (ما يعرف التويتر يحرقه).

Aljaberzoon@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق