الأربعاء، 25 أبريل 2012

"الخليجوفوبيا" المجتمعات الأوروبية والحضور الإسلامي والعربي والخليجي!

2012-04-25 الشرق - الخليج الكراهية والعداء أصبحا الخبز اليومي لليمين المتطرّف في أوروبا الإسلام يزحف لدرجة أنه أصبح يهدّد كل بيت في فرنسا! الاستثمارات الخليجية أصبحت في مرمى نيران الصحافة الغربية على مَن نضحك، صعود اليمين المتطرّف في أوروبا لم يكن رداً على الأصولية المسيحية ومطالبها بلعب دور أكبر، ولا اليهودية ودعمها للمشاريع الصهيونية الاستيطانية وتثبيتها على أرض الواقع وان كانت ضد المصالح الغربية، ولا حتى الالتفات لما يسمى الخطر الأصفر والأحمر في شرق وجنوب آسيا ودياناتها والهندوسية والسخية والبوذية، بل يجيء ردا على الخوف والرهبة من المستقبل في ظل تنامي الحضور الإسلامي والعربي والخليجي داخل المجتمعات الأوروبية؟! (1) بغض النظر عن معارك الانتخابات الفرنسية ونتائجها، كان المُلفت هو المؤشرات البارزة لصعود اليمين المتطرّف وأجنداته التي يطرب لها العديد في الدول الأوربية اليوم. استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة "لوموند" أشار إلى أن شريحة كبيرة من الشباب الفرنسي تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، تميل لليمين المتطرّف في الانتخابات الفرنسية 2012م. الاستطلاع ذكر أن الجيل الجديد في فرنسا يفضّل مارين لوبين على المرشحين الآخرين بفرانسوا هولاند مرشح الاشتراكيين، والرئيس المرشح نيكولا ساركوزي صديق العرب والمسلمين كما يتم تقديمه. مارين لوبين مرشحة اليمين المتطرّف حصلت على أرقام قياسية وصفتها صحيفة ليبيراسيون ان "اليمين المتطرّف لم يكن يوما بهذه القوة في فرنسا"، هي محامية تبلغ من العمر 43 عاماً، والابنة الصغرى التي اختارت أن تحمل راية الكفاح وتكمل المشوار الذي بدأه والدها مؤسس حزب "الجبهة الوطنية" اليميني جان ماري لوبين بعد مسيرة 40 سنة حفلت بالفضائح والعنصرية والمعادة للمهاجرين ولمسلمي فرنسا الذي أصبحت عبارته المفضلة "فرنسا للفرنسيين" شعارا لحملاته. مارين لوبين تؤمن أن الإسلام يزحف لدرجة انه أصبح يهدّد كل بيت في فرنسا، وتشير إلى انه "ليس هناك ما يستدعي الشعور بالخجل إزاء محاربة التوسّع الإسلامي في فرنسا"، الذي اكتسب مصطلح "أسلمة فرنسا" المتعارف عليه. فالحرب "ضد الدين الإسلامي يجب أن تستمر وألا تتوقف أبداً." مارين لوبين وجهت سهام انتقاداتها اللاذعة للمسلمين أيضا بسبب إجبارهم الفرنسيين والسياح الأجانب وبينهم مليون ياباني على أكل اللحم المذبوح بحسب الشريعة الإسلامية، واصفة اللحم الحلال بالوباء الغذائي. وطالبت الحكومة الفرنسية "بعدم إقحام الدين في الطعام الفرنسي"، وأعربت عن مساندتها لرئيس البلاد في حظر الحجاب والنقاب، كما طالبت بوقف بناء المساجد وعدم السماح للمصلّين بالصلاة في الساحات القريبة من المساجد. كما دعت إلى إغلاق باب الهجرة مشيرة إلى أنها لا تعترف بأي إنجازات فرنسية حقّقها فرنسيون "بأسماء مهاجرة"، لافتة الأنظار إلى أنها لا تنظر إلى زين الدين زيدان الجزائري الأصل على أنه مواطن فرنسي، معربة عن دهشتها كيف يمكن لشخص أن يلعب في صفوف منتخب بلادها لكرة القدم وهو لا يعرف كلمات نشيد فرنسا الوطني!. (2) الاستثمارات الخليجية السعودية والكويتية والإماراتية والقطرية التي زادت في السنوات الأخيرة وقامت بعد أحداث الشلل والانهيارات التي سادت القطاعات الاقتصادية العالمية الأمريكية والأوربية بالتحديد منذ 2008، بضخ الكثير من السيولة في الاقتصاد الأوروبي المحتضر والاستثمار في المؤسسات والشركات المتعثّرة أو المقبلة على الإفلاس، أصبحت في مرمى نيران الصحافة الغربية واتهاماتها العشوائية والمتحيّزة. لقد بلغت قيمة التجارة الخارجية لفرنسا مع الدول العربية خلال العام الماضي قرابة 146.365 مليار فرنك فرنسي منها 37.793 مليار فرنك مع دول مجلس التعاون الخليجي و81.059 مليار فرنك مع دول المغرب العربي و27.511 مليار فرنك مع الدول العربية الأخرى. إلا أن الحالة الأبرز تمثّلت في الاستثمارات الداخلية في باريس وضواحيها. العلاقة التي بدأت إيجابية ومرحّب بها في البداية وقت الانكسار والأسى والحزن والبحث عن بدائل لتنمية الاقتصاد الفرنسي تحوّلت إلى نقد لاذع وأسلوب رخيص للهجوم. قطر كان لها نصيب الأسد فالصحافة الفرنسية التي كانت تشيد بالخطوات القطرية الشجاعة في الانفتاح ودعم الاقتصاد الفرنسي وتغيير الصورة النمطية للعرب والمسلمين، غدا معظمها يركّز على الغمز واللمز والتشهير. والعناوين اختلفت ألوانها ومضامينها، قطر تشتري فريق كرة القدم الباريسي، قطر شريك أساسي في مجموعة «لاغاردير» للإعلام والرياضة والطيران، قطر مساهم أساسي في شركة النفط الفرنسية «توتال»، قطر تشارك بحصة كبيرة في مجموعة شركات LVMH «لويس فيتون مويه هينيسي»، قطر تستثمر في سوق الطاقة والعقارات الفرنسية، قناة «الجزيرة» تحصل على الحصة الأكبر من حقوق نقل مباريات دوري الأبطال الأوروبي، قطر تشتري فنادق في باريس وتتملّك قصوراً تاريخية، قطر تدخل في صفقات سياسية، السياسيون الفرنسيون والفرنسيات يتقاطرون إلى الدوحة. مقال صحيفة «ليبيراسيون»، تخيّل مستقبل الدولة الفرنسية في عام ٢٠٢٢، سيكون معظمه مملوكا من قطر. موقع «ميديابار» الفرنسي ذكر في مقال بعنوان «بيع فرنسا وأوروبا لقطر». لماذا يتم الإغفال من الغرب للدور المدمّر لبلدنا ((من قبل حلفائنا المزعومين المملكة العربية السعودية وقطر)). قطر من جانبها ردّت على هذه الافتراءات بتقديم مبادرة إنسانية من خلال تخصيص 50 مليون يورو لدعم مشاريع أبناء الأحياء الشعبية، إلا أن هذه المساهمة لم تنل رضا زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان التي لعبت على هذا الوتر الطائفي، معتبرة أنه تشجيع للطائفية في بلد كفرنسا الذي لا يعترف بها، لأن التركيز على هذه الأحياء، الغرض منه، بحسب تحليلها، التوجّه إلى المسلمين فيها فقط دون غيرهم من الفرنسيين بأصولهم ودياناتهم المختلفة. الغريب أن الفرنسيين لم يرفضوا العروض لتقديم المساعدات أو يفكروا في رد المبالغ المخصّصة، بل تم تأجيل الموضوع للاستحواذ عليها إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟!. (3) السنوات الماضية شهدت صعود نجم العديد من الأحزاب اليمينية الشعوبية ذات التوجهات اليمينية المتطرّفة واستطاعت أن تنجح في الحصول على أصوات شريحة انتخابية عريضة في عدد من البلدان من السويد إلى المجر ومن النمسا إلى هولندا والآن فرنسا وغدا بريطانيا وهي لا تتراجع في شعبيتها بل تتصاعد كلما كان خطابها مركزا أكبر على استهداف شريحة (الآخر) من خلال اعتبارهم عبئاً سياسيا واقتصادياً وثقافيا وديمغرافياً وعامل هدم وإخلال على المدى الطويل، وفرض نموذج أُحادي للتعايش واتهامهم بأنهم لا يستطيعون الاندماج في النموذج الأوروبي، واتهام حتى مَن يسعى ليساهم في دعم اقتصادهم من البلدان العربية والإسلامية والخليجية بالتحديد بالأجندات السياسية والأيدلوجية. المحصلة أن خطاب هؤلاء قادر على بعث وتغذية الخوف من (الإسلاموفوبيا إلى العربوفوبيا وإضافة مصطلح جديد سنطلق عليه الخليجوفوبيا) وإعادة إنتاج العناصر التي تؤمن بالكراهية والعداء والتي قد تتبنّى الاستهداف والمواجهة والقيام بالعمليات الإرهاب لتحقيق أهدافها وشعاراتها. أندرس بيرينغ برييفيك (Anders Behring Breivik) الذي قتل 77 شخصا في النرويج العام الماضي وقام بتفجير قنبلة في وسط أوسلو، أكد في محاكمته التي تجرى حاليا وتنقل بشكل مباشر في المحطات الإخبارية العالمية، على وجود خلايا نائمة يمكن أن تضرب في أي وقت في أوروبا. وأنها مؤلفة من خلايا فردية ومستقلة تعمل الواحدة بمعزل عن الأخرى وتهدف إلى «توحيد جميع الناشطين القوميين في أوروبا» وتدريبهم على استلهام طرق تنظيم القاعدة والإسلاميين الجهاديين. اللوم كله كما يعتقد برييفيك يقع على «الشيطانيون من الديموقرطيين الاشتراكيين والماركسيين المثقفين الذين يريدون تحويل بلدهم إلى مجتمع متعدّد الثقافات بدون استشارة الشعب».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق