الأربعاء، 27 يوليو 2011

شهر رمضان بطعم الثورة العربية!

الشرق - ايلاف
2011-07-27
مسلسلات عربية حقيقية تصور مواجهة الشعوب بالدبابات!
الجامعة العربية ومهمتها المخزية وقت الأزمات؟
طفل من بين كل عشرة أطفال معرض للموت في الصومال

أيام معدودة وندخل شهر رمضان الذي يهل علينا هذه السنة بطعم اخر مختلط بالثورة والثورة المضادة والدم والقتل ومواجهة الشعوب العربية بالجيش والحرس والسلاح أسلحة الإعلام والفتاوى الدينية والشبيحة في الشوارع والمدن والقرى والحواري لكي تجهض كل المطالب المشروعة في الإصلاح والتغيير والحرية. ندخل رمضان ولا حول لنا ولا قوة الا مشاهدة المسلسلات العربية الحقيقية التي تصور انهار الدم والذل والمهانة التي تعيشها شعوب المنطقة التي تبحث عن ابسط حقوقها، ولا نملك إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء لينصرهم ربهم ولا يبتلينا! ونصب اللعنات على من كان السبب غالبا إسرائيل!

(1)
في رمضان نواجه كل عقدنا من المطالبة بالحرية والعيش في سجون الديكتاتورية، من عبادة الله والخضوع له إلى عبادة الديكتاتور وتنفيذ أوامره حتى في قتل الآخرين وسحلهم.. أشهر شعار يطرح في دول المواجهة والتصدي اليوم هو "الله، الوطن، الرئيس وبس"، من تذكر الموت والآخرة إلى الانغماس في الدنيا وسرقة المال العام ونشر الفساد ونهب أموال الشعوب.. مليارات الدولارات متراكمة في حسابات الرؤساء والأمراء والشيوخ في الداخل والخارج بينما المواطن يموت من الهم والغم في الحصول على قوت يومه، من تذكر الفقر والجوع وكفاف الحياة إلى الإسراف في الأكل والشرب والطعام ورمي ما تبقى منه في القمامة وملايين الأطفال والأمهات والآباء يموتون من الفقر والجوع في العالم العربي والإسلامي!

(2)
الصورة التي نشرتها جريدة «ذي اندبندنت» (The Independent) البريطانية فعلا مؤثرة واصفة الحال الذي وصل إليه بلد محسوب على جامعة الدول العربية وهو الصومال، الصورة تبرز سيدة تربط على بطنها حبلا، لكي يخفف عنها آلام شدة الجوع القارص، وهي التقطت كي تعبر عن فظاعة وبشاعة المجاعة التي يعانيها الملايين في القرن الافريقي والصومال خاصة. الصورة تعد محاكاة ساخرة لبرامج التخسيس ومواجهة التخمة والبدانة التي ترعاها المنظمات العالمية دون النظر أو الاكتراث لمعاناة الجوعى في افريقيا. الأزمة التي يمر بها الصومال ونسبة المسلمين فيه 99%، تعتبر أسوأ أزمة إنسانية في العالم نتيجة لما تمر به المنطقة من أبشع موجات الجفاف منذ 60 عاما، مخلفة وراءها نفوق وهلاك أعداد هائلة من الدواب، ومعرضة حياة ملايين البشر للموت جوعا، خاصة في الصومال الذي يعاني ثلث سكانه من الجوع والحاجة الماسة للمعونة الإنسانية. المجاعة تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات على شخصين بين كل عشرة آلاف نسمة يوميا ومعدلات وفيات تزيد على 30 في المائة في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، كما أن طفلا من بين كل عشرة أطفال معرض لخطر الجوع حتى الموت في مناطق مختلفة من الصومال.

(3)
الجامعة العربية بدلا من أن تقوم بالمبادرة ويذهب أمينها العام إلى مقديشو حاملا معه الاحتياجات الأساسية والمساعدات المالية والإنسانية، وجهت نداء من خلال بيان صدر عن الأمانة العامة للجامعة. نداء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا)، جاءت حفظا لماء الوجه بعدما أطلقت المنظمات الدولية الغربية حملات اغاثية وجمع تبرعات ومساعدات عاجلة. المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريز وجه نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للمساعدة في إغاثة اللاجئين في القرن الافريقي من معسكر النازحين في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي، بينما كان الأمين العام للجامعة العربية منشغلا في متابعة أخبار الثورة في سوريا وتقديم التصريحات المخزية من رجل تولى حقيبة الخارجية وجاء على أكتاف الثورة المصرية التي تطالب بالحرية والديمقراطية ودستور تعاقدي شعبي جديد. الأمين العام العربي تجاهل كل أعمال القتل المنظم لآلاف السوريين، ودفنهم في مقابر جماعية والتمثيل بجثثهم دون وازع من ضمير، وغض الطرف عن الدبابات والجيش والشبيحة المنتشرة في الشوارع والأزقة، وقال ان سوريا تسير في مسار الإصلاح الحقيقي، وطمأن النظام وأدواته القمعية أن الجامعة العربية لن تتخذ أي قرارات ضد ما يقوم به! هذا في حين أشار خبراء من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الى أن القمع الذي تمارسه قوات الأمن السورية يمكن تشبيهه بجرائم ضد الإنسانية. هل نستطيع أن نتخيل العكس حيث يكون الأمين العام للجامعة العربية سورياً. وما حدث في مصر قبل رحيل مبارك يحدث في سوريا اليوم من مواجهة مع الشارع وتصفية التظاهرات المليونية التي خرجت في ميدان التحرير وما زالت كيف سيكون رد الفعل؟ وهل حلال أن نطلق اسم ثورة في القاهرة ونحرم استخدامها في دمشق وبقية الدول العربية؟!

(4)
مما يزيد الحسرة والألم أن الدين وتعاليمه تقحم سياسيا لمنع وصول المساعدات للمنكوبين في الصومال والدول المحتاجة، عدد كبير من العناصر التي تتحدث باسم الإسلام وتلبس عباءته ترفض المشاركة والتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية بل ويسعى البعض إلى محاربتها، عناصر ميليشيا "الشباب" الإسلامية الصومالية هاجمت ثلاثة مكاتب هيئات تابعة للأمم المتحدة في مدينتي بيداوة ووجيد، متهمة إياها بأنها "عدوة الله والمسلمين". وربما ان الأخبار الأخيرة عن تراجع زعيم إسلامي بارز عن وعده بالسماح لوكالات الإغاثة الدولية بالعودة للعمل في الصومال، تدعو الى التفاؤل. رمضان فرصة أن نعيد التفكير ونعود إلى رشدنا ونفكر ونتأمل في الماضي والحاضر ونعتبر ونحتسب ونعلم ونستفيد من أخطائنا ونعالج عقدنا وسلبياتنا عسى أن يكون المستقبل أكثر إشراقا، ويهل علينا رمضان في العام القادم ونحن في حال أفضل.

فاصلة أخيرة:
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ.
نعم أنا.. أنا السببْ.
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ، إن أردتم، والخطبْ.
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا:
"تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ".
قولوا بأني خائنٌ لكم، وكلبٌ وابن كلبْ.
ماذا يضيرني أنا؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ،
يريد أن يسقطني بصوتهِ،
وبالضجيج والصَخبْ.؟!.
* أحمد مطر

Fall of inactive media and corrupt regimes

The Peninsula Newspaper
Wednesday, 27 July 2011 02:25

One of the blessings of the Arab revolutions and its international effects is the shameful fall of the corrupt media, whether it was controlled by personal interests such as Brtain’s ‘News of the world’ or it is attached to the authoritarian Arab regimes, its symbols and its subsidiary bodies through the press, radio and television. The attempt to control and censor the new media also failed miserably. The mobile phone and social networking sites sparked the Arab revolt and are still giving it life and continuity through the films and videos that come out of the depth of the cities and Arab streets besieged by tanks and armed forces showing the world what is happening and going on and disclosing the silence of the international and Arab community which is still standing watching what is happening, especially in Syria.

I woke up early on Sunday to get the last Sunday issue of British’s News of the World, but I failed to get the issue. Many of the readers were waiting eagerly in the early morning in the queues to get the last copy! The News of the World is one of the oldest British newspapers and widely read. It is 168 years old and read by more than 7.5 million readers. The newspaper is distributed in the whole world and its weekly issue is released every weekend. But its last issue appeared different and its cover page carried the title “Thank you and goodbye” the tears, shame and scandal. The newspaper gained great popularity thanks to its allocation of space to publish stories, scandals of celebrities, relationships, sexual and financial scandals and various crimes that occur in the society. The owner of the newspaper, Rupert Murdoch, decided to shut it down finally and with a collective decision of the Board of Directors after a wave of revulsion was raised around the world and the advertising companies abandoned the newspaper in the wake of the scandal surrounding it.

The newspaper was caught in a scandal of eavesdropping on a large number of relatives of victims, both in ordinary crimes and terrorist activities. The tabloid took help from a number of policemen, informers and even criminals to get information by paying bribes and money under the table in order to monopolize the news. Despite the exposure of the scandal a few years ago, the paper did not stop its disgraceful activities of eavesdropping on phone calls of a number of celebrities in art, sports, politics and stars of the society, although it has allocated a budget ranging between 20 and 30 million pounds (about $ 33 to$ 50m) to compensate for the affected persons! The big bang came when the newspaper The Guardian recently disclosed that the British police concluded that the phone of the girl Milly Dowler (13 years), who was kidnapped and murdered (her body was found in 2002) was tapped by the journalists working with the News of the World and in it there was a clear forensic evidence that could shed light on the crime of her murder. The girl’s parents announced that they are in the process of filing a lawsuit against the newspaper and its parent company. The news led to a state of popular and media agitation and sparked a controversy about the ethical contents and the freedom of the press and the limits that it must not cross. The scandals intensified when it was discovered that the paper itself is eavesdropping on the phones of an unknown number of relatives of the victims of terrorist attacks in London in 2005 and it also eavesdropped on a large number of relatives of soldiers who were killed in the war in Afghanistan. In the United States, the media owned by the Murdoch Empire is under probe to detect if they did the same in tapping the phones of relatives of the victims of the World Trade Center. The senior editorial management in the newspaper is involved to encourage the reporters to follow the illegal methods to bring news and reports as it also asked the reporters to obtain the specific information for the benefit of the newspaper, regardless of the price paid for that.

The editorial management in the Arab world represents order and authority. It does not need to eavesdrop on celebrities and opponents as the entire country is observed and all the people are under siege, but the result is similar in the East or the West. It distorts the facts and spreads lies and slanders. The government media, especially the Gulf media ignores the real change in the region. It may not publish or may not interact and does not take firm and stern positions in case of the popular revolts and Arab demands that call for the democracy and political reforms.It is mentioned that when Bolshevik Revolution took place in Moscow, the Ottoman media puzzled over how to mention the news and where it should be placed on the first page or inside. The list of prohibitions set by the sergeant of the Ottoman high door is very long. It prohibits the use of words such as revolution, the will of the people, communism and overthrow of Kaiser. The newspapers of Sultan Abdul Hamid came out with the following headline: Brawl in Moscow. It is the case of coverage by much of the Arab government media of what is going on in the Arab world.

Many Arab countries reap today what their dirty media hands did. They practised fraud and deception and covered up the repression, tyranny, injustice, absence of freedoms, defense, advocacy of a state of emergency, political deadlock, corruption, economic exploitation and muzzling. They attacked free views, clapped, cheered and blessed by pushing the dissidents and reformers in prisons and detention centers and the price is being paid by Tunisia, Egypt to Libya, Syria, Yemen and the rest on the way through the rebellious people who came out of the oblivion demanding to overthrow the corrupt system and the inactive media.

الأربعاء، 20 يوليو 2011

سقوط الإعلام الكاسد والنظام الفاسد!

2011-07-20
جريدة الشرق

النظام وأدواته يديران وسائل الإعلام الحكومية في العالم العربي!
الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي شرارة الثورة العربية
وسائل إعلام عربية لا تتخذ مواقف حازمة من الثورات الشعبية

من بركة الثورات العربية وتأثيرها الدولي هو السقوط المدوي الفاضح لأجهزة الإعلام الفاسدة سواء التي تسيطر عليها المصالح والمنافع الشخصية مثل جريدة «أخبار العالم» — News of the World البريطانية أو تلك الملحقة بالأنظمة العربية الاستبدادية، ورموزها والأجهزة التابعة لها من خلال الصحافة والإذاعة والتلفزيون، حتى المحاولة في السيطرة والتحكم والرقابة على وسائل الإعلام الجديد فشلت فشلا ذريعا، وكان الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي هي شرارة الثورة العربية ووقودها الذي يمدها بالحياة والاستمرارية من خلال الأفلام والفيديوهات التي تخرج من عمق المدن والشوارع العربية المحاصرة بالدبابات والجيش والشبيحة تعرض للعالم ما يجري ويدور فاضحة الصمت العربي الدولي الذي لا يزال يقف متفرجا على ما يجري خصوصا في سوريا.

(1)
على غير العادة صحوت باكرا يوم الأحد لكي احصل على العدد الأخير من نسخة الأحد لجريدة الصن (نيوز أوف ذي ويرلد) البريطانية، كذكرى على طي صفحة في التاريخ شكلت ملامح مرحلة إعلامية تراجيدية، ولكن لم افلح في الحصول على العدد، (لقد سبق بها عكاشة) حيث كان الكثير من القراء ينتظر على أحر من الجمر من الصباح الباكر في طوابير للحصول على النسخة الأخيرة! صحيفة «أخبار العالم» تعد واحدة من أقدم الصحف البريطانية وأوسعها انتشاراً، وظهرت للمرة الأولى قبل 168 سنة، ويتابعها أكثر من 7،5 مليون قارئ، وتم إصدار 8674 عددا منها، ويتم توزيعها في العالم كله، وعددها الأسبوعي يصدر نهاية كل أسبوع لكن الأحد الماضي جاء مختلفا ويحمل في غلافه تحت عنوان "شكرا ووداعا" الدموع والخجل والفضيحة. وقد اكتسبت شعبية كبيرة بفضل تخصصها في نشر قصص وفضائح المشاهير والعلاقات والفضائح الجنسية والمالية والجرائم المختلفة التي تحدث في المجتمع. مالك الصحيفة "روبيرت موردوخ" (Rupert Murdoch) قرر إغلاقها نهائياً وبقرار جماعي من مجلس الإدارة بعد أن أثيرت حولها موجة من الاشمئزاز في العالم كله، وتخلت الشركات الإعلانية على نطاق واسع عن النشر في الصحيفة في أعقاب الفضيحة المدوية التي أحاطت بها.

(2)
فضيحة صحيفة التابلويد الشعبية تمثلت في تنصتها على عدد كبير من أقارب الضحايا سواء في جرائم عادية أو في عمليات إرهابية، وأنها تقوم بالاستعانة بعدد من رجال الشرطة والمخبرين والمجرمين أيضا للحصول على معلوماتها عن طريق دفع الرشاوى والأموال من تحت الطاولة في سبيل الانفراد بالاخبار الحصرية. ورغم انكشاف الفضيحة قبل سنوات فإن الصحيفة لم تتوقف عن أفعالها المشينة في اتباع عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية لعدد من مشاهير الفن والرياضة والسياسة ونجوم المجتمع، رغم أنها خصصت ميزانية تراوحت بين 20 و30 مليون جنيه (حوالى 33 إلى 50 مليون دولار) من أجل تعويض الشخصيات المتضررة! وجاءت الضربة الكبرى حينما كشفت صحيفة «غارديان» (The Guardian) قبل مدة أن شرطة البريطانية توصلت إلى أن هاتف الفتاة ميلي داولَر (13 عاما)، التي اختطفت وعثر على جثتها في عام 2002، تعرض لمحو رسائله الصوتية على يد صحفيين عاملين في (نيوز اوف ذي ويرلد)، وأن ضمن ما مُسح أدلة جنائية كان بوسعها إلقاء الضوء على جريمة قتلها. وأعلن والدا الفتاة القتيلة أنهما بصدد رفع دعوى قضائية على الصحيفة وشركتها الأم. وأدى النبأ إلى حالة من الهياج الشعبي والإعلامي وأثار جدلا حول المضامين الأخلاقية التي ينطوي عليها وحرية الصحافة والحدود التي يجب ألا تتخطاها. وتستمر الفضائح في الخروج بعدها حين كشف أن الصحيفة نفسها تنصتت على هواتف عدد غير معروف من أقارب الضحايا في الهجوم الإرهابي على شبكة المواصلات اللندنية في عام 2005، وتنصتت أيضا على عدد كبير من أقارب الجنود الذين قتلوا في حرب أفغانستان، ويتم التحقق في الولايات المتحدة لوسائل الإعلام التي تتبع إمبراطورية مردوخ للكشف عن اتباع الاسلوب نفسه في التنصت على أقارب ضحايا مركز التجارة العالمي. كانت الإدارة التحريرية العليا للصحيفة متورطة في تشجيع المراسلين على اتباع أساليب غير قانونية لجلب الاخبار والتقارير، كما طالبت المراسلين بالحصول على أخبار خاصة لمصلحة الصحيفة "مهما كان الثمن المدفوع مقابل ذلك".

(3)
الإدارة التحريرية في العالم العربي تمثل النظام والسلطة وأدواتها الفاسدة والمضللة وهي لا تحتاج ان تتنصت على المشاهير والمعارضين فالبلد كله مراقب والشعب كله محاصر، إلا أن النتيجة مشابهة في الشرق أو الغرب فما بني على باطل مصيره الانكشاف والزوال والسقوط المروع والمدوي. الإعلام العربي القومي المناصر الصمودي يرتزق اليوم بدماء الشعب، يحرف الحقائق، وينشر الأكاذيب والافتراءات. أما الإعلام الحكومي وخصوصا الخليجي فهو يتجاهل ما يدور من حراك تغيري حقيقي للمنطقة، وقد لا ينشر ولا يتفاعل ولا يتخذ مواقف حازمة وصارمة من الثورات الشعبية والمطالب العربية التي تطالب بالديمقراطية والإصلاحات السياسية من فوقه ومن تحته وعن يمينه وشماله! يحكى انه لما قامت الثورة البلشفية في موسكو، احتارت الصحف العثمانية كيف تورد الخبر وأين تضعه على الصفحة الأولى أو في الداخل. فقائمة الممنوعات التي وضعها الرقيب للباب العالي العثماني كثيرة كما أنها تحرم استخدام كلمات مثل ثورة، إرادة شعب، شيوعية، إسقاط القيصر. فخرجت صحف السلطان عبد الحميد بالعنوان التالي: مشاجرة في موسكو، وهو حال تغطية الكثير من وسائل الإعلام العربية الحكومية لما يجري في العالم العربي.

(4)
العديد من البلدان العربية تجني اليوم ما صنعت يداها الإعلامية القذرة التي مارست التزييف والتضليل وتسترت على الكبت والاستبداد والظلم وتغييب الحريات والدفاع والمنافحة عن حالة الطوارئ والانسداد السياسي والفساد والاستغلال الاقتصادي، وتكميم الأفواه، وهاجمت كل الآراء المغايرة والحرة وصفقت وهللت وباركت بزج المعارضين والاصلاحيين في السجون والمعتقلات. ها هي تدفع الثمن من تونس ومصر إلى ليبيا وسوريا واليمن والبقية على الطريق من خلال الشعب الثائر الذي خرج من غياهب النسيان، يطالب بإسقاط النظام الفاسد والإعلام الكاسد.

فاصلة أخيرة:
أحضر سلة
ضع فيها (أربع تسعات).. ضع صحفا منحلة
ضع مذياعا.. ضع بوقا.. ضع طبلة
ضع شمعا أحمر.. ضع حبلا.. ضع سكينا
ضع قفلا.. وتذكر قفله
ضع كلبا يعقر بالجملة.. يسبق ظله
يلمح حتى اللا أشياء.. ويسمع ضحك النملة
واخلط هذا كله.. وتأكد من غلق السلة
ثم اسحب كرسيا واقعد
فلقد صارت عندك
دولة
* أحمد مطر

الأربعاء، 13 يوليو 2011

الديكتاتورية العربية.. للذكر مثل حظ الأنثيين!

الشرق- ايلاف
2011-07-13

يحكم في العالم ما يقارب "23" ديكتاتورا ومستبدا عادلا!
التحدي الأكبر يشمل القضاء على الديكتاتورية بعد سقوط الديكتاتور
المرأة لعبت دور المحرك للنظام وأدواته من وراء الستار!

حكم خلال العقود الماضية ما يقارب (132) ديكتاتورا حوالي (169) بلدا في العالم أشهرهم موسوليني، فرنكو، هتلر، وستالين. ولكن العدد تقلص نتيجة المد الديمقراطي ونضال الشعوب نحو الحرية والتخلص من أغلال الاستبداد والعبودية. في الإحصائية الأخيرة التي نشرتها مجلة السياسة الخارجية فورين بوليسى (Foreign Policy) وصل العدد إلى (23) ديكتاتورا يقطن اغلبهم في الدول العربية والأفريقية إلى جانب حكام آخرين في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وهم يصنفون كأسوأ أنظمة ديكتاتورية تحكم ما لا يقل عن (1.8) مليار مواطن من مختلف أنحاء العالم، كما يطلق عليهم اسم "التماسيح الليبراليين" فهم يجعلون الشعب يدفع ثمن الخسائر الاقتصادية في حين يحولون المكاسب — بشكل خفي — إلى حساباتهم في البنوك السويسرية في الخارج!

(1)
تصدر قائمة مجلة فورين بوليسي الأمريكية لطغاة لعالم رئيس كوريا الشمالية كيم يونج ايل الذي يحكم منذ أكثر من 16 عاما والذي وصفته القائمة بأنه من أسوأ حكام العالم فيما يخص ترسيخه لمبدأ عبادة الفرد والانعزالية. المرتبة الثانية احتلها رئيس زيمبابوي روبرت موجابي الذي يحكم بلاده منذ أكثر من 30 عاما، وهو بدأ كبطل للأمة للكفاح ضد الاستعمار والنضال من أجل استقلال البلاد من بريطانيا، ولكنه منذ ذلك الحين تحول إلى مستبد. والثالث هو رئيس بورما ثان شوي الذي يحكم البلاد منذ 18 عاما، ووصفته القائمة بأنه حاكم عسكري غير رحيم وانشغاله الوحيد هو البقاء في السلطة وسحق أي حركة معارضة بالاعتقالات والتعذيب، ويأتي بعد ذلك عدد من الحكام العرب في مقدمتهم الرئيس المصري السابق المحاكم حاليا، وملك ملوك أفريقيا الذي لا يزال يقتل الشعب الليبي، والسوري الذي ينشر دباباته في المدن السورية المطالبة بالإصلاح، إلى جانب الفنزويلى هوجو تشافيز والكوبى راؤول كاسترو والصينى هو جين تاو وكذلك الرئيس القرغيزى كرمان بك باكييف. والعامل المشترك بينهم جميعا وهو ما يثير الغضب والحنق، أن معظمهم كانوا من بين المحاربين للاستبداد والمطالبين بالحرية ضد أنظمة ديكتاتورية سابقة، حيث بدأوا حياتهم جميعا كمقاتلين من أجل الحرية ثم انقلبوا عليها وأصبحوا من اشد أعدائها. ومع استمرار الثورات العربية ربما يتقلص العدد بشكل اكبر إلا أن التحدي الأكبر لا يشمل فقط إسقاط الديكتاتور بل الأهم هو القضاء على الديكتاتورية ونظامها الاستبدادي في العالم العربي الذي لا يزال يحكم الرقاب من ألف سنة ونيف.

(2)
الديكتاتورية لا تقتصر على الذكور وهي تورث للأبناء بنين وبنات كما رأينا في مصر وتونس وسوريا واليمن والبقية، وان كان للذكر في التوريث حظوة تتجاوز حظ الأنثيين، فالمرأة تماهت مع الدور ببراعة وفي بعض الأحيان كانت هي المحرك الحقيقي للنظام وأدواته من وراء الستار. شخصيات نسائية ناعمة على مدار التاريخ كانت تتحكم في الطغاة بأصابع من حرير (ناديا، كلارا، ماجدالين، الينا، جيانع كينع، كاثرين، ميرا، زيزن، ايفا، ليدا وغيرهن الكثير) شاركن في صناعة الديكتاتور ونظامه حتى في السيناريو الختامي كن على خشبة المسرح يمسكن بدفة القيادة! العاشقة "ايفا براون" كما تشير الكاتبة هايكه جورتميكر في كتابها "ايفا براون.. الحياة مع هتلر" انها لم تكن أبدا المرأة الخنوع اللطيفة، ولم تكن الشقراء الغبية والسلبية على الإطلاق بل كانت مؤثرة وتتدخل في قرارات هتلر المصيرية وأنها هي من شجعت هتلر على قرار الانتحار‏ وعدم الاستسلام. وعرف عنها التجول في الأسواق الألمانية ودخول المتاجر وأخذ ما تريد من مجوهرات وذهب وملابس وأقمشة من دون أن تدفع شيئاً أو يتمكّن أحد من مطالبتها بشئ، وكانت تُبدّل ملابسها ستّ مرّات في اليوم وتُغيّر تسريحة شعرها أكثر من مرّة.

(3)
يوما بعد الآخر تظهر المزيد من الأخبار والمعلومات حول ملابسات الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام في تونس ومصر. محمد الغنوشي، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس "زين الهاربين" بن علي، قال انه كان لديه "انطباع" بأن ليلى الطرابلسي زوجة بن علي هي التي كانت تدير البلاد في الفترة الأخيرة. ولدت ليلى في 1957 لأب كان يعمل بائع بقول جافة، ثم تابعت تعليما مهنياً لتصبح سكرتيرة، كما عملت بشكل هامشي بائعة ورود في باريس قبل العمل في محل حلاقة. وأطلق عليها لقب "ليلى جين"، لما عرفت به من خفة وحب للحفلات. أصبحت في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، عشيقة الجنرال، بن علي، الذي يكبرها بـ21 عاماً، وكان يتولى حينها منصب وزير الداخلية، قبل أن يتزوج بها بعد أن طلّق زوجته الأولى. كتاب «حاكمة قرطاج» الذي نشر في أواخر 2009، يتناول جوانب عديدة من حياة ليلى الطرابلسي ودورها المتنامي في السيطرة على البلاد، ويشير الكتاب الى أنها كانت تنوي أن تطرح نفسها بديلاً عن زوجها في الانتخابات المقبلة، بمساعدة أفراد عائلتها والشخصيات المنطوية تحت جناحها، وبسكوت رسمي من فرنسا، التي دعمت النظام التونسي. وهي تعد أكثر زوجات الرؤساء العرب نفوذا، إذ استطاعت أن توجه نفوذ زوجها السياسي لمصلحة أفراد عائلتها حيث سيطروا على أهم التوكيلات التجارية والمؤسسات الاقتصادية للدولة، حتى ان البعض ذهب في وصفها وحاشيتها بـ"المافيا". وتمكنت الطرابلسي من تهريب نحو 1.5 طن من الذهب بقيمة 65 مليون دولار إلى خارج الأراضي التونسية قبل هروبها مع زوجها بيوم واحد فقط، في حين جمَّدت المصارف السويسرية ملايين الدولارات باسم أفراد عائلتها.

(4)
زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك اشتهرت بالمحافظة ودعمها مشاريع خيرية للأطفال لكن ظهورها الإعلامي المدروس بحرفية لم يعكس حقيقة دورها النافذ ومناوراتها السياسية ما وراء كواليس السياسة المصرية ويشاع انه كان لديها أكثر من 1000 جمعية معظمها وهمي تجمع من خلالها مئات الملايين كل عام في شكل معونات وتبرعات ومساعدات وهبات من الخارج والداخل لهذه الجمعيات ومعظم هذه الأموال في النهاية تصب في الحسابات السرية في البنوك الأجنبية. وهي أصبحت عضوة في نادي المليارديرات منذ عام 2000، حيث تجاوزت ثروتها الشخصية مليار دولار تحتفظ بأغلبها في بنوك أمريكية، كما أنها تملك عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس وفي إمارة دبي. وتقدر ثروة قرينة الرئيس المخلوع بما يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار جنت أغلبها من التدخلات الشخصية لها لصالح مستثمرين ورجال أعمال. في ليبيا تحولت الممرضة السابقة إلى زوجة العقيد الثانية وهي صفية فركاش، صحيفة "يو إس توداي" الأمريكية قدرت ثروة صفية بنحو 30 مليار دولار، بما يجعلها تتفوق على نفوذ وثروة ليلى طرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وتملك فركاش شركة الطيران "البراق"، بالإضافة إلى مخزون من الذهب يقدر بـ 20 طنا! بشكل عام السيطرة على مقادير السلطة لمدة طويلة تخلق الديكتاتور ولا فرق ان كان رجلا أو امرأة. هناك مقولة تنسب إلى زعيم إيطاليا الفاشية ببينيتو موسوليني (Benito Mussolini)، تبين كيف يفكر هؤلاء الديكتاتوريون بعد أن يتمكنوا من الحكم، تقول (الشعوب، كما النساء، موجودة لكي تُغتصب).

فاصلة أخيرة:
ما هو الشعر إذا لم يعلن العصيان؟
وما هو الشعر إذا لم يسقط الطغاة.. والطغيان؟
وما هو الشعر إذا لم يحدث الزلزال
في الزمان والمكان؟
وما هو الشعر إذا لم يخلع التاج الذي يلبسه
كسرى أنوشروان؟
"نزار قباني"

الأربعاء، 6 يوليو 2011

الأمل القادم.. مع طيور السنونو العربية الثائرة!

الشرق~ ايلاف
2011-07-06

الجدران العربية الحديدية تتهاوى مع ضربات المعاول الثورية
ممارسة الأنظمة تتفوق على تصرفات "حمارة القايلة"
الأطفال يتصدرون قائمة شهداء الثورات العربية

"طائر سنونو واحد لا يجلب الصيف" (One swallow does not make a summer)، مثل انجليزى ينطبق على انتفاضات الشوارع العربية التى قد لا تأتى بالديمقراطية المثالية كما نتصورها، لكنها أمل فى أن التغيير قادم مع قدوم طائر السنونو العربى الثائر وان تأخر الصيف.
لقد دخلت المنطقة العربية فى سبات طويل وليل مظلم حالك، لتستيقظ على موجات انتشار الثورات وسقوط بعض الأنظمة الديكتاتورية البالية وترقب البعض الآخر الذى لا يزال يحاول الكثير من رموزها منع وصول المد ومحاربته وذبح كل من يتجرأ على الخروج فى الشارع من الأطفال قبل النساء والرجال ودفنهم فى مقابر جماعية، لقد وصل عدد الأطفال السوريين الذين سقطوا قتلى فى الاحتجاجات التى تشهدها البلاد منذ اندلاعها الى نحو 100 طفل أبرزهم حمزة الخطيب.
(1)
الحكاية مرعبة ومريرة تتفوق على القصص التى كانت تحكى لنا ونحن أطفال عن الجن الأزرق والأشباح والعفاريت (حمارة القايلة)، (ابو رجل مسلوخة)، (وامنا الغولة)، التى تخطف الصغار حتى لا نخرج من المنازل عند حلول الظلام. وعندما كبرنا عرفنا زيف هذه القصص المقيتة لكن لم نتوقع ان تتحول هذا القصص الى حقيقية واقعية وتستبدل شخوص الحكاية (بالشبيحة) وكلاب الأنظمة الديكتاتورية المسعورة! الحكاية تدور حول طفلين قرابة الثالثة عشرة من العمر، مازالت معانى الحياة جميلة فى اعينيهما حتى ذلك اليوم الذى خرجا فيه من بلدة الجيزة تجاه درعا السورية، فى محاولة لفك الحصار عن المدينة وادخال الطعام الى المحاصرين، فاعتقلتهما قوات النظام، واختفيا مدة شهر قبل أن يظهرا فى فيديو اليوتيوب ووسائل الاعلام وهما جثتان هامدتان عليهما آثار تعذيب وحشي، تظهر مدى الألم الذى عاناه هذان الطفلان قبل موتهما؟!
(2)
تصادف ان شاهدت قبل مدة فلكا وثائقيا فى محطة البى بى سى القناة الثالثة البريطانية عن سقوط جدار برلين (The Berlin Wall) الذى انهار قبل (20) سنة، وهو لم يكن فقط مجرد جدار طويل يفصل شطرى برلين الشرقى والغربى والمناطق المحيطة فى ألمانيا الشرقية، بل أشبه بستار حديدى ايديولوجى قسّم العالم لأكثر من أربعين سنة، وكان الافظع هو ان كل من يفكر أن يجتاز الجدار يطلق عليه النار. طول الجدار 155 كيلومترا، ويحيط بالجزء الغربى من برلين بشكل كامل، وقد أقيم عليه 300 برج مراقبة، كما أنشئ تحته نظام من الأنفاق تحت الأرض يتكون من 43 نفقا. كان المشهد الدراماتيكى فى دول شرق أوروبا قبل سقوط الجدار يذكرنا بالمشهد ذاته بعد عشرين سنة فى تونس ومصر واليمن وفى سوريا اليوم، حيث كان يخرج الآلاف من مواطنى ألمانيا الشرقية فى مظاهرات الى الشوارع مطالبين باجراء اصلاحات سياسية. وكان من أهم هذه المظاهرات على الاطلاق تلك التى عرفت بـ"مظاهرات يوم الاثنين" فى مقابل "مظاهرات يوم الجمعة" العربية. كان المتظاهرون يرددون هتاف "نحن الشعب" ويطالبون بالتغيير والاصلاحات والديمقراطية ولا مجيب. الاصلاحات لم تحدث بسبب عدم رغبة النظام فى الدخول فى تغييرات حقيقية وجذرية ربما لأنها تهدد وجوده وسلطته، وظل يمارس التحايل والفهلوة وتقديم الوعود الزائفة وخنق المعارضة وضرب المظاهرات بقوة واستخدام الأسلحة والتصفية الجسدية وزج كل من ينادى بالاصلاحات فى المعتقلات والسجون التى أصبحت تنافس المدارس والمستشفيات وهو ما عجل فى سقوط النظام والأنظمة الشيوعية الديكتاتورية واحداث زلزال سياسى فى أوروبا الشرقية ودول البلطيق ونقلها من جحيم الأنظمة الشمولية الى حضن الممارسة الديمقراطية.
(3)
فى رومانيا كانت المحطة الأخيرة فى سقوط آخر الأنظمة الاستبدادية القمعية فى أوروبا الشرقية حين ظهر الزعيم الرومانى نيكولاى تشاوشيسكو (Nicolae Ceausescu)، الذى بدأ حياته صانع أحذية، محاولا تهدئة الجماهير الغاضبة فى الشوارع عبر التليفزيون رافضاً أن يعترف بأخطاء نظامه، مشيراً الى وجود "قوى محركة خارجية"، كما فعل بن على فى تونس ومبارك فى مصر وصالح فى اليمن والقذافى فى ليبيا والبقية على الطريق. لقد استخدم نظام الدكتاتور العجوز (كان يطلق على نفسه القائد العظيم والملهم ودانوب الفكر والمنار المضىء للانسانية والعبقرى الذى يعرف كل شىء وهو ما يذكرنا بملك ملوك أفريقيا) الشرطة السرية (الشبيحة) ونصف مليون ضابط (الجيش) وملايين المرشدين (المخابرات غير النظامية) لخلق مناخ من الخوف المستمر فى بلاده التى يحكمها بالحديد والنار. لكن الانفجار جاء على غير موعد فى شوارع بوخارست وفى مدن أخرى التى حاول أن تصدها قوات الأمن وقامت الشرطة السرية فى اطلاق النار على المحتجين بلا رحمة بالأسلحة المحرمة دوليا، وشارك الجيش فى قتل المواطنين المحتجين، بالاضافة الى طائرات الهليكوبتر التى تطلق الرصاص على المواطنين، ولكن كل ذلك لم يزدهم الا اصراراً وتصميماً على المطالبة بالتغيير والخلاص من الطاغية لقد دقت ساعة التغيير والزمن لا يعود للوراء.
كل هذا العنف أدى الى اثارة التمرد فى صفوف الجيش بعد رؤية المجازر الدموية التى استباحت دماء الشعب فى الشوارع ورفض بعض كبار الضباط فى الجيش اطاعة الأوامر فى المشاركة فى اعدام الأبرياء.
انتشر التمرد فى معظم الوحدات العسكرية وتحولت القضية الانسانية لكى تصبح عالمية وليست محلية أوروبية حصرا. المثير للسخرية أن تشاوشيسكو كان يخطط ويعد ابنه نيكو ليخلفه وهو ما أدى الى استمرار المظاهرات ودخلت البلاد فى اضرابات شلت الحياة اليومية وتطورت الى احتلال الموظفين للدوائر والمقار الحكومية. وأشار المحللون الى أن الدكتاتور العجوز لم يكن بالامكان خلعه بأسلوب سلمى وانه لولا تلك الثورة الشعبية العارمة لما تم التخلّص منه وأن الفوضى والتخريب الغوغائى المصاحبين لتلك الثورة كانا عرضين جانبيين لم يكن هناك مفر منهما.
(4)
فى الجانب الآخر رضخ النظام الشيوعى فى ألمانيا الشرقية فى 9 نوفمبر 1989 لضغوط مئات الآلاف المتظاهرين المطالبين بالحرية. وعلى الأثر تجمع على نقاط التفتيش الحدودية بين برلين الشرقية وبرلين الغربية الآلاف من أبناء الألمانيتين، وما هى الا ساعات قليلة حتى تسلق المتظاهرون الجدار وتنقلوا، لأول مرة فى حياة الكثيرين من بينهم، بين شطرى العاصمة، بينما كان الجدار يتلقى أولى ضربات المطرقات والمعاول التى ما لبثت أن أسقطته. وفى مقابل جدار برلين الغربى ها هى الجدران العربية الحديدية تتهاوى مع أول ضربة جاءت من المطرقات والمعاول فى تونس. تنهار "كأحجار الدومينو" الحوائط والجدران الفولاذية الديكتاتورية القائمة فى الفكر والعقل قبل القابعة على الأرض، ويشهد على سقوطها كل العرب بلا استثناء فى حيرة وخوف ومشاعر مختلطة ومتضاربة. هذه الجدران فصلت بين الانسان العربى والحرية وشيدت مدعومة بالجيش والعسكر والحرس الوطنى والمخابرات والأجهزة القمعية وأبواق النظام ومؤسساته الأمنية ووسائل الاعلام القبيحة الفاسدة ومشايخ الدين وعلماء السلطان وسدنه المعبد والفساد والاقطاع والمحسوبية. وكلنا أمل اليوم أن يأتى الدفء مع طيور السنونو العربية الثائرة بعد العيش الطويل فى الشتاء والبرد الاستبدادى القارص؟!
فاصلة أخيرة:
أيقظُونى عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ.
عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ.
عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ.
عندما لا يستحى منْ لُبْسِ ثوبِ الاستقامةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ
لا تَعْدِلُ فى الميزانِ مثقالَ كَرامة.
سوفَ تستيقظُ.. لكنْ
ما الذى يَدعوكَ للنَّومِ الى يومِ القِيامَةْ؟
احمد مطر

Stateless in the Gulf: Case is still in hand

The Peninsula
Wednesday, 06 July 2011 00:59

As aircraft today form the backbone of transportation in the world, the naval vessels — “boats” and wild ships — “camels” have formed the most important means of mobility in various Arab cities, including the Gulf. That role became important in the nineteenth century precisely where it formed the commercially strategic region that linked the East and West, and presented for others the colonial ambitions, from vessels of Portuguese colonisation (1507), passing through the commercial ships for the Dutch and British East India Company (1820), to war ships in World Wars I and II (1914-1939),to US commercial and military ships till the day (2050)
1. Pearl trade turned for the population in the Gulf in this period, the largest and most important source of livelihood, and diving areas spread along the coast of the Arab Peninsula from Banat Sulama in Ras Musandam in the Strait of Hormuz, through the city of Dubai, along the coast of Oman, and then the coasts of Qatar and Bahrain, ending at the coast of Kuwait, till the Japanese in the last country of the World “Mikimoto” (Mikimoto Kōkichi), got success in a technique of pearl farming, entering into a period of deterioration, depression and extreme poverty along the coastal region and its people, to the discovery of western companies, oil fields, draw of Arab borders and turn the cities of Gulf into independent states. The means of transportation were open on borders, despite some obstacles, man has the freedom to move from one place to another without difficulty, contract, visa, passports and religious classifications, Muslim, Christian, or a sectarian Sunni, Shia, Druze, or sectarian ideology of Baathist socialist left-wing nationalist, and when there are crises and problems you see one carrying his bag and moving to the vast land of Allah from one city of Gulf to another city of Arab or abroad. Difficulties appeared after the transfer of villages and cities to states and after imposing conditions and restrictions, and limitations on movement and residence and life on land and belonging to the homeland and the definition of the citizen and the distribution of instruments of citizenship, as a result many categories of people of the land who were born and raised and grown and moved in the land deprived from nationality, citizenship rights and human rights, also deprived from a decent living, marriage, divorce, freedom of movement, education, treatment, and even receiving a birth certificate from the hospital to recognise a newborn or death certificate of the graves for the burial! And the label has become so strange to call them that has no place of exchange and expression (stateless). All their tragedies gathered in a single file postponed year after year, that is like a fish in the basin of accessories being watched since the era of colonialism to the end of the day without any solution! The tangle of stateless with us and our node with them is linked with our understanding and our belief in human worth, the thing that was not absorbed by a King of Africa and he cried, saying (Who are you?)!
2. As the boats on the shores of the Gulf carry the individuals and their families from Muscat to Abu Dhabi, from Doha to Manama, Al Ahsa, Dammam, and from Kuwait to Basra and land of Persia –the east coast of the Gulf in the past- A ship was carrying an immigrant named (Falmouth Kearney) from the small village “Moneygall” in Ireland to the New World, he was the son of a shoes maker, he has boarded a ship for America after his country was exposed to severe famine at the time, this person had no value for a period of one hundred and fifty years. then came from his grandchildren -though he was a bright white- a man with black skin , with Kenyan African origins, Muslim religion and Arab name, graduated from the best university in the world and became President of United States of America till(2016)! The small town has opened her heart to the American President in which he said “I’m Barack Obama from Migal Obamaz. I have come to my land to find the links we’ve lost at some point in our lives.” The old woman said about Obama “He has attracted me towards him strongly and printed a lovely kiss on my cheek. I would not wash my cheek, which embraced the Obama kiss as long as I live” There are many examples of migrants who deported from their native place to another, as did our ancestors in the Arabian Peninsula and abroad, but the fruit that we have is quite different, there is no recognition of many of the children of immigrants and their grandchildren who mixed their lives and their blood in the country and its soil, and remained destroyed, neglected and deprived from minimum essential rights that we agree on all of them without a difference in the East or West, we have signed on them and abide by them in international conventions, religious laws and human dignity!!
3. Last not the least, stifled voices raised from Kuwait after the uprising of Arab Spring that came out in the shape of a small peaceful demonstration to claim the rights for a stateless disadvantaged group that constitutes about (106) thousands of people in Kuwait, 33 percent of total population. And in the UAE twenty thousand people, 23 percent of total population. In Qatar, 1,200 people,16 percent of the population. And in Saudi Arabia, seventy thousands people, 73 percent of total. Their total number in the Gulf countries is nearly (184) thousand, two hundred people according to the latest report of statistical Office of the United Nations for refugee affairs, and according to the last report of Human Rights Watch some weeks ago, both reports have indicated that the Gulf countries have not progressed for decades despite its pledges to resolve the issue of stateless people living in the Gulf countries without the nationality or identity. The report, based on interviews with people from the stateless and with lawyers and activists, stated that a large number of stateless are still “in a position of weakness, without protection, and they are living in poverty” in the oil-rich countries, and they are considered “illegal residents”.
4. Indeed it is a paradox of fatalism that you may be lucky if you were born during flight, or on a ship sailing in the midst of the ocean headed to the New World and even before you breathe the air and touch the sands of the earth, you will be recognized as a citizen entitled to all privileges and rights, regardless of your origin, your class, your religion, your belief and your group. And you may become the President of the United States if you were chosen by the voters and proved your worth and your eligibility and your ability as did the son of a black (double), which father came (Al-Bisri) from Africa, found his mother (Trthot) from Ireland. while you may share with our fellow-citizens in religion, belief, determination, blood, family, tribe, caste, creed, geography, past history, present fate and in building the future and you may be a successful and outstanding student and leader, however you and your rights will be not recognised as a human being?!