الأربعاء، 27 يوليو 2011

شهر رمضان بطعم الثورة العربية!

الشرق - ايلاف
2011-07-27
مسلسلات عربية حقيقية تصور مواجهة الشعوب بالدبابات!
الجامعة العربية ومهمتها المخزية وقت الأزمات؟
طفل من بين كل عشرة أطفال معرض للموت في الصومال

أيام معدودة وندخل شهر رمضان الذي يهل علينا هذه السنة بطعم اخر مختلط بالثورة والثورة المضادة والدم والقتل ومواجهة الشعوب العربية بالجيش والحرس والسلاح أسلحة الإعلام والفتاوى الدينية والشبيحة في الشوارع والمدن والقرى والحواري لكي تجهض كل المطالب المشروعة في الإصلاح والتغيير والحرية. ندخل رمضان ولا حول لنا ولا قوة الا مشاهدة المسلسلات العربية الحقيقية التي تصور انهار الدم والذل والمهانة التي تعيشها شعوب المنطقة التي تبحث عن ابسط حقوقها، ولا نملك إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء لينصرهم ربهم ولا يبتلينا! ونصب اللعنات على من كان السبب غالبا إسرائيل!

(1)
في رمضان نواجه كل عقدنا من المطالبة بالحرية والعيش في سجون الديكتاتورية، من عبادة الله والخضوع له إلى عبادة الديكتاتور وتنفيذ أوامره حتى في قتل الآخرين وسحلهم.. أشهر شعار يطرح في دول المواجهة والتصدي اليوم هو "الله، الوطن، الرئيس وبس"، من تذكر الموت والآخرة إلى الانغماس في الدنيا وسرقة المال العام ونشر الفساد ونهب أموال الشعوب.. مليارات الدولارات متراكمة في حسابات الرؤساء والأمراء والشيوخ في الداخل والخارج بينما المواطن يموت من الهم والغم في الحصول على قوت يومه، من تذكر الفقر والجوع وكفاف الحياة إلى الإسراف في الأكل والشرب والطعام ورمي ما تبقى منه في القمامة وملايين الأطفال والأمهات والآباء يموتون من الفقر والجوع في العالم العربي والإسلامي!

(2)
الصورة التي نشرتها جريدة «ذي اندبندنت» (The Independent) البريطانية فعلا مؤثرة واصفة الحال الذي وصل إليه بلد محسوب على جامعة الدول العربية وهو الصومال، الصورة تبرز سيدة تربط على بطنها حبلا، لكي يخفف عنها آلام شدة الجوع القارص، وهي التقطت كي تعبر عن فظاعة وبشاعة المجاعة التي يعانيها الملايين في القرن الافريقي والصومال خاصة. الصورة تعد محاكاة ساخرة لبرامج التخسيس ومواجهة التخمة والبدانة التي ترعاها المنظمات العالمية دون النظر أو الاكتراث لمعاناة الجوعى في افريقيا. الأزمة التي يمر بها الصومال ونسبة المسلمين فيه 99%، تعتبر أسوأ أزمة إنسانية في العالم نتيجة لما تمر به المنطقة من أبشع موجات الجفاف منذ 60 عاما، مخلفة وراءها نفوق وهلاك أعداد هائلة من الدواب، ومعرضة حياة ملايين البشر للموت جوعا، خاصة في الصومال الذي يعاني ثلث سكانه من الجوع والحاجة الماسة للمعونة الإنسانية. المجاعة تؤدي إلى زيادة معدل الوفيات على شخصين بين كل عشرة آلاف نسمة يوميا ومعدلات وفيات تزيد على 30 في المائة في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، كما أن طفلا من بين كل عشرة أطفال معرض لخطر الجوع حتى الموت في مناطق مختلفة من الصومال.

(3)
الجامعة العربية بدلا من أن تقوم بالمبادرة ويذهب أمينها العام إلى مقديشو حاملا معه الاحتياجات الأساسية والمساعدات المالية والإنسانية، وجهت نداء من خلال بيان صدر عن الأمانة العامة للجامعة. نداء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا)، جاءت حفظا لماء الوجه بعدما أطلقت المنظمات الدولية الغربية حملات اغاثية وجمع تبرعات ومساعدات عاجلة. المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريز وجه نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للمساعدة في إغاثة اللاجئين في القرن الافريقي من معسكر النازحين في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي، بينما كان الأمين العام للجامعة العربية منشغلا في متابعة أخبار الثورة في سوريا وتقديم التصريحات المخزية من رجل تولى حقيبة الخارجية وجاء على أكتاف الثورة المصرية التي تطالب بالحرية والديمقراطية ودستور تعاقدي شعبي جديد. الأمين العام العربي تجاهل كل أعمال القتل المنظم لآلاف السوريين، ودفنهم في مقابر جماعية والتمثيل بجثثهم دون وازع من ضمير، وغض الطرف عن الدبابات والجيش والشبيحة المنتشرة في الشوارع والأزقة، وقال ان سوريا تسير في مسار الإصلاح الحقيقي، وطمأن النظام وأدواته القمعية أن الجامعة العربية لن تتخذ أي قرارات ضد ما يقوم به! هذا في حين أشار خبراء من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الى أن القمع الذي تمارسه قوات الأمن السورية يمكن تشبيهه بجرائم ضد الإنسانية. هل نستطيع أن نتخيل العكس حيث يكون الأمين العام للجامعة العربية سورياً. وما حدث في مصر قبل رحيل مبارك يحدث في سوريا اليوم من مواجهة مع الشارع وتصفية التظاهرات المليونية التي خرجت في ميدان التحرير وما زالت كيف سيكون رد الفعل؟ وهل حلال أن نطلق اسم ثورة في القاهرة ونحرم استخدامها في دمشق وبقية الدول العربية؟!

(4)
مما يزيد الحسرة والألم أن الدين وتعاليمه تقحم سياسيا لمنع وصول المساعدات للمنكوبين في الصومال والدول المحتاجة، عدد كبير من العناصر التي تتحدث باسم الإسلام وتلبس عباءته ترفض المشاركة والتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية بل ويسعى البعض إلى محاربتها، عناصر ميليشيا "الشباب" الإسلامية الصومالية هاجمت ثلاثة مكاتب هيئات تابعة للأمم المتحدة في مدينتي بيداوة ووجيد، متهمة إياها بأنها "عدوة الله والمسلمين". وربما ان الأخبار الأخيرة عن تراجع زعيم إسلامي بارز عن وعده بالسماح لوكالات الإغاثة الدولية بالعودة للعمل في الصومال، تدعو الى التفاؤل. رمضان فرصة أن نعيد التفكير ونعود إلى رشدنا ونفكر ونتأمل في الماضي والحاضر ونعتبر ونحتسب ونعلم ونستفيد من أخطائنا ونعالج عقدنا وسلبياتنا عسى أن يكون المستقبل أكثر إشراقا، ويهل علينا رمضان في العام القادم ونحن في حال أفضل.

فاصلة أخيرة:
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ.
نعم أنا.. أنا السببْ.
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ، إن أردتم، والخطبْ.
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا:
"تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ".
قولوا بأني خائنٌ لكم، وكلبٌ وابن كلبْ.
ماذا يضيرني أنا؟!
ما دام كل واحدٍ في بيتهِ،
يريد أن يسقطني بصوتهِ،
وبالضجيج والصَخبْ.؟!.
* أحمد مطر

هناك تعليق واحد:

  1. الصومال كانت ولا زالت منسية ...أكيد محد يبي يتعامل معها وانا اقصد من ناحية العلاقات مابينها ومابين الدول العربية لأنة مالهم مصلحة في الصومال لا هي دولة غنية ولا يحزنون وغير اننا نحن الصوماليون مانتكلم عربي هاي يخلينا منبوذين عن باقي الدول ونحن نعتبر أفارقة أكثر منا عرب يعني روحو حلو مشاكلكم هناك بعيد عننا في المؤتمرات الافريقية ...ومهما حاول الرئيس الصومالي اثارة انتباه الدول العربية في كل زيارة مافي فايدة ,وبالنسبة للأمين العام للجامعة العربية سواء هو أو اللي قبلة فهم كانو دايما مجرد موظفين مصريين وجودهم كعدمهم يدورون راتبهم وبس .

    ( صومالية )

    ردحذف