الجمعة، 25 سبتمبر 2009

المدونون العرب وصناعة الثقافة الجديدة

2009-09-24
هل يمهد المدونون العرب الطريق لولادة ثقافة جديدة بمدوناتهم على الإنترنت؟
ما هذه الثقافة وهل هي مختلفة عن المشهد القائم حاليا في العالم العربي؟!!
38 مليون مدونة على الشبكة العنكبوتية نسبة العربية منها 0.7%
84 مدونة تطلق كل دقيقة في العالم واليابانيون في صدارة المدونين
مصر في طليعة المدونين العرب ثم السعودية فالعراق
200 مليون دولار إيرادات المدونات العالمية من الإعلانات
المدونات العربية تحظى باهتمام 38% من مستخدمي الانترنت
مصطلح (blog) هو إدغام لعبارة (weblog) التي تعني مدونة الكترونية، أول من استخدم مصطلح (blog) هو جورن بارغر (Jorn Barger) في 1997، وكانت البدايات عبارة عن كتابات مذكرات أو مفكرات شخصية الكترونية، بحيث يقوم المستخدم بإنشاء موقع خاص به على شبكة الانترنت يسطر فيه ما يشبه المذكرات، اليوميات، الخواطر، والتعليقات المختلفة ويضع فيه صوراً أو رسوماً أو أشرطة فيديو ويحدِّثه باستمرار وتكون فيه عادة روابط لمدوّنات وعناوين لمواقع أخرى. وما لبثت ان تحولت الى وسيلة إعلامية وإخبارية تهتم بجميع الجوانب الإنسانية وتحاول ان تكون من أهم الوسائل الإعلامية متعة وفائدة وسهولة وانتشارا وإرساء لحرية التعبير عن الرأي وبأرخص التكاليف.
يقدر عدد المدونات العربية والتي أنشئ اغلبها في عام 2006م بنحو 490 ألف مدونة بنسبة لا تتعدى 0.7% من مجموع المدونات عالميا ضمن ما يزيد على 38 مليون مدونة تضمها شبكة الانترنت حاليا بما يعادل 84 مدونة يتم إطلاقها في الدقيقة الواحدة وهو ما يعنى إنشاء 1.4 مدونة كل ثانية. وتحتل اللغة اليابانية الصدارة في عالم التدوين، حيث تستحوذ على 25.9 مليون مدونة بنسبة تصل إلى 37% من مجموع المدونات العالمية، تلي ذلك المدونات التي تستخدم الإنجليزية بنسبة بلغت 36%. وقُدّر مجموع إيرادات المدونات بـ 36 مليون دولار في عام 2008 ويتوقع أن تبلغ إيرادات المدونات من الإعلانات التجارية بحلول عام 2010م حوالي 200 مليون دولار حسب شركة "بي كيو للاستشارات" الأمريكية. وقد انتشرت المدونات في الجيل الجديد من الشباب في العالم العربي أكثر من غيره، حيث اعتبرت كصحافة بديلة لجيل الانترنت ممن صارت وتيرة حياتهم أسرع وصبرهم على القراءات الطويلة قليلاً وممن اعتادوا "البلوغز" وأسلوب كتابتها غير الرسمي والمتحرر من أي قيد بجمله القصيرة وروابطه الكثيرة مع مواضيع وعناوين أخرى. والجدير بالذكر ان المدونات العربية كانت احد الأسباب الرئيسية التي دعت شركة ياهو! إنك (Yahoo! Inc). (المدرجة في سوق الأسهم المالية نازداك YHOO) بان تقوم بإبرام اتفاقية للاستحواذ على الموقع العربي مكتوب.كوم (Maktoob.com )، الذي يضم أكثر من 16.5 مليون مستخدم، وجرت الصفقة منذ عدة أشهر مضت.
في شهادة عن الدور الذي بدأت تلعبه المدونات العربية في المشهد الثقافي العربي خصصت الكاتبة باولا كاريدى في كتابها الذي يحمل عنوانا تهكميا هو «العرب المخفيون — كتالوج تحليلي للعرب الذين لا نعرفهم والذين ليسوا إرهابيين»، فصلا كاملا للحديث عن المدونين العرب.. وقد أشارت فى حوارها مع جريدة الشرق الأوسط في يناير 2008 إلى أنها خصصت فصلا كاملا عن المدونين والتدوين عبر الانترنت بوصفه موجة جديدة يعيشها العالم العربي. وقالت: حاولت أن اصف طبيعة عملهم ونشاطهم الذي يذكرني بنشاط الشباب الأوروبي في شرق أوروبا قبل عام 1989 إبان الحكم الشيوعي. ولم يكن الانترنت موجودا في العالم آنذاك. غير أن هؤلاء الشباب كانوا يستخدمون الأوراق والآلة الكاتبة في طبع ونسخ المنشورات والكتب في منازلهم ثم يقومون بتوزيعها بعد ذلك على أفراد الشعب. أعتقد أن العالم العربي يشهد ظاهرة مماثلة على اختلاف مستوياتها وأدواتها. إن المدونين العرب يستخدمون الانترنت في محاولة منهم لتغيير الواقع المعاش، كما يحاولون إظهار الوجه الإنساني للعالم العربي في مواجهة النمطية الأوروبية عن الشرق المسلم. فهؤلاء المدونون يدركون تماما كيف ينظر الغرب إليهم ويحاولون تغيير هذه الرؤية عبر استخدام لغة محتليهم السابقين، فهناك عشرات المدونات العربية التي تستخدم اللغتين الإنجليزية والفرنسية على شبكة الانترنت.
شهادة أخرى أشارت إليها صحيفة "ذي ناشونول" (The National) الإماراتية في سبتمبر 2009 في عرضها لدراسة أنجزها "مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع" التابع لجامعة هارفارد الأمريكية حول خريطة التدوين العربي (الدراسة منشورة على موقع ميدل ايست اون لاين middle — east — online). وهدفت الدراسة إلى التعرف على الموضوعات التي تتعامل معها المدونات العربية في منطقة الشرق الأوسط، ومدى علاقتها بقضايا المنطقة السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والشؤون الدولية، وغطت الدراسة حوالي 35 ألف مدونة، حيث استعان المركز بمجموعة من الباحثين العرب لرصد المدونات. وصنفت الدراسة المدونات حسب الدول، فوجدت أن مصر تأتي في مقدمة عدد المدونات، وتأتي السعودية في المركز الثاني حيث يهتم المدونون السعوديون بالتكنولوجيا وتطبيقاتها وتشكل نسبة النساء النسبة الأعلى في التدوين، ثم يأتي العراقيون في المرتبة الثالثة.
وكانت أكثر الموضوعات تداولا في المدونات العربية تلك التي تتعلق بالحب والعمل والعائلة، وفي المقام الثاني تأتي السياسة الوطنية، وفندت الدراسة الاعتقاد السائد بأن الانترنت يعد منبراً مهماً للتنظيمات الإرهابية، مشيرة الى أن المدونين العرب منشغلون بموضوعات أخرى يعتبرونها أكثر أهمية كالنقد لقضايا المجتمع الجوهرية والقضايا الأسرية والعاطفية ومشاكل الحب والعائلة، أما الذين يؤيدون الإرهاب فاقل من واحد بالمائة. وقال بروس إيتلينغ، وهو أحد القائمين على الدراسة "نحن أنفسنا أصبنا بالدهشة لعدم وجود مدونات تدعم الإرهاب والجهاد". ويتناول المدونون الدين بشكل شخصي بعيداً عن الإسلام السياسي، وقضايا حقوق الإنسان حيث يكثر النقد لثقافة الغرب وقيمه، والمدونون العرب يستنكرون الإرهاب بشدة، وهي إحدى النتائج الإيجابية التي كشفت عنها الدراسة، ولا يهتم المدونون العرب بالحديث عن الولايات المتحدة كثيراً، لكنهم إن تناولوها فهم دائمو النقد لها.
وفي دراسة أعدها الباحث الدكتور مصطفى سالم في (2006)، بدا ان المدونات تحظى باهتمام 38 بالمائة من مستخدمي الانترنت في الوطن العربي وان نصف هذه النسبة يتابع المدونات بشكل يومي وما يزيد بقليل على ثلث هذه النسبة يعتبرها مصدرا مهما لكن ليس وحيدا لمعلوماته. وذكر الباحث أن مدونات الخليج العربي تعد الأقل رواجا بينما تعد المدونات الأكثر رواجا بين العراقيين مرورا ببلاد الشام ومصر وليبيا والجزائر والمغرب، ويصف الباحث على مدونات المغرب ومصر والعراق والجزائر والأردن وليبيا وسوريا بالمدونات الجاذبة للقراء. ويؤكد الباحث أن مدونات المبدع سواء كانت شعرية، أو قصصية، أو فنية بمختلف الفروع والصنوف لا تشكل إلا اقل من واحد بالمائة من المدونات العربية. على الرغم من أن المدونات تنتشر بسرعة داخل القراء العرب، ولا يخضع نشر النصوص لمزاج الصحف والمجلات وسياستها. الجدير بالذكر أن الكثير من المدونات العربية بدأت تدخل في المسابقات العالمية للتدوين والعديد منها حصل على مراكز متقدمة (انظر الجدول الذي يبين أفضل عشر مدونات شخصية مستقلة في العالم العربي).
إذا، فالظاهرة التي بدأت تجتاح العالم العربي من محيطه إلى خليجه تكبر يوما بعد الآخر، إلا أن صداها الواسع ومفهومها البعيد لم يصلا بعد لقلوب وعقول الكثير في مجتمعنا، ولقد أتيحت لي الفرصة أن أتتبع بعض المدونات التي تسطر بأقلام قطرية وقارنتها باخواتها من المدونات الكويتية والبحرينية والإماراتية ووجدت أن البون شاسع واقل وصف يطلق عليها أنها غير مشجعة ومخيبة للآمال ولا تعكس حتى ربع ما يجري في المجتمع من حراك وتغيير، ولو افترضنا أن عدد سكان قطر 200.000 يعيش كل 100 شخص في مجلس وقام الأشخاص في هذا المجلس بإنشاء مدونة على الانترنت لحصلنا على 2000 مدونة، ولنكن متواضعين فلو حصلنا على عدد عشرين مدونة تسطر من قبل بعض المجالس القطرية التي لا تشبع من التنظير وإصدار الأحكام المسبقة وحل مشاكل العالم باستثناء مشاكلها هي لوجدنا العجب، ولكن أسمعت لو ناديت حيا، لذلك أرى انه من الضروري أن تعمد المؤسسات الإعلامية والصحفية في قطر إلى استيعاب هذه الظاهرة من خلال برامج تدريب وورش عمل للمهتمين بالتدوين وتوفير مساحات لنشر إنتاجهم من القصص والصور والفيديو، بل ان تقوم بإنشاء صفحات تفاعلية مع القراء وهو الأمر التي سبقتنا اليه صحف ووسائل إعلام في دول الخليج ومازالت غائبة في إعلامنا وصحافتنا. بقي أن أشير إلى أن هناك 3 مدونات قطرية رائدة أحب أن أتابعها باستمرار واعتقد جازما أنها إن استمرت متميزة وصاعدة لخمس سنوات قادمة فستغير المشهد الثقافي والإعلامي في مجتمعنا والى الأبد.
أفضل عشر مدونات شخصية مستقلة في العالم العربي :
1
مدونة الدكتور ياسر ثابت
yasser — best.blogspot.com
2
أمواج اسبانية في فرات الشام
syriangavroche.com
3
مدونة أحد
o7od.blogspot.com
4
مدونة أسامة الرمح
osamaa.com
5
مدونة سردال
serdal.com
6
مدونة رشيد
rasheed — b.com
7
مدونة ما بدا لي
mabadali.blogspot.com
8
مدونة إيجي — مصر
egymasr.com
9
مدونة مدوّنون
bloggers.dwwen.com
10
مدونة يوسف منصور
yousef.ws

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق