الأربعاء، 29 يونيو 2011

البدون في الخليج.. القضية ما زالت مؤجلة!

الشرق~ايلاف
2011/06/29

مثلما تشكل الطائرات اليوم عصب وسائل المواصلات في العالم، شكلت السفن البحرية "المراكب" والسفن البرية "الجمال" أهم وسائل التنقل في مختلف المدن العربية ومنها الخليجية التي تعاظم دورها في القرن التاسع عشر بالتحديد حيث شكلت منطقة تجارية إستراتيجية ربطت بين الشرق والغرب، ومثلت للآخرين مطامع استعمارية، من سفن الاستعمار البرتغالي (1507)، ومرورا بالسفن التجارية التابعة لشركة الهند الشرقية الهولندية والبريطانية (1820)، إلى السفن الحربية في الحربين العالميتين الأولى والثانية (1914 — 1939)، ووصولا إلى السفن الأمريكية التجارية والحربية إلى اليوم (2050)!

(1)
تحولت تجارة اللؤلؤ للسكان في الخليج في تلك الفترة مصدر الرزق الأكبر والاهم، وانتشرت مناطق الغوص (المغاصات) على طول الساحل العربي من جزيرة بنات سلامة في رأس مسندم عند مضيق هرمز مروراً بمدينة دبي في ساحل عمان، ثم سواحل قطر والبحرين لينتهي عند سواحل الكويت، إلى أن استطاع الياباني في آخر بلاد الدنيا "ميكيموتو" (Mikimoto Kōkichi)، إنجاح تقنية زراعة اللؤلؤ، والدخول في فترة التردي والكساد والفقر المدقع على طول المنطقة الساحلية وأهلها، إلى اكتشاف الشركات الغربية حقول النفط العربية ورسم الحدود وتحويل المدن الخليجية إلى دول مستقلة. كانت وسائل الانتقال مفتوحة على الحدود رغم بعض العراقيل، فالإنسان يملك حرية الانتقال من مكان إلى آخر دون صعوبات وعقد وفيزا وجوازات وتصنيفات دينية، مسلم مسيحي، أو مذهبية، سنية شيعية، درزية، أو طائفية أيديولوجية بعثية اشتراكية يسارية قومية، وعندما تقع الأزمات وتبدأ المشاكل تراه يحمل حقيبته ويرحل إلى ارض الله الواسعة من مدينة خليجية إلى أخرى عربية أو أجنبية. لقد بدأت المصاعب تظهر بعد تحويل القرى والمدن إلى دول وفرض شروط وقيود وحدود على التنقل والإقامة والعيش على الأرض والانتساب إلى الوطن وتعريف من هو المواطن وتوزيع صكوك المواطنة، ونتيجة لذلك حرمت فئات عديدة من أبناء الأرض الذين ولدوا وترعرعوا وتربوا وتنقلوا فيها من الجنسية الوطنية وحقوق المواطنة وحقوق الإنسان أيضا من قبل العيش الكريم والزواج والطلاق وحرية التنقل والتعليم والعلاج وحتى استلام شهادة ميلاد من المستشفى ليتم الاعتراف بالمولود أو شهادة وفاة من المقابر حتى يتم دفنه! وأصبحت حتى التسمية الغريبة التي تطلق عليهم ليس لها مكان من الصرف والإعراب (البدون)!! وتجمعت كل مآسي هؤلاء في ملف واحد يتم تأجيله سنة بعد الأخرى، وهو يشبه وضع اسماك في حوض زينة يتم التفرج عليها منذ عصر انتهاء الاستعمار إلى اليوم بلا حل؟! إنها عقدة البدون معنا وعقدتنا معهم هي مرتبطة بمدى إدراكنا وفهمنا وإيماننا بقيمة الإنسان التي لم يستوعبها ملك ملوك أفريقيا وصرخ قائلا (من انتم)!!

(2)
بينما تحمل المراكب على الضفاف الخليجية الفرد وعائلاته من مسقط إلى ابوظبي، ومن الدوحة إلى المنامة والإحساء والدمام، ومن الكويت إلى البصرة وبر فارس الساحل الخليجي الشرقي في الماضي، كانت سفينة تنقل مهاجرا اسمه (فولماوث كيرني) من قرية مونيغال (Moneygall) الصغيرة الواقعة في إيرلندا إلى العالم الجديد، وهو ابن صانع للأحذية، وقد استقل إحدى السفن المتجهة إلى أمريكا بعد تعرض بلاده للمجاعة الشديدة في ذلك الوقت، لم يكن لهذا الشخص النكرة أي قيمة لمدة مائة وخمسين سنة إلى أن جاء من أحفاده وهو الناصع البياض، رجل ذو بشرة سوداء، ومن أصول افريقية كينية، وديانة مسلمة، واسم عربي، تخرج من أفضل جامعة في العالم وأصبح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى (2016)! لقد فتحت المدينة الصغيرة قلبها لرئيس الأمريكي والتي قال فيها "أنا باراك أوباما من مونيغال أوباماز. وقد أتيت إلى وطني لأجد الرابط الذي فقدناه في مرحلة ما من حياتنا". وقالت عنه العجوز "لقد جذبني إليه بقوة وطبع قبلة حنونة على خدي. لن أغسل خدي الذي احتضن قبلة أوباما ما حييت". كثيرون من أمثال هذا المهاجر الذي رحل من مدينته الأم إلى أخرى كما فعل أجدادنا في الجزيرة العربية وخارجها، إلا أن الثمرة عندنا كانت مغايرة حيث لا يتم الاعتراف بالعديد من أبناء المهاجرين وأحفادهم الذين اختلطت أرواحهم ودماؤهم بالوطن وترابه، وظلوا مهشمين، مهملين، مسلوبين أدنى الحقوق الأساسية التي نتفق عليها جميعا دون اختلاف في الشرق أو الغرب ووقعنا عليها والتزمنا بها باتفاقيات دولية وشرائع دينية وكرامة إنسانية!!

(3)
آخر الأصوات المخنوقة وليست الأخيرة انطلق من الكويت بعد انتفاضة الربيع العربي تمثلت في مواجهة مظاهرة سلمية صغيرة خرجت للمطالبة بحقوق لفئة البدون المحرومة التي تشكل ما نحو (106) آلاف شخص في الكويت من نسبة المواطنين (33%)، وفي الإمارات عشرون ألف شخص من نسبة المواطنين (23%)، في قطر 1200 شخص من نسبة المواطنين (16%)، وفي السعودية سبعون ألف شخص من نسبة المواطنين (73%)، وعددهم الإجمالي في الدول الخليجية ما يقارب (184) ألفا ومائتي شخص طبقا لإحصائية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأخيرة. تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الاخير (Human Rights Watch) قبل عدة أسابيع، أشارا الى أن دول الخليج لم تحرز تقدماً رغم تعهداتها منذ عقود بحل قضية البدون الذين يعيشون في الدولة الخليجية دون الحصول على جنسية أو هوية. وذكر التقرير الذي يستند إلى مقابلات مع أشخاص من البدون ومع محامين وناشطين، أن عددا كبيرا من البدون ما يزالون "في موقع ضعف، من دون حماية، ويعيشون في الفقر" في البلاد الغنية بالنفط ويعتبرون "سكانا غير شرعيين".

(4)
هي مفارقة قدرية بالتأكيد فقد تكون محظوظا إذا ولدت في طائرة تحلق في السماء، أو سفينة تبحر في خضم المحيط متجهة إلى العالم الجديد وحتى قبل أن تستنشق الهواء وتلامس رمال الأرض، سيتم الاعتراف بك كمواطن يتمتع بجميع الامتيازات والحقوق بغض النظر عن أصلك وفصلك ودينك ومذهبك وطائفتك وقد تصبح رئيس الولايات المتحدة إذا تم اختيارك من قبل الناخبين واثبت جدارتك وأهليتك وقدرتك كما فعل ابن المهاجر (المزدوج) الذي قدم والده (البيسري) من أفريقيا وجد أمه (الطرثوث) من إيرلندا، بينما قد تشترك مع أبناء الوطن في الدين والمعتقد والمصير والدم والعائلة والقبيلة والطائفة والمذهب والجغرافيا والتاريخ الماضي والمصير الحاضر وبناء المستقبل وتكون احد الناجحين والمتفوقين والقياديين ومع ذلك لا يتم الاعتراف بك وبحقوقك كانسان؟!

فاصلة أخيرة:
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم.. وضيعوا متاعهم
ضيعوا أبناءهم.. وضيعوا أسماءهم.. وضيعوا انتماءهم..
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا.. ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة.. ولا بنو شيبان
ولا بنو "لينين" يعرفوننا.. ولا بنو "ريجان"
يا وطنى.. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحرية
فهى تموت خارج الأوطان
نزار قباني

الأحد، 26 يونيو 2011

Arab revolution: Facing the truth

Wednesday, 22 June 2011 00:27
The Peninsula Newspaper

The Arab spring is not a coup against the dictators who desecrated the nation for decades and still wishes to continue in power for longer period of time and hands over the power after him to his children or his clan or tribe or party. It is a complete coup against the dark phase of history in which the homeland and the citizen lived in the caves and prisons under the ground and above it and despite the scream, cry, complaints, injustice, massacres, hunger and poverty for many years, no one moved at home and abroad. The situation did not change, but those who stuck to the power and those who were close to them remained the masters in the centre of the city turning its population into slaves and servants! A situation akin to the one described in the famous novel by the English writer George Orwell, Nineteen Eighty-Four (1984), where the past, present and future is hijacked by an insignificant group of degraded people, spies and hypocrites and any person wishing to challenge the grip of power, domination and control finds himself in the gallows. All who live in the world of “Big Brother” and his laws has to comply with the submission, cooperation and betrayal. All other options shall be canceled and no voice shall be louder than the voice of authority and its decisions! The president or king or Prince or the big brother in the novel is the ruler who is dictatorial, intellectual, mufti and the legislator. He is a tyrant, but no one knows if there is a real person who is ruling in real or he is just a fantasy and those who run the power are a group who are living in the shadows or behind the scenes. The big brother made for himself a special world which is different from the authoritarian and typical worlds. It is a world which has its own ideologies, ideas, slogans and names. This world has its own logic to understand the power and tools and apply them to people in a way that guarantees its continuity and control, eliminating all those who are thinking about change and reform for the better, because the reform and change simply mean the end of the dictatorship forever.

The human being in Orwell’s novel dies and annihilated in the day and night under the lights on the bed. In the dark without a single report on the conditions of detention, people simply disappear and their past is controlled because the control over the present and the future from the perspective of Big Brother cannot be accomplished without the control of the past and transforming the language of people used in speech, writing and understanding to a coded language as the language is the basic tool of political domination, persuasion and control. It is a means to achieve complete dominance on the ground and on the minds of citizens together. The ultimate goal is not to achieve the control over the expression of the new human being, but the complete formulation for everything that can be said and thought about as well. The new language is the embodiment of the violated language. After reading the novel I open the world map and look at Arab states, which occupies the Middle East to North Africa and tried to count the number of countries to which the events of the novel apply other than the countries where the people rebelled against the Arab dictatorships and toppled the argument launched by eras of tyranny during the period of their control over the fate of the country and people. Orwell began the first sentence of his novel in the squib “It was a bright cold day in April, and the clocks were striking thirteen” in the emergence of the moment that we did not expect to fall in our time at the beginning of this particular year. We still ask in wonder, surprise and concern, without getting a convincing answer to how did this happen. Why now and not yesterday or tomorrow! How the giant of Arab peoples managed to come out of the bottle at a period of time when he was forgotten?

The Arab revolutions with that believing group that came out in the street in defiance of the tyranny of the system, its tools, destructive weapons, lethal tanks and mercenary armies, are the closest to the hymn of the novel “War and Peace” where Leo Tolstoy negates the role of the individual that has been magnified in the books of history written by the writers of sultan and provides the spirit of community. The history in his view is the people that make the events. The history is the people who stand to defeat the dictator, his regime and his tyrant army, which was admired by the aristocratic and corrupt class in Russia when it talked about Napoleon and his journey (where he as a lieutenant managed to become an emperor!) Tolstoy exposed this class and questioned its loyalty to the country and adherence to its culture. It reminds us a lot of Arab writers. Tolstoy showed the difference between the defeat in front of Napoleon in the war in Austria and the victory in Russia. The first war was not the war of the nation and the people, but it was a war of a class which was exploiting the people and driving them to its own interests, as some of the Arab revolutions which carried the foreign agendas failed. But in Russia the battle was led by the people who overcame the fear, pain and suffering and fought the battle and won by confronting the dictator abroad after fighting the dictatorship at home. The people in Tunisia and Egypt defeated the dictator’s regime. The country cannot be liberated from the outside until it is liberated from the inside.

The difference between the real intellectual and fake one that we lived at the end of the journey of Tolstoy “The Last Station” is that he abandoned his character as one of the nobles and joined the general farmers. He left what he had in order to devote himself to the life of struggle and sufficiency with the poor life in search of clarity of soul and lift it from the pleasures of world and rid it of impurities of material as he briefed in his timeless golden saying: “The wealth is destroying us”. It is a lesson for all the hypocrites, traders, advocates of power and surveyors of cloth and boots in the Arab countries, who we saw are desperate in the media, satellite channels and social networking sites to defend Ben Ali, the fugitive from Tunisia and the collapse of the patient Mubarak’ regime in Egypt. They are still defending the indefensible -- Saleh in Yemen and Assad, the wanderer in the jungle just for a small price and to get close to power.

We can only applaud that position undertaken by some intellectuals in the Gulf with the participation of 184 writers and human rights activists from Saudi Arabia, Qatar, Kuwait, Bahrain and the UAE in which they disregarded the official move of their silent governments over what is happening and they with the weakest faith issued a statement declaring their solidarity with the Syrian people and their demands for freedom and future civil choice.

They rejected the brutal massacres and abuses committed by the regime, demanding the expulsion of the ambassadors of the regime that is killing its people in their countries.

Last point:

Four or five

They come in a tank

They alone possess

Freedom to Write

Right to control

Prevention and answer

Security and dignity

Money and hopes

Correction and the goal

All those who crawled

Did not receive the booty

Crushed by tank.

-Ahmed Matar

الوصفة التركية.. نموذج ما بعد الثورات العربية

2011-06-26
الشرق- ايلاف

لماذا لا يوجد تعارض بين الإسلام والديمقراطية في تركيا؟
ليبراليون ويساريون وأكراد صوتوا لأردوغان وحزبه!
هل تقتفي الحركات والجماعات الإسلامية العربية نهج حزب العدالة التركي؟

ستكون هذه آخر المعارك الانتخابية.. هكذا أعلن اردوغان الذي فاز في الانتخابات البرلمانية التركية للمرة الثالثة على التوالي، الرجل الذي غيّر وجه تركيا أكثر من أي رئيس وزراء آخر خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، والذي يقارنه أتباعه بمصطفى كمال أتاتورك، المؤسس الأسطوري للجمهورية التركية. التجربة التركية خلال السنوات العشر الماضية أثارت الكثير من الجدل ولفتت الأنظار في العالم الغربي القريب منها على الضفة الأخرى، وفي عالمنا العربي والإسلامي الذي يشترك معها في التاريخ والجغرافيا والتراث الديني. تجربة الوصفة التركية الأخيرة جاءت مع انطلاقة حزب العدالة والتنمية الذي حقق فوزه الثالث ليطرح العديد من التساؤلات خصوصا ما بعد ثورات الشعوب العربية في الدول التي تحررت من ديكتاتورية الرئيس الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد، في مدى تحقيق الديمقراطية وتكريس التعددية الحزبية، وحكم الشعب للشعب، وتحقيق الحريات العامة والفردية مع بروز الأحزاب والجماعات السياسية ذات المرجعية الدينية.. وهل يمكن تكرار التجربة التركية في العالم العربي؟!
التيار الإسلامي في تركيا بدأ مسيرته بالبدايات الكلاسيكية لخطاب الجماعات الإسلامية في التأكيد على الحاكمية والتفرد والانكفاء على الذات والموقف من الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحرية الرأي والتعبير إلى أن جاءت نقطة التحول مع تقدم الصفوف الأمامية قيادة تعلمت من التجربة ومسيرتها واخفاقاتها وتقدمها وتراجعها، وانفتحت على الآخرين وقدمت خطابا جديدا مغايرا وهو ما تبناه حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان، الذي حصل في انتخابات 2011 على أكثر من (50) في المائة من أصوات الناخبين وليس كالعربية (99 %)، وهو فوز كبير يعكس تصاعد شعبيته، بالمقارنة مع فوزه بنسبة (47) في المائة من المقاعد البرلمانية في الانتخابات السابقة التي أجريت عام (2007)، أو عام (2002) عندما فاز بنسبة (34) في المائة من المقاعد. لقد شهدت تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية نموا اقتصاديا واستقرار سياسيا، وهو في طريقه لكي يحقق الشعار الذي وعد به في سنة (2023)، (بعد سنة من استضافة دولة عربية هي قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم)، وهو جعل تركيا قوة عالمية في خلال عقد اجتماعي ابتداء من إغلاق جميع الملفات السياسية العالقة، وتحولها إلى واحد من الاقتصاديات العشرة الأقوى في العالم، مرورا ببناء بنى تحتية جديدة متطورة والمشاريع الاستثمارية في قطاع الخدمات والطرق والإنشاءات والصحة، وانتهاء بجعل المدن التركية واحدا من أهداف السياحة الخمسة الكبرى في العالم.
لقد خرج رجب طيب أردوغان من رحم المؤسسة الدينية في تركيا، تخرج من مدرسة دينية، ودخل السياسة من بوابة التيار الإسلامي الذي قاده نجم الدين أربكان، لكنه منذ انطلاقته في عام (2002) يشير الى أنه لا يمثل حزبا دينيا، ويريد بناء دولة ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة كما في أوروبا ولا تسيطر فيها الدولة على الدين كما هو حال العلمانية التركية. مجلة الشروق طرحت عدة أسئلة على أردوغان بعد فوزه، أهمها من انتم (نفس سؤال القذافي عن الثورة وثوارها)، إسلاميون أم علمانيون أم ماذا؟ هل انشقاقكم عن حزب الفضيلة، انسلاخ كامل عن الجسم والروح، لتتماشوا بصدق مع شرط العسكر، أم انها ضرورة تكتيكية لحزب إسلامي بعباءة علمانية، يريد أن يتجنب سيناريو الحل كما حدث من قبل؟ ليرد بهدوء مؤكدا بعد الفوز الثالث أن حزب العدالة والتنمية ليس حزباً إسلاميا ولا أيديولوجيا، بل حزب ديمقراطي لكل تركيا، بأعراقها وأطيافها وتياراتها المتعددة في سقف القيم المشتركة، قيم العدالة والحرية والأخلاق والعمل، ثم يعود لتقديم الرسائل التطمينية "ليس في نيتنا أبدا لا اليوم ولا غدا أن نقيد من حريات الناس، أو نجبرهم على اتخاذ نمط حياة بعينه، هذه قناعتنا الأبدية" وهو لا يقصد بذلك العلمانيين، بل أيضا الأعراق الأخرى التي يتشكل منها العنصر التركي "لن تكون تركيا قوية وديموقراطية ما لم تعترف بالمطالب المشروعة لشعبنا من الأكراد، كنا سبّاقين لطرح مشروع قوي يفتح نقاشا وطنيا شاملا حول الموضوع، وجرى سن قوانين تعترف وتدعم التنوع الثقافي في البلاد"، من المفاجآت اللافتة بقوة في الانتخابات الأخيرة تصويت الأعداء السابقين من الليبراليين واليساريين والأكراد لاردوغان وحزبه. لكن الطريق ليس كله مفروشا بالورد، فالمعركة القادمة قد تكون حاسمة في تركيا وتحمل اختبارات حقيقية: من صياغة دستور جديد، والمسألة الكردية والخلافات المزمنة بين تركيا وجيرانها في قبرص، والصراع في سورية، والموقف من الربيع العربي وثوراته خصوصا ان موقف اردوغان مع ليبيا كان مخيبا للآمال لكنه تعلم الدرس عندما اندلعت شرارة الثورة في دمشق، بالإضافة إلى الدور التركي الإقليمي والعلاقة مع إسرائيل وإيران، والعلاقات مع الولايات المتحدة ومستقبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
لقد أثبتت التجربة التركية في الانتخابات الأخيرة في سنة ولادة الربيع العربي وثوراته، انه لا يوجد تعارض بين الإسلام والديمقراطية، فقد أكد حزب العدالة والتنمية على مدى السنوات العشر الماضية في السلطة سقوط هذا المفهوم وزيفه، وعمل على ترسيخ قيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والفصل الكامل بين السلطات، والاحتكام دائما إلى صناديق الاقتراع. كان أردوغان واضحا في قوله "لسنا حزبا إسلاميا ولا ايديولوجيا، بل حزب ديمقراطي لكل تركيا، بأعراقها وأطيافها وتياراتها المتعددة". فهل تجرؤ التيارات والحركات والجمعيات الدينية في الخليج، مثل الحركة الدستورية الإسلامية "حدس" والتجمع السلفي الإسلامي في الكويت، وجمعية المنبر الوطني الإسلامي، جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين، وحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب الله في لبنان، والجماعات الإسلامية في العراق والجزائر وتونس وسوريا السودان والإخوان والسلف والأقباط في مصر، أن يدلوا بتصريحات مشابهة أو حتى قريبة منها؟ّ!

فاصلة أخيرة:
إدعُ إلى دينِـكَ بالحُسـنى
وَدَعِ الباقـي للديَّـان
أمّـا الحُكْـمُ.. فأمـرٌ ثـانْ
أمـرٌ بالعَـدْلِ تُعـادِلُـهُ
لا بالعِـمّةِ والقُفطـانْ
توقِـنُ أم لا توقِـنُ.. لا يَعنـيني
مَـن يُدريـني
أنَّ لِسـانَكَ يلهَـجُ باسـمِ اللهِ
وقلبَكَ يرقُـصُ للشيطـانْ!
احمد مطر

الخميس، 16 يونيو 2011

يوم الثورات العربية.. بارد ومشرق والساعة تدق الثالثة عشرة!!

الشرق- ايلاف
2011-06-15

زمن "الربيع العربي" انقلاب تام على مرحلة تاريخية مظلمة
كيف استطاع مارد الشعوب العربية الخروج من قمقمه؟؟
لماذا يدافع البعض عن الأنظمة العربية الديكتاتورية؟؟

ثورات الربيع العربي ليست انقلابا على ديكتاتور استباح الوطن لعقود طويلة ولا يزال يرغب في الاستمرار في الحكم لمدة أطول ويورثه من بعده إلى أولاده أو عشيرته أو قبيلته أو طغمته. بل هو انقلاب تام على مرحلة تاريخية مظلمة عاش فيها الوطن والمواطن في كهوف وسجون تحت الأرض وفوقها، ورغم الصراخ والأنين والشكوى والضيم والمذابح والجوع والفقر لسنوات عجاف، لم يتحرك احد لا في الداخل ولا الخارج، ولم يتغير الحال بل ظل القابضون على السلطة والمقربون منها والمطبلون لها هم الأسياد في وسط مدينة تحول سكانها إلى خدم وعبيد؟! مدينة أشباح تتماهى مع مدينة "وينستون سميث" (Winston Smith) الكئيبة، في رواية الكاتب الانجليزي جورج اورويل (George Orwell) الشهيرة، ألف وتسعمائة وأربع وثمانون (1984)، حيث تختطف الماضي والحاضر والمستقبل مجموعة حقيرة من الساقطين والجواسيس والمنافقين، وأي شخص يرغب بتحدي قبضة السلطة والتسلط والرقابة ينتهي إلى حبل المشنقة، فكل من يعيش في عالم "الأخ الأكبر" (Big Brother) وقوانينه، وجب عليه الخضوع والخنوع والتعاون والخيانة. وكل الخيارات الأخرى ملغاة، فلا صوت يعلو فوق صوت السلطة وقراراتها؟! الرئيس أو الملك أو الأمير أو الأخ الأكبر في الرواية هو الحاكم الآمر الناهي المفكر والمفتي والمشرع، هو شخصية مستبدة، لكن لا يعرف أحد إن كانت شخصية حقيقية موجودة تحكم فعلا أم أنها مجرد خيال، والذين يديرون السلطة هم مجموعة تعيش في الظل أو ما وراء الستار. الأخ الأكبر صنع له عالما خاصا يختلف عن العوالم الاستبدادية النمطية، عالم له أيدلوجياته وأفكاره وشعاراته وتسمياته وهتافاته الخاصة به وحده، له منطقة الخاص في فهم السلطة وأدواتها وتطبيقها على الشعب بطريقة تضمن له الاستمرار والسيطرة والقضاء على كل من يفكر في التغيير والإصلاح نحو الأفضل، لأنه ببساطه الإصلاح والتغيير يعني زوال النظام الديكتاتوري إلى الأبد.
الإنسان في رواية اورويل التي استعرضها (لونوفيل اوبسيرفاتير) يموت ويباد في الليل وفي النهار، تحت الأضواء على السرير، في العتمة من دون تقرير واحد عن ظروف الاعتقال يختفي الناس ببساطة وتتم السيطرة على ماضيهم لان السيطرة على الحاضر والمستقبل من وجهة نظر الأخ الكبير لن تتم إلا بالسيطرة على الماضي وتحويل لغة الناس المتبعة في الكلام والكتابة والتفاهم إلى لغة مشفرة، فاللغة هي الأداة الأساسية للهيمنة السياسية، والإقناع والسيطرة، وهي وسيلة تحقيق الهيمنة الشاملة على الواقع وعلى عقول المواطنين معا. إن هدفها النهائي ليس تحقيق السيطرة على ما يستطيع الإنسان الجديد التعبير عنه، بل صياغة كلية لكل ما يستطيع قوله وما يمكنه التفكير فيه كذلك، إن اللغة الجديدة هي التجسيد للغة المنتهكة، لغة الحزب العارية من قدرة اللغة التمثيلية أو التصويرية وتحقيق الهيمنة.‏ بعد أن تنتهي من قراءة الرواية افتح خريطة العالم وانظر إلى مواقع الدول العربية التي تحتل الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا وحاول أن تحصي عدد الدول التي تنطبق عليها أحداث الرواية غير الدول التي ثار شعبها في وجه الديكتاتوريات العربية الجمهورية، وأسقط المقولة التي دشنتها عهود الاستبداد خلال فترة سيطرتهم على مقادير البلاد والعباد، والتي بدأ بها اوريل الجملة الأولى في روايته في سخرية لاذعة "كان يوما باردا ومشرقا من أيام نيسان، وكانت الساعات تدق الثالثة عشرة" في بزوغ اللحظة التي لم نكن نتوقع أن تقع في زمننا هذا وفي بداية هذه السنة بالذات. وما زلنا نتساءل بحيرة ودهشة وقلق دون الوصول إلى إجابة مقنعة شافية، كيف حدث ذلك؟ ولماذا الآن وليس أمس أو غدا! وكيف استطاع مارد الشعوب العربية الخروج من قمقمه وهو الذي في حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟!
إن الثورات العربية بتلك الفئة المؤمنة التي خرجت للشارع في تحد لجبروت النظام وأدواته وأسلحته الفتاكة ودباباته العتيدة وجيوش المرتزقة والشبيحة، اقرب لترنيمة رواية "الحرب والسلام" (War and Peace) حيث يلغي تولستوي (Leo Tolstoy) دور الفرد الذي تم تضخيمه في دفاتر التاريخ التي سطرها كتاب السلطان، ويقدم روح الجماعة، فالتاريخ هو الناس التي تصنع الأحداث، وهو الشعب الثائر من رحم المعاناة الذي يهزم الديكتاتور ونظامه وجيشه العتيد الجبار، والذي كانت تعجب به الطبقة الارستقراطية المتخمة والفاسدة في روسيا في حديثها عن نابليون ومسيرته (حيث استطاع وهو عسكري برتبة ملازم أن يصبح امبراطورا؟!)، وكان تولستوي يقدح فيها ويشكك في ولائها لوطنها وانتمائها لثقافته وهي تذكرنا بالكثير من الكتاب العرب. لقد بين تولستوي الفرق بين الهزيمة أمام نابليون في الحرب في النمسا والانتصار في روسيا. فالحرب الأولى لم تكن حرب وطن وشعب، بل حرب طبقة وفئة تستغل الشعب وتحركه لمصالحها الذاتية، كما فشلت بعض الثورات العربية التي حملت أجندات خارجية. لكن في روسيا كانت المعركة يقودها شعب تجاوز الخوف والألم والمعاناة وخاض المعركة وانتصر فيها بمجابهة الديكتاتور في الخارج بعدما حارب الديكتاتورية في الداخل، كما انتصر الشعب في تونس ومصر على نظام الديكتاتور، فلن يتحرر الوطن من الخارج إلا بعد أن يتحرر من الداخل. والفرق بين المثقف الحقيقي والمزيف عشناه في ختام مسيرة تولستوي "محطة الهزيمة الأخيرة" (The Last Station)، في تخليه عن صفته كأحد النبلاء والانضمام إلى عامّة الفلاحين، وترك كل ما يملك ليتفرغ لحياة الكفاح والاكتفاء بعيشة الكفاف بحثا عن صفاء النفس والسمو بها عن ملذات الدنيا وتخليصها من شوائب المادة ليختصرها في مقولته الذهبية الخالدة: “إن الثروة تفسدنا”، وهو درس لكل المنافقين والمتاجرين والمنافحين عن السلطة ومساحي الجوخ والأحذية في الدول العربية الذين شاهدناهم يستميتون في وسائل الإعلام والمحطات الفضائية وفي وسائل الإعلام الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي للمنافحة عن بن علي الهارب من تونس وانهيار حكم مبارك المريض في مصر ولا يزالون يدافعون عن المراوغ غير الصالح في اليمن، والأسد التائه في الغابة!! وكل ذلك لأجل ثمن بخس وتقرب من السلطة.
لا يسعنا إلا أن نحيي ذاك الموقف الذي أقدم عليه بعض المثقفين في الخليج بمشاركة 184 كاتبا وحقوقيا وناشطا من السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات، تجاوزوا فيه التوجه الرسمي لحكوماتهم الصامتة والمتفرجة على ما يحدث وقاموا كأضعف الإيمان بإصدار بيان يعلن تضامنهم مع الشعب السوري ومع مطالبته بحريته وخياره المدني المستقل، ورفضهم المجازر الوحشية والتعديات التي يرتكبها النظام، مطالبين بطرد سفراء النظام الذي يقتل شعبه من دولهم.
فاصلة أخيرة:
أربعة أو خمسة
يأتون في دبابة
فيملكون وحدهم
حرية الكتابة
والحق في الرقابة
والمنع والإجابة
والأمن والمهابة
والمال والآمال
والتصويب والإصابة
وكل من دب
ولم يلق لهم أسلابه
تسحقه الدبابة
*احمد مطر

الأربعاء، 8 يونيو 2011

"لا" لمحطات الطاقة النووية على ضفاف الخليج!

WEDNESDAY ٨ JUNE ٢٠١١

النووي أكبر المخاطر التى تواجه دول مجلس التعاون
ألمانيا تغلق آخر مفاعلاتها النووية عام 2022 فهل تتعظ الدول الخليجية؟
إشعاعات "بوشهر" تصل إلى الكويت وقطر والبحرين وبقية دول المنطقة

إذا كان هناك من انجاز نريد ان نذكر به فى المستقبل بعد مرور 30 سنة على تأسيسه، قد تمحى صورة خروج الأمين العام والسفراء الخليجيين من السفارة الاماراتية باليمن عن طريق طائرة الهليكوبتر، هو أن يقف المجلس اليوم فى وجه اكبر المخاطر التى تحاول بعض دول الاعضاء فى التعاون الخليجى الاقدام عليها التى قد تعصف بالمنطقة برمتها وتحرق الاخضر واليابس. لا اتحدث عن تأثير الثورات العربية التى ما زالت بعيدة عن الشواطىء الخليجية، ولا التحديات السياسية المجمدة، ولا الاقتصادية التى لا تزال تعتمد على مصدر واحد وهو النفط، ولا حتى الصراعات الايديولوجيات الدينية والمذهبية السنية والشيعية، بل عن بناء المحطات النووية التى ستمدد على ضفاف بحر الخليج وصولا الى الأردن المرشح لدخول النادى الخليجى مع المغرب. الاعلان الاخير منذ عدة ايام اكد قبول وكالة الطاقة الذرية على طلب الاردن والامارات دخول النادى النووي. المندوب الدائم للامارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا، اشارالى انه من المتوقع أن تبدأ المحطة الأولى عملياتها التشغيلية فى عام 2017، ومن ثم استكمال وبدء تشغيل المحطات الثلاث الأخرى بحلول عام 2020. الكويت اعلنت عن عزمها بناء أربعة مفاعلات للطاقة النووية بحلول عام 2022، كل منها بطاقة ألف ميغاوات فى الساعة، ويجرى حاليا الاعداد لطرح العقود، والمواقع المحتملة لبناء المنشآت. السعودية وقعت اتفاقا للتعاون النووى مع فرنسا لتوفير الخبرة النووية للمملكة التى تتجه الى اعتماد الطاقة النووية كمصدر بديل للنفط. البحرين تخطط لاستخدام الطاقة النووية بحلول عام 2017. عمان وقعت مذكرة تفاهم مع موسكو حول التعاون فى مجال الطاقة الذرية. قطر ما زالت تفكر فى الموضوع لم تحسم مواقفها بعد وهو قرار تم تأجيله الى نهاية العام الحالى 2011.
من سخرية الاقدار ان الزمن المقرر فيه انطلاق العمليات التشغيلية للمحطات النووية الخليجية، يقابله زمن اخر تتخلى فيه احدى الدول الصناعية العظمى وهى المانيا عن آخر مفاعلاتها النووية عام 2022. وقد قامت بقرار شجاع اتخذ الشهر الماضى بالتضحية بما يقدر بحوالى (22 %) فى المائة لتلبية حاجاتها الى الكهرباء التى تؤمِّنها حالياً محطاتُها الذرية فى سبيل رفض الخيار النووي. المركز الاستشارى لمفوضية التنمية المستدامة التابع للحكومة البريطانية قام ايضا برفض حاسم وقاطع لبناء جيل جديد من المفاعلات النووية على الرغم من الدعم الكبير الذى قدمته الحكومة لكى يتم تسويق الفكرة وتنفيذها وتمويلها باسرع وقت. المركز اشار الى ان برنامجا جديدا من هذا النوع لن يكون الرد المناسب للتواؤم مع التحديات التى افرزها التغيير فى المناخ والاغراض الامنية. وان هناك مجموعة من السلبيات رئيسية للطاقة النووية اهمها (1) عدم وجود استراتيجية طويلة الامد للتعامل مع التلوث الذى سينتج عن استخدام الغاز النووى السام. (2) عدم التيقن من مدى كلفة بناء محطات نووية جديدة ومقدار المخاطرة التى سيتعرض لها دافعو الضرائب. (3) الخطر المحدق بالمملكة نتيجة استخدام هذه الاستراتيجية النووية، الذى قد يضعها فى مواجهة نظام مركزى لتوزيع الطاقة المخصصة للخمسين سنة القادمة. (4) الخطر الذى يتهدد الجهود المبذولة لتطوير كفاءة اداء الطاقة القائمة بسبب البرنامج النووى الجديد. (5) الخوف من الهجمات الارهابية والتعرض للاشعاعات النووية فى حال قامت دول اخرى ذات معايير أمنية متدنية باتباع النموذج البريطاني. رئيس المركز ذكر لوسائل الاعلام الدولية "هناك نقطة صغيرة فيما يتعلق بمسألة انكار ان للطاقة النووية فوائدها. ولكن من وجهة نظرنا، فان هذه الفوائد او الايجابيات لا تقارن بالسلبيات الجدية للطاقة النووية. ولذا، فانه يتوجب على الحكومة التوقف عن البحث عن حل سهل لمشكلة التغير فى مناخنا وأزمات الطاقة، والتى لا تقتصر على مشكلة واحدة ببساطة". هل نستطيع ان نوجه نفس المقولة الى الدول الخليجية والعربية التى تسعى الى امتلاك الطاقة النووية بحجة استخدامها بشكل سلمى لتوليد الطاقة الكهربائية واسكات الاصوات المؤيدة واغلبها حكومية الى الابد؟!
فى غصون عدة اشهر قادمة ربما بنهاية صيف "الربيع العربي" 2011 (والوقت ليس مقدسا بحسب التقويم الفارسي) سيتم تدشين محطة بوشهر النووية المحطة النووية الايرانية الاولى، صحيفة «التلغراف» البريطانية ذكرت فى تقرير لها أن الحكومة الايرانية رفضت تحذيرات صدرت من هيئات علمية دولية عن كارثة محتملة قد يتعرض لها المفاعل النووى الايرانى الذى بناه الروس فى بوشهر على ساحل الخليج. واشارت الصحيفة الى أن تقريرا سريا مدعوما من عدد من علماء الطاقة النووية الايرانيين قد حذر من حدوث هزة أرضية عنيفة قد تؤدى الى نتائج مدمرة للمفاعل النووى الايرانى فى بوشهر. وقال التقرير ان خطر الزلزال على المفاعل النووى الايرانى قد يكون كارثيا على ايران، ومشابها لذلك الذى حصل فى مفاعل فوكوشيما فى اليابان. ورجح بعض خبراء الزلازل أن تصل قوة الزلزال المرتقب الى 8 درجات على مقياس ريختر، الأمر الذى معه سيكون وجود مفاعل بوشهر الايرانى كارثة على المنطقة تمتد آثارها فى جميع الاتجاهات بما فى ذلك منطقة الخليج العربى الموعودة بتأثيرات قوية من الزلزال وموجات التسونامى العاتية التى ستصاحب الزلزال. ويذكر الخبراء أن مركز الزلزال المتوقع سيكون فى اقليم «كرمان جنوب شرقى ايران»، وقد يحدث فى أى لحظة، وستكون له تأثيرات مدمرة فى ايران والكويت وقطر والامارات والبحرين والدول المطلة على الخليج.
المعضلة التى واجهتها محطة فوكوشيما النووية اليابانية كما اشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخير انه جاء بعد وقوع الزلزال فى توقف التغذية الكهربائية مما ادى الى تعطيل انظمة تبريد المفاعلات وقد وصلت درجة حرارة الحوض الى حوالى 70 درجة مئوية وهو ما تسبب بسلسلة انفجارات وانصهار جزئى لقضبان الوقود النووي. الصيف فى دول الخليج يطلق عليه (جهنم الصغرى) والحرارة اذا ما وصلت الى ما فوق 50 درجة مئوية لا يعلن عنها حتى لا يتم احتساب يوم عطلة من العمل؟! بالاضافة الى الرطوبة الخانقة القاتلة خلال ثلاثة شهور كافية لوحدها لتعطيل أكبر المحطات النووية فى العالم عن العمل وتعريض الامن والسلامة الى مخاطر لا تحسب عقباها ليس على الدولة الخليجية التى فيها المحطة بل بقية دول المنطقة، فالمخاطر قد تشمل الجميع دون استثناء. الكارثة التى حلّت بمحطة فوكوشيما واجبرت ما يتجاوز (80) الف شخص على مغادرة منازلهم (ما يقارب نصف عدد سكان قطر الاصليين) قد تكلف اليابان ما يصل الى (250) مليار دولار على مدى السنوات العشر القادمة سيصرف اغلبها على التخلص من مفاعلات المحطة واثارها الجانبية.
لكن هل يوجد بديل للطاقة النووية؟! مفوضية التنمية المستدامة البريطانية التى تطرقنا الى تقريرها اشارت الى ضرورة دعم مزيد من التوسع فى البحث عن مصادر جديدة بديلة للطاقة مثل الرياح والامواج والديزل والوقود العضوي، الخالية جميعها من الكربون، اضافة الى اتخاذ اجراءات جديدة من شأنها تعزيز كفاءة اداء الطاقة وتطوير تكنولوجيات حديثة للتعامل مع التهديد البيئى الناتج عن محطات الوقود. ونضيف الى ذلك خيار اللجوء الى الطاقة الشمسية ببناء المزيد من المحطات الشمسية ومحطات الرياح مثلما فعلت الامارات، والسعودية. الاكيد اننا نعلنها بشكل صريح ورافض اليوم "الشعب لا يريد بناء المحطات النووية على ضفاف الخليج".

الخميس، 2 يونيو 2011

Arabs and Facebook

Wednesday, 01 June 2011 02:13
The Peninsula Newspaper

A young man studying at Harvard University wanted to prove that he has the ability to review and show restraint. He hacked the site of the university and took the pictures of a group of students and put them on the site which he created on the Internet. He asked his colleagues in and outside the university to vote to compare the university’s girls with animals that are close to them in likeness. He surprised everyone by getting 22,000 votes in less than two hours and was almost dismissed from the university because of what he did.

When the story of the boy with the site and photos was published, two brothers who wanted to create a social networking site between friends and were looking for a programmer to help them in launching such website, contacted him but he kept the idea for himself and worked with a colleague to develop, simplify and launch it through a site in which the user will provide his data and delete the same whenever he wants. This website with the passage of days transferred into the first, most important and most used social networking website in the world, which is ‘Facebook’ (Facebook.com). The site began with US$ 85 rent occupancy of site on the Internet in 2004 and was launched by a young man Mark Zuckerberg from a small old bedroom at the University of Harvard. The value of the website became more than $15bn or more than one hundred times the annual return which is estimated at $150m.

According to Reuters’ report the use of the site in the Arab world has increased in an amazing degree, from 11.9 million users in January 2010 to 21.3 million in June of the same year, a growth rate of 78 per cent in just one year. A report of Asharq Al-Awsat on Egyptian revolution stated that ‘Facebook’ was the alternative media interface through which young people followed what was going on the field after these young people lost the confidence in the credibility of the official Egyptian media, which they said were highlighting the image of the government and ignoring the events. The millions of people from all over Egypt participated in contribution to the websites, especially the Facebook, with footage material, photographs and news reports on events. The site became an open forum for all views aimed to unite the political and social demands. The infinite space of the Internet provided an alternative to accommodate all views about them and the millions of young people followed the views of experts and public personalities. On the economic side, the report notes that none of the internet activists missed the opportunity to play a supportive role through Facebook by releasing the call to save the stock exchange from an imminent collapse after it lost about 70 billion pounds in the last period, through purchase of some shares with a value of 100 pounds in an attempt to restore the lost balance. The millions of well-known Egyptians also didn’t miss the opportunity when the website turned into a super cynical blog that criticizes all means of jokes or cartoons, videos and unedited pictures with programs such as Photoshop. Even some political analysts called on the youth revolution in Facebook. The youth who streered the revolution are still playing their role without interruption to take the revolution to safety and fight against counter-revolution.

Today in the case of the events in Syria and the revolutionary Arab states, states of defiance and resilience to address the people’s revolution and their killing in the streets by the army and tanks, Facebook is leading the real resistance against the oppression, violence, massacres by displaying the entire world the truth about what is happening there to the extent that internal TV stations such as CNN and Arabic channel such as Al-Jazeera are quoting it and not the vice versa. It is a real revolution in the concept of social media and street and citizen media, which made the official Syrian press accuse the administration of Facebook of conspiracy against the Syrian people in order to include the website in the long list of countries, forces and international media which have been accused of conspiracy against the regime. The Syrian official newspaper ‘Al-Thawra’ said that the management of Facebook “is conspiring with people of alleged revolution in Syria and its duplicity in standards”. There are pages that cannot be closed and there are pages that are closed without warning. The practices of retaliation are justified by the prejudice and conspiracy only.

The page of the European Parliament on the Facebook site became subject to Syrian piracy attack by the supporters of the Syrian president after the European Union imposed sanctions against 13 people close to him as well as the president himself. ‘The Daily Telegraph’ and ‘Washington Post’ disclosed that the security forces in the Syrian regime began to resort to a new method for the suppression of the ongoing revolution, which began to torture the activists brutally in order to take their password on Facebook to cut off communication with each other and stop the dissemination of video, news clips of Syrian Revolution and the total blackout on what is happening. The paper explains that with prevention of foreign journalists from entering Syria they relied on the information which the citizens placed on Facebook. The organizers of the protests relied on the technology, while the regime tried to surround them by power cuts sometimes and means of communication at other times, but the activists managed to overcome these hurdles through the use of generators and satellite phones.

Why Facebook, twitter and YouTube became the square of Arab people in order to talk freely and without restrictions? The reason is that they are social sites and not a government newspaper or radio or TV. Jamal Banoon points out that the cause of the problem is that the Arab media remained absent from the concerns of people and citizens and even those states which are saying that they cancelled the Ministry of Information, have other supervisory authority either as the Ministry of Interior or other government agencies which controlled the media, exercised different types of restrictions and changed the facts. The Arab media is to serve the leaders, officials and influential personalities and keep the citizen, his voice and needs aside.

الثورات.. وسقوط الديكتاتوريات العربية كأوراق الخريف!!

جريدة الشرق- ايلاف
2011-06-01

هل يخرج العرب عن صمتهم ويدينون المجازر في الشوارع العربية؟
الرئيس اليمني يختار هدم المعبد على الجميع
ضرورة فرض العقوبات الدولية على الأنظمة القمعية

سيدي الجنرال، جنودك يعملون مجاناً ليثبتوا أنهم قادرون على تمزيق أمهاتهم إرباً إرباً وإلقاء المزق الى الخنازير دون أن يتحرك لهم ساكن. الجملة نطق بها عبيد الديكتاتور في الرواية العالمية (خريف البطريرك) (The Autumn of the Patriarch) للكاتب الكولومبي "غارسيا ماركيز" (García Márquez)، التي تحكي قصة حاكم لا يعرف أي شيء عن ظروف العالم حوله وكيف يدار، ولا يفهم حتى ما إذا كان ثمة في الكون بلاد غير بلاده، إنه مجرد أحمق جاء الى السلطة عن طريق المصادفة. وهو لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ضعيف لا يشعر بالقوة إلا بمقدار ما تكون أمه قريبة منه التي كانت تقول عنه لو كنت أعلم أن ابني سيصير رئيس جمهورية لكنت أرسلته إلى المدارس، ولهذا أعطاها صفة قديسة الوطن بمرسوم ملكي، هو نفسه الذي يفعل ما يشاء وقت يشاء، وإذا لم تعجبه الساعة الحادية عشرة ستكون بأمره الثانية عشرة. كان الحاكم بأمره وفي كل مرة يشعر بأن سلطته في خطر يعمد لإصدار عفو جديد عن كل المساجين ويأمر بعودة كل المنفيين ما عدا الكتاب. لقد كان مجرد ديكتاتور صغير يظن أنه بطل وطني، ولكن عندما واجه تمرداً، وجه أصابع الاتهام لـ "أياد أجنبية" و"أجندات سرية " بتحريك الثورة ضد حكمه الديكتاتوري "العادل". وفي النهاية يموت الجنرال العجوز وحيدا حين تخلى عنه الجميع، بعد ان ضيع كل ثروات الوطن وقواه، حتى البحر الذي لم يبق سواه يضطر للتنازل عنه للأمريكيين الشماليين!!
سواء كتب عليه أو اختاره قدره بيديه، فالمواطن في العالم العربي عاش حياة لا يحسد عليها توزعت بين أنظمة ملكية وأنظمة جمهورية لكنها ليست ملكية صرفة ولا جمهورية خالصة وهي أشبه بدول تحتوي على خليط مشوه لكيان دولة من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في مواجهة عالم متحضر يعيش ألفية القرن الواحد والعشرين. هل العيش في وسط الملكيات العربية أفضل منه في الجمهوريات؟! وهل النظام الملكي ارحم في قمع شعبه من النظام الجمهوري أم انه لا يوجد فرق حقيقي؟! تقرير مجلة الشؤون الخارجية (Foreign Affairs) تطرق الى تعامل بعض الأنظمة العربية مع الثورات الشعبية. فبينما نجحت الشبكات الاجتماعية في حشد مئات آلاف المتظاهرين بسرعة كبيرة في بعض البلدان العربية مثل مصر وتونس، تنامى الزخم الشعبي في سورية تدريجياً كمثال آخر. ومع انه لم يشارك بعض الناشطين فيها خوفاً من لجوء الجيش إلى القوة، ولم يتجاوب الشعب مع الدعوة إلى الإضراب العام في بداية انطلاقتها، إلا أن رد فعل النظام العنيف تجاه المطالب الأولى المتواضعة زاد من التمسك بالتغيير تصميماً وعزماً، وبمرور الوقت، تم الانتقال من المطالبة بإنهاء قانون القمع والطوارئ وإدانة فساد النظام إلى الدعوة صراحة إلى تفكيك نظام الحكم. وتمثل رد الفعل كما أشار التقرير إلى محاولات سلب التظاهرات السلمية شرعيتها، واعتبارها "مؤامرة خارجية"، وتقديم تنازلات محدودة على أمل استرضاء الشعب من خلالها، من إقالة الحكومة، وإنهاء قانون الطوارئ التي ربما كانت ستنجح في تهدئة الأصوات المطالبة بالتغيير لو طُرحت في البداية، ولكن بما أن ردود فعل النظام جاءت متأخرة، بدت هذه الوعود غير صادقة وافتقرت إلى الصدق والجدية. وقد جاء رد النظام تجاه الأصوات المتنامية المطالبة بتغيير عنيف وبلا رحمة كما حصل في سورية. وقد قارن التقرير بين مواقف بعض الأنظمة العربية الأخرى، فالأردن واجه تحديات مماثلة، فكما في سورية، ركزت التظاهرات في الأردن بادئ الأمر على القضايا الاجتماعية والفساد المتفشي، إلا أنها سرعان ما تطورت لتدعو إلى إصلاحات دستورية، وعلى الرغم من ذلك، تعامل النظام مع القضايا الملحة بإقناع أكبر، مقارنة بنظيره السوري، فتواصل مع القبائل واللاجئين الفلسطينيين، كذلك زار المناطق المهمشة، وأشرف رأس النظام شخصياً على لجان ملكية تُعنى بشؤون الإصلاح والحوار الوطني، ولم يتضح بعد مدى جدية الإصلاحات التي سيتخذها، ولكن تبين أن مقاربته أكثر نجاحاً من الوعود الغامضة التي أطلقها الرئيس السوري والقمع الذي لجأ إليه القذافي!
الكرة في الناحية الأخرى من الخليج تقبع اليوم في ملعب الرئيس اليمني "السابق" الذي حرق كل المبادرات الداخلية والخليجية والدولية لحل الأزمة في بلده الجريح المنكوب. لقد عاصر كل السيناريوهات في الدول العربية وشاهدها على المحطات الفضائية التي يتهمها بالعمالة والخيانة من المحيط إلى الخليج، لقد اختار الحل الذي يريده أن يتحقق في اليمن إلذي كان يسمى بالسعيد ليحوله إلى تعيس حزين، ينتشر فيه العنف والقتل والدماء بين أبناء الشمال والجنوب وينقله من كيان الدولة إلى صوملة أخرى، إلى مجرد قبائل متحاربة متصارعة بالحديد والنار، لقد كنا نأمل ولو في اللحظات الأخيرة وقبل فوات الأوان وتحت أي حجة وأي مبادرة محلية خليجية عربية افريقية دولية انه سيقوم بقبول الشروط التي كان يرفضها منذ البداية ويخرج من الباب الخلفي للرئاسة على الأقل محتفظا بالقليل من الكرامة، أهمها انه لم تلطخ يده بدماء شعبه الذي يفترش الشوارع بالملايين مطالبا برحيله مع نظامه!! ولكنه أبى إلا أن يسلك طريق الانتحار بحرق اليمن عن بكرة أبيه كما احرق نيرون روما وجلس يغني بأشعار هوميروس وبيديه آلة للطرب التي قد يستخدمها علي عبدالله صالح بمصاحبة آلة العود مع الإيقاع العدني! الغريب أنه رغم كل القتل والدماء والحصار، وحظر التجول، والترويع، لا نجد إدانة حقيقية من الدول العربية وجامعتها وغالبية شعوبها التي تشاهد المحطات الإخبارية وتذهب إلى النوم قريرة العين وكأنها تشاهد مسلسل باب الحارة أو احد المسلسلات التركية الطويلة!
يجب أن نصل إلى قناعة أن الكثير من الزعماء والرؤساء العرب لن يرحلوا إلا بعد هدم المعبد على رؤوس الجميع في محاولة لتحويل الربيع العربي إلى "خريف البطريرك"، ولن يتنازلوا عن أوهامهم من أن الشعوب لا تستطيع العيش بدونهم إلا بعد أن ينبذهم العالم وتفرض عليهم العقوبات الدولية وتجمد أرصدتهم ويتم طرد سفرائهم والسعي إلى استهدافهم شخصيا وتسليمهم إلى المحكمة الدولية كمجرمي حرب واجهوا الانتفاضات والثورات الشعبية بالرصاص والقتل والمرتزقة والشبيحة. اليقين أنهم ومهما طال الزمن سيتساقطون كما تتساقط أوراق الخريف!