جريدة الشرق
2011-08-31
عدم الدخول في معارك جانبية من خلال الانتقام والتصفية والتشفي
حالة شقاق تسود الساحة وثقافة العمل المشترك تراجعت إلى الخلف
تأجيج الخلاف بين التيارات السياسية خاصة الإسلامية والليبرالية
البناء والتعمير والتنمية تعد أهم الأولويات التي من الضروري التركيز عليها بعد نجاح الثورة وعدم الانشغال في المسائل الفرعية وإثارة النزاعات والخلافات والمشاحنات والسعي إلى الدخول في معارك جانبية من خلال الانتقام والتصفية والتشفي. القطيعة مع الماضي وأفكاره تبدأ بالتفكير في المستقبل وبنائه من خلال الحاضر وتحدياته.
(1)
تقرير تغطية الإعلام المصري أشار إلى أنه قبل الثورة كانت الصور وأخبار الرئيس المخلوع حسني مبارك تحتل المساحات الأولى في الصحف ووسائل الإعلام، وبعد نجاح الثورة لم يتغير الوضع، فهي مازالت في المقدمة من خلال تغطية محاكمته (شبر شبر وزنجة زنجة) والتحديات الكبيرة تبدو غائبة أو مغيبة عن المشهد اليومي وتداعياته. سيرغي سيرغيتشيف، الخبير الاقتصادي في معهد الشرق الأوسط، يدق أجراس الخطر محذرا من كارثة قد تشل الاقتصاد المصري الذي يعتمد على قناة السويس، والأموال التي يحولها المصريون العاملون في الخارج، والسياحة، والزراعة، وتصدير كميات قليلة من النفط والغاز. حيث لم يبق اليوم سوى القناة وتحويلات الخارج، ما أدى إلى إفلاس الميزانية. وإضافة إلى ذلك فرض الثوار الحجز على حسابات 264 رجل أعمال مصريا، منهم وزراء وطواغيت مال. والمجلس العسكري الانتقالي عاجز عن إصلاح الوضع في الاقتصاد المصري وتدهوره المتفاقم. وإذا استمر التصعيد والاحتجاجات فالخطوة التالية هي الحرب الأهلية، وظهور حركات سياسية غريبة، كحركة انفصال دلتا نهر النيل، وحركة استقلال شبه جزيرة سيناء. وهناك استنزاف متواصل ومستمر في الوقت والجهد والموارد والغلو في الأطروحات النظرية والفكرية والصراع حول الأيدلوجيات الدينية والمدنية، والخلافات والانشقاقات السياسية بين النخب والجماعات والأحزاب السياسية وبين متطلبات الشارع ورغباته وهمومه اليومية.
(2)
حددت نخبة من أساتذة العلوم السياسية في مركز النهضة للتدريب والتنمية واقع الخريطة السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير في عدة مخاوف أهمها أن الخريطة السياسية مازالت تتشكل من جديد وفي مراحلها الأولى ومن الصعب بل ليس من المطلوب التسرع في الانتهاء منها. هناك مشاعر من الخوف والقلق بسبب حالة الاستقطاب الحاد والمزعج بين كافة الأطياف والألوان والتيارات الفكرية والكيانات السياسية القديمة والجديدة سواء بسواء. حالة الشقاق التي تسود الساحة السياسية ما يؤكد أن ثقافة العمل المشترك التي كانت نموذجاً نوعياً ومميزاً خلال فعاليات الثورة قد تراجعت إلى الخلف. غلبة مصطلحات وكلمات وعبارات الفرقاء لا الشركاء، على غرار نحن وهم! ومن الصواب ومن الخطأ؟ ومن كان الفعل ومن كان رد الفعل؟ والسطو الإعلامي غير البريء على الساحة وتأجيج الخلاف بين التيارات السياسية خاصة الإسلامية والليبرالية لاعتبارات شخصية أو تسويقية أو ربما تصفية حسابات تاريخية. وتراجعت منظومة القيم، فتراجع الوفاق وتقدم الشقاق، ونزلت راية الوحدة وعلم البلاد ورفعت رايات الاتهامات والتخوين وفقدان الثقة. بالإضافة إلى الغرق في بحور الخلافات الداخلية وعدم الالتفات إلى مخاطر التهديدات الخارجية. وهو مشهد مشابه لما يحصل في البلدان العربية التي توحدت شعوبها بنخبها وتخلصت من الأنظمة الديكتاتورية ولكنها لا تستطيع بعد تحقيق النصر الدخول في مرحلة البناء والتعمير ومازالت تحمل يدها معول الهدم ومطرقة التحطيم والتهميش في تونس وليبيا، واليمن وسوريا ليست بعيدة عن المشهد!
(3)
من الذين زاروا ميدان التحرير مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وهو قدم عدة نصائح يمكن الاستفادة منها خصوصا أنها تأتي من احد قادة النمور الآسيوية واحد الذين واجهوا المعضلات الاقتصادية وأزماتها في ماليزيا وتمكن من الانتقال بها من مجرد دولة زراعية تعتمد على تصدير السلع البسيطة إلى دولة صناعية متقدمة. مهاتير أشار الى أن هناك تشابهات بين مصر وماليزيا، فماليزيا كانت بلدا زراعىا، ولم تكن هناك فرصة لتوفير عمل للناس فقررت التحول إلى بلد صناعي، كما حاولت تحديث أسلوبها في الزراعة من أجل زيادة الإنتاجية. واتجهت لدعوة المستثمرين الأجانب لإقامة مشروعاتهم على أرض ماليزيا، وتذليل العقبات لهم وحدث ذلك، وتوافرت الكثير من فرص العمل، حتى فاق عدد العمال الاجانب المليون. مهاتير لم يعتمد على تقارير الموظفين البيروقراطيين، وكان يطلب أرقاما دقيقة عن أوضاع العاطلين والأميين والمهمشين ولا يسمح بالتلاعب أو تجميل الموقف، وكان الانفتاح على الغير مسألة حياة أو موت لأن بناء الإنسان الماليزي الجديد يحتاج إلى خبرات الآخرين، فقرر الاعتماد على الخبرة اليابانية واستفاد من التجربة السنغافورية ولم يشده تقليد النموذج الأمريكي أو الأوروبي بل تجارب الدول التي تقع في محيطه الجغرافي وكان لديها تخلف مماثل لماليزيا، وقام بإرسال آلاف الطلاب والباحثين إلى الجامعات اليابانية أولاً ثم إلى أوروبا بعد ذلك وأسسوا عاصمة إدارية جديدة وتكنولوجية. أن الإستراتيجية التي انتهجتها اليابان كما كان يؤمن بها مهاتير تكمن في إنتاج سلع جيدة بأسعار زهيدة ساهمت بشكل كبير في تحقيق تفوقها على المنتجات الأوروبية والأمريكية ذات الأسعار المرتفعة، وبالتالي نجحت في السيطرة على أسواق آسيا وإفريقيا، إضافة إلى اتباع سياسة منهجية في التصنيع، وإيجاد قيادات تتمتع بمستوى علمي فائق، وتتميز بالتطور والإبداع، وعلى المستوى المعنوي في اليابان هناك الالتزام الأخلاقي والمهني بقيم العمل الآسيوية، مما يستتبعه التفاني والجدية في الأداء المهني.
كما قامت الحكومة الماليزية في عهده بدراسة توجهات السوق ومتطلباته، وبناء عليه وجدت الطلب على العلماء فاتجهت لزيادة القاعدة العلمية بالتدريب فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات، مع مراعاة تطوير نوعية العلم المقدم في هذه المجالات لإعداد الكوادر للعمل المعرفى، وتم إنشاء أكثر من 400 معهد وكلية جامعية خاصة، تقدم دراسات وبرامج توأمة مع جامعات في الخارج، وتمت تقوية العلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص، وكان هناك إصرار على تعلم اللغة الإنجليزية حتى لا ينعزل الشعب الماليزى عن العالم، وعن الشعوب الأخرى. هذه المعرفة وأدواتها صنعت فارقا كبيرا واستطاعت المنافسة حتى في صناعة السيارات المحلية وقطع غيار الطائرات.
(4)
رغم العتمة التي تعتري المشهد العربي بعد الثورات اليوم إلا أن المستقبل قد يكون مغايرا فالدراسات الاقتصادية الدولية المختلفة تشير إلى أن تونس ومصر بالذات ستكونان من أقوى 10 اقتصادات في العالم بحلول عام 2050 لو قامتا بعملية تحديث اقتصادي شامل.
فاصلة أخيرة:
يا رقاص الساعة،
دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة،
وندجن عصر التدجين،
ونؤكد إفلاس الباعة،
قف وتأمل وضعك ساعة،
لا ترقص، قتلتك الطاعة.
• أحمد مطر
الأربعاء، 31 أغسطس 2011
الأربعاء، 24 أغسطس 2011
Forging unity for development
Wednesday, 24 August 2011 02:31
The Peninsula Newspaper
Whenever the opportunity arose to take a vacation for some days from study, we took our things and went from our city Pensacola in Florida to the city of Los Angeles, California passing a distance of about 2,128 miles by car. The scenic is what draws us to travel, especially when we cross the stable bridges and the bridges that are suspended over the ocean, the rivers and lakes of Alabama, Mississippi, and even the swamps of Louisiana, passing through the cities of Texas, New Mexico, and Arizona. I admit that I am awestruck when crossing long and high bridges, especially if I am the driver, and it is as if I am having a nightmare, and the car in which I am is slipping back and cannot move forward on the bridge, which seems to be without end!
The questions that came to me at that time (in the mid-nineties of the last century), were why are there no roads and modern transportation links between the Gulf and Arab countries, especially those that are close to each other? There were no real problems in government funding, and even the private sector could have been asked to invest in planning and implementation. A lot of profits could have been earned from toll fees that could have covered some of the expenses in the projects. Why despite the economic strength are the highways, suspended bridges, railways and express trains that connect the cities of Japan are not seen in this region? Why was the Saudi Ottoman railway project (Hejaz Railway), of which a large part was destroyed in the First World War, not revived? This railway cut through the Arabian Peninsula, coming from central Turkey via Syria and going towards Madinah. It provided a valuable service to pilgrims by reducing the time of this arduous journey subject to bandit raids and the dangers and hardships of the desert. A journey that once took months could be completed in a few days after the establishment of this railway, which reached a length of 1,320km.
The barrier that stood in the face of the emergence of mega and ambitions projects that reduce distances between the capitals of the Arab countries was political differences and conflict at the land and maritime borders. Border disputes broke out in every country of the Maghreb, with conflict between Algeria and Tunisia, Algeria and Libya, Libya and Tunisia, Algeria and Morocco and Morocco and Mauritania. The conflict is continuing today between Morocco and Western Sahara, Sudan and Egypt, Iran and Iraq, Iran and the UAE, Iraq and Kuwait, Israel and the bordering countries, Saudi Arabia and Qatar, Saudi Arabia and Yemen, Saudi Arabia and the UAE and Saudi Arabia and Kuwait. Some countries resolved their border issues peacefully and some are still in conflict. Bahrain and Qatar transcended their differences over borders, which lasted nearly 50 years, by accepting the decision of the International Court of Justice, which dealt the issue about nine years. The dispute strained relations between the two countries, including the postponement of a lot of joint economic projects. Iran still refuses to reach a solution with the UAE over the three islands (Greater Tunb, Lesser Tunb and Abu Musa). This conflict over about three decades is still stalling to accept the dialogue or just rule or litigation on the issue of its occupation of three UAE islands, which in the statement of the Gulf Cooperation Council (GCC) is like the Israeli occupation of Arab lands. The border dispute between Saudi Arabia and the UAE over Al Buraymi oasis is still there whenever we thought that we have been caught by its tail, it crossed the geographical distance and resulted in freezing the construction of the bridge between Abu Dhabi and Doha and withdrawal from the GCC single currency project!
The mother of all battles between Iraq and Kuwait and political and media campaigns with the revolutions of the Arab began again (2011) after the laying of the foundation stone for a port, ‘Mubarak Al Kabeer’, in Bubiyan Island, which lies in the far northwest of the Arabian Gulf in Kuwait. It is expected that it will be completed in a few years at a cost of about $1bn. The Kuwaiti port is linked by three bridges and highways. It is decided that it will be linked with the Gulf railway, which will serve the port. Iraq said that this port will “stifle” the only sea port of Iraq, because it will extend the Kuwaiti coast to a distance of 500km, while the Iraqi coast will be confined to an area of 50km. The documents of the Kuwait-Iraq Joint meetings recorded the discussion on the port between the two parties and no objection by Iraq, although the objection does not have legal justification, as long as Kuwait builds the port on its territory and within its territorial waters. The United Nations introduced a hotline. The Secretary-General of the United Nations, Ban Ki-moon, pointed out that the dispute between Kuwait and Iraq on “Mubarak Port” must be resolved diplomatically. But when and where? It seems the crisis will not find a solution in the near future to go back to the first square in breaking the political differences between the two sister countries who turn into enemies in a flash.
The previous but not the last media battle was among newspapers in Bahrain and Qatar on the background of Al Jazeera English broadcast of a documentary programme about the recent unrest in Bahrain and before it there was a story of Bahraini fishermen and boats and their entry into Qatari territorial waters. No wonder if the establishment of the proposed bridge (bridge of love), which will link Qatar and Bahrain, which is one of the longest bridges in the world, gets delayed. The politics was trying to sow division among us, but the habits and traditions bring us together on love as peoples.
A few days ago we met after a long absence with the sons of my brother, half Bahraini from my mother’s side, at the ceremony in the middle of Ramadan through a popular and old inherited custom of our fathers and grandfathers, where children gather after Iftar in the form of groups touring the houses in the neighbourhood singing special songs and some prayers for the families in the houses.
In turn, the residents of the homes provide them with some nuts and sweets. The celebration of Halloween day is widespread in all Gulf countries but it is known in Bahrain and Qatar as “Alqarnqawah!” It symbolically refers to the depth of ties between the two peoples even in the simple popular vocabulary. What brings us together in Qatar and Bahrain cannot be broken by the disputes, quarrels, ideologies and political agendas, no matter what
The Peninsula Newspaper
Whenever the opportunity arose to take a vacation for some days from study, we took our things and went from our city Pensacola in Florida to the city of Los Angeles, California passing a distance of about 2,128 miles by car. The scenic is what draws us to travel, especially when we cross the stable bridges and the bridges that are suspended over the ocean, the rivers and lakes of Alabama, Mississippi, and even the swamps of Louisiana, passing through the cities of Texas, New Mexico, and Arizona. I admit that I am awestruck when crossing long and high bridges, especially if I am the driver, and it is as if I am having a nightmare, and the car in which I am is slipping back and cannot move forward on the bridge, which seems to be without end!
The questions that came to me at that time (in the mid-nineties of the last century), were why are there no roads and modern transportation links between the Gulf and Arab countries, especially those that are close to each other? There were no real problems in government funding, and even the private sector could have been asked to invest in planning and implementation. A lot of profits could have been earned from toll fees that could have covered some of the expenses in the projects. Why despite the economic strength are the highways, suspended bridges, railways and express trains that connect the cities of Japan are not seen in this region? Why was the Saudi Ottoman railway project (Hejaz Railway), of which a large part was destroyed in the First World War, not revived? This railway cut through the Arabian Peninsula, coming from central Turkey via Syria and going towards Madinah. It provided a valuable service to pilgrims by reducing the time of this arduous journey subject to bandit raids and the dangers and hardships of the desert. A journey that once took months could be completed in a few days after the establishment of this railway, which reached a length of 1,320km.
The barrier that stood in the face of the emergence of mega and ambitions projects that reduce distances between the capitals of the Arab countries was political differences and conflict at the land and maritime borders. Border disputes broke out in every country of the Maghreb, with conflict between Algeria and Tunisia, Algeria and Libya, Libya and Tunisia, Algeria and Morocco and Morocco and Mauritania. The conflict is continuing today between Morocco and Western Sahara, Sudan and Egypt, Iran and Iraq, Iran and the UAE, Iraq and Kuwait, Israel and the bordering countries, Saudi Arabia and Qatar, Saudi Arabia and Yemen, Saudi Arabia and the UAE and Saudi Arabia and Kuwait. Some countries resolved their border issues peacefully and some are still in conflict. Bahrain and Qatar transcended their differences over borders, which lasted nearly 50 years, by accepting the decision of the International Court of Justice, which dealt the issue about nine years. The dispute strained relations between the two countries, including the postponement of a lot of joint economic projects. Iran still refuses to reach a solution with the UAE over the three islands (Greater Tunb, Lesser Tunb and Abu Musa). This conflict over about three decades is still stalling to accept the dialogue or just rule or litigation on the issue of its occupation of three UAE islands, which in the statement of the Gulf Cooperation Council (GCC) is like the Israeli occupation of Arab lands. The border dispute between Saudi Arabia and the UAE over Al Buraymi oasis is still there whenever we thought that we have been caught by its tail, it crossed the geographical distance and resulted in freezing the construction of the bridge between Abu Dhabi and Doha and withdrawal from the GCC single currency project!
The mother of all battles between Iraq and Kuwait and political and media campaigns with the revolutions of the Arab began again (2011) after the laying of the foundation stone for a port, ‘Mubarak Al Kabeer’, in Bubiyan Island, which lies in the far northwest of the Arabian Gulf in Kuwait. It is expected that it will be completed in a few years at a cost of about $1bn. The Kuwaiti port is linked by three bridges and highways. It is decided that it will be linked with the Gulf railway, which will serve the port. Iraq said that this port will “stifle” the only sea port of Iraq, because it will extend the Kuwaiti coast to a distance of 500km, while the Iraqi coast will be confined to an area of 50km. The documents of the Kuwait-Iraq Joint meetings recorded the discussion on the port between the two parties and no objection by Iraq, although the objection does not have legal justification, as long as Kuwait builds the port on its territory and within its territorial waters. The United Nations introduced a hotline. The Secretary-General of the United Nations, Ban Ki-moon, pointed out that the dispute between Kuwait and Iraq on “Mubarak Port” must be resolved diplomatically. But when and where? It seems the crisis will not find a solution in the near future to go back to the first square in breaking the political differences between the two sister countries who turn into enemies in a flash.
The previous but not the last media battle was among newspapers in Bahrain and Qatar on the background of Al Jazeera English broadcast of a documentary programme about the recent unrest in Bahrain and before it there was a story of Bahraini fishermen and boats and their entry into Qatari territorial waters. No wonder if the establishment of the proposed bridge (bridge of love), which will link Qatar and Bahrain, which is one of the longest bridges in the world, gets delayed. The politics was trying to sow division among us, but the habits and traditions bring us together on love as peoples.
A few days ago we met after a long absence with the sons of my brother, half Bahraini from my mother’s side, at the ceremony in the middle of Ramadan through a popular and old inherited custom of our fathers and grandfathers, where children gather after Iftar in the form of groups touring the houses in the neighbourhood singing special songs and some prayers for the families in the houses.
In turn, the residents of the homes provide them with some nuts and sweets. The celebration of Halloween day is widespread in all Gulf countries but it is known in Bahrain and Qatar as “Alqarnqawah!” It symbolically refers to the depth of ties between the two peoples even in the simple popular vocabulary. What brings us together in Qatar and Bahrain cannot be broken by the disputes, quarrels, ideologies and political agendas, no matter what
العبر والدروس من أزمة الشغب البريطانية
2011-08-24
جريدة الشرق- ايلاف
مشاهد العنف قد تنتقل إلى أوروبا وبقية العالم
الأزمة الاقتصادية مازالت تستهدف الطبقتين المتوسطة والفقيرة وتستثني الغنية!
هناك فارق في التعامل بين الأنظمة العربية وغيرها من الأنظمة الغربية!
هل ينتقل مشهد الشغب البريطاني من بريطانيا إلى أوروبا فرنسا وألمانيا بالتحديد؟ وهل نشهد أحداثا مشابهة في أستراليا والولايات المتحدة ودول نمور شرق آسيا في المستقبل القريب مع استمرار السياسات الفاشلة في التعامل مع آثار الأزمة الاقتصادية العالمية وتبعاتها من 2008 م التي خسّرت العالم 40% من ثرائه؟!
(1)
انطلقت شرارة الاحتجاجات الحالية من مدينة توتنهام، حيث بدأ الأمر باحتجاج سلمي في المدينة على خلفية مقتل الشاب الأسود مارك دوغان، البالغ من العمر 29 عاما. وسرعان ما انتقلت موجة الاحتجاجات إلى أجزاء أخرى من العاصمة، ومن ثم إلى مدن في جميع أنحاء انجلترا بما فيها المدينة التي نعيش فيها "ليستر" وان الشغب والتخريب لا يقارنان بالمدن الاخرى! حجم وكثافة أعمال الشغب، وسرعة انتشارها، صدم الكثير في بريطانيا والعالم. لكن السلوك التصادمي للمجتمع بين الشباب في بريطانيا لا يعتبر شيئا جديدا. فقد شهد عام 2010 مقتل 19 شابا في عمليات عنف متصلة. وخلص تقرير الحكومة حينها إلى أن الهجمات وأعمال التخريب جرت على أيدي عصابات من الشبان، الذين يعتبرون "عالة على حياة الملايين". بعض الأسباب التي أدت إلى هذه الحوادث المريعة يكمن في التدهور العام في مسألة احترام "شباب وسط المدينة" للقانون وتطبيقه. وزيادة استخدام إجراءات الإيقاف والتفتيش ضد الشباب السود في المملكة المتحدة، ولا سيما في لندن. وتخفيض أكثر من 15% من ميزانية جهاز الشرطة البريطانية، كجزء من سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة، بسبب الديون الثقيلة التي تعاني منها الميزانية. وإلى تخفيض مماثل في البرامج الاجتماعية، خاصة تلك التي كانت تستهدف الشباب الذين لديهم ميول إجرامية. والكثير من هؤلاء الشباب هم الذين ملأوا شوارع بريطانيا بحالات النهب والسرقة خلال الأيام الأخيرة كما يذكر البروفيسور بول بيغولي، من جامعة ليدز.
(2)
الحوار الذي يطرح بعد الأزمة في الصحف ووسائل الإعلام كما شاهدناها، يبدوا انها بداية حقيقية نحو وضع الأصابع على موضع الألم التي يعاني منه المجتمع البريطاني وقد بدت بريطانيا التي بدت متخبطة بعد الأزمة العالمية الاقتصادية واثارها التي لازالت تستهدف الطبقتين المتوسطة والفقيرة بينما تبقى طبقة المال والأعمال محمية ومدعومة من أموال دافعي الضرائب! هناك شبه إجماع على الكثير من القضايا المثارة في الوقت الراهن بين الائتلاف الحاكم والمعارضة. صحيفة "الإندبندنت"أشارت إلى أن الحكومة والمعارضة خلعتا القفازات التي كان كل منهما يستخدمها في توجيه الضربات للاخرى تحت الحزام في غالبية الأحيان. وترى الصحيفة أن ذلك يمثل بداية ما يمكن وصفه "حوار سياسي حقيقي داخل البرلمان البريطاني"؛ نقاش يتجنب الفرعيات والهوامش، ويبتعد عن تسقط الأخطاء، ويركز على الموضوعات التي تهم المجتمع في المقام الأول ومنها على سبيل المثال عدم المساواة في الثروة، وضغوط الوقت التي يتعرض لها الآباء في بريطانيا في محاولتهم التوفيق بين متطلبات العمل وتربية الأبناء، والحاجة إلى مسؤولية أخلاقية جديدة من قمة المجتمع إلى قاعدته، وتجنب المناورات السياسية الرخيصة. مؤسسة الأمير تشارلز الخيرية أصدرت تحذيرا حول مشكلة البطالة في أوساط الشباب، حيث ان الهوة بين الشباب الأغنياء والشباب الفقراء تزداد في أوساط المجتمع البريطاني، الأمر الذي أدى إلى خلق طبقة دنيا من الشباب الذين يعيشون وضعا مأساويا ويشعرون بأنهم لا مستقبل لهم. كما أظهر مسح ميداني قامت به مؤسسة تشارلز، شمل أكثر من 2300 من الشباب، أن الشبان الفقراء هم أكثر استعدادا من الأغنياء ليقضوا حياتهم إما في وظيفة بسيطة خالية من الترقيات أو يعيشوا على مساعدات برامج الرعاية الاجتماعية.
(3)
الأبرز في الأزمة كان في إشادة وسائل الإعلام البريطانية بدور المسلمين في تقديم المساعدة للتصدي لأعمال السلب والنهب، والمحافظة على السلم المجتمعي، وصورة المسلم غالبا ما ارتبطت بالأخبار السلبية في الصحف ووسائل الإعلام البريطانية. قام المسلمون في لندن وغيرها من المدن البريطانية، بتشكيل اللجان الشعبية التي قامت بحماية الشركات الصغيرة، والمجتمعات الضعيفة من أعمال السلب والنهب. وقامت المراكز الإسلامية بدور رائد في تغذية مشاعر المسلمين بشكل ايجابي. وكان فريق المتطوعين من ذوي السترات الخضراء المكتوب عليها "مسجد شرق لندن"، يجوبون شوارع تاور هامليتس للمساعدة في حماية السكان، والمحال التجارية، من عصابات اللصوص، وقد برعوا في تنظيم أنفسهم لمواجهة اللصوص. كما فقد ثلاثة شباب مسلمين أرواحهم أثناء حراستهم للمحال التجارية في برمنجهام، حيث دهستهم سيارة، ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الحادث بأنه "مروع"، متقدما بتعازيه إلى عائلات الضحايا الثلاث.
(4)
الغريب أن الأنظمة العربية الاستبدادية الملطخة أياديها بالدماء والقتل والمجازر والقمع حاولت أن تستغل الأزمة وصارت ترفع بيرق الدفاع عن الحريات والديمقراطية في العالم والغرب بالتحديد. حتى الرئيس الإيراني أشار إلى انه صدر قرار بفتح أبواب السفارة الإيرانية في لندن لتستوعب المعترضين البريطانيين الذين قد يتعرضون للقمع والإرهاب. كما أشار بيان اخر الى أن الأوضاع في بريطانيا متأزمة، وهناك احتمال اندلاع حرب أهلية هناك! ما يعلمه هؤلاء جيدا انه على الرغم من أن هناك فقرا وبطالة في بريطانيا إلا ان الفرق بينها وبين بلاد العرب والعجم يكمن في أنها ذات نظام ديمقراطي وبرلماني واجتماعي عريق يعطى الحريات والعدالة ويقدم الإعانات والخدمات المجانية الطبية والتعليمية، وفيها صحافة حرة ومعارضة حقيقية ونقابات وجمعيات ومجتمع مدني. إن الأنظمة السياسية الديمقراطية في الدول الغربية والولايات المتحدة رغم العيوب التي تحملها فهي مصممة لتصريف الاستياء الشعبي نحو المؤسسات السياسية التي تعمل على امتصاصه والتعامل معه، وكما يشير ديفيد مييرالى، أن مثل هذا النظام يحتضن المعارضة ويمنح المستاءين والناقمين الأمل في تحقيق مطالبهم من خلال العمل من داخل النظام واستغلال مؤسساته المختلفة، لذا يتوقع المحتجون في الشارع أن تجد مطالبهم طريقها إلى ردهات السلطة. حيث يعمل النظام على تصريف الغضب وإتاحة فرصة التغيير للمحتجين من داخل المؤسسات. ومثال على ذلك في الولايات المتحدة على سبيل المثال عندما بدأ حاكم ولاية ويسكونسن، ولايته الأولى تقدم بمقترح موازنة مثير للجدل، يحرم فيه اتحادات القطاع العام من امتيازاتهم والعمال من الأموال الضرورية، فجاء رد فعل المواطنين سريعاً، حيث نظم المدرسون والإطفائيون وضباط الشرطة مسيرات واعتصامات ومظاهرات للتعبير عن معارضتهم للتقشف، وبمساعدة النواب "الديمقراطيين" في الولاية الذين خرجوا منها وقت التصويت على الموازنة حرموا كونجرس الولاية من النصاب القانوني اللازم لإقرارها، لكن عندما فشل النشطاء في ثني الحاكم عن موقفه حولوا جهدهم إلى المؤسسات، حيث طالبوا بموجب القانون الأميركي بسحب الثقة من مجموعة من المسؤولين في الولاية، مجبرين الولاية على تنظيم انتخابات جديدة لإعادة شغل المناصب الشاغرة، وبدلاً من المسيرات نظم "الديمقراطيون" حملات انتخابية يتحدون فيها النواب "الجمهوريين" من خلال جمع الأموال وإعداد المنشورات والإعلانات وتعبئة الناس للتصويت، فكانت النتيجة أن "الديمقراطيين" حصلوا على اثنين من المقاعد الستة التي طالبوا بإعادة التصويت لها، وأجبروا "الجمهوريين" على تقديم تنازلات بشأن الموازنة. ربما هنا يكمن الفارق في التعامل بين الأنظمة العربية وغيرها من الأنظمة الغربية وطبيعة انفجار الثورات ومخرجاتها في عالم العرب مقارنة مع بقية العالم!
الأربعاء، 17 أغسطس 2011
الخلافات والمشاحنات تعيدنا إلى الوراء كلما تقدمنا!
جريدة الشرق
2011-08-17
ما يجمعنا مع البحرين لا يمكن أن تكسره الخلافات والمشاحنات والأجندات السياسية
اشتعال أم المعارك الإعلامية من جديد بين العراق والكويت
كلما سنحت الفرصة للحصول على إجازة لعدة أيام من الدراسة، حملنا أغراضنا وتوجهنا من مدينتنا في فلوريدا بنسكولا (Pensacola)، إلى مدينة لوس انجلوس كاليفورنيا قاطعين مسافة تقدر بنحو (2.128) ميل عن طريق السيارة. كانت المناظر الخلابة هي التي تشدنا إلى السفر والترحال خصوصا ونحن نعبر الجسور الثابتة والمعلقة فوق المحيط والأنهار والبحيرات من الاباما، ميسيسبي، وحتى مستنقعات لويزيانا، مرورا بمدن تاكسس، ونيو مكسيكو، واريزونا. واعترف بأني إلى هذه الساعة أصاب برهبة في عبور الجسور الطويلة والمرتفعة وخصوصا إذا كنت السائق كما أنها تأتيني كوابيس بان السيارة التي اوجد فيها تتزحلق إلى الخلف ولا تستطيع أن تواصل السير على الجسر الذي يبدو انه لا نهاية له!
(1)
الأسئلة التي كانت تراودني ساعتها ونحن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، هو لماذا لا توجد شبكات الطرق والمواصلات الحديثة التي تربط بين دول الخليج والدول العربية وخصوصا القريبة من بعضها البعض؟ فلم تكن هناك مشاكل حقيقية في التمويل الحكومي، حتى لو تم تكليف القطاع الخاص بالاستثمار في هذا الجانب من التخطيط والتنفيذ لحقق الكثير من الأرباح والرسوم التي سيفرضها تعويضا عن المصاريف التي سينفقها في المشروع. لماذا رغم المداخيل الاقتصادية العالية تغيب طرق الشوارع السريعة "الهاي واي" (Highway) والجسور المعلقة والسكك الحديدية والقطار السريع مثل الذي يربط المدن اليابانية والقطار البحري. ولماذا لم يعاد احياء مشروع سكة القطار العثماني السعودي (سكة حديد الحجاز) الذي دمر جزء كبير منه في الحرب العالمية الأولى، والذي كان يشق الجزيره العربية قادما من وسط تركيا مارا بالشام ثم الاتجاه الى المدينة المنورة، ويقدم خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، تمثلت في اختصار وقت هذه الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق شهورًا، يتعرضون فيها لغارات قطاع الطرق ومخاطر ومشاق الصحراء، فأصبحت الرحلة بعد إنشاء هذا الخط الحديدي الذي بلغ طوله (1320) كم تستغرق أيامًا معدودة.
(2)
الحاجز المنيع الذي وقف في وجه بروز مشروعات عملاقة وطموحه تقرب المسافات بين عواصم الدول العربية هو الخلافات السياسية والصراع على المناطق الحدودية الجغرافية البرية والبحرية. النزاعات على الحدود تفجرت في كل دولة من المغرب العربي والنزاع بين الجزائر وتونس، بين الجزائر وليبيا، بين ليبيا وتونس، بين الجزائر والمغرب، بين المغرب وموريتانيا، النزاع المستمر إلى اليوم بين المغرب والصحراء الغربية، السودان ومصر، إيران والعراق، وإيران والإمارات العربية ثم العراق والكويت، وإسرائيل ودول الطوق، السعودية وقطر، السعودية واليمن، السعودية والإمارات والسعودية والكويت. بعض الدول حلت حدودها بطرق السلمية والبعض لا يزال يصارع. البحرين وقطر تجاوزوا خلافاتهم الحدودية التي استمرت قرابة خمسين عاما بقبول قرار محكمة العدل الدولية الذي استمر تداولها للقضية حوالي تسع سنوات فيما يعد أطول نزاع إقليمي ورد إليها. وتسبب النزاع في توتر العلاقات بين الدولتين بما فيها تأجيل الكثير من المشاريع الاقتصادية المشتركة. إيران مازالت ترفض التوصل إلى حل مع الإمارات حول الجزر الثلاث (طنب كبرى، طنب صغرى وابو موسى) فهي على مدى نحو 3 عقود من الزمان، مازالت تتلكأ وتراوغ، في قبول الحوار أو الحكم العادل أو التقاضي في مسألة احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث وهو الذي شبهه بيان دول مجلس التعاون الخليجي بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. الخلاف الحدودي بين السعودية والإمارات على واحة البريمي المشهورة يطل برأسه كلما اعتقدنا أننا امسكنا به من ذيله وهو تجاوز حد البعد الجغرافي ونسحب على أبعاد اقتصادية وإستراتيجية ومن ثماره تجميد بناء الجسر بين ابوظبي والدوحة، والانسحاب من مشروع العملة الخليجية الموحدة!
(3)
اشتعلت أم المعارك من جديد بين العراق والكويت والحملات السياسية والنيابية والإعلامية مع الثورات العربية في (2011) بعد وضع حجر الأساس لبناء ميناء «مبارك الكبير» في جزيرة بوبيان التي تقع في أقصى شمال غربي الخليج العربي في الكويت، ويتوقع ان ينتهي العمل فيه خلال سنوات قليلة، بتكلفة تبلغ حوالي مليار دولار، ويرتبط الميناء الكويتي بثلاثة جسور وطرق سريعة، ومن المقرر ان يرتبط مع سكة القطار الخليجي، التي تخدم الميناء. العراق اعتبر أن هذا الميناء سيؤدي إلى «خنق» المنفذ البحري الوحيد للعراق، لأنه سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة 500 كيلومتر، بينما يكون الساحل العراقي محصورا في مساحة 50 كيلومترا. وثائق اجتماعات اللجنة الكويتية — العراقية المشتركة سجلت مناقشة الميناء بين الطرفين، وعدم اعتراض العراق عليه على الرغم من أن الاعتراض لا مسوغ قانونيّاً له ما دامت الكويت تبني الميناء على أرضها، وداخل مياهها الإقليمية. الأمم المتحدة دخلت على الخط الساخن، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشار إلى ان خلاف الكويت والعراق على "ميناء مبارك" يجب أن يحل دبلوماسيا! لكن متى وأين وكيف لا نعرف ويبدو أن الأزمة لن تجد لها حلا في القريب العاجل لنعود للمربع الأول في كسر الخلافات السياسية كل محاولات البناء والنهوض وتقريب وتعزيز العلاقات بين الأخوة والأشقاء الذين يتحولون بلمح البصر إلى أعداء!
(4)
آخر المعارك الإعلامية وليست الأخيرة كانت بين الصحف في البحرين وقطر على خلفية بث قناة الجزيرة الانجليزية برنامجا تسجيليا حول الاضطرابات الأخيرة في البحرين وقبلها كانت حكاية الصيادين والقوارب البحرينية ودخولها المياه الإقليمية القطرية. ولا عجب أن يتأخر إنشاء الجسر المقترح (جسر المحبة) والذي سيربط البحرين بقطر والذي يعد واحداً من أطول الجسور في العالم. وان كانت السياسة تحاول أن تزرع بيننا الفرقة، فالعادات والتقاليد تجمعنا على المحبة كشعوب. منذ عدة أيام اجتمعنا بعد غياب طويل مع أبناء أخي ونصفهم بحريني من جهة الأم في الاحتفال في منتصف رمضان بعادة موروثة وشعبية قديمة من آبائنا وأجدادنا حيث يتجمع الأطفال بعد الفطور على شكل مجموعات يطوفون على المنازل في الحي، ويصدحون بأغاني خاصة وبعض الأدعية لأهالي البيوت، وبالمقابل يقدم أهالي البيوت لهم بعض المكسرات والحلويات، ولا استبعد أن أخذها الأمريكان من عندنا في الاحتفال بيوم الهالوين (Halloween day)! ورغم أن العادة منتشرة في كل دول الخليج، لكنها في البحرين وقطر فقط تُعرف بليلة "القرنقعوه"! وهي دلالة رمزية تشير إلى مدى عمق الروابط وتأصلها بين الشعبين حتى في المفردات اللغوية الشعبية البسيطة. ان ما يجمعنا في قطر والبحرين لا يمكن أن تكسره الخلافات والمشاحنات والأيديولوجيات والأجندات السياسية مهما حاولت.
فاصلة أخيرة:
في القاعِة المعتادَةْ
بهائمٌ تغفو بلا إرادةْ
وهائمٌ يمشى بلا إرادةْ
وطبلةٌ تَدقُّ كلَّ ساعةٍ بمنتهى البلادةْ
تُعلِنُ عن تأييدها
.. لمجلسِ القيادة!
* احمد مطر
2011-08-17
ما يجمعنا مع البحرين لا يمكن أن تكسره الخلافات والمشاحنات والأجندات السياسية
اشتعال أم المعارك الإعلامية من جديد بين العراق والكويت
كلما سنحت الفرصة للحصول على إجازة لعدة أيام من الدراسة، حملنا أغراضنا وتوجهنا من مدينتنا في فلوريدا بنسكولا (Pensacola)، إلى مدينة لوس انجلوس كاليفورنيا قاطعين مسافة تقدر بنحو (2.128) ميل عن طريق السيارة. كانت المناظر الخلابة هي التي تشدنا إلى السفر والترحال خصوصا ونحن نعبر الجسور الثابتة والمعلقة فوق المحيط والأنهار والبحيرات من الاباما، ميسيسبي، وحتى مستنقعات لويزيانا، مرورا بمدن تاكسس، ونيو مكسيكو، واريزونا. واعترف بأني إلى هذه الساعة أصاب برهبة في عبور الجسور الطويلة والمرتفعة وخصوصا إذا كنت السائق كما أنها تأتيني كوابيس بان السيارة التي اوجد فيها تتزحلق إلى الخلف ولا تستطيع أن تواصل السير على الجسر الذي يبدو انه لا نهاية له!
(1)
الأسئلة التي كانت تراودني ساعتها ونحن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، هو لماذا لا توجد شبكات الطرق والمواصلات الحديثة التي تربط بين دول الخليج والدول العربية وخصوصا القريبة من بعضها البعض؟ فلم تكن هناك مشاكل حقيقية في التمويل الحكومي، حتى لو تم تكليف القطاع الخاص بالاستثمار في هذا الجانب من التخطيط والتنفيذ لحقق الكثير من الأرباح والرسوم التي سيفرضها تعويضا عن المصاريف التي سينفقها في المشروع. لماذا رغم المداخيل الاقتصادية العالية تغيب طرق الشوارع السريعة "الهاي واي" (Highway) والجسور المعلقة والسكك الحديدية والقطار السريع مثل الذي يربط المدن اليابانية والقطار البحري. ولماذا لم يعاد احياء مشروع سكة القطار العثماني السعودي (سكة حديد الحجاز) الذي دمر جزء كبير منه في الحرب العالمية الأولى، والذي كان يشق الجزيره العربية قادما من وسط تركيا مارا بالشام ثم الاتجاه الى المدينة المنورة، ويقدم خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، تمثلت في اختصار وقت هذه الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق شهورًا، يتعرضون فيها لغارات قطاع الطرق ومخاطر ومشاق الصحراء، فأصبحت الرحلة بعد إنشاء هذا الخط الحديدي الذي بلغ طوله (1320) كم تستغرق أيامًا معدودة.
(2)
الحاجز المنيع الذي وقف في وجه بروز مشروعات عملاقة وطموحه تقرب المسافات بين عواصم الدول العربية هو الخلافات السياسية والصراع على المناطق الحدودية الجغرافية البرية والبحرية. النزاعات على الحدود تفجرت في كل دولة من المغرب العربي والنزاع بين الجزائر وتونس، بين الجزائر وليبيا، بين ليبيا وتونس، بين الجزائر والمغرب، بين المغرب وموريتانيا، النزاع المستمر إلى اليوم بين المغرب والصحراء الغربية، السودان ومصر، إيران والعراق، وإيران والإمارات العربية ثم العراق والكويت، وإسرائيل ودول الطوق، السعودية وقطر، السعودية واليمن، السعودية والإمارات والسعودية والكويت. بعض الدول حلت حدودها بطرق السلمية والبعض لا يزال يصارع. البحرين وقطر تجاوزوا خلافاتهم الحدودية التي استمرت قرابة خمسين عاما بقبول قرار محكمة العدل الدولية الذي استمر تداولها للقضية حوالي تسع سنوات فيما يعد أطول نزاع إقليمي ورد إليها. وتسبب النزاع في توتر العلاقات بين الدولتين بما فيها تأجيل الكثير من المشاريع الاقتصادية المشتركة. إيران مازالت ترفض التوصل إلى حل مع الإمارات حول الجزر الثلاث (طنب كبرى، طنب صغرى وابو موسى) فهي على مدى نحو 3 عقود من الزمان، مازالت تتلكأ وتراوغ، في قبول الحوار أو الحكم العادل أو التقاضي في مسألة احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث وهو الذي شبهه بيان دول مجلس التعاون الخليجي بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. الخلاف الحدودي بين السعودية والإمارات على واحة البريمي المشهورة يطل برأسه كلما اعتقدنا أننا امسكنا به من ذيله وهو تجاوز حد البعد الجغرافي ونسحب على أبعاد اقتصادية وإستراتيجية ومن ثماره تجميد بناء الجسر بين ابوظبي والدوحة، والانسحاب من مشروع العملة الخليجية الموحدة!
(3)
اشتعلت أم المعارك من جديد بين العراق والكويت والحملات السياسية والنيابية والإعلامية مع الثورات العربية في (2011) بعد وضع حجر الأساس لبناء ميناء «مبارك الكبير» في جزيرة بوبيان التي تقع في أقصى شمال غربي الخليج العربي في الكويت، ويتوقع ان ينتهي العمل فيه خلال سنوات قليلة، بتكلفة تبلغ حوالي مليار دولار، ويرتبط الميناء الكويتي بثلاثة جسور وطرق سريعة، ومن المقرر ان يرتبط مع سكة القطار الخليجي، التي تخدم الميناء. العراق اعتبر أن هذا الميناء سيؤدي إلى «خنق» المنفذ البحري الوحيد للعراق، لأنه سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة 500 كيلومتر، بينما يكون الساحل العراقي محصورا في مساحة 50 كيلومترا. وثائق اجتماعات اللجنة الكويتية — العراقية المشتركة سجلت مناقشة الميناء بين الطرفين، وعدم اعتراض العراق عليه على الرغم من أن الاعتراض لا مسوغ قانونيّاً له ما دامت الكويت تبني الميناء على أرضها، وداخل مياهها الإقليمية. الأمم المتحدة دخلت على الخط الساخن، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشار إلى ان خلاف الكويت والعراق على "ميناء مبارك" يجب أن يحل دبلوماسيا! لكن متى وأين وكيف لا نعرف ويبدو أن الأزمة لن تجد لها حلا في القريب العاجل لنعود للمربع الأول في كسر الخلافات السياسية كل محاولات البناء والنهوض وتقريب وتعزيز العلاقات بين الأخوة والأشقاء الذين يتحولون بلمح البصر إلى أعداء!
(4)
آخر المعارك الإعلامية وليست الأخيرة كانت بين الصحف في البحرين وقطر على خلفية بث قناة الجزيرة الانجليزية برنامجا تسجيليا حول الاضطرابات الأخيرة في البحرين وقبلها كانت حكاية الصيادين والقوارب البحرينية ودخولها المياه الإقليمية القطرية. ولا عجب أن يتأخر إنشاء الجسر المقترح (جسر المحبة) والذي سيربط البحرين بقطر والذي يعد واحداً من أطول الجسور في العالم. وان كانت السياسة تحاول أن تزرع بيننا الفرقة، فالعادات والتقاليد تجمعنا على المحبة كشعوب. منذ عدة أيام اجتمعنا بعد غياب طويل مع أبناء أخي ونصفهم بحريني من جهة الأم في الاحتفال في منتصف رمضان بعادة موروثة وشعبية قديمة من آبائنا وأجدادنا حيث يتجمع الأطفال بعد الفطور على شكل مجموعات يطوفون على المنازل في الحي، ويصدحون بأغاني خاصة وبعض الأدعية لأهالي البيوت، وبالمقابل يقدم أهالي البيوت لهم بعض المكسرات والحلويات، ولا استبعد أن أخذها الأمريكان من عندنا في الاحتفال بيوم الهالوين (Halloween day)! ورغم أن العادة منتشرة في كل دول الخليج، لكنها في البحرين وقطر فقط تُعرف بليلة "القرنقعوه"! وهي دلالة رمزية تشير إلى مدى عمق الروابط وتأصلها بين الشعبين حتى في المفردات اللغوية الشعبية البسيطة. ان ما يجمعنا في قطر والبحرين لا يمكن أن تكسره الخلافات والمشاحنات والأيديولوجيات والأجندات السياسية مهما حاولت.
فاصلة أخيرة:
في القاعِة المعتادَةْ
بهائمٌ تغفو بلا إرادةْ
وهائمٌ يمشى بلا إرادةْ
وطبلةٌ تَدقُّ كلَّ ساعةٍ بمنتهى البلادةْ
تُعلِنُ عن تأييدها
.. لمجلسِ القيادة!
* احمد مطر
الأربعاء، 10 أغسطس 2011
وعاظ السلاطين.. التحالف المدنس بين الطاغوت والكهنوت!
جريدة الشرق
2011-08-10
"فتاوية الشيوخ" يطوعون الدين لخدمة الأنظمة الحاكمة
الثورة تحرق كتب أحد فقهاء السلاطين العرب
الديمقراطية سلسلة متلاحقة من الثورات لا نهاية لها
صعب على الكثير ولا يزال التفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحق، بين الضوء والنور، والظل ولا الحرور، والحرية والاستعباد، والمعرفة والجهل، وبين الديمقراطية والاستبداد. ولكن مهما اختلط الأمر وسيطر على عدد كبير من عقول الناس وأفئدتهم فهو إلى زوال واضمحلال والآية القرآنية تقول "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون". والمعركة اليوم مع منظومة الطاغية والديكتاتور التي شكلت البيئة الفاسدة الديكتاتورية والنظام الذي خلق الاستبداد والطاغوت في العالم العربي، وأشركه بالطاعة مع الله والتسليم به قبل العيش في الوطن (الله والرئيس والوطن وبس)، مع التحالف غير المقدس والمدنس بين الطاغوت (Tyrant) والكهنوت (Priesthood).
(1)
كما أن هناك "فداوية الشيوخ" كما هو معروف عندنا في الخليج، نستطيع ان ننحت على شاكلتها مصطلح "فتاوية الشيوخ" وهم الذين يطوعون الدين لخدمة الحاكم، ويشرعون الفتاوى لتحويل عباد الله إلى عبيد خانعة لسلطة الملوك والأمراء والشيوخ والسلاطين؟! كانت مظاهرة حافلة بالعبر وهي تقوم بحرق كتب احد فقهاء السلاطين العرب الذين يشار لهم بالبنان احتجاجاً على فتاويه التي اعتبروها مؤيدة للنظام، لم تكن تشابه تلك الحادثة التاريخية الفاصلة بل كانت نقيضة لها، حينما أقدم القوم على حرق كتب فيلسوف قرطبة ابن رشد (1126 — 1198م)، لتنتقل منارة العلم والحضارة من ديار الشرق إلى الغرب في رحلة ألا عودة إلى هذه الساعة.! أبشع الفتاوى تلك التي أجازت السجود على صور الرئيس السوري التي جاءت من احد كبار رموز إضفاء المشروعية على النظام في سوريا وهو محمد البوطي. البوطي أجاب عن سؤال وجه إليه: "ما حكم توحيد غير الله قسراً، كما يحدث في فروع الأمن عند الاعتقال وإجبارهم على القول ان الرئيس إلهنا وربنا"، فجاء الرد: "إن ذلك يحدث بسبب خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله". وهو لم يحرم إطلاق النار على المتظاهرين رداً على جندي يسأله عن حكم إطلاق النار على المتظاهرين، فأجاب بأنه إذا علم المجند أنه تسبب في القتل فعليه الدية للورثة؛ وأن يصوم شهرين، وإن لم يستطع فإطعام فقير لمدة شهرين! أما إن كان تسبب المجند بجروح فله أن يدعو الله أن يسامحه أصحاب العلاقة!! البوطي وصف التظاهر كأخطر أنواع المحرمات في الإسلام؟! وعندما هاجم الدكتور يوسف القرضاوي القمع الذي يمارس على الشعب السوري من طرف النظام لم يجد البوطي من وسيلة سوى الهجوم على القرضاوي، وقال إن الشيخ الذي يكبره سنا اختار الطريقة الغوغائية والغابية التي لا تصلح إلا للفساد وتفتح أبواب الفتنة على مصراعيها، ونصح القرضاوي بالتزام الصمت لأنه لا يعلم ما يحدث في سوريا وكل ما أمامه مجرد تقارير خيالية تنسجها محطة الجزيرة القطرية التي يقدم فيها برنامجه. كما شبه البوطي خروج المظاهرات الشعبية المستمرة المطالبة بالحرية بأنها مؤامرة حيكت في دهاليز المخابرات الأمريكية والصهيونية والأوروبية والرجعيات العربية النفطية في إشارة إلى دول الخليج وربما قصد بها السعودية والكويت وقطر التي تمت مهاجمة سفارتها من قبل الشبيحة والمخابرات وتم سحب سفيرها احتجاجا على ذلك.
(2)
احد ائمة المساجد المغمورين وهو حمود العنزي هاجم الثوار الليبيين واعتبرهم "خارجين على الشرعية" و"خونة"، ووصف القذافي "بولي الأمر الذي لا يجوز الخروج عليه". بل ظهر على القنوات الليبية التي تتحدث باسم نظام القذافي مشنعاً على الثوار، ومتهماً إياهم بالخيانة وعدم احترام حرمة الإسلام، وكرر دعاءه للقذافي وحاشيته. كما طالب العلماء المشايخ الآخرين وربما "كل من أفتى أن يتراجع عن فتواه"، داعيا إلى "الوقوف مع القذافي ضد الثوار". وكيل المرجعيات الشيعة في الكويت محمد باقر المهري دخل سوريا من شباك النظام وليس باب الشعب، وقال الوضع مستقر وهادئ والنظام السوري مسيطر على الأوضاع تماما وأشار إلى أن هناك مؤامرة دولية كبرى على سوريا والجماعات المتحجرة الطائفية وقعوا في شراكها والفضائيات تكذب على الناس وتصور الخيال واقعا. يقول عالم الاجتماع الراحل د. علي الوردي، في كتابه ''وعاظ السلاطين'' الواعظ يصفق للظالم ويبصق في وجه المظلوم. ولا يفتأ الواعظون يدعون لأصحاب السيف والسوط بطول العمر في الصبح والمساء. فهم يقولون للظالم أحسنت وللمظلوم أسأت. ويظهر مدى النفاق الذي يتعاطاه الواعظون حيث هم ينذروننا دوما بعذاب الله بينما هم يهشون ويبشون في وجوه الظلمة ويقومون لهم احتراما وإجلالا، فإذا اعتدى أحد المترفين على فقير وجدت الواعظين يضعون اللوم على عاتق هذا الفقير وحده، بينما إذا أخطأ الفقير مرة فاعتدى على مترف قامت قيامة الوعاظ وأخذت مواعظهم تنهمر على هذا الفقير من كل جانب، لقد نسى الواعظون بل تناسوا اللصوصية الكبرى للظالم الذي ينهب أموال الأمة ويبذرها على ملذاته وملذات أبنائه وأعوانه، إن مشكلة الوعاظ أنهم يأخذون جانب الحاكم ويحاربون المحكوم وما زال الوعاظ يعيشون على فضلات موائد الأغنياء والطغاة لذلك يتغاضون عن تعسفهم ونهبهم وترفهم ثم يدعون لهم بطول العمر فقد وجد الطغاة في الواعظين خير عون لهم في تخدير الناس وإلهائهم، فينشغلون عن ظلم الطغاة وفسادهم وطغيانهم.
(3)
يشير د. علي الوردي الى أن أحداث التاريخ العربي والإسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث، تختزل في وجود فريقين يتنازعان البقاء: فريق السلاطين من جانب، وفريق الثوار من الجانب الآخر. وأخذت هاتان النزعتان المتضادتان تتفاعلان جيلاً بعد جيل، إلى أنه يشير الى ان ''الديمقراطية لم تنشأ في الأمم الحديثة من جراء أفكار صبيانية تحذلق بها الواعظون، إنما هي في الواقع نتيجة معارك طاحنة قامت بها الشعوب في وجوه حكامهم المستبدين، والديمقراطية لم تفتر عن الثورة حتى اليوم. فتاريخها عبارة عن سلسلة متلاحقة من الثورات لانهاية لها. إن نظام التصويت الذي تقوم عليه الديمقراطية الحديثة، ليس هو في معناه الاجتماعي إلا ثورة مقنعة، والانتخاب هو في الواقع ثورة هادئة، حيث يذهب الناس إلى صناديق الانتخاب، كما كان أسلافهم يذهبون إلى ساحات الثورة. فيخلعون حكامهم أو يستبدلون بهم حكاما آخرين. يشير المستر ليمان الكاتب الأمريكي المعروف الى ''ان ثوار الأمم الديمقراطية يستخدمون أوراق التصويت بدلا من رصاص البنادق (Baffots instead of buffets) ومن النادر أن تسمع بحدوث ثورة مسلحة في البلاد الديمقراطية، إنهم لا يثورون لان في ميسورهم، أن يجدوا للثورة طريقا آخر، هو طريق التصويت الهادئ، الذي لا يتلاعب به الحكام الأدنياء. فهم يبدلون حكامهم حينا بعد آخر، فلا تحدث فتنة ولا تسيل دماء كما ينقل عبدالوهاب الحمادي. والحكومة التي لا تدرب رعاياها على إتباع طريق الثورة السلمية الهادئة، سوف تجابه من غير شك ثورة دموية عنيفة في يوم من الأيام وهو ما نشهده هذه الأيام في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه.
فاصلة أخيرة:
من خالف مولانا سفها فنهايته مأساوية
لو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهية
أو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونية
فله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة فيها نفحات علوية
* احمد مطر
2011-08-10
"فتاوية الشيوخ" يطوعون الدين لخدمة الأنظمة الحاكمة
الثورة تحرق كتب أحد فقهاء السلاطين العرب
الديمقراطية سلسلة متلاحقة من الثورات لا نهاية لها
صعب على الكثير ولا يزال التفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحق، بين الضوء والنور، والظل ولا الحرور، والحرية والاستعباد، والمعرفة والجهل، وبين الديمقراطية والاستبداد. ولكن مهما اختلط الأمر وسيطر على عدد كبير من عقول الناس وأفئدتهم فهو إلى زوال واضمحلال والآية القرآنية تقول "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون". والمعركة اليوم مع منظومة الطاغية والديكتاتور التي شكلت البيئة الفاسدة الديكتاتورية والنظام الذي خلق الاستبداد والطاغوت في العالم العربي، وأشركه بالطاعة مع الله والتسليم به قبل العيش في الوطن (الله والرئيس والوطن وبس)، مع التحالف غير المقدس والمدنس بين الطاغوت (Tyrant) والكهنوت (Priesthood).
(1)
كما أن هناك "فداوية الشيوخ" كما هو معروف عندنا في الخليج، نستطيع ان ننحت على شاكلتها مصطلح "فتاوية الشيوخ" وهم الذين يطوعون الدين لخدمة الحاكم، ويشرعون الفتاوى لتحويل عباد الله إلى عبيد خانعة لسلطة الملوك والأمراء والشيوخ والسلاطين؟! كانت مظاهرة حافلة بالعبر وهي تقوم بحرق كتب احد فقهاء السلاطين العرب الذين يشار لهم بالبنان احتجاجاً على فتاويه التي اعتبروها مؤيدة للنظام، لم تكن تشابه تلك الحادثة التاريخية الفاصلة بل كانت نقيضة لها، حينما أقدم القوم على حرق كتب فيلسوف قرطبة ابن رشد (1126 — 1198م)، لتنتقل منارة العلم والحضارة من ديار الشرق إلى الغرب في رحلة ألا عودة إلى هذه الساعة.! أبشع الفتاوى تلك التي أجازت السجود على صور الرئيس السوري التي جاءت من احد كبار رموز إضفاء المشروعية على النظام في سوريا وهو محمد البوطي. البوطي أجاب عن سؤال وجه إليه: "ما حكم توحيد غير الله قسراً، كما يحدث في فروع الأمن عند الاعتقال وإجبارهم على القول ان الرئيس إلهنا وربنا"، فجاء الرد: "إن ذلك يحدث بسبب خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله". وهو لم يحرم إطلاق النار على المتظاهرين رداً على جندي يسأله عن حكم إطلاق النار على المتظاهرين، فأجاب بأنه إذا علم المجند أنه تسبب في القتل فعليه الدية للورثة؛ وأن يصوم شهرين، وإن لم يستطع فإطعام فقير لمدة شهرين! أما إن كان تسبب المجند بجروح فله أن يدعو الله أن يسامحه أصحاب العلاقة!! البوطي وصف التظاهر كأخطر أنواع المحرمات في الإسلام؟! وعندما هاجم الدكتور يوسف القرضاوي القمع الذي يمارس على الشعب السوري من طرف النظام لم يجد البوطي من وسيلة سوى الهجوم على القرضاوي، وقال إن الشيخ الذي يكبره سنا اختار الطريقة الغوغائية والغابية التي لا تصلح إلا للفساد وتفتح أبواب الفتنة على مصراعيها، ونصح القرضاوي بالتزام الصمت لأنه لا يعلم ما يحدث في سوريا وكل ما أمامه مجرد تقارير خيالية تنسجها محطة الجزيرة القطرية التي يقدم فيها برنامجه. كما شبه البوطي خروج المظاهرات الشعبية المستمرة المطالبة بالحرية بأنها مؤامرة حيكت في دهاليز المخابرات الأمريكية والصهيونية والأوروبية والرجعيات العربية النفطية في إشارة إلى دول الخليج وربما قصد بها السعودية والكويت وقطر التي تمت مهاجمة سفارتها من قبل الشبيحة والمخابرات وتم سحب سفيرها احتجاجا على ذلك.
(2)
احد ائمة المساجد المغمورين وهو حمود العنزي هاجم الثوار الليبيين واعتبرهم "خارجين على الشرعية" و"خونة"، ووصف القذافي "بولي الأمر الذي لا يجوز الخروج عليه". بل ظهر على القنوات الليبية التي تتحدث باسم نظام القذافي مشنعاً على الثوار، ومتهماً إياهم بالخيانة وعدم احترام حرمة الإسلام، وكرر دعاءه للقذافي وحاشيته. كما طالب العلماء المشايخ الآخرين وربما "كل من أفتى أن يتراجع عن فتواه"، داعيا إلى "الوقوف مع القذافي ضد الثوار". وكيل المرجعيات الشيعة في الكويت محمد باقر المهري دخل سوريا من شباك النظام وليس باب الشعب، وقال الوضع مستقر وهادئ والنظام السوري مسيطر على الأوضاع تماما وأشار إلى أن هناك مؤامرة دولية كبرى على سوريا والجماعات المتحجرة الطائفية وقعوا في شراكها والفضائيات تكذب على الناس وتصور الخيال واقعا. يقول عالم الاجتماع الراحل د. علي الوردي، في كتابه ''وعاظ السلاطين'' الواعظ يصفق للظالم ويبصق في وجه المظلوم. ولا يفتأ الواعظون يدعون لأصحاب السيف والسوط بطول العمر في الصبح والمساء. فهم يقولون للظالم أحسنت وللمظلوم أسأت. ويظهر مدى النفاق الذي يتعاطاه الواعظون حيث هم ينذروننا دوما بعذاب الله بينما هم يهشون ويبشون في وجوه الظلمة ويقومون لهم احتراما وإجلالا، فإذا اعتدى أحد المترفين على فقير وجدت الواعظين يضعون اللوم على عاتق هذا الفقير وحده، بينما إذا أخطأ الفقير مرة فاعتدى على مترف قامت قيامة الوعاظ وأخذت مواعظهم تنهمر على هذا الفقير من كل جانب، لقد نسى الواعظون بل تناسوا اللصوصية الكبرى للظالم الذي ينهب أموال الأمة ويبذرها على ملذاته وملذات أبنائه وأعوانه، إن مشكلة الوعاظ أنهم يأخذون جانب الحاكم ويحاربون المحكوم وما زال الوعاظ يعيشون على فضلات موائد الأغنياء والطغاة لذلك يتغاضون عن تعسفهم ونهبهم وترفهم ثم يدعون لهم بطول العمر فقد وجد الطغاة في الواعظين خير عون لهم في تخدير الناس وإلهائهم، فينشغلون عن ظلم الطغاة وفسادهم وطغيانهم.
(3)
يشير د. علي الوردي الى أن أحداث التاريخ العربي والإسلامي في ضوء المنطق الاجتماعي الحديث، تختزل في وجود فريقين يتنازعان البقاء: فريق السلاطين من جانب، وفريق الثوار من الجانب الآخر. وأخذت هاتان النزعتان المتضادتان تتفاعلان جيلاً بعد جيل، إلى أنه يشير الى ان ''الديمقراطية لم تنشأ في الأمم الحديثة من جراء أفكار صبيانية تحذلق بها الواعظون، إنما هي في الواقع نتيجة معارك طاحنة قامت بها الشعوب في وجوه حكامهم المستبدين، والديمقراطية لم تفتر عن الثورة حتى اليوم. فتاريخها عبارة عن سلسلة متلاحقة من الثورات لانهاية لها. إن نظام التصويت الذي تقوم عليه الديمقراطية الحديثة، ليس هو في معناه الاجتماعي إلا ثورة مقنعة، والانتخاب هو في الواقع ثورة هادئة، حيث يذهب الناس إلى صناديق الانتخاب، كما كان أسلافهم يذهبون إلى ساحات الثورة. فيخلعون حكامهم أو يستبدلون بهم حكاما آخرين. يشير المستر ليمان الكاتب الأمريكي المعروف الى ''ان ثوار الأمم الديمقراطية يستخدمون أوراق التصويت بدلا من رصاص البنادق (Baffots instead of buffets) ومن النادر أن تسمع بحدوث ثورة مسلحة في البلاد الديمقراطية، إنهم لا يثورون لان في ميسورهم، أن يجدوا للثورة طريقا آخر، هو طريق التصويت الهادئ، الذي لا يتلاعب به الحكام الأدنياء. فهم يبدلون حكامهم حينا بعد آخر، فلا تحدث فتنة ولا تسيل دماء كما ينقل عبدالوهاب الحمادي. والحكومة التي لا تدرب رعاياها على إتباع طريق الثورة السلمية الهادئة، سوف تجابه من غير شك ثورة دموية عنيفة في يوم من الأيام وهو ما نشهده هذه الأيام في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه.
فاصلة أخيرة:
من خالف مولانا سفها فنهايته مأساوية
لو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذرية
أو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهية
أو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونية
فله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضية
ذات السلطان مقدسة فيها نفحات علوية
* احمد مطر
الأربعاء، 3 أغسطس 2011
Ramadan and Arab revolutions
Wednesday, 03 August 2011 02:10
The Peninsula Newspaper
Ramadan this year coincides with the revolution, counter-revolution, blood, murder and Arab peoples’ confrontation with the army, security guards, weapons and weapons of media, fatwas and irregular armed forces in the streets, cities, villages and dialogue in order to pre-empt all the legitimate demands for reforms, change and freedom. We will enter the month of Ramadan and we will, in all conditions, watch the real Arab TVs that portray the rivers of blood, humiliation and disgrace experienced by the peoples of the region who are looking for the most basic rights and we can only raise our hands in prayers so the Lord grants them victory and we will shower the curses on the one who is cause of it and often on Israel.
In Ramadan, we will face complexity including the demand of freedom and we will divert from the worship of Allah and submission to Him to the worship of dictator and the implementation of his orders, even we will kill others and drag them. The most famous slogan that is used in the frontline states today is “Allah, homeland, president etc. We will divert from remembering the death and the hereafter to the immersion in the worldly life, theft of public money, spreading corruption and looting the public property. The billions of dollars are accumulated in the accounts of the presidents, princes and elders in the country and abroad, while the citizens are dying of worry and distress to get their daily food. We will divert from remembering the poverty, hunger and subsistence of life to the excess in eating, drinking and food. We will throw the rest of the food in the garbage while millions of children, mothers and fathers are dying from poverty and hunger in Arab and Muslim world!
A picture published by Britain’s newspaper (The Independent) is very impressive and it is describing the condition faced by a country which is a member of the League of Arab States, it is Somalia. The picture shows a woman fastening a rope on her stomach in order to relieve her pain because of severe hunger. The picture was taken to express the horror and ugliness of starvation experienced by millions in the Horn of Africa and Somalia in particular. The picture is a spoof of slimming programs and the ones that endorsed by the international organizations to cut obesity without looking at the suffering of hungry people in Africa. The crisis, which Somalia is going through with its 99 percent Muslims population, is considered the worst humanitarian crisis in the world as a result of the worst waves of droughts in 60 years leaving behind death and the loss of huge numbers of animals and exposing the lives of millions of people to the starvation to death, of which one third of the population is suffering from hunger and the urgent need of humanitarian aid. The starvation leads to increase in the mortality rate on the two persons among every ten thousand people per day and mortality rates are exceeding 30 per cent among children under five years of age and the one child out of every ten children is at risk of starving to death in different regions of Somalia.
The Arab League, instead of taking the initiative and its Secretary-General’s visit to Mogadishu carrying with him the basic needs and financial and humanitarian assistance, initiated an appeal through a statement issued by the Secretariat of the League. The appeal of the Arab League and the Organization of Islamic Cooperation (formerly known as Islamic Conference) came as face-saving after the western international organizations initiated relief campaign and collected donations and emergency aid. The high commissioner of the UN for refugees’ affairs, Antonio Guterres appealed to the international community to assist the refugees in the Horn of Africa from the camp of displaced people in Somalia, Ethiopia and Djibouti, while the Secretary General of the Arab League was engaged in following the news of the revolution in Syria and presenting the statements humiliating a man who took the portfolio of Foreign Affairs. The Secretary-General of the Arab League ignored the systematic killing of thousands of Syrians, burial in mass graves and dismembering their bodies without scruples of conscience. He ignored the tanks, army and irregular armed forces deployed in the streets and alleys and said that Syria is moving towards the real reform. He assured the regime and its repressive system that the Arab League will not take any decision against what it is doing! This came when the experts from the United Nations in the field of human rights pointed out that the repression practiced by the Syrian security forces can be compared to the crimes against humanity. Can we imagine the opposite when the Secretary-General of the League of Arab will be a Syrian? What happened in Egypt before the departure of Mubarak is happening in Syria today such as the killing of people who came out in the Tahrir Square and still they came there, so what reaction would be? Is it fair to say the revolution in Cairo and taboo to say the same in Damascus and other Arab countries?!
What increases the anguish and pain is that the religion and its teachings involve politically preventing the arrival of aid to the victims in Somalia and the needy countries. A large number of elements that speak in the name of Islam and wear its cloak, refuse to participate and cooperate with the international humanitarian organizations and even some seek to fight against them. The elements of Islamic Somali militia “Al-Shabab” attacked three offices of agencies of the United Nations in Baidoa and Wajid accusing them of being enemies of Allah and Muslims. Ramadan is an opportunity to rethink, get back our senses, think about the past and present, learn from our mistakes and deal with our complicated issues in order to see a brighter future so we welcome Ramadan next year in a better situation
The Peninsula Newspaper
Ramadan this year coincides with the revolution, counter-revolution, blood, murder and Arab peoples’ confrontation with the army, security guards, weapons and weapons of media, fatwas and irregular armed forces in the streets, cities, villages and dialogue in order to pre-empt all the legitimate demands for reforms, change and freedom. We will enter the month of Ramadan and we will, in all conditions, watch the real Arab TVs that portray the rivers of blood, humiliation and disgrace experienced by the peoples of the region who are looking for the most basic rights and we can only raise our hands in prayers so the Lord grants them victory and we will shower the curses on the one who is cause of it and often on Israel.
In Ramadan, we will face complexity including the demand of freedom and we will divert from the worship of Allah and submission to Him to the worship of dictator and the implementation of his orders, even we will kill others and drag them. The most famous slogan that is used in the frontline states today is “Allah, homeland, president etc. We will divert from remembering the death and the hereafter to the immersion in the worldly life, theft of public money, spreading corruption and looting the public property. The billions of dollars are accumulated in the accounts of the presidents, princes and elders in the country and abroad, while the citizens are dying of worry and distress to get their daily food. We will divert from remembering the poverty, hunger and subsistence of life to the excess in eating, drinking and food. We will throw the rest of the food in the garbage while millions of children, mothers and fathers are dying from poverty and hunger in Arab and Muslim world!
A picture published by Britain’s newspaper (The Independent) is very impressive and it is describing the condition faced by a country which is a member of the League of Arab States, it is Somalia. The picture shows a woman fastening a rope on her stomach in order to relieve her pain because of severe hunger. The picture was taken to express the horror and ugliness of starvation experienced by millions in the Horn of Africa and Somalia in particular. The picture is a spoof of slimming programs and the ones that endorsed by the international organizations to cut obesity without looking at the suffering of hungry people in Africa. The crisis, which Somalia is going through with its 99 percent Muslims population, is considered the worst humanitarian crisis in the world as a result of the worst waves of droughts in 60 years leaving behind death and the loss of huge numbers of animals and exposing the lives of millions of people to the starvation to death, of which one third of the population is suffering from hunger and the urgent need of humanitarian aid. The starvation leads to increase in the mortality rate on the two persons among every ten thousand people per day and mortality rates are exceeding 30 per cent among children under five years of age and the one child out of every ten children is at risk of starving to death in different regions of Somalia.
The Arab League, instead of taking the initiative and its Secretary-General’s visit to Mogadishu carrying with him the basic needs and financial and humanitarian assistance, initiated an appeal through a statement issued by the Secretariat of the League. The appeal of the Arab League and the Organization of Islamic Cooperation (formerly known as Islamic Conference) came as face-saving after the western international organizations initiated relief campaign and collected donations and emergency aid. The high commissioner of the UN for refugees’ affairs, Antonio Guterres appealed to the international community to assist the refugees in the Horn of Africa from the camp of displaced people in Somalia, Ethiopia and Djibouti, while the Secretary General of the Arab League was engaged in following the news of the revolution in Syria and presenting the statements humiliating a man who took the portfolio of Foreign Affairs. The Secretary-General of the Arab League ignored the systematic killing of thousands of Syrians, burial in mass graves and dismembering their bodies without scruples of conscience. He ignored the tanks, army and irregular armed forces deployed in the streets and alleys and said that Syria is moving towards the real reform. He assured the regime and its repressive system that the Arab League will not take any decision against what it is doing! This came when the experts from the United Nations in the field of human rights pointed out that the repression practiced by the Syrian security forces can be compared to the crimes against humanity. Can we imagine the opposite when the Secretary-General of the League of Arab will be a Syrian? What happened in Egypt before the departure of Mubarak is happening in Syria today such as the killing of people who came out in the Tahrir Square and still they came there, so what reaction would be? Is it fair to say the revolution in Cairo and taboo to say the same in Damascus and other Arab countries?!
What increases the anguish and pain is that the religion and its teachings involve politically preventing the arrival of aid to the victims in Somalia and the needy countries. A large number of elements that speak in the name of Islam and wear its cloak, refuse to participate and cooperate with the international humanitarian organizations and even some seek to fight against them. The elements of Islamic Somali militia “Al-Shabab” attacked three offices of agencies of the United Nations in Baidoa and Wajid accusing them of being enemies of Allah and Muslims. Ramadan is an opportunity to rethink, get back our senses, think about the past and present, learn from our mistakes and deal with our complicated issues in order to see a brighter future so we welcome Ramadan next year in a better situation
أعداء التعايش والتسامح في الغرب والشرق!
جريدة الشرق
2011-08-03
فرسان الهيكل وترهيب الناس من نشر وقبول ثقافة التسامح!
جريمة بريفيك هي الأكبر في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية!
الاسلاموفوبيا ساهمت في عدم القبول بالآخر في الغرب!
ربما يهاجم التطرف مسجدا أو مركزا إسلاميا سنيا أو شيعيا إذا كان أتباعه يكرهون المسلمين. أو يفجر قنبلة في كنيسة إذا كان يبغض المسيحية. أو يفتح النار على مصلين يخرجون من معبد يهودي أو سيخي أو هندوسي! لكن الإرهابي الذي يحمل الجنسية النرويجية أندريس بريفيك (Anders Breivik) اختار أن يقتل بدم بارد الأمل في التعايش والتسامح والقبول للآخر الديني والعرقي. حمل بندقيته واطلق النار داخل مخيم شبابي للحزب الحاكم. واستهدف برصاصاته التي انهمرت كالمطر على الرؤوس والأجساد البريئة أبناء الوطن من الأطفال والشباب والصبايا وصغار السن في عمر الورود والذين يحملون في دمائهم خلفيات ثقافية مختلفة بيضاء وسمراء وسوداء!
(1)
الحادثة مثلت صدمة عالمية كبيرة خاصة أنها جاءت من بلد الأطراف وليس بلاد المحور التي اشتهرت بتاريخها الاستعماري مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا واسبانيا وألمانيا. كما أنها لم تكن في أفغانستان وباكستان والعالم العربي والإسلامي وهو أمر متوقع! لقد حدثت في النرويج، الدولة التي تقع في محور المجموعة الاسكندنافية التي ارتبطت دوما في أذهان العالم حتى عند العرب والمسلمين بالسلام والتسامح والقدرة على الحوار وحتى قبول العديد من اللاجئين والأجانب والغرباء للعيش بأمان في ربوع هذه البلدان الهادئة المسالمة. تتألف النرويج من 160 ألف جزيرة صغيرة وكبيرة، يعيش فوقها أربعة ملايين نسمة ونصف المليون. وهي غنية بالمعادن كالالومنيوم وخلافه، إضافة إلى إنتاج الغاز. أعلنت النرويج في بداية الحرب العالمية الثانية عن حيادها التام بين المتنازعين، ولكن هتلر أمر بغزوها من دون النظر إلى التقيد بشروط السلام! الصدمة أصابت والد القاتل الذي قال انه لا يريد التحدث عن ابنه الذي وصفه بأنه "إرهابي"، وقال إنه ينوي البقاء في فرنسا لأنه يشعر بالخجل مما حدث. عكس التصريحات التي شهدناها من الآباء العرب والمسلمين في مصر وباكستان والخليج الذين عرفوا بإقدام أبنائهم على تفجير أنفسهم وقتل الأبرياء. ولا يزال منهم من يقدم التبريرات والأعذار ويلقى اللوم على الأعداء والجهات الخارجية بأنها وراء العملية إلى اليوم. في النرويج كان الحزب العمالي الحاكم يمسك بزمام المبادرة في حمل مشعل الانفتاح الحضاري والتعايش والتسامح وحمايته واستمراره كلما عصفت في البلاد موجة رياح يمينية متطرفة معادية. وجاءت الهجمات لإطفاء الشعلة المضيئة وترهيب الناس من مبدأ القبول بالاخر وخصوصا المسلم الغريب المرعب والمخيف. لقد كشفت التقارير انه وسط شيخوخة المجتمعات الأوروبية المهددة بمخاطر انخفاض معدلات الخصوبة وانعكاساتها الكارثية على وجود هذه المجتمعات سعى تيار الكراهية ورفض الآخر لاستثمار هذا الواقع لتحويل قضية المهاجرين خاصة من العالم العربي — الإسلامي إلى قنبلة ثقافية — سياسية — اجتماعية في أوروبا العجوز.
(2)
الوثيقة التي نشرها المتهم بارتكاب مجزرة على الانترنت تحت عنوان "إعلان استقلال أوروبا" شملت حوالي (1500) صفحة وهو بدأ بكتابتها قبل تسع سنوات، لكنه بدأ التحضير لعمليته الكبيرة منذ خريف 2009. ويبرر فعلته باستخدام الإرهاب وسيلة لإيقاظ الجماهير النائمة عن الخطر الذي يحدق بها. تشير الوثيقة إلى ان المتهم تم تجنيده على يد اثنين من المتطرفين البريطانيين أثناء اجتماع في لندن في عام 2002، وكان اجتماعا شبه مغلق حيث لم يشارك فيه أكثر من ثمانية أشخاص. وكان الهدف من الاجتماع هو إنشاء رابطة من "فرسان الهيكل" تكون مكرسة للتبشير بقيام "ثورة محافظة" في أوروبا. كما تشير الى أنه في عام 2083 ستشهد أوروبا حربا أهلية شاملة سيباد فيها الماركسيون ودعاة التعددية الثقافية وسيتم طرد المسلمين من القارة الأوروبية. وحسب نظريته، فإن الحرب ستجري على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى ستستمر حتى عام 2030، وهي عبارة عن حرب تشنها خلايا عسكرية سرية وتعزيز القوى المحافظة، وفي المرحلة الثانية المستمرة من عام 2030 حتى 2070 ستشهد مقاومة مسلحة تمهيدية لانقلابات أوروبية، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة ستتم الإطاحة بجميع القادة الأوروبيين لتسيطر على أوروبا أجندة سياسية محافظة. كما اشتملت على عدد من الإعلاميين في الصحف الكبرى أغلبهم كتاب في صفحات الرأي، باعتبارهم أعداء يجب التخلص منهم. واعتبرت أن هناك 100 حزب سياسي في أوروبا تساند على نحو مباشر أو غير مباشر، ما يسمى «أسلمة أوروبا» بما فيها أحزاب المحافظين والعمال والديمقراطيين الأحرار.
(3)
يرى الكاتب النرويجي اسلاك سيرا ميهري، في مقال في 'الغارديان' أن جريمة بريفيك هي الأكبر في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية. ويشير إلى أن الإرهاب في النرويج لم يأت من المتطرفين الإسلاميين ولا من اليسار المتطرف، على الرغم من أن كلتا الجماعتين عادة ما تتهمان بأنهما خطر على 'طريقة حياتنا'. والعنف في النرويج ولعقود طويلة كان تخصصا من تخصصات النازيين الجدد، ففي سبعينيات القرن الماضي مكتبات وتظاهرات عيد العمال العالمي، وفي الثمانينيات من القرن الماضي أعدمت الجماعة اثنين منها لشكها في ولائهما. وفي العقد الماضي تم قتل صبيين من أصول غير نرويجية في هجمات عنصرية. وقال ان العالم الإسلامي أصبح 'الآخر' لدرجة أن النرويجيين باتوا يفكرون أن ما يفرق 'بيننا' و'بينهم' هو أن تقتل بدم بارد. وعندما تم التعرف على القاتل فان العنف نسب إليه وحده 'إرهابي' ولم ينسب للجميع 'إرهابيون' ويتساءل إن كان الوضع مقلوبا وان الفاعل 'مجنون جاء من خلفية إسلامية'. فماذا سيكون رد الفعل. ووصف الكاتب الجو الخانق من الاسلاموفوبيا التي تنتشر في الإعلام وعلى صفحات الانترنت التي تسهم في الجنون الذي قام به اندريس بريفيك، فهو كان عضوا في اكبر الأحزاب السياسية النرويجية وهو الحزب اليميني الشعبي، وترك الحزب واخذ يكون أيديولوجيته المعادية للإسلام. وينوه انه عندما اعتقد البعض أن فاعل التفجير هو إرهاب دولي إسلامي سارع كل من باراك اوباما وديفيد كاميرون للقول انهما سيقفان الى جانب النرويج في كفاحها ضد الإرهاب الإسلامي والآن ما هو الكفاح الذي سيقفان ضده؟ من الضرورة انه ما بعد الجريمة يجب ألا تهز النرويج فقط بل أوروبا بكاملها، يجب أن يكون هذا الحادث فرصة لان نتخلص من اللا تسامح والعنصرية والكراهية التي تتزايد، ليس في النرويج أو اسكندنافيا بل في كل أوروبا.
(4)
من بين الضحايا ذاك الشاب النرويجي الأشقر ذو العيون الزرقاء الذي لم يبلغ العشرين سنة وكان يتوقع له أن يكون سياسيا وقياديا بارزا وهو اظهر موهبة في الحوارات والمناقشات والندوات السياسية. وتلك الفتاة الكردية العراقية الأصل التي تبلغ "18 سنة" والتي فرت في 1996 مع عائلتها من العراق، وهي كانت تحلم أن تصبح محامية ونائبة في البرلمان، وكانت عضوا نشيطا في الشباب العمالي وكتبت عدة مقالات تنتقد بشدة العنصرية والتمييز وعدم التسامح وقبول الآخر سواء كان في الشرق في العراق والخليج والعالم العربي والإسلامي أو في العالم الغربي الليبرالي العلماني المسيحي.
فاصلة أخيرة:
أنعى لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعى لكم..
كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة..
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمة
أنعى لكم.. أنعى لكم
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة
* نزار قباني
2011-08-03
فرسان الهيكل وترهيب الناس من نشر وقبول ثقافة التسامح!
جريمة بريفيك هي الأكبر في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية!
الاسلاموفوبيا ساهمت في عدم القبول بالآخر في الغرب!
ربما يهاجم التطرف مسجدا أو مركزا إسلاميا سنيا أو شيعيا إذا كان أتباعه يكرهون المسلمين. أو يفجر قنبلة في كنيسة إذا كان يبغض المسيحية. أو يفتح النار على مصلين يخرجون من معبد يهودي أو سيخي أو هندوسي! لكن الإرهابي الذي يحمل الجنسية النرويجية أندريس بريفيك (Anders Breivik) اختار أن يقتل بدم بارد الأمل في التعايش والتسامح والقبول للآخر الديني والعرقي. حمل بندقيته واطلق النار داخل مخيم شبابي للحزب الحاكم. واستهدف برصاصاته التي انهمرت كالمطر على الرؤوس والأجساد البريئة أبناء الوطن من الأطفال والشباب والصبايا وصغار السن في عمر الورود والذين يحملون في دمائهم خلفيات ثقافية مختلفة بيضاء وسمراء وسوداء!
(1)
الحادثة مثلت صدمة عالمية كبيرة خاصة أنها جاءت من بلد الأطراف وليس بلاد المحور التي اشتهرت بتاريخها الاستعماري مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا واسبانيا وألمانيا. كما أنها لم تكن في أفغانستان وباكستان والعالم العربي والإسلامي وهو أمر متوقع! لقد حدثت في النرويج، الدولة التي تقع في محور المجموعة الاسكندنافية التي ارتبطت دوما في أذهان العالم حتى عند العرب والمسلمين بالسلام والتسامح والقدرة على الحوار وحتى قبول العديد من اللاجئين والأجانب والغرباء للعيش بأمان في ربوع هذه البلدان الهادئة المسالمة. تتألف النرويج من 160 ألف جزيرة صغيرة وكبيرة، يعيش فوقها أربعة ملايين نسمة ونصف المليون. وهي غنية بالمعادن كالالومنيوم وخلافه، إضافة إلى إنتاج الغاز. أعلنت النرويج في بداية الحرب العالمية الثانية عن حيادها التام بين المتنازعين، ولكن هتلر أمر بغزوها من دون النظر إلى التقيد بشروط السلام! الصدمة أصابت والد القاتل الذي قال انه لا يريد التحدث عن ابنه الذي وصفه بأنه "إرهابي"، وقال إنه ينوي البقاء في فرنسا لأنه يشعر بالخجل مما حدث. عكس التصريحات التي شهدناها من الآباء العرب والمسلمين في مصر وباكستان والخليج الذين عرفوا بإقدام أبنائهم على تفجير أنفسهم وقتل الأبرياء. ولا يزال منهم من يقدم التبريرات والأعذار ويلقى اللوم على الأعداء والجهات الخارجية بأنها وراء العملية إلى اليوم. في النرويج كان الحزب العمالي الحاكم يمسك بزمام المبادرة في حمل مشعل الانفتاح الحضاري والتعايش والتسامح وحمايته واستمراره كلما عصفت في البلاد موجة رياح يمينية متطرفة معادية. وجاءت الهجمات لإطفاء الشعلة المضيئة وترهيب الناس من مبدأ القبول بالاخر وخصوصا المسلم الغريب المرعب والمخيف. لقد كشفت التقارير انه وسط شيخوخة المجتمعات الأوروبية المهددة بمخاطر انخفاض معدلات الخصوبة وانعكاساتها الكارثية على وجود هذه المجتمعات سعى تيار الكراهية ورفض الآخر لاستثمار هذا الواقع لتحويل قضية المهاجرين خاصة من العالم العربي — الإسلامي إلى قنبلة ثقافية — سياسية — اجتماعية في أوروبا العجوز.
(2)
الوثيقة التي نشرها المتهم بارتكاب مجزرة على الانترنت تحت عنوان "إعلان استقلال أوروبا" شملت حوالي (1500) صفحة وهو بدأ بكتابتها قبل تسع سنوات، لكنه بدأ التحضير لعمليته الكبيرة منذ خريف 2009. ويبرر فعلته باستخدام الإرهاب وسيلة لإيقاظ الجماهير النائمة عن الخطر الذي يحدق بها. تشير الوثيقة إلى ان المتهم تم تجنيده على يد اثنين من المتطرفين البريطانيين أثناء اجتماع في لندن في عام 2002، وكان اجتماعا شبه مغلق حيث لم يشارك فيه أكثر من ثمانية أشخاص. وكان الهدف من الاجتماع هو إنشاء رابطة من "فرسان الهيكل" تكون مكرسة للتبشير بقيام "ثورة محافظة" في أوروبا. كما تشير الى أنه في عام 2083 ستشهد أوروبا حربا أهلية شاملة سيباد فيها الماركسيون ودعاة التعددية الثقافية وسيتم طرد المسلمين من القارة الأوروبية. وحسب نظريته، فإن الحرب ستجري على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى ستستمر حتى عام 2030، وهي عبارة عن حرب تشنها خلايا عسكرية سرية وتعزيز القوى المحافظة، وفي المرحلة الثانية المستمرة من عام 2030 حتى 2070 ستشهد مقاومة مسلحة تمهيدية لانقلابات أوروبية، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة ستتم الإطاحة بجميع القادة الأوروبيين لتسيطر على أوروبا أجندة سياسية محافظة. كما اشتملت على عدد من الإعلاميين في الصحف الكبرى أغلبهم كتاب في صفحات الرأي، باعتبارهم أعداء يجب التخلص منهم. واعتبرت أن هناك 100 حزب سياسي في أوروبا تساند على نحو مباشر أو غير مباشر، ما يسمى «أسلمة أوروبا» بما فيها أحزاب المحافظين والعمال والديمقراطيين الأحرار.
(3)
يرى الكاتب النرويجي اسلاك سيرا ميهري، في مقال في 'الغارديان' أن جريمة بريفيك هي الأكبر في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية. ويشير إلى أن الإرهاب في النرويج لم يأت من المتطرفين الإسلاميين ولا من اليسار المتطرف، على الرغم من أن كلتا الجماعتين عادة ما تتهمان بأنهما خطر على 'طريقة حياتنا'. والعنف في النرويج ولعقود طويلة كان تخصصا من تخصصات النازيين الجدد، ففي سبعينيات القرن الماضي مكتبات وتظاهرات عيد العمال العالمي، وفي الثمانينيات من القرن الماضي أعدمت الجماعة اثنين منها لشكها في ولائهما. وفي العقد الماضي تم قتل صبيين من أصول غير نرويجية في هجمات عنصرية. وقال ان العالم الإسلامي أصبح 'الآخر' لدرجة أن النرويجيين باتوا يفكرون أن ما يفرق 'بيننا' و'بينهم' هو أن تقتل بدم بارد. وعندما تم التعرف على القاتل فان العنف نسب إليه وحده 'إرهابي' ولم ينسب للجميع 'إرهابيون' ويتساءل إن كان الوضع مقلوبا وان الفاعل 'مجنون جاء من خلفية إسلامية'. فماذا سيكون رد الفعل. ووصف الكاتب الجو الخانق من الاسلاموفوبيا التي تنتشر في الإعلام وعلى صفحات الانترنت التي تسهم في الجنون الذي قام به اندريس بريفيك، فهو كان عضوا في اكبر الأحزاب السياسية النرويجية وهو الحزب اليميني الشعبي، وترك الحزب واخذ يكون أيديولوجيته المعادية للإسلام. وينوه انه عندما اعتقد البعض أن فاعل التفجير هو إرهاب دولي إسلامي سارع كل من باراك اوباما وديفيد كاميرون للقول انهما سيقفان الى جانب النرويج في كفاحها ضد الإرهاب الإسلامي والآن ما هو الكفاح الذي سيقفان ضده؟ من الضرورة انه ما بعد الجريمة يجب ألا تهز النرويج فقط بل أوروبا بكاملها، يجب أن يكون هذا الحادث فرصة لان نتخلص من اللا تسامح والعنصرية والكراهية التي تتزايد، ليس في النرويج أو اسكندنافيا بل في كل أوروبا.
(4)
من بين الضحايا ذاك الشاب النرويجي الأشقر ذو العيون الزرقاء الذي لم يبلغ العشرين سنة وكان يتوقع له أن يكون سياسيا وقياديا بارزا وهو اظهر موهبة في الحوارات والمناقشات والندوات السياسية. وتلك الفتاة الكردية العراقية الأصل التي تبلغ "18 سنة" والتي فرت في 1996 مع عائلتها من العراق، وهي كانت تحلم أن تصبح محامية ونائبة في البرلمان، وكانت عضوا نشيطا في الشباب العمالي وكتبت عدة مقالات تنتقد بشدة العنصرية والتمييز وعدم التسامح وقبول الآخر سواء كان في الشرق في العراق والخليج والعالم العربي والإسلامي أو في العالم الغربي الليبرالي العلماني المسيحي.
فاصلة أخيرة:
أنعى لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعى لكم..
كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة..
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمة
أنعى لكم.. أنعى لكم
نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمة
* نزار قباني
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)