جريدة الشرق-
2012-01-29
المسار الديمقراطي في الكويت يشهد تطورا مميزا
حضور المرأة في الساحة السياسية يعكس عمق النظام الدستوري الكويتي
الحراك الشبابي الكويتي أدى إلى ارتفاع سقف المطالب السياسية
الحكومة الكويتية تحرص على أن تكون الانتخابات القادمة نزيهة وشفافة
هل تشهد الكويت نقلة ايجابية في مسار العملية السياسية والانتخابية ويعزز الاستقرار الذى ينشده الفرد الكويتي
مسار التجربة السياسية الكويتية ميزها عن غيرها من الدول العربية وهى بدأت مع دستور عام 62، وانطلقت مع وجود مجلس تشريعى منتخب ومجالس بلدية، البرلمان الكويتى اتسم بامتلاكه صلاحيات واسعة تصل الى مسألة عزل الوزراء وطرح الثقة واسقاط الحكومات ورد القرارات الأميرية غير الدستورية، وما يعطى التجربة الكويتية طاقة متجددة ويزيد من حيويتها مما تتمتع به الصحافة من حرية نسبية التى تحصد المراكز الأولى فى التقارير الدولية الخاصة بتقييم حرية الصحافة فى العالم العربى خلال العقود الماضية ومنه التقرير الأخير «مراسلون بلا حدود» لحرية الصحافة لعام 2011. دعوة كريمة تلقيناها من وزارة الاعلام الكويتية فى استضافتنا كوفود خليجية لزيارة بلدنا الغالى الكويت والمشاركة فى العرس الديمقراطى لانتخابات مجلس الأمة الكويتى (أمة 2012). الرحلة من بدايتها الى نهايتها كانت غير عادية وحافلة بالحراك والحيوية من خلال الجهود الكبيرة التى قامت بها الوزارة على رأسها وزير الاعلام الشيخ حمد جابر العلى الصباح ووكيل وزارة الاعلام الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح والسفارة الكويتية وسعادة السفير الكويتى فى قطر على سلمان الهيفي، وخلية النحل من نخبة الشباب الكويتى فى الاعلام الخارجى والمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب وبقية الوزارات والمؤسسات المعنية فلم نشعر الا بالكرم وحسن الضيافة والمحبة تغمرنا كأصحاب دار وليسوا ضيوف شرف من قبل كل أطياف الشعب الكويتى الكريم الحضر والبدو والسنة والشيعة وهو ما عاهدناه من الكويت الحبيبة. وعلى الرغم ما تمر به الأوضاع من ظروف متغيرة وصعبة يحدونا الامل والتفاؤل أن تتجاوزها كما تفعل دائما، لقد كانت مقولة الراحل الدكتور أحمد الربعى تلاحقنا أينما ذهبنا جبلة، شرق، الوسط، والفنطاس، والمناطق الخارجية داخل السور وخارجه، فى الدائرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة، والتى كان يرددها فى أصعب المواقف وأسوأها: 'تفاءلوا.. فالكويت ما زالت جميلة'.
◄الديمقراطية والمشاركة
الدكتور محمد الرميحى يشير الى ان الكويت مثل معظم جاراتها دول الخليج تعتمد فى معظم دخلها على مادة أولية هى انتاج وتصدير النفط، ومن الريع المتدفق من هذه المادة يتم تمويل الخطط التنموية المختلفة وتقديم الخدمات العامة للمواطنين، ومع تراجع أسعار هذه المادة بدأت هذه المجتمعات تفكر فى تحويل أنظارها من توفير الخدمات الى مراقبة الخدمات، وتعظيم قيمة العمل، وفلسفة مثل هذه تحتاج الى جهد وافر لترسيخها بعد أن ظلت فلسفة الرفاه هى المسيطرة فى النصف القرن الذى يكاد أن ينصرم. وفى مثل هذه الأجواء أصبحت الديمقراطية والمشاركة ضرورية لتسيير دفة المجتمع والتحاور حول أفضل السبل للوصول الى بر الأمان، ولكنها أيضا ليست ديمقراطية الرفاه، بل ديمقراطية الندرة، ولها متطلبات مختلفة عن الأولى، من تلك المتطلبات أن يعرف الجميع حدود وقدرة الدولة المادية للوفاء باحتياجات الناس من جهة، وتواؤم خططهم ليس فى سبيل الدفع بفلسفة التوزيع لكن فى سبل الدفع بفلسفة التجويد.
رغم موجه الأجواء الباردة التى وصلت الى 3 درجات تحت الصفر فى بعض المدن الكويتية الا أن السخونة ودرجة الحرارة المرتفعة التى تصل الى ما يفوق 60 درجة مئوية هو ما يميز معركة الانتخابات البرلمانية الرابعة عشرة فى تاريخ الكويت انتخابات مجلس الأمة الكويتى 2012. الانتخابات مقررة أن تجرى فى يوم الخميس 2 فبراير، حيث صدر مرسوم دعوة الناخبين بتاريخ 19 ديسمبر 2011 على أن يفتح باب تسجيل المرشحين لمدة 10 أيام. وتقدم بطلب الترشيح 398 مرشحا، منهم 29 مرشحة لانتخابات مجلس الأمة 2012. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد أصدر مرسوما بحل مجلس الأمة فى 6 ديسمبر 2011 وفق المادة 107 من الدستور وبين المرسوم سبب الحل حيث نص «ازاء ما آلت اليه الأمور وأدت الى تعثر مسيرة الانجاز وتهديد المصالح العليا للبلاد مما يستوجب العودة الى الأمة لاختيار ممثليها لتجاوز العقبات القائمة وتحقيق المصلحة الوطنية.» لكن رغم حالة الاحتقان الذى تمر به التجربة السياسية الكويتية تسود حالة من الترقب الساحة السياسية والشعبية وما ستحمله عملية فرز الأصوات من متغيرات فى تركيبة مجلس الأمة المقبل وعلى الحياة السياسية فى الكويت مستقبلا. ويبدو أن الجميع متفق على أهمية هذه المرحلة وحريص على أن تكون الانتخابات نزيهة، حرة وعادلة. والتصريحات السياسية والاعلامية تدور حول ضرورة وجود علاقة مثمرة بين السلطتين، وحكومة قوية فعالة وقادرة على مواجهة التحديات. الكويت تنقسم الى خمس دوائر انتخابية لعضوية مجلس الأمة، حيث تنتخب كل دائرة 10 أعضاء من أصل العدد الاجمالى البالغ 50 عضوا، ويكون لكل ناخب حق الادلاء بصوته لأربعة مرشحين فى الدائرة المقيد فيها حدا أقصى. ويبلغ اجمالى عدد المرشحين نحو 346 مرشحاً بينهم 24 مرشحة، فيما بلغ عدد الناخبين فى عام 2009 فى كل الدوائر 390 ألف ناخب، وذلك مع وجود 30 مراقبا أجنبيا للانتخابات، لأول مرة، معظمهم من جنسيات عربية ينشطون ضمن الشبكة العربية لمراقبة ديمقراطية الانتخابات. استطلاعات الرأى العام تبين نسبة عالية فى الاقبال على اختيار المرشحين فى الدوائر الخمس من قبل الناخبين الرجال والنساء خصوصا من فئة الشباب وهو ما يدل على حالة الوعى الكبير فى ضرورة المشاركة وصناعة التغيير. الاستبيان الذى أجرته شركة «ابسوس» على عينة من 1000 شخص يشير الى أن ما يقارب (88.4 %) من اجمالى الذكور و(77.4 %) من الاناث سيدلون بأصواتهم فى الانتخابات القادمة. ومن ناحية التعاطف مع التيارات السياسية يذكر الاستبيان أن نسبة ما يقارب (57 %) يعلنون تعاطفهم مع التيار الاسلامى فى حين تعاطف مع الليبراليين 9 % وبقى 25 % مستقلين واثر %10 عدم الاجابة. وبانقسام العينة الى ذكور واناث فان %69.4 من الاناث يتعاطفن مع التيار الاسلامى و%20 من الليبرالى و%19 مستقلات و%9.6 لا اجابة. فى حين يختلف الأمر لدى الذكور اذ يقرر %45.3 التعاطف مع الاسلاميين و%15 مع الليبراليين و%29.2 مع المستقلين وبقى %10.5 بلا اجابة.
◄نوع فريد
كتيب "ديمقراطية وأسرار الحياة السياسية فى الكويت" يشير الى أن الديمقراطية الكويتية تتميز بنوع فريد حيث انها تجربة مثيرة فيها الكثير من المفاجآت السارة والمؤلمة· فالنظام السياسى فى الكويت يقوم فى الأساس على حكم آل الصباح يقوده الأمير ويعاونه ولى العهد وأعضاء الحكومة التى تتشكل بعد انتخاب أعضاء مجلس الأمة· ويرجع الكتاب "فضل تأسيس هذه الدولة العربية النشطة وقيادة أمورها طوال 200 سنة حافلة بالتغيرات الاقليمية الى قيادة آل الصباح والى بعض العائلات التى كانت تعيش فى ذلك الوقت بهذه البقعة على صيد السمك والغوص فى أعماق الخليج العربي"· ويكشف الكتيب عن مدى وجود قوى سياسية متناقضة داخل المجتمع الكويتى الذى يتمتع بمستوى معيشى رفيع لم يصل اليه أى شعب فى العالم تقريبا·· حيث يوضح المؤلف ملامح القوى السياسية المتصارعة فى البلد حتى عام 1986، فظهرت مجموعة القوى اليسارية بقيادة الدكتور أحمد الخطيب، فى مقابل ثلاث مجموعات تمثل القوى اليمينية المحافظة وهى مجموعة كبار التجار والرأسماليين والمجموعة الدينية بقيادة جمعية الاصلاح الاجتماعى التى تشبه فى أسلوب عملها جماعات الاخوان المسلمين، ومجموعة الأقلية الشيعية التى تصارع اليسار دون أن تتعاون مع اليمين لخلاف أساسى حول الانتماء القومي·
الاستحقاقات الزمنية وعوامل التعرية السياسية تنضج التجارب وتصقلها والمشهد السياسى اليوم يختلف عن العقود الماضية والأمر الذى استدعى انتباهنا فى التنقل بين المقرات الانتخابية التى قمنا بزياراتها هو ارتفاع سقف المطالب السياسية وخصوصا السماح بتشكيل الأحزاب والسماح بالتجمعات السياسية التى مازالت محظورة فى البلاد، رغم أن الساحة السياسية الكويتية تموج بتكتلات وقوى سياسية متعددة المشارب والاتجاهات فرضت نفسها وتمارس نشاطاتها وتقوم بتحركاتها وتحالفاتها بكل حرية. الباحث عبد الحميد بدر الدين يتناول تحليل عدد من التيارات والقوى السياسية تمثل الخريطة السياسية الكويتية من بينها (الاسلاميون) وهم تيار واسع، ويضم العديد من القوى المتباينة فى الفكر والطرح ومنهم (1) الاسلاميون السنة: ويمثل التيار السلفى الذى كان قبل أربع سنوات تياراً واحداً، يتبع جمعية "احياء التراث"، وهى احدى جمعيات النفع العام الاسلامية، لكن خلافات فكرية وسياسية قسمته الى مجموعتين: أ — التجمع السلفى ويضم التيار الأكبر من السلفيين، ويتبع جمعية احياء التراث التى ترفض ربط نفسها به اعلامياً، حيث يمنع القانون الكويتى جمعيات النفع العام من التدخل فى السياسة أو المشاركة فى الانتخابات. ب — الحركة السلفية: وهى حركة انشقت عن التيار السلفى الرئيسى قبل ثلاثة أعوام، اثر خلافات فكرية، وقد ظهرت الحركة السلفية بداية باسم "السلفية العلمية." (2) الحركة الدستورية: وتضم التيار المحسوب على الاخوان المسلمين، وهى منبثقة من جمعية الاصلاح الاجتماعي، أكبر جمعيات العمل العام فى الكويت. (3) الائتلاف الاسلامى الوطني: ويمثل التيار الشيعى الحركي، ويتكون من مجموعات اسلامية ووطنية شيعية، بعضها محسوب على الفكر المرجعى الشيعى باتجاهاته وتطبيقاته الحزبية المختلفة. (الليبراليون) وهذا التيار يضم خليطاً من القوميين واليساريين، ومن الحركات التابعة لهذا التيار (1) المنبر الديمقراطي: ويعد أكبر تجمع للتيار الليبرالي، ويعتبره بعض المراقبين السياسيين الوجه الآخر لليسار، كما يسميه البعض الآخر بمجموعة "الطليعة"، نسبة الى الجريدة الأسبوعية الناطقة باسمه، ولكن الأدبيات اليسارية فى خطاب المنبر لم يعد لها وجود خاصة بعد سقوط الشيوعية، وأصبح الخطاب يصب فى خانة حقوق الانسان وحرية الابداع والفكر وحقوق المرأة. (2) التجمع الشعبى الليبرالي: وهو تجمع ظهر داخل البرلمان الذى انتخب فى عام 1999، حيث أعلن عنه ستة نواب وصفوا أنفسهم بأنهم شعبيون ينحازون لمصلحة الجماهير وليبراليين فى الوقت نفسه، ويتخذ هذا التجمع من المصالح الجماهيرية والشعبية منطلقا لخطابه بقوة، ويوصف بأنه ذو نبرة حادة فى الطرح ولاذعة فى النقد. (التجمعات الانتخابية) بالاضافة للتكتلات القائمة على الساحة تفرز المعركة الانتخابية البرلمانية بالذات تكتلات وتجمعات سياسية عديدة قبل الانتخابات ويستمر بعضها تحت قبة البرلمان بعد اعلان النتائج. (تكتلات المصلحة الواحدة) وهى تكتلات من نوع جديد بعيدا عن الأشكال السياسية المألوفة، لا يجمعها فكر اتجاه سياسى واحد وانما المصلحة الواحدة أو التقليد القبلى الموروث. (الحكومة) لا يوجد تكتل سياسى حكومى واضح بالاسم والكيان والفعالية على الساحة، ولم يحدث أن أعلنت الحكومة فى أى انتخابات وقوفها صراحة الى جانب مرشحين بعينهم، ولم يحدث أن زورت السلطات مثلا الانتخابات لصالح مرشحيها، وان كان هذا لا يمنع الحكومة من محاولات ايصال أكبر عدد من المرشحين المتوافقين معها الى قبة البرلمان ولكن بطريقة هادئة وعبر اتفاقات وتكتيكات تدعم عن طريقها مرشحيها بطرق ليست خارجة على القانون.
◄حقوق المرأة
العلامة الفارقة فى التجربة السياسية الكويتية كانت فى اقرار حقوق المرأة السياسية والقيادة السياسية فى الكويت كانت سباقة فى الدعوة الى اقرار الحقوق السياسية للمرأة وأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه بادر باصدار مرسوم أميرى فى عام 1999 بمنح المرأة الكويتية كامل حقوقها السياسية بحلول عام 2003 من خلال تعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب، لكن تم عرقلة هذا المرسوم من قبل البرلمان بحجة صدوره اثناء فترة الحل الدستورى لمجلس الأمة وعدم توافر شرط الضرورة وفقا للمادة (17) من الدستور، كما رفض مجلس الامة بتاريخ 29/11/1999 مشروع القانون المقدم من خمسة نواب بتعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب بفارق صوتين، وبعد ذلك اصبح الجدل والصراع حول قضية حقوق المرأة السياسية على أشده فى المجتمع الكويتي. وقد أثار التصويت ضد حقوق المرأة السياسية غضب الكثير من النساء والجمعيات النسائية الكويتية، وقدمت دعاوى قضائية للمحكمة الدستورية العليا ضد وزير الداخلية ورئيس مجلس الامة بسبب عدم دستورية قرار رفض اعطائهن حقوقهن السياسية كاملة، ولكن المحكمة رفضت الطعن فى دستورية المادة الأولى من قانون الانتخاب والتى تحصر حق التصويت والترشيح فى الانتخابات على الذكور، وجاء الرفض لأسباب شكلية فى طريقة رفع الدعوى. الا أن الحكومة الكويتية استطاعت اختراق كل الكتل السياسية بما فيها الاسلامية والقبلية وحصلت على الأغلبية لقرار قانون اقرار حقوق المرأة السياسية فى مايو 2005، للتجاوز المعضلة التى أثارت الجدل لأكثر من ثلاثين عاماً منذ أول مطالبة بها عام 1973. وبعد ان حسمت الحكومة أمرها بشأن مشاركة المرأة السياسية دعمت موقفها باتخاذ خطوات عملية تؤكد رغبتها على اشراك المرأة من خلال تعيين وزيرة لحقيبة التخطيط وتعيين نائبتين فى المجلس البلدى بالاضافة الى ارسال وفود نسائية الى العواصم الغربية من أجل ابراز دور المرأة الكويتية فى العملية السياسية. وقد خطف أربع نساء ثمرة النضال النسائى الطويل فى العرس الانتخابى فى مجلس الأمة فى عام 2009 وهن د. معصومة المبارك ود. اسيل العوضى ود. رولا دشتى ود. سلوى الجسار ليصبحن اولى النائبات فى مجلس الأمة. لكن وفق الاستبيان الذى أجرته شركة «ابسوس» فان تجربة المرأة لم تحظ بالاشادة الكبيرة وربما تتغير فى المستقبل فقد رأتها نسبة %56 من العينة المتعاطفة مع احد التيارات غير ناجحة وقابلها %40 قالوا انها ناجحة. ورأى %74.2 من المتعاطفين مع المستقلين انها غير ناجحة ووافقهم %39.9 من المتعاطفين مع الليبراليين و%69.1 والمتعاطفين من الاسلاميين. فى حين رأى %40.2 من المتعاطفين مع الليبراليين فى العينة أنها ناجحة وكذلك وافقهم %30.9 من المتعاطفين مع الاسلاميين و%25.8 من المتعاطفين مع المستقلين. النائبة السابقة د.معصومة المبارك قالت «ان الانتقاد الذى يوجه للمرأة ظالم، لاسيما أننا لم نسمع يوما ماذا قدم الرجل، مشددة على أن النساء الأربع قمن بدورهن الذى لا يقل أهمية عن الرجل من حيث الانضباط والمثابرة والمشاركة فى اللجان والجلسات حيث انهن توزعن على اللجان الدائمة والمؤقتة وشاركن فى كل لجان التحقيق وقدمن العديد من المقترحات بقوانين. ان خوض أكثر من 20 امرأة كويتية ثالث انتخابات تشريعية فى 2012 بعد استكمال البناء الديمقراطى بحصولهن على كامل حقوق الممارسة السياسية يعكس عمق النظام الدستورى الكويتى كما عبر عن ذلك العضو الايطالى فى البرلمان الأوروبى باولو بارتولوتسي.
◄نزاهة الانتخابات
الحكومة الكويتية تحرص على أن تكون الانتخابات القادمة نزيهة من خلال اصدارها القرارات المتمثلة بانشاء المفوضية المستقلة للانتخابات واللجنة الوطنية المستقلة للاشراف على مقرات المرشحين وهيئة النزاهة. الحكومة والوزارات المختصة كافة، تسعى لاجراء انتخابات نزيهة يتحمل من خلالها الناخب مسئولية وأمانة التصويت بما ينعكس ايجابا على مستقبل الكويت. وقد تم اعداد خطة شاملة بمشاركة المسئولين فى جميع الوزارات والمؤسسات المعنية ومما تضمنته، اطلاق حملة برامج وفلاشات توعوية للناخبين لناحية أهمية المشاركة فى الانتخابات وحسن الاختيار لتحديد مستقبل الكويت. ووضع وتفعيل القرار الوزارى الذى يتضمن تطبيق قانون النشر والمطبوعات والمرئى والمسموع بشأن تنظيم دور وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فى تغطيتها للحملات الانتخابية والندوات للوصول الى التغطية الاعلامية التى تحقق العدل والمساواة بين المرشحين وتجنب تشويه الشخصيات والمرشحين. ومكافحة ومحاربة "الانتخابات الفرعية" والمال السياسى والشوائب الانتخابية عن طريق التعاون مع جمعية الشفافية الكويتية وجمعية الصحفيين الكويتية ومندوب من وزارة الداخلية والمواصلات وجمعية المحامين لرصد وتلقى الشكاوى من المرشحين والناخبين، مضافا الى ذلك مساعدة وسائل الاعلام وانطلاقا من روح المسئولية المشتركة من وزارة الاعلام لتحقيق مصلحة الوطن. لقد تميز المركز الاعلامى هذا العام بأنه خرج عن النطاق التقليدى حسب شهادة المسئولين الكويتيين اذ يضم جميع الخدمات ولينقل الصورة الحقيقية للكويت كما تم دعوة عدد من المختصين من جميع المؤسسات والجهات المعنية لعقد مجموعة من الندوات والمحاضرات فى المركز تهدف لابراز دور الديمقراطية الكويتية فى المجتمع، فضلا عن دعوة المسئولين والاعلاميين من الدول العربية كافة والأجنبية للمشاركة فى هذا العرس الديمقراطى الذى يستمر حتى الرابع من فبراير المقبل. وبلغ عدد اللجان 564 لجنة رئيسية وفرعية سيتم تغطيتها بشكل كامل من قبل 1150 مندوبا ومراسلا يتم تدريبهم لتغطية يوم الاقتراع. وهناك ما يقارب 1700 متطوع لخدمة المرشحين والمقترعين وتأمين وحدة الصناديق وفرزها والتنسيق مع جهات الصحة والاطفاء والمواصلات، الى جانب 600 عنصر من الذكور و800 عنصر من الاناث لخدمة العملية الانتخابية واعداد وتجهيز اللجان والكشوف الانتخابية وأوراق التصويت واصدار هويات المندوبين.
◄الاصلاحات الدستورية
على صعيد المؤتمرات الانتخابية كان من الواضح ان السقف العالى والأطروحات الاصلاحية والدستورية والتنمية والتعاون بين الحكومة والبرلمان تلعب الدور الأكبر فى استقطاب الناخب. الندوة التى افتتح بها النائب المخضرم ومرشح الدائرة الثالثة احمد السعدون مقره الانتخابى حملت شعار (كويت الماضي. كويت الحاضر. كويت المستقبل) رد على المقولة الخليجية المشهورة التى انطلقت فى السنوات الأخيرة (كويت الماضي، دبى الحاضر، قطر المستقبل) كما حضر الشعر على لسانه عندما قال (أنا رفيقك بالليالى المعاسير... والا الرخا كل يسد بمكاني) السعدون أشار الى كويت الماضى حيث لم تستطع أى دولة ان تسبق نظامها الديمقراطى والدستورى والمبايعة تأكدت لنظام الحكم، وكويت الحاضر لأنها لم تتغير، فالربيع العربى الذى طال معظم الدول لم يأت الى الكويت، لأننا نتمتع بما تطالب به هذه الشعوب منذ 50 عاما، والكويت المستقبل هى التى تعتمد على تنفيذ خطط التنمية. اما مرشح مجلس الأمة عن الدائرة الانتخابية الثانية د.جمعان الحربش أشار الى أن الكويت مرت أخيرا بمرحلة حرجة، واجه خلالها نواب كتلة المعارضة ثالوثا خطيرا أضلاعه السلطة والمال السياسى والاعلام الفاسد، الذى نخر أعمدة المجتمع وضرب أواصره، الى أن انتهى بحراك شبابى خرج على أثره الكويتيون بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم فى ملحمة وطنية تاريخية بساحة الارادة تخطى الحضور فيها الـ60 ألف مواطن لايصال رسالة راقية مفادها "أنه لا خلاف مع بيت الحكم، انما الخلاف مع الحكومة". النائب السابق والمرشح فيصل المسلم أكد بعد عودته الى السباق الانتخابى بعد قرار شطبه: ان الكويت تعيش مرحلة مفصلية فى الحياة السياسية اذ أن الانتخابات القادمة ستتسبب بتغيير ملامح السلطتين. النائب السابق مرزوق الغانم أكد فى افتتاح مقره الانتخابى أن “التفرقة الطائفية والفزعة القبلية والنظرة الفئوية”، قد “ تكسب الأصوات لكنها لن تبنى وطنا. واعتبرت المرشحة عن الدائرة الأولى الدكتورة معصومة المبارك، أن عدم الاستقرار فى البلاد أفضى الى وجود 8 وزارات و4 انتخابات نيابية فى غضون 5 سنوات، موضحة أن حسن الاختيار يسهم فى فتح صفحة جديدة من التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
يذكر أن حل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات مبكرة جاء نتيجة التصعيد السياسى الذى شهدته الكويت، حيث شهد الفصل التشريعى الثالث عشر تقديم سلسلة من الاستجوابات، وبلغ عددها 16 استجواباً خلال الفصل التشريعي، ستة منها كانت موجهة لرئيس الوزراء. كما تم تقديم طلبى عدم تعاون مع رئيس الوزراء فى نفس الفترة. فى نوفمبر 2011. وفى 16 نوفمبر 2011 أقيمت سلسلة من الاحتجاجات تندد برئيس الوزراء أمام مجلس الأمة اثر فضيحة الرشاوى والمال السياسي، وتلا هذه المظاهرة اقتحام مبنى مجلس الأمة من قبل بعض المحتجين والنواب فيما عرف لاحقاً بالأربعاء الأسود. وخلف هذه الاحتجاج تصعيد سياسى دفع رئيس مجلس الوزراء الى تقديم استقالته يوم 28 نوفمبر 2011، وعين الشيخ جابر المبارك الصباح رئيساً للوزراء وأدى القسم الدستورى أمام أمير الكويت فى 4 ديسمبر 2011. وفى 6 ديسمبر 2011 قام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بحل المجلس والدعوة لانتخابات مبكرة. الاستطلاع الذى أجرته ادارة الدراسات والبحوث بالأمانة العامة لمجلس الأمة حول “أولويات المواطن الكويتي”، أظهرت نتائجه أن 4.75 % من المواطنين غير راضين عن أداء المجلس السابق، وأنهم يتوقعون حدوث تغيير فى تشكيلة المجلس المقبل بنسبة 3.51 %”.
الى أين تتجه الكويت كان هذا السؤال أشبه بالخبز اليومى يتداول على موائد الدواوين والمقرات الانتخابية وعلى لسان رجل الشارع ونسائه أيضا، والكل يأمل أن تكون انتخابات 2012 مغايرة ونقطة تحول تنقل الكويت الى التنمية والريادة فى الخليج والعالم العربى مرة أخرى. لتخرج من رحم الماضى وتتفوق على دبى الحاضر وتنزع الصدارة من قطر المستقبل.
الأحد، 29 يناير 2012
الأربعاء، 25 يناير 2012
خيارات التعامل مع إغلاق مضيق هرمز
جريدة الشرق/ الخليج
2012-01-25
التهديدات الإيرانية وعودة التوترات إلى منطقة الخليج
السيناريو الأبشع يكمن في إشعال المنطقة التي تعيش على بحيرات من النفط
النظام في طهران يشعر بالاختناق ولا يوجد أمامه الكثير من المخارج
التهديدات لن تتوقف من قبل الجانب الإيراني المتعلقة بإغلاق مضيق هرمز، فالسياسة المتبعة في طهران هي إمكانية اللجوء إلى تهديم المعبد على رؤوس الجميع بلا استثناء وإشعال المنطقة بالحروب والصراعات إذا تم تفعيل القرارات الدولية التي يتحكم بها الشياطين في العالم خصوصا الشيطان الأكبر والأصغر!!
(1)
التوتر يعود بقوة إلى منطقتنا الإستراتيجية الاقتصادية التي تمد العالم بالجزء الأكبر من طاقته التي تعتمد على أهم مورد في العالم وهو النفط والغاز. مياه الخليج اليوم تغلي اليوم بسبب المناورات البحرية الإيرانية، وتزدحم بحاملات الطائرات العسكرية والأساطيل والسفن الحربية الأمريكية والغربية. التهديدات الإيرانية الصريحة والضمنية الخشنة منها والناعمة تشير إلى أنها سترد بشدة على أي حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط بمحاولة إغلاق مضيق هرمز الذي يشهد تدفق 32 % من صادرات النفط العالمية و28 % من صادرات الغاز الطبيعي المُسال. المغامرة الإيرانية قد تجرنا إلى السيناريوهات الأبشع في إشعال المنطقة التي تعيش على بحيرات من النفط يقع اغلبها في الجانب العربي من الخليج من خلال الدخول في حروب وصراعات مفتوحة لمواجهة توقف عبور النفط في بحر الخليج من قبل القوة العظمى والدول الغربية خصوصا بين الولايات المتحدة وإيران وها نحن نسمع ايضا التهديدات الإسرائيلية بشكل يومي في توجيه ضربة عسكرية محتملة ضد منشآت إيران النووية، المرشد الأعلى هدد من جهته أن إيران سترد بكل قوتها على كل عدوان أو حتى على مجرد تهديد عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل. وكما هي العادة أطلق عدد من المسؤولين الإيرانيين تصريحات استفزازية وتهديدات سافرة لدول الخليج العربية إن هي قررت القيام بضخ المزيد من النفط في السوق العالمية لتعويض إمدادات النفط الإيرانية إذا ما قررت الدول الأوروبية فرض حظر على واردات النفط الإيرانية. القادة السياسيون والعسكريون الإيرانيون ذكروا في أكثر من مرة انه إذا لم تتمكن بلادهم من إنتاج النفط، فإنهم سيمنعون المصدرين الآخرين في الشرق الأوسط من تصدير نفطهم من خلال مضيق هرمز وهي سياسة الانتحار الجماعي "علي وعلى الجميع".
(2)
السياسة الإيرانية لم تفلح في اتباع نهج الصدام مع القوى الكبرى على رأسها الولايات المتحدة والدول الغربية، حيث الإصرار الدولي على حرمان طهران من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم مقابل تمسك طهران بالبرنامج النووي واعتباره حقا مقدسا غير قابل للتفاوض والسعي الى الحصول على إمكانية صناعة قنبلة نووية مهما كانت الخسائر. كما لم تفلح إيران رغم القنوات السرية المفتوحة من الحكومات الغربية المتعاقبة وبشكل خاص الأمريكية في تحقيق ما يشبه التسوية أو التفاهم على مجمل المواضيع والقضايا المحورية الرئيسية في المنطقة رغم التحالف المدنس في تدمير أفغانستان وتقسيم العراق والحرب على الإرهاب. لكن هل تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني سيكون فاعلا أكثر من الخيارات الأخرى. صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية ذكرت أن لجوء الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر على النفط الإيراني سيعزز قوة نظام محمود أحمدي نجاد في زمنٍ يواجه فيه أصلاً ضغوطاً شديدة، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، فلا تزال نسبة البطالة مرتفعة وينطبق الأمر نفسه على معدل التضخم الذي تأزم بسبب رفع الدعم عن سلع أساسية كثيرة خلال الفترة الماضية، ولقد تدهورت قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار بشكل دراماتيكي. حيث، بلغت نسبة تدهور العملة 30 %، قبل أن تعود وتتعافى نسبياً، ما أدى إلى تراجع مصداقية النظام ويجازف هذا الوضع بتأجيج مشكلة التضخم. نظراً إلى الدور الحاسم الذي يلعبه النفط لتحديد “الحمض النووي” السياسي في إيران، سيؤدي حظر الاتحاد الأوروبي إلى اصطفاف الشعب وراء النظام الراهن. بعض المراقبين أشاروا الى انه حتى لو تم إغلاق المضيق فلن يستمر لفترة طويلة لان إيران ليس بوسعها أكثر من أن تزرعه بالألغام البحرية، وهذه من الممكن إزالتها في غضون أيام أو أسابيع على اكبر تقدير، كما قامت معظم الدول الغربية بوضع خطة طوارئ إستراتيجية في الاستعانة بالمخزون النفطي ليسد حاجتها لفترة محدودة في حال أقدمت طهران على تنفيذ تهديداتها في هذا الخصوص.
(3)
النظام في إيران يشعر بالاختناق ولا توجد أمامه الكثير من المخارج من المأزق التاريخي الذي يعيشه فيه، السيناريوهات القادمة اغلبها يعرج على الدخول في المواجهة العسكرية المفتوحة بين المجتمع الدولي والنظام الإيراني. والتصورات تتمحور حول ثلاثة احتمالات (1) عمل عسكري واسع المدى تشترك فيه قوات برية، وهو يتسم بحظوظ محدودة نسبيا، (2) القيام بحملة جوية واسعة المدى تهدف إلى الإضرار بالمنشآت النووية الإيرانية، وشل القدرات العسكرية الإيرانية، منها نظم القيادة والتحكم والقدرات الصاروخية والطيران والقدرات البحرية، (3) توجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية، تحول دون قيام إيران بأي رد عسكري مضاد بشكل واسع. اما السيناريوهات المحتملة من قبل الجانب الإيراني الذي يتم تسريبه كلما اشتد الخناق على النظام فسيكون من خلال توجيه الصواريخ إلى آبار النفط الخليجية واستهداف مدن خليجية تتمركز في البحرين أو قطر أو الكويت أو عمان بحجة التواجد العسكري الأمريكي أو الغربي فيها، أو اللجوء إلى الخلايا الإرهابية لزعزعة الأوضاع وتفجيرها في الدول العربية والغربية. لكن ما هو السيناريو المحتمل لشعوب دول الخليج، الأرجح هو الوقوف بصمت والفرجة على الصواريخ التي ستطلق فوق رؤوسهم أو بالقرب منهم فهم لا حول لهم ولا قوة ولا يملكون أي خيارات في المعركة التي لا ناقة لعم فيها ولا بعير؟!
2012-01-25
التهديدات الإيرانية وعودة التوترات إلى منطقة الخليج
السيناريو الأبشع يكمن في إشعال المنطقة التي تعيش على بحيرات من النفط
النظام في طهران يشعر بالاختناق ولا يوجد أمامه الكثير من المخارج
التهديدات لن تتوقف من قبل الجانب الإيراني المتعلقة بإغلاق مضيق هرمز، فالسياسة المتبعة في طهران هي إمكانية اللجوء إلى تهديم المعبد على رؤوس الجميع بلا استثناء وإشعال المنطقة بالحروب والصراعات إذا تم تفعيل القرارات الدولية التي يتحكم بها الشياطين في العالم خصوصا الشيطان الأكبر والأصغر!!
(1)
التوتر يعود بقوة إلى منطقتنا الإستراتيجية الاقتصادية التي تمد العالم بالجزء الأكبر من طاقته التي تعتمد على أهم مورد في العالم وهو النفط والغاز. مياه الخليج اليوم تغلي اليوم بسبب المناورات البحرية الإيرانية، وتزدحم بحاملات الطائرات العسكرية والأساطيل والسفن الحربية الأمريكية والغربية. التهديدات الإيرانية الصريحة والضمنية الخشنة منها والناعمة تشير إلى أنها سترد بشدة على أي حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط بمحاولة إغلاق مضيق هرمز الذي يشهد تدفق 32 % من صادرات النفط العالمية و28 % من صادرات الغاز الطبيعي المُسال. المغامرة الإيرانية قد تجرنا إلى السيناريوهات الأبشع في إشعال المنطقة التي تعيش على بحيرات من النفط يقع اغلبها في الجانب العربي من الخليج من خلال الدخول في حروب وصراعات مفتوحة لمواجهة توقف عبور النفط في بحر الخليج من قبل القوة العظمى والدول الغربية خصوصا بين الولايات المتحدة وإيران وها نحن نسمع ايضا التهديدات الإسرائيلية بشكل يومي في توجيه ضربة عسكرية محتملة ضد منشآت إيران النووية، المرشد الأعلى هدد من جهته أن إيران سترد بكل قوتها على كل عدوان أو حتى على مجرد تهديد عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل. وكما هي العادة أطلق عدد من المسؤولين الإيرانيين تصريحات استفزازية وتهديدات سافرة لدول الخليج العربية إن هي قررت القيام بضخ المزيد من النفط في السوق العالمية لتعويض إمدادات النفط الإيرانية إذا ما قررت الدول الأوروبية فرض حظر على واردات النفط الإيرانية. القادة السياسيون والعسكريون الإيرانيون ذكروا في أكثر من مرة انه إذا لم تتمكن بلادهم من إنتاج النفط، فإنهم سيمنعون المصدرين الآخرين في الشرق الأوسط من تصدير نفطهم من خلال مضيق هرمز وهي سياسة الانتحار الجماعي "علي وعلى الجميع".
(2)
السياسة الإيرانية لم تفلح في اتباع نهج الصدام مع القوى الكبرى على رأسها الولايات المتحدة والدول الغربية، حيث الإصرار الدولي على حرمان طهران من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم مقابل تمسك طهران بالبرنامج النووي واعتباره حقا مقدسا غير قابل للتفاوض والسعي الى الحصول على إمكانية صناعة قنبلة نووية مهما كانت الخسائر. كما لم تفلح إيران رغم القنوات السرية المفتوحة من الحكومات الغربية المتعاقبة وبشكل خاص الأمريكية في تحقيق ما يشبه التسوية أو التفاهم على مجمل المواضيع والقضايا المحورية الرئيسية في المنطقة رغم التحالف المدنس في تدمير أفغانستان وتقسيم العراق والحرب على الإرهاب. لكن هل تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني سيكون فاعلا أكثر من الخيارات الأخرى. صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية ذكرت أن لجوء الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر على النفط الإيراني سيعزز قوة نظام محمود أحمدي نجاد في زمنٍ يواجه فيه أصلاً ضغوطاً شديدة، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، فلا تزال نسبة البطالة مرتفعة وينطبق الأمر نفسه على معدل التضخم الذي تأزم بسبب رفع الدعم عن سلع أساسية كثيرة خلال الفترة الماضية، ولقد تدهورت قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار بشكل دراماتيكي. حيث، بلغت نسبة تدهور العملة 30 %، قبل أن تعود وتتعافى نسبياً، ما أدى إلى تراجع مصداقية النظام ويجازف هذا الوضع بتأجيج مشكلة التضخم. نظراً إلى الدور الحاسم الذي يلعبه النفط لتحديد “الحمض النووي” السياسي في إيران، سيؤدي حظر الاتحاد الأوروبي إلى اصطفاف الشعب وراء النظام الراهن. بعض المراقبين أشاروا الى انه حتى لو تم إغلاق المضيق فلن يستمر لفترة طويلة لان إيران ليس بوسعها أكثر من أن تزرعه بالألغام البحرية، وهذه من الممكن إزالتها في غضون أيام أو أسابيع على اكبر تقدير، كما قامت معظم الدول الغربية بوضع خطة طوارئ إستراتيجية في الاستعانة بالمخزون النفطي ليسد حاجتها لفترة محدودة في حال أقدمت طهران على تنفيذ تهديداتها في هذا الخصوص.
(3)
النظام في إيران يشعر بالاختناق ولا توجد أمامه الكثير من المخارج من المأزق التاريخي الذي يعيشه فيه، السيناريوهات القادمة اغلبها يعرج على الدخول في المواجهة العسكرية المفتوحة بين المجتمع الدولي والنظام الإيراني. والتصورات تتمحور حول ثلاثة احتمالات (1) عمل عسكري واسع المدى تشترك فيه قوات برية، وهو يتسم بحظوظ محدودة نسبيا، (2) القيام بحملة جوية واسعة المدى تهدف إلى الإضرار بالمنشآت النووية الإيرانية، وشل القدرات العسكرية الإيرانية، منها نظم القيادة والتحكم والقدرات الصاروخية والطيران والقدرات البحرية، (3) توجيه ضربة مباشرة للمنشآت النووية، تحول دون قيام إيران بأي رد عسكري مضاد بشكل واسع. اما السيناريوهات المحتملة من قبل الجانب الإيراني الذي يتم تسريبه كلما اشتد الخناق على النظام فسيكون من خلال توجيه الصواريخ إلى آبار النفط الخليجية واستهداف مدن خليجية تتمركز في البحرين أو قطر أو الكويت أو عمان بحجة التواجد العسكري الأمريكي أو الغربي فيها، أو اللجوء إلى الخلايا الإرهابية لزعزعة الأوضاع وتفجيرها في الدول العربية والغربية. لكن ما هو السيناريو المحتمل لشعوب دول الخليج، الأرجح هو الوقوف بصمت والفرجة على الصواريخ التي ستطلق فوق رؤوسهم أو بالقرب منهم فهم لا حول لهم ولا قوة ولا يملكون أي خيارات في المعركة التي لا ناقة لعم فيها ولا بعير؟!
الخميس، 19 يناير 2012
الانتخابات الرئاسية.. هل يرحل أوباما عن البيت الأبيض؟!
الشرق- ايلاف
2012-01-18
هل نشهد مفاجآت في الانتخابات الأمريكية القادمة
الانتخابات الرئاسية ستتمحور حول الاقتصاد بشكل رئيسي
الوقت الكافي للجمهوريين كي يعيدوا الاصطفاف خلف مرشح لا يكون مملاً
هل سنشهد مفاجآت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، من قبيل خسارة الحزب الديمقراطي ومرشحه الرئيس الحالي باراك اوباما، مقابل مرشح جمهوري آخر من المتوقع أن يكون رجل الأعمال من أتباع الطائفة المرمون ميت رومني أو المحافظ المتشدد ريك سانتوروم أو حتى الأكثر تشدداً نيوت غينغريش.
(1)
بدأ التسخين والمزايدات السياسية باكرا لكسب المؤيدين والمناصرين والداعمين، خصوصاً أصحاب اللوبيات أو جماعات الضغط في الولايات المتحدة.. فالمرشح الجمهوري نيوت غينغريش بدأها في وصف الفلسطينيين بأنهم "شعب تم اختراعه". وقال "لنتذكر أنه لم يكن هناك فلسطين كدولة، فهي كانت جزءاً من الامبراطورية العثمانية. وقد حدثت عملية اختراع الشعب الفلسطيني بينما هم في حقيقة الأمر عرب كانوا تاريخياً جزءاً من الجماعة العربية وكانت عندهم الفرصة ليرحلوا لأماكن مختلفة".. الرد السريع على افتراءات غينغريش لم يأت من الجانب العربي أو المسلم حصراً بل من نيويورك تايمز، وبالتحديد من كاتبها الأبرز توماس فريدمان، وهو يهودي - امريكي، فريدمان أشار إلى أن تصريحات غينغريش، تأتي في إطار المنافسة بينه وبين منافسه ميت رومني على كسب أصوات اليهود من خلال التعبير عن حبهما لإسرائيل.. واعتبر أن تصريح غينغريش لا يمكن أن يكون تعبيراً عن الولاء لإسرائيل؛ لأنه إذا كان اثنان ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية ليسوا شعباً حقيقياً منتمياً لدولته الخاصة به، فإن ذلك يعني إعطاء إسرائيل الحق في الاحتلال الدائم للضفة الغربية، وينبغي أن يعي غينغريش أن خيارات إسرائيل عندئذ ستنحصر بالحرمان الدائم لفلسطينيي الضفة الغربية من الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي وضع إسرائيل على طريق الفصل العنصري، أو إخلاء الضفة الغربية من الفلسطينيين من خلال التطهير العرقي، وبالتالي وضع إسرائيل على طريق المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، أو معاملة فلسطينيي الضفة كمعاملة فلسطينيي 48 بما يضع الأساس لإسرائيل كي تقيم دولة ثنائية القومية.. الرد الآخر جاء من إسرائيل ومن صحيفة "يديعوت أحرونوت" للكاتب أ.ب. يهوشع، وهو عبر عن عن أسفه إزاء تصريحات كهذه واصفاً إياها بالكلام غير المسؤول من مرشح للرئاسة في أمريكا بهدف جذب أصوات جماعات يهودية، متهماً نيوت غينغريتش بالجهل التاريخي والسطحية السياسية، متسائلاً "هل يمكن لشخص كهذا ان يرشح نفسه لمنصب زعيم العالم الحر.. المرشح الجمهوري رون بول البالغ من العمر 76، الذي تابعنا تاريخه السياسي الحافل خلال دراستنا في الولايات المتحدة هو المرشح المفضل لديّ.. ولديّ قناعة بأن أمثال هؤلاء لن يحصلوا على ثقة الحزب في الترشح في الانتخابات الرئاسية لان لديهم قدرة كبيرة على الشجاعة والمواجهة والاعتراف بالأخطاء ولوم النفس وتأنيب الضمير، وهو مرفوض على كل الأصعدة الداخلية والخارجية الأمريكية. رون بول اتهم المرشح الجمهوري المنافس له ريك سانتوروم، بانه فاسد وحصل على الكثير من المال بفضل مجموعات الضغط، أيضا اتهم نيوت جينغريتش بأنه جبان لأنه لم يخدم في الجيش.. وجميع المرشحين وجهوا اتهامات شديدة وحادة للسياسة الخارجية والاقتصادية للرئيس أوباما، فهي أدت إلى تفاقم الانكماش وجعلت الأوضاع أصعب على الشركات الصغيرة.. واتهامه بأنه يسعى إلى إنشاء نموذج اشتراكي أوروبي متشدد في أمريكا، بالإضافة إلى الخطأ الفادح الذي يشكله سحب القوات الأمريكية من العراق الدخول في حرب محتملة في أفغانستان.
(2)
لكن هل صحيح أن حظوظ الرئيس أوباما ضعيفة في الحصول على ولاية رئاسية ثانية تبقيه في البيت الأبيض.. صحيفة ديلي تلجراف البريطانية (Daily Telegraph)، في توقعاتها لمجريات أحداث 2012 أشارت إلى أن باراك أوباما لن يخسر الرئاسة رغم أن نسبة تأييده في استطلاعات الرأي قد تبدو كارثية الآن، لكن تبرز بعض المؤشرات القليلة على تعافي الاقتصاد الأمريكي، ومن المعروف أن هذه الانتخابات الرئاسية ستتمحور حول الاقتصاد بشكل رئيس، فمن الكارثي أن تبلغ فرص أي مرشح ذروتها في مرحلة مبكرة. لكن ستتراجع فرص أوباما في مرحلة مبكرة أكثر من اللزوم مقارنةً بحظوظ الجمهوريين. ونوهت الصحيفة بأنه في حال تراجع معدل البطالة (بشكل تدريجي ولكن ثابت)، وفي حال تعافى النمو الاقتصادي (بوتيرة بطيئة ولكن ثابتة)، وفي حال تم تمرير برنامج أوباما الخاص بالرعاية الصحية في المحكمة العليا، وفي حال تجاوز الرئيس أي تحديات إضافية من الكونغرس الجمهوري في مجال التخفيضات الضريبية، فسينجح أوباما في هذا الاستحقاق الانتخابي حتماً.. فلن يكون الفوز ساحقاً، ولن تسود الأجواء الاحتفالية التي طبعت فوزه الأول، ولكنه سيكسب ولاية رئاسية ثانية.. إذا تعافى الاقتصاد الأمريكي بما يكفي لإنقاذ أوباما من العودة إلى حياته الأكاديمية السابقة، فستعلن بعض الأطراف عن انتصار سياسات التحفيز الاقتصادي وفق النظرية الكينزية التي يتبعها أوباما، والتي تتعارض مع برنامج "التقشف" الأوروبي، الذي يدافع عن مشروع تخفيض العجز باعتباره على رأس الأولويات.. ستكون هذه المقاربة خاطئة بالكامل لتفسير الأحداث المرتقبة، وسينهض الاقتصاد الأمريكي من كبوته الراهنة، لكن لن يكون النهوض الاقتصادي مرتبطاً بمشاريع الإنفاق الخاصة بالحكومة الفدرالية.. بل إن التأثير الضئيل (وفق المعايير الأوروبية)، الذي تخلفه سياسة تدخل الحكومة في الولايات المتحدة هو الذي يسمح للمواطنين بتنشيط حياتهم الاقتصادية بفضل مواردهم وجهودهم الخاصة.. وختمت الصحيفة قائلة إن ولاية أوباما الثانية ستمنح الوقت الكافي للجمهوريين كي يعيدوا الاصطفاف خلف مرشح لا يكون مملاً بقدر ميت رومني، وكي يعيدوا صياغة حججهم ضد مسيرة أوباما، الذي يسعى إلى إرساء ديمقراطية اجتماعية خيالية تشبه المأزق الذي تواجهه أوروبا الآن.. لن تقل مظاهر العداء والضغينة في الخطاب السياسي داخل الولايات المتحدة.. فلن تكون المرة الأولى التي تستعمل فيها الولايات المتحدة حجة حقيقية عن حجم الدولة وقوتها، التي يجب أن تطغى على جميع النقاشات في الأنظمة الاقتصادية الغربية.
المعركة القادمة لن يكون محورها الإرهاب وصراع في الشرق الأوسط وإيران كما كانت في السابق بل ستركز على الأزمات الاقتصادية وتداعياتها منذ عام 2008، الذي يعاني من أثاره العالم بمجمله والاقتصاد الأمريكي المتدهور بشكل خاص مما سبب خروج حملة احتلال شارع ويل ستريت، إن الشعار الذي تبناه بيل كلنتون في التسعينيات "انه الاقتصاد ياغبي"، هو الذي سيحدد الفائز في السباق المارثوني للوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية نهاية 2012.
2012-01-18
هل نشهد مفاجآت في الانتخابات الأمريكية القادمة
الانتخابات الرئاسية ستتمحور حول الاقتصاد بشكل رئيسي
الوقت الكافي للجمهوريين كي يعيدوا الاصطفاف خلف مرشح لا يكون مملاً
هل سنشهد مفاجآت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، من قبيل خسارة الحزب الديمقراطي ومرشحه الرئيس الحالي باراك اوباما، مقابل مرشح جمهوري آخر من المتوقع أن يكون رجل الأعمال من أتباع الطائفة المرمون ميت رومني أو المحافظ المتشدد ريك سانتوروم أو حتى الأكثر تشدداً نيوت غينغريش.
(1)
بدأ التسخين والمزايدات السياسية باكرا لكسب المؤيدين والمناصرين والداعمين، خصوصاً أصحاب اللوبيات أو جماعات الضغط في الولايات المتحدة.. فالمرشح الجمهوري نيوت غينغريش بدأها في وصف الفلسطينيين بأنهم "شعب تم اختراعه". وقال "لنتذكر أنه لم يكن هناك فلسطين كدولة، فهي كانت جزءاً من الامبراطورية العثمانية. وقد حدثت عملية اختراع الشعب الفلسطيني بينما هم في حقيقة الأمر عرب كانوا تاريخياً جزءاً من الجماعة العربية وكانت عندهم الفرصة ليرحلوا لأماكن مختلفة".. الرد السريع على افتراءات غينغريش لم يأت من الجانب العربي أو المسلم حصراً بل من نيويورك تايمز، وبالتحديد من كاتبها الأبرز توماس فريدمان، وهو يهودي - امريكي، فريدمان أشار إلى أن تصريحات غينغريش، تأتي في إطار المنافسة بينه وبين منافسه ميت رومني على كسب أصوات اليهود من خلال التعبير عن حبهما لإسرائيل.. واعتبر أن تصريح غينغريش لا يمكن أن يكون تعبيراً عن الولاء لإسرائيل؛ لأنه إذا كان اثنان ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية ليسوا شعباً حقيقياً منتمياً لدولته الخاصة به، فإن ذلك يعني إعطاء إسرائيل الحق في الاحتلال الدائم للضفة الغربية، وينبغي أن يعي غينغريش أن خيارات إسرائيل عندئذ ستنحصر بالحرمان الدائم لفلسطينيي الضفة الغربية من الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي وضع إسرائيل على طريق الفصل العنصري، أو إخلاء الضفة الغربية من الفلسطينيين من خلال التطهير العرقي، وبالتالي وضع إسرائيل على طريق المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، أو معاملة فلسطينيي الضفة كمعاملة فلسطينيي 48 بما يضع الأساس لإسرائيل كي تقيم دولة ثنائية القومية.. الرد الآخر جاء من إسرائيل ومن صحيفة "يديعوت أحرونوت" للكاتب أ.ب. يهوشع، وهو عبر عن عن أسفه إزاء تصريحات كهذه واصفاً إياها بالكلام غير المسؤول من مرشح للرئاسة في أمريكا بهدف جذب أصوات جماعات يهودية، متهماً نيوت غينغريتش بالجهل التاريخي والسطحية السياسية، متسائلاً "هل يمكن لشخص كهذا ان يرشح نفسه لمنصب زعيم العالم الحر.. المرشح الجمهوري رون بول البالغ من العمر 76، الذي تابعنا تاريخه السياسي الحافل خلال دراستنا في الولايات المتحدة هو المرشح المفضل لديّ.. ولديّ قناعة بأن أمثال هؤلاء لن يحصلوا على ثقة الحزب في الترشح في الانتخابات الرئاسية لان لديهم قدرة كبيرة على الشجاعة والمواجهة والاعتراف بالأخطاء ولوم النفس وتأنيب الضمير، وهو مرفوض على كل الأصعدة الداخلية والخارجية الأمريكية. رون بول اتهم المرشح الجمهوري المنافس له ريك سانتوروم، بانه فاسد وحصل على الكثير من المال بفضل مجموعات الضغط، أيضا اتهم نيوت جينغريتش بأنه جبان لأنه لم يخدم في الجيش.. وجميع المرشحين وجهوا اتهامات شديدة وحادة للسياسة الخارجية والاقتصادية للرئيس أوباما، فهي أدت إلى تفاقم الانكماش وجعلت الأوضاع أصعب على الشركات الصغيرة.. واتهامه بأنه يسعى إلى إنشاء نموذج اشتراكي أوروبي متشدد في أمريكا، بالإضافة إلى الخطأ الفادح الذي يشكله سحب القوات الأمريكية من العراق الدخول في حرب محتملة في أفغانستان.
(2)
لكن هل صحيح أن حظوظ الرئيس أوباما ضعيفة في الحصول على ولاية رئاسية ثانية تبقيه في البيت الأبيض.. صحيفة ديلي تلجراف البريطانية (Daily Telegraph)، في توقعاتها لمجريات أحداث 2012 أشارت إلى أن باراك أوباما لن يخسر الرئاسة رغم أن نسبة تأييده في استطلاعات الرأي قد تبدو كارثية الآن، لكن تبرز بعض المؤشرات القليلة على تعافي الاقتصاد الأمريكي، ومن المعروف أن هذه الانتخابات الرئاسية ستتمحور حول الاقتصاد بشكل رئيس، فمن الكارثي أن تبلغ فرص أي مرشح ذروتها في مرحلة مبكرة. لكن ستتراجع فرص أوباما في مرحلة مبكرة أكثر من اللزوم مقارنةً بحظوظ الجمهوريين. ونوهت الصحيفة بأنه في حال تراجع معدل البطالة (بشكل تدريجي ولكن ثابت)، وفي حال تعافى النمو الاقتصادي (بوتيرة بطيئة ولكن ثابتة)، وفي حال تم تمرير برنامج أوباما الخاص بالرعاية الصحية في المحكمة العليا، وفي حال تجاوز الرئيس أي تحديات إضافية من الكونغرس الجمهوري في مجال التخفيضات الضريبية، فسينجح أوباما في هذا الاستحقاق الانتخابي حتماً.. فلن يكون الفوز ساحقاً، ولن تسود الأجواء الاحتفالية التي طبعت فوزه الأول، ولكنه سيكسب ولاية رئاسية ثانية.. إذا تعافى الاقتصاد الأمريكي بما يكفي لإنقاذ أوباما من العودة إلى حياته الأكاديمية السابقة، فستعلن بعض الأطراف عن انتصار سياسات التحفيز الاقتصادي وفق النظرية الكينزية التي يتبعها أوباما، والتي تتعارض مع برنامج "التقشف" الأوروبي، الذي يدافع عن مشروع تخفيض العجز باعتباره على رأس الأولويات.. ستكون هذه المقاربة خاطئة بالكامل لتفسير الأحداث المرتقبة، وسينهض الاقتصاد الأمريكي من كبوته الراهنة، لكن لن يكون النهوض الاقتصادي مرتبطاً بمشاريع الإنفاق الخاصة بالحكومة الفدرالية.. بل إن التأثير الضئيل (وفق المعايير الأوروبية)، الذي تخلفه سياسة تدخل الحكومة في الولايات المتحدة هو الذي يسمح للمواطنين بتنشيط حياتهم الاقتصادية بفضل مواردهم وجهودهم الخاصة.. وختمت الصحيفة قائلة إن ولاية أوباما الثانية ستمنح الوقت الكافي للجمهوريين كي يعيدوا الاصطفاف خلف مرشح لا يكون مملاً بقدر ميت رومني، وكي يعيدوا صياغة حججهم ضد مسيرة أوباما، الذي يسعى إلى إرساء ديمقراطية اجتماعية خيالية تشبه المأزق الذي تواجهه أوروبا الآن.. لن تقل مظاهر العداء والضغينة في الخطاب السياسي داخل الولايات المتحدة.. فلن تكون المرة الأولى التي تستعمل فيها الولايات المتحدة حجة حقيقية عن حجم الدولة وقوتها، التي يجب أن تطغى على جميع النقاشات في الأنظمة الاقتصادية الغربية.
المعركة القادمة لن يكون محورها الإرهاب وصراع في الشرق الأوسط وإيران كما كانت في السابق بل ستركز على الأزمات الاقتصادية وتداعياتها منذ عام 2008، الذي يعاني من أثاره العالم بمجمله والاقتصاد الأمريكي المتدهور بشكل خاص مما سبب خروج حملة احتلال شارع ويل ستريت، إن الشعار الذي تبناه بيل كلنتون في التسعينيات "انه الاقتصاد ياغبي"، هو الذي سيحدد الفائز في السباق المارثوني للوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية نهاية 2012.
Spark of popular revolutions
The Peninsula Newspaper
Wednesday, 18 January 2012
The end of 2011 was not fair, while the change in the Arab world was almost semi-radical affecting some leaders and changed the repressive dictatorial and totalitarian regimes which transferred the power to their children, family and their respective communities for decades and hoped to remain in power for centuries. But that change was kind on the other side of the globe, especially in Asia such as China, South Korea and South Africa where things did not change much and perhaps the year 2012 will surprise us with its events and variables.
(1) The worship of each of dictators, tyrants, eternal rulers, sultan, eternal leader, political, military and religious leaders, imams, and the guardianship of jurist was the phenomenon which was not exclusive to Arabs after they got rid of the worship of idols, but many of the peoples over the historical times in different places and times participate in it, while many of them got rid of it.
This phenomenon still lives in the hearts and minds in most parts of the Arab and Islamic world as in Iran, Pakistan and Afghanistan. Many still live under the feet of these leaders even after their departure or escape or death even they had stolen their money and rights, violated their sanctities and walked on their bodies. One of the most severe psychological crises that has been encountered and treated by the trauma through intensive doses of freedom and individual and social responsibility, was laying in the face of nostalgia of slaves to return to slavery “His Eminence” and the system of the former king after the approval of the law preventing slave and the abolition of slavery in the United States. It is the time experienced by the Arab people nowadays after the explosion of revolts in the cities and Arab streets.
(2) 2011 refused to pass satisfied by the overthrow of some Arab leaders, but took North Korean leader Kim Jong-il ,one of the most authoritarian leaders and dictators. We saw hundreds of thousands coming out in Pyongyang in grief perhaps, or in joy of his departure. We must not be misled by the manifestations as have learned a lot about the psychology of the masses and the falsity of the demonstrations of millions who hailed the spirit of the commander, his accomplishments, creations and getting (99. 99%) of the popular vote in favour to continue in the power till the end of life.
We saw such phenomenon in case of Ben Ali of Tunisia, Egyptian President Hosni Mubarak, Libya’s Gaddafi, Yemen’s Saleh, Syria’s Bashar. The official newspapers and trumpets came out glorifying the life of the Korean leader, which was full of extraordinary achievements, while the blue lights appeared and the bird of white crane toured clearing the snow from the shoulders of leader’s statue. The official media spoke about the influx of five million people, at least to visit the statues and pictures of late leader in different parts of Pyongyang to express their grief. There are tens of thousands of North Koreans who are waiting in the queue until access to the groups in which hundreds of people are mourning. All of this takes place under the overwhelming artificial lights. They have been surrounded by bitterly cold winds, funeral music and the grieving sounds that are coming from the amplifiers, while every minute is being documented with the participation of about twenty photographers and ten teams of television cameras.
(3) The truth is different from the fake official date. The respected commander Kim Jong-il, who died at 69 years, ruled North Korea with an iron fist since 1994, leaving his youngest son Kim Jong-un as his successor, the little dictator who has not reached the age of thirty of the political adolescence in a country that has seen deadly famine and frequent shortages of food. Jong-il was widely criticized during his reign due to the occurrence of “gross violations of human rights in addition to threat of the entire region security due to Pyongyang’s nuclear programme. The commander of North Korea used the propaganda and exaggeration in the worship of the person, the loyalty of the absolute army to him and labour camps to stay in power as his father did before him. He looked with the irony at those who predicted the collapse of his regime with the demise of the Soviet help at the beginning of the nineties of the last century. By the end of the decade the famine in North Korea resulted in the deaths of up to one million people. However, he continued with this and continued his program to build nuclear weapons, and conducted two experiments in this context. He was accused of organizing an attack that killed 17 South Koreans in 1983 in Burma, of masterminding the explosion in 1987 on a Korean Airlines, which killed 115 people on board, few months before the Seoul Olympic Games. The more disturbing during the last years of his reign was his unbalanced crazy decisions, as the same happened at his army’s launch of a torpedo in 2010 to chase one South Korean, which killed 46 of his sailors and cost the additional sanctions.
(4) With the continuation of authoritarian regimes in power, failures, setbacks and defeats are turned into achievements and victories. Behind the buildings which seem to be beautiful, elegant, clean and overlooking the streets through which the convoy of leader is passing, there is poverty, destitution, famine, prisons, detention centers, secret services, police and thugs who shoot at anyone wishing to speak with the word “freedom”.
The Syrian revolution which is today calling for the overthrow of the killer Baathist regime is the closest prophecies that might be achieved in the Democratic People’s Republic of Korea (North Korea) if the country continued to be marginalized and neglected, and living far from the era under the rule of a repressive dictatorial regime. In 2011 we saw revolutions in the Arab world and it is a history that invites us to re-write history, which was dominated by historians of the regime and apprentices.
Are we going to see a similar spring to overthrow dictatorial regimes in different parts of the world and see what pleasant or unpleasant surprises this year will bring to us?
Wednesday, 18 January 2012
The end of 2011 was not fair, while the change in the Arab world was almost semi-radical affecting some leaders and changed the repressive dictatorial and totalitarian regimes which transferred the power to their children, family and their respective communities for decades and hoped to remain in power for centuries. But that change was kind on the other side of the globe, especially in Asia such as China, South Korea and South Africa where things did not change much and perhaps the year 2012 will surprise us with its events and variables.
(1) The worship of each of dictators, tyrants, eternal rulers, sultan, eternal leader, political, military and religious leaders, imams, and the guardianship of jurist was the phenomenon which was not exclusive to Arabs after they got rid of the worship of idols, but many of the peoples over the historical times in different places and times participate in it, while many of them got rid of it.
This phenomenon still lives in the hearts and minds in most parts of the Arab and Islamic world as in Iran, Pakistan and Afghanistan. Many still live under the feet of these leaders even after their departure or escape or death even they had stolen their money and rights, violated their sanctities and walked on their bodies. One of the most severe psychological crises that has been encountered and treated by the trauma through intensive doses of freedom and individual and social responsibility, was laying in the face of nostalgia of slaves to return to slavery “His Eminence” and the system of the former king after the approval of the law preventing slave and the abolition of slavery in the United States. It is the time experienced by the Arab people nowadays after the explosion of revolts in the cities and Arab streets.
(2) 2011 refused to pass satisfied by the overthrow of some Arab leaders, but took North Korean leader Kim Jong-il ,one of the most authoritarian leaders and dictators. We saw hundreds of thousands coming out in Pyongyang in grief perhaps, or in joy of his departure. We must not be misled by the manifestations as have learned a lot about the psychology of the masses and the falsity of the demonstrations of millions who hailed the spirit of the commander, his accomplishments, creations and getting (99. 99%) of the popular vote in favour to continue in the power till the end of life.
We saw such phenomenon in case of Ben Ali of Tunisia, Egyptian President Hosni Mubarak, Libya’s Gaddafi, Yemen’s Saleh, Syria’s Bashar. The official newspapers and trumpets came out glorifying the life of the Korean leader, which was full of extraordinary achievements, while the blue lights appeared and the bird of white crane toured clearing the snow from the shoulders of leader’s statue. The official media spoke about the influx of five million people, at least to visit the statues and pictures of late leader in different parts of Pyongyang to express their grief. There are tens of thousands of North Koreans who are waiting in the queue until access to the groups in which hundreds of people are mourning. All of this takes place under the overwhelming artificial lights. They have been surrounded by bitterly cold winds, funeral music and the grieving sounds that are coming from the amplifiers, while every minute is being documented with the participation of about twenty photographers and ten teams of television cameras.
(3) The truth is different from the fake official date. The respected commander Kim Jong-il, who died at 69 years, ruled North Korea with an iron fist since 1994, leaving his youngest son Kim Jong-un as his successor, the little dictator who has not reached the age of thirty of the political adolescence in a country that has seen deadly famine and frequent shortages of food. Jong-il was widely criticized during his reign due to the occurrence of “gross violations of human rights in addition to threat of the entire region security due to Pyongyang’s nuclear programme. The commander of North Korea used the propaganda and exaggeration in the worship of the person, the loyalty of the absolute army to him and labour camps to stay in power as his father did before him. He looked with the irony at those who predicted the collapse of his regime with the demise of the Soviet help at the beginning of the nineties of the last century. By the end of the decade the famine in North Korea resulted in the deaths of up to one million people. However, he continued with this and continued his program to build nuclear weapons, and conducted two experiments in this context. He was accused of organizing an attack that killed 17 South Koreans in 1983 in Burma, of masterminding the explosion in 1987 on a Korean Airlines, which killed 115 people on board, few months before the Seoul Olympic Games. The more disturbing during the last years of his reign was his unbalanced crazy decisions, as the same happened at his army’s launch of a torpedo in 2010 to chase one South Korean, which killed 46 of his sailors and cost the additional sanctions.
(4) With the continuation of authoritarian regimes in power, failures, setbacks and defeats are turned into achievements and victories. Behind the buildings which seem to be beautiful, elegant, clean and overlooking the streets through which the convoy of leader is passing, there is poverty, destitution, famine, prisons, detention centers, secret services, police and thugs who shoot at anyone wishing to speak with the word “freedom”.
The Syrian revolution which is today calling for the overthrow of the killer Baathist regime is the closest prophecies that might be achieved in the Democratic People’s Republic of Korea (North Korea) if the country continued to be marginalized and neglected, and living far from the era under the rule of a repressive dictatorial regime. In 2011 we saw revolutions in the Arab world and it is a history that invites us to re-write history, which was dominated by historians of the regime and apprentices.
Are we going to see a similar spring to overthrow dictatorial regimes in different parts of the world and see what pleasant or unpleasant surprises this year will bring to us?
شرارة الثورات الشعبية وإعادة كتابة التاريخ
الشرق - ايلاف
2012-01-11
يحن البعض ويستلذ العيش تحت أقدام الزعماء الديكتاتوريين!
هل تخرج الجماهير حزناً أم فرحاً برحيل القائد الملهم؟
ثورات الشوارع تطيح بالتاريخ الرسمي المزيف
نهاية عام 2011 لم تكن منصفة، فبينما كان التغيير في العالم العربي شبه جذري طال زعماء وبدل أنظمة ديكتاتورية قمعية شمولية توارث الحكم لها ولأبنائها وعائلتها وطوائفها لعقود، وكانت تأمل أن يطول بها العمر لقرون الدهر إلا انه كان رقيقا في الجانب الآخر من الكرة الأرضية وخصوصا منطقة أطراف قارة آسيا في الصين وكوريا الجنوبية ودول جنوب أفريقيا فلم يتغير الكثير ولم تتصدع الأرض أو تهز السماء وربما يفاجئنا عام 2012 بأحداثه ومتغيراته.
(1)
عبادة كل من الزعماء الديكتاتوريين والمستبد العدل والحاكم الأبدي والسلطان والزعيم الخالد والقادة السياسيين والعسكريين والدينيين والإمام والأولياء والولي الفقيه ظاهرة لم تكن حكرا على جنس العربان بعدما تخلصوا من عبادة الأصنام، بل تشارك فيها العديد من الشعوب على مر العصور التاريخية مختلفة الأمكنة والأزمنة، لكن بينما تخلص من أفاتها وعقدها العديد منهم مازلت تحيا في القلوب وتسيطر على العقول في معظم أرجاء العالم العربي منه والإسلامي أيضا في إيران وباكستان وأفغانستان. ولا يزال الكثير يحن ويستلذ العيش تحت أقدام هؤلاء الزعماء والقادة حتى بعد رحيلهم أو هروبهم أو موتهم وهم الذين ضربوا ظهورهم واستولى على حقوقهم وأموالهم وانتهكوا حرماتهم وساروا على أجسادهم. كانت من أشد الأزمات النفسية التي تمت مواجهتها وعلاجها عن طريق الصدمة من خلال تكثيف جرعات الحرية وتحمل المسئولية الفردية والاجتماعية، تكمن في مواجهة حنين العبيد إلى العودة عبودية "سماحة السيد" ونظام المالك القديم بعد إقرار قانون منع الرقيق وإلغاء العبودية في الولايات المتحدة، وهو الزمن الذي يعيشه الإنسان العربي اليوم بعد انفجار الثورات في المدن والحواري والشوارع العربية.
(2)
أبى أن يذهب العام 2011 مكتفيا بالإطاحة ببعض الزعماء والقادة العرب، وأخذ معه واحدا من أكثر قادة العالم استبدادا وديكتاتورية وهو زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل. لقد شاهدنا الجماهير تخرج بمئات الآلاف في بيونغ يانغ حزنا ربما أو فرحا برحيله فلا تخدعنا المظاهر فلقد تعلمنا الكثير عن سيكولوجية الجماهير ومدى زيف المظاهرات المليونية التي تهتف بروح القائد وانجازاته وإبداعاته وحصوله على (99و99 %) من الأصوات الشعبية المؤيدة لكي يستمر في الحكم إلى نهاية الزمان، عاصرناها مع بن علي التونسي، ومبارك المصري، والقذافي الليبي، وطالح اليمني، وبشار السوري وزمرتهم وطغمتهم الحاكمة. الصحف والأبواق الرسمية خرجت ممجدة بحياة الزعيم الكوري الحافلة بالمنجزات الخارقة حتى الجليد تقعقع حول مهد كيم المفترض في جبل بايكدو المقدس مثل الرعد، بينما هلت أنوار زرقاء، وجال طائر الكركي الأبيض يمسح الثلج عن كتفي تمثال القائد. وتحدثت وسائل الإعلام الحكومية عن توافد خمسة ملايين شخص على الأقل على زيارة تماثيل وصور الزعيم الراحل في أنحاء مختلفة من بيونغ يانغ للتعبير عن حزنها عليه أي أكثر من خمس سكان البلاد. وهناك عشرة آلاف كوري شمالي ينتظرون في طوابير حتى الوصول إلى المقدمة في مجموعات قوام كل منها مائة فرد ينحنون ويجهشون. وكل ذلك يجري تحت الضوء الصناعي الغامر، تلفهم رياح قارسة البرودة وموسيقى جنائزية وأصوات كئيبة تصدر من المكبرات، بينما يجري توثيق كل دقيقة بمشاركة نحو عشرين مصورا وعشرة فرق كاميرات تلفزيونية؟!
(3)
أما الحقيقة فهي مغايرة عن التاريخ الرسمي المزيف، فالقائد المبجل كيم جونغ إيل، الذي توفي عن 69 عامًا، حكم كوريا الشمالية بقبضة من حديد منذ 1994، وترك لخلفه ابنه الأصغر كيم جونغ أون الديكتاتور الصغير الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر من المراهقة السياسية اقتصادًا يحتضر في بلد شهد مجاعة مميتة ونقصًا متكررًا في المواد الغذائية. وتعرض جونغ ايل لانتقادات واسعة خلال فترة حكمه لوقوع "انتهاكات صارخة لحقوق الانسان إضافة إلى تهديده لأمن المنطقة بأسرها بسبب برنامج بيونغ يانغ النووي. استخدم القائد الشمالي، الدعاية والمبالغة في عبادة الشخص وولاء الجيش المطلق له ومعسكرات العمل، للبقاء في السلطة، كما فعل والده قبله. وقد نظر بسخرية إلى الذين تكهنوا بانهيار نظامه مع زوال المساعدة السوفياتية في بداية تسعينيات القرن الماضي. ومع نهاية ذلك العقد أدت مجاعة في كوريا الشمالية إلى وفاة ما يصل إلى مليون شخص. غير أنه ظل مع ذلك (الزعيم الغالي) وواصل برنامجه لصنع أسلحة نووية وأجرى في هذا السياق تجربتين. وقد اتهم بتنظيم اعتداء أوقع 17 قتيلاً كوريًا جنوبيًا عام 1983 في بورما، وبتدبير انفجار وقع عام 1987 على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية، وأودى بحياة 115 شخصًا كانوا على متن الطائرة، قبل أشهر قليلة من ألعاب سيول الأولمبية. وأكثر ما كان يثير القلق خلال آخر سنوات عهده هو قراراته المجنونة غير المتزنة، كما حدث لدى إطلاق قواته طوربيدا في 2010 على طراد كوري جنوبي ما أدى إلى مقتل 46 من بحارتها وكلف البلاد عقوبات إضافية.
(4)
مع استمرار الأنظمة الاستبدادية في الحكم تتحول الإخفاقات والانتكاسات والهزائم لكي تصبح انجازات وبطولات وانتصارات. فخلف المباني التي تبدوا جميلة وأنيقة ونظيفة المطلة على الشوارع التي يمر بها موكب الزعيم، الفقر والفاقة والمجاعة والسجون والمعتقلات والأجهزة السرية والبوليسية والشبيحة الذين يطلقون النار على كل من تسول له نفسه بالنطق بكلمة "حرية وبس". الثورة السورية اليوم التي تدعوا إلى إسقاط النظام البعثي القاتل هي أقرب النبوءات التي قد تتحقق في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) إذا ما استمرت البلد مغلقة مهمشة مهملة تعيش بعيدة عن العصر في ظل حكم نظام قمعي ديكتاتوري. في بداية 2011 شهدنا عام الثورات في العالم العربي وهو تاريخ يدعونا إلى إعادة كتابة التاريخ الذي سيطر عليه مؤرخ النظام وصبيانه، فهل سنشهد ربيعا مماثلا يطيح بالأنظمة الديكتاتورية في أنحاء مختلفة من العالم سننتظر ونرى ماذا سيجلب لنا العام الحالي من مفاجآت سارة أو حزينة؟!
2012-01-11
يحن البعض ويستلذ العيش تحت أقدام الزعماء الديكتاتوريين!
هل تخرج الجماهير حزناً أم فرحاً برحيل القائد الملهم؟
ثورات الشوارع تطيح بالتاريخ الرسمي المزيف
نهاية عام 2011 لم تكن منصفة، فبينما كان التغيير في العالم العربي شبه جذري طال زعماء وبدل أنظمة ديكتاتورية قمعية شمولية توارث الحكم لها ولأبنائها وعائلتها وطوائفها لعقود، وكانت تأمل أن يطول بها العمر لقرون الدهر إلا انه كان رقيقا في الجانب الآخر من الكرة الأرضية وخصوصا منطقة أطراف قارة آسيا في الصين وكوريا الجنوبية ودول جنوب أفريقيا فلم يتغير الكثير ولم تتصدع الأرض أو تهز السماء وربما يفاجئنا عام 2012 بأحداثه ومتغيراته.
(1)
عبادة كل من الزعماء الديكتاتوريين والمستبد العدل والحاكم الأبدي والسلطان والزعيم الخالد والقادة السياسيين والعسكريين والدينيين والإمام والأولياء والولي الفقيه ظاهرة لم تكن حكرا على جنس العربان بعدما تخلصوا من عبادة الأصنام، بل تشارك فيها العديد من الشعوب على مر العصور التاريخية مختلفة الأمكنة والأزمنة، لكن بينما تخلص من أفاتها وعقدها العديد منهم مازلت تحيا في القلوب وتسيطر على العقول في معظم أرجاء العالم العربي منه والإسلامي أيضا في إيران وباكستان وأفغانستان. ولا يزال الكثير يحن ويستلذ العيش تحت أقدام هؤلاء الزعماء والقادة حتى بعد رحيلهم أو هروبهم أو موتهم وهم الذين ضربوا ظهورهم واستولى على حقوقهم وأموالهم وانتهكوا حرماتهم وساروا على أجسادهم. كانت من أشد الأزمات النفسية التي تمت مواجهتها وعلاجها عن طريق الصدمة من خلال تكثيف جرعات الحرية وتحمل المسئولية الفردية والاجتماعية، تكمن في مواجهة حنين العبيد إلى العودة عبودية "سماحة السيد" ونظام المالك القديم بعد إقرار قانون منع الرقيق وإلغاء العبودية في الولايات المتحدة، وهو الزمن الذي يعيشه الإنسان العربي اليوم بعد انفجار الثورات في المدن والحواري والشوارع العربية.
(2)
أبى أن يذهب العام 2011 مكتفيا بالإطاحة ببعض الزعماء والقادة العرب، وأخذ معه واحدا من أكثر قادة العالم استبدادا وديكتاتورية وهو زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل. لقد شاهدنا الجماهير تخرج بمئات الآلاف في بيونغ يانغ حزنا ربما أو فرحا برحيله فلا تخدعنا المظاهر فلقد تعلمنا الكثير عن سيكولوجية الجماهير ومدى زيف المظاهرات المليونية التي تهتف بروح القائد وانجازاته وإبداعاته وحصوله على (99و99 %) من الأصوات الشعبية المؤيدة لكي يستمر في الحكم إلى نهاية الزمان، عاصرناها مع بن علي التونسي، ومبارك المصري، والقذافي الليبي، وطالح اليمني، وبشار السوري وزمرتهم وطغمتهم الحاكمة. الصحف والأبواق الرسمية خرجت ممجدة بحياة الزعيم الكوري الحافلة بالمنجزات الخارقة حتى الجليد تقعقع حول مهد كيم المفترض في جبل بايكدو المقدس مثل الرعد، بينما هلت أنوار زرقاء، وجال طائر الكركي الأبيض يمسح الثلج عن كتفي تمثال القائد. وتحدثت وسائل الإعلام الحكومية عن توافد خمسة ملايين شخص على الأقل على زيارة تماثيل وصور الزعيم الراحل في أنحاء مختلفة من بيونغ يانغ للتعبير عن حزنها عليه أي أكثر من خمس سكان البلاد. وهناك عشرة آلاف كوري شمالي ينتظرون في طوابير حتى الوصول إلى المقدمة في مجموعات قوام كل منها مائة فرد ينحنون ويجهشون. وكل ذلك يجري تحت الضوء الصناعي الغامر، تلفهم رياح قارسة البرودة وموسيقى جنائزية وأصوات كئيبة تصدر من المكبرات، بينما يجري توثيق كل دقيقة بمشاركة نحو عشرين مصورا وعشرة فرق كاميرات تلفزيونية؟!
(3)
أما الحقيقة فهي مغايرة عن التاريخ الرسمي المزيف، فالقائد المبجل كيم جونغ إيل، الذي توفي عن 69 عامًا، حكم كوريا الشمالية بقبضة من حديد منذ 1994، وترك لخلفه ابنه الأصغر كيم جونغ أون الديكتاتور الصغير الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر من المراهقة السياسية اقتصادًا يحتضر في بلد شهد مجاعة مميتة ونقصًا متكررًا في المواد الغذائية. وتعرض جونغ ايل لانتقادات واسعة خلال فترة حكمه لوقوع "انتهاكات صارخة لحقوق الانسان إضافة إلى تهديده لأمن المنطقة بأسرها بسبب برنامج بيونغ يانغ النووي. استخدم القائد الشمالي، الدعاية والمبالغة في عبادة الشخص وولاء الجيش المطلق له ومعسكرات العمل، للبقاء في السلطة، كما فعل والده قبله. وقد نظر بسخرية إلى الذين تكهنوا بانهيار نظامه مع زوال المساعدة السوفياتية في بداية تسعينيات القرن الماضي. ومع نهاية ذلك العقد أدت مجاعة في كوريا الشمالية إلى وفاة ما يصل إلى مليون شخص. غير أنه ظل مع ذلك (الزعيم الغالي) وواصل برنامجه لصنع أسلحة نووية وأجرى في هذا السياق تجربتين. وقد اتهم بتنظيم اعتداء أوقع 17 قتيلاً كوريًا جنوبيًا عام 1983 في بورما، وبتدبير انفجار وقع عام 1987 على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية، وأودى بحياة 115 شخصًا كانوا على متن الطائرة، قبل أشهر قليلة من ألعاب سيول الأولمبية. وأكثر ما كان يثير القلق خلال آخر سنوات عهده هو قراراته المجنونة غير المتزنة، كما حدث لدى إطلاق قواته طوربيدا في 2010 على طراد كوري جنوبي ما أدى إلى مقتل 46 من بحارتها وكلف البلاد عقوبات إضافية.
(4)
مع استمرار الأنظمة الاستبدادية في الحكم تتحول الإخفاقات والانتكاسات والهزائم لكي تصبح انجازات وبطولات وانتصارات. فخلف المباني التي تبدوا جميلة وأنيقة ونظيفة المطلة على الشوارع التي يمر بها موكب الزعيم، الفقر والفاقة والمجاعة والسجون والمعتقلات والأجهزة السرية والبوليسية والشبيحة الذين يطلقون النار على كل من تسول له نفسه بالنطق بكلمة "حرية وبس". الثورة السورية اليوم التي تدعوا إلى إسقاط النظام البعثي القاتل هي أقرب النبوءات التي قد تتحقق في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) إذا ما استمرت البلد مغلقة مهمشة مهملة تعيش بعيدة عن العصر في ظل حكم نظام قمعي ديكتاتوري. في بداية 2011 شهدنا عام الثورات في العالم العربي وهو تاريخ يدعونا إلى إعادة كتابة التاريخ الذي سيطر عليه مؤرخ النظام وصبيانه، فهل سنشهد ربيعا مماثلا يطيح بالأنظمة الديكتاتورية في أنحاء مختلفة من العالم سننتظر ونرى ماذا سيجلب لنا العام الحالي من مفاجآت سارة أو حزينة؟!
الأربعاء، 4 يناير 2012
توقعات غير سارة في مجريات عام 2012
الشرق - ايلاف
2012-01-04
صراعات وحروب في عدة دول في العالم العربي
المجموعات المسلحة والمتطرفة قد تتنازع على السلطة
انعدم الأمان وغياب الاستقرار قد ينذر باندلاع حرب أهلية
صورة قاتمة رسمتها لنا المجلة السياسية الأولى على مستوى العالم مجلة "فورن بولسي Forgin Policy" في تقريرها الخاص عن مجريات الأحداث في عام 2012. فهي أشارت إلى أن عشر حروب أو صراعات ستندلع في مناطق متفرقة من جميع أنحاء العالم معظمها في العالم العربي.
(1)
التقرير الذي أعدته المجلة بالتعاون مع مجموعة الأزمات الدولية أشار إلى أن دولة الممانعة للديمقراطية والحريات والاستمرار في قتل الشعب السوري الأعزل ستتحول إلى أولى تلك المناطق التي قد تندلع فيها الحرب، حيث يتوقع الكثيرون سقوط نظام الأسد والخوف يكمن في عملية الاستقطاب الطائفى الذي يمارسه النظام البعثي الحاكم خاصة داخل الطائفة العلوية والذين يعملون بمبدأ "اقتل وإلا ستقتل"، بينما على الجانب الآخر توجد رهانات استراتيجية والتى زادت من حدة التنافس بين اللاعبين الدوليين على الساحة السورية والذين يرون الأزمة السورية على أنها فرصة تاريخية لإحداث تغيير فى ميزان القوة فى المنطقة، وأن هذا التنافس يمثل خطرا حقيقيا على إمكانية نجاح الانتقال في سوريا. وعلى الحدود القريبة من سوريا توقعت المجلة أن تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل، وذلك على الرغم من نجاح إيران وإسرائيل فى العبور بسلام من الأزمة السورية، إلا أن القضية النووية الإيرانية قد تطيح بهذا السلام، خصوصاً بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير الذى سلط الضوء على عدم التعاون الإيرانى مع الوكالة، بالإضافة للانتخابات الأمريكية القادمة التى ستقحم الدعم لإسرائيل على الأجندة الأمريكية أكثر من أى وقت سابق، مما سيوجد بيئة مناسبة لإسرائيل لاتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في عواقب كارثية غير متوقعة. في الخليج والجزيرة العربية أيضا هناك مخاوف من تقسيم اليمن الذي حوله الرئيس الطالح الى حديقة خلفية قاحلة موحشة قاتلة، أشارت المجلة إلى أن اليمن تقف فى منتصف الطريق بين منزلق العنف والأمل الضعيف فى طريقها نحو الانتقال السلمى للسلطة خصوصا مع وجود مجموعات مسلحة تتنازع على السلطة منها عائلة الرئيس اليمنى السابق والجنرال المنشق والأخ غير الشقيق، بالإضافة للتحدي الأكبر حيث ان نشطاء جنوب اليمن قد يطالبون باستقلال فورى عن البلاد من جانب، بينما يمكن أن يطالب الحوثيون فى شمال اليمن بحقوق أكبر لمجتمعهم والحصول على الحكم الذاتى. أما في المغرب العربي توقعت المجلة احتمالية ضئيلة لنشوب صراع في تونس من جانب السلفيين الذين قد همشوا بعد فوز حزب النهضة المعتدل بالانتخابات هناك أو من قبل مدن الطبقات العاملة التى تعانى من التدهور الاقتصادي بعد هروب الرئيس التونسى.
(2)
على الجانب الآخر الإسلامي منه وليس العربي حصرا، تبرز أفغانستان كمعضلة تستعصي على الحل وكمريض لم يعد تنفع معه كل الادوية التي جربت على جسده المتهالك. الفشل على اغلب الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية يمنع البلد من الاستقرار وهو لم تتوقف فيه المواجهات والحروب المعلنة والخفية، وذلك على الرغم من مرور عقد كامل من الاستعدادات الأمنية والتنموية والإنسانية، كما أن قيادة حركة طالبان فى مدينة كويتا ترى أن مسألة النصر والحصول على السلطة بدت قريبة المنال وأن عليهم أن ينتظروا حتى يحين وقتهم بإتمام انسحاب القوات الأمريكية المخطط له فى عام 2014، مما قد يتسبب في اندلاع حرب أخرى هناك. وتشترك باكستان في المصير نفسه أو مشابهة له كما ذكر تقرير المجلة وذلك بسبب تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان بسبب الأحداث الأخيرة وأن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية فى هذا البلد لم يتبلور بعد بشكل صحيح بسبب تحكم الجيش المستمر فى السياسات الخارجية والأمنية ذات الأهمية وأن المتشددين الإسلاميين يتسببون فى زعزعة الاستقرار فى البلاد مما قد يجعل باكستان تسقط فى صراع داخلى يصعب عليها تفاديه. ودخلت منطقة آسيا الوسطى وفقاً لتقرير المجلة فى دائرة المناطق التى قد تندلع بها الحروب وذلك بسبب انهيار البنية التحتية تماماً لدول هذه المنطقة، بالإضافة لتآكل النظام السياسى بسبب الفساد والتحديات الأخرى التى تواجه دول مثل طاجكستان التى تواجه خطر حركات التمرد داخليا وخارجيا، كما أن قرغيزستان ليست بعيدة عن هذا، حيث ان المذابح العرقية فى الجنوب التى وقعت فى عام 2010 يمكن أن تندلع مرة أخرى بما يعرض البلاد لكارثة عبر جولة أخرى من العنف الطائفي.
(3)
أما في افريقيا فقد ألمحت المجلة فى سياق تقريرها إلى احتمالية نشوب حرب بين كينيا والصومال، وذلك بسبب الحملات العسكرية الأخيرة فى الصومال ضد حركة شباب المجاهدين وأن طول بقاء القوات الكينية — ضمن بعثة الاتحاد الافريقى — فى جنوب الصومال أصبح غير مرحب به من الشعب الصومالى، وذلك وسط وجود تمييز إثنى صومالى ملحوظ، بالإضافة إلى النسبة السكانية الكبيرة للمسلمين فى كينيا، الذين ينتقدون بشدة الحملات العسكرية الكينية فى الصومال، مما يثير مخاوف حول وجود احتمال حدوث هجمات عرقية ضد الإثنيات الصومالية فى كينيا، خصوصا قبل الانتخابات العامة هذا العام، حيث نشبت أحداث عنف عرقية فى أعقاب انتخابات عام 2007. وتناولت المجلة الأوضاع فى بروندى، حيث إن هشاشة التطمينات التى تصدرها الحكومة هناك بعد اندلاع الحرب الأهلية فى عام 2000 وتدهور المناخ السياسى هناك الذى جاء بعد مقاطعة انتخابات عام 2010 والتى أسفرت عن اندلاع أعمال العنف وحالة عدم الأمان مما ينذر باندلاع حرب أهلية هناك خلال عام 2012 وفقاً لتوقعات المجلة. وأشارت المجلة السياسية إلى أنه بإعادة انتخاب الرئيس جوزيف كابيلا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية كرئيس للبلاد مرة أخرى وهو الأمر الذى لم يرض معارضيه بعد أن شابت هذه الانتخابات شبهة التزوير، كما أن كابيلا خلال حكمه الذى استمر لخمس سنوات استطاع خلالها أن يجذب إلى جانبه العديد من المؤسسات القومية، تاركاً معارضيه بوسائل قليلة يتمكنون من خلالها من التعبير سلمياً عن معارضتهم له.
(4)
ولم تستبعد المجلة وقوع صراعات في دولة المؤيد الأكبر للقضايا العربية والإسلامية ولو بشكل ظاهري وهو الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز الذي اختلطت عليه المواقف وفقد اتجاه البوصلة بعد وقوع الثورات العربية وانتشارها وإسقاطها لحلفائه وأصدقائه. المجلة أشارات إلى أن فنزويلا يوجد بها أعلى معدل للقتل في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وهو المعدل الذي يعد ضعف معدل كولومبيا وثلاثة أضعاف المكسيك، وأن معظم ضحاياه من الشباب الفقراء الذين يقتلون لأسباب لا قيمة لها مثل هاتف محمول أو ما شابه وتوقعت المجلة تزايد معدلات هذا العنف قبل الانتخابات الرئاسية القادمة بعد تسليح الرئيس الفنزويلى لقطاعات من الميليشيات المدنية "للدفاع عن الثورة" حسب تعبيره، وهو الأمر الذي دفع بالمجلة لإدراجها على قائمة الدول التي يمكن أن تندلع بها الحروب. لكن رغم الصورة المخيفة التي يقدمها تقرير المجلة فانه لا احد يعرف المصير الذي ستؤول إليه الأمور بعد ذلك، فلم يتوقع احد انفجار الشوارع العربية 2011 ولا نعرف إلى الآن ما هو شكل المستقبل هل هو إلى الأفضل أم الأسوأ؟!
2012-01-04
صراعات وحروب في عدة دول في العالم العربي
المجموعات المسلحة والمتطرفة قد تتنازع على السلطة
انعدم الأمان وغياب الاستقرار قد ينذر باندلاع حرب أهلية
صورة قاتمة رسمتها لنا المجلة السياسية الأولى على مستوى العالم مجلة "فورن بولسي Forgin Policy" في تقريرها الخاص عن مجريات الأحداث في عام 2012. فهي أشارت إلى أن عشر حروب أو صراعات ستندلع في مناطق متفرقة من جميع أنحاء العالم معظمها في العالم العربي.
(1)
التقرير الذي أعدته المجلة بالتعاون مع مجموعة الأزمات الدولية أشار إلى أن دولة الممانعة للديمقراطية والحريات والاستمرار في قتل الشعب السوري الأعزل ستتحول إلى أولى تلك المناطق التي قد تندلع فيها الحرب، حيث يتوقع الكثيرون سقوط نظام الأسد والخوف يكمن في عملية الاستقطاب الطائفى الذي يمارسه النظام البعثي الحاكم خاصة داخل الطائفة العلوية والذين يعملون بمبدأ "اقتل وإلا ستقتل"، بينما على الجانب الآخر توجد رهانات استراتيجية والتى زادت من حدة التنافس بين اللاعبين الدوليين على الساحة السورية والذين يرون الأزمة السورية على أنها فرصة تاريخية لإحداث تغيير فى ميزان القوة فى المنطقة، وأن هذا التنافس يمثل خطرا حقيقيا على إمكانية نجاح الانتقال في سوريا. وعلى الحدود القريبة من سوريا توقعت المجلة أن تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل، وذلك على الرغم من نجاح إيران وإسرائيل فى العبور بسلام من الأزمة السورية، إلا أن القضية النووية الإيرانية قد تطيح بهذا السلام، خصوصاً بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير الذى سلط الضوء على عدم التعاون الإيرانى مع الوكالة، بالإضافة للانتخابات الأمريكية القادمة التى ستقحم الدعم لإسرائيل على الأجندة الأمريكية أكثر من أى وقت سابق، مما سيوجد بيئة مناسبة لإسرائيل لاتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في عواقب كارثية غير متوقعة. في الخليج والجزيرة العربية أيضا هناك مخاوف من تقسيم اليمن الذي حوله الرئيس الطالح الى حديقة خلفية قاحلة موحشة قاتلة، أشارت المجلة إلى أن اليمن تقف فى منتصف الطريق بين منزلق العنف والأمل الضعيف فى طريقها نحو الانتقال السلمى للسلطة خصوصا مع وجود مجموعات مسلحة تتنازع على السلطة منها عائلة الرئيس اليمنى السابق والجنرال المنشق والأخ غير الشقيق، بالإضافة للتحدي الأكبر حيث ان نشطاء جنوب اليمن قد يطالبون باستقلال فورى عن البلاد من جانب، بينما يمكن أن يطالب الحوثيون فى شمال اليمن بحقوق أكبر لمجتمعهم والحصول على الحكم الذاتى. أما في المغرب العربي توقعت المجلة احتمالية ضئيلة لنشوب صراع في تونس من جانب السلفيين الذين قد همشوا بعد فوز حزب النهضة المعتدل بالانتخابات هناك أو من قبل مدن الطبقات العاملة التى تعانى من التدهور الاقتصادي بعد هروب الرئيس التونسى.
(2)
على الجانب الآخر الإسلامي منه وليس العربي حصرا، تبرز أفغانستان كمعضلة تستعصي على الحل وكمريض لم يعد تنفع معه كل الادوية التي جربت على جسده المتهالك. الفشل على اغلب الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية يمنع البلد من الاستقرار وهو لم تتوقف فيه المواجهات والحروب المعلنة والخفية، وذلك على الرغم من مرور عقد كامل من الاستعدادات الأمنية والتنموية والإنسانية، كما أن قيادة حركة طالبان فى مدينة كويتا ترى أن مسألة النصر والحصول على السلطة بدت قريبة المنال وأن عليهم أن ينتظروا حتى يحين وقتهم بإتمام انسحاب القوات الأمريكية المخطط له فى عام 2014، مما قد يتسبب في اندلاع حرب أخرى هناك. وتشترك باكستان في المصير نفسه أو مشابهة له كما ذكر تقرير المجلة وذلك بسبب تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان بسبب الأحداث الأخيرة وأن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية فى هذا البلد لم يتبلور بعد بشكل صحيح بسبب تحكم الجيش المستمر فى السياسات الخارجية والأمنية ذات الأهمية وأن المتشددين الإسلاميين يتسببون فى زعزعة الاستقرار فى البلاد مما قد يجعل باكستان تسقط فى صراع داخلى يصعب عليها تفاديه. ودخلت منطقة آسيا الوسطى وفقاً لتقرير المجلة فى دائرة المناطق التى قد تندلع بها الحروب وذلك بسبب انهيار البنية التحتية تماماً لدول هذه المنطقة، بالإضافة لتآكل النظام السياسى بسبب الفساد والتحديات الأخرى التى تواجه دول مثل طاجكستان التى تواجه خطر حركات التمرد داخليا وخارجيا، كما أن قرغيزستان ليست بعيدة عن هذا، حيث ان المذابح العرقية فى الجنوب التى وقعت فى عام 2010 يمكن أن تندلع مرة أخرى بما يعرض البلاد لكارثة عبر جولة أخرى من العنف الطائفي.
(3)
أما في افريقيا فقد ألمحت المجلة فى سياق تقريرها إلى احتمالية نشوب حرب بين كينيا والصومال، وذلك بسبب الحملات العسكرية الأخيرة فى الصومال ضد حركة شباب المجاهدين وأن طول بقاء القوات الكينية — ضمن بعثة الاتحاد الافريقى — فى جنوب الصومال أصبح غير مرحب به من الشعب الصومالى، وذلك وسط وجود تمييز إثنى صومالى ملحوظ، بالإضافة إلى النسبة السكانية الكبيرة للمسلمين فى كينيا، الذين ينتقدون بشدة الحملات العسكرية الكينية فى الصومال، مما يثير مخاوف حول وجود احتمال حدوث هجمات عرقية ضد الإثنيات الصومالية فى كينيا، خصوصا قبل الانتخابات العامة هذا العام، حيث نشبت أحداث عنف عرقية فى أعقاب انتخابات عام 2007. وتناولت المجلة الأوضاع فى بروندى، حيث إن هشاشة التطمينات التى تصدرها الحكومة هناك بعد اندلاع الحرب الأهلية فى عام 2000 وتدهور المناخ السياسى هناك الذى جاء بعد مقاطعة انتخابات عام 2010 والتى أسفرت عن اندلاع أعمال العنف وحالة عدم الأمان مما ينذر باندلاع حرب أهلية هناك خلال عام 2012 وفقاً لتوقعات المجلة. وأشارت المجلة السياسية إلى أنه بإعادة انتخاب الرئيس جوزيف كابيلا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية كرئيس للبلاد مرة أخرى وهو الأمر الذى لم يرض معارضيه بعد أن شابت هذه الانتخابات شبهة التزوير، كما أن كابيلا خلال حكمه الذى استمر لخمس سنوات استطاع خلالها أن يجذب إلى جانبه العديد من المؤسسات القومية، تاركاً معارضيه بوسائل قليلة يتمكنون من خلالها من التعبير سلمياً عن معارضتهم له.
(4)
ولم تستبعد المجلة وقوع صراعات في دولة المؤيد الأكبر للقضايا العربية والإسلامية ولو بشكل ظاهري وهو الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز الذي اختلطت عليه المواقف وفقد اتجاه البوصلة بعد وقوع الثورات العربية وانتشارها وإسقاطها لحلفائه وأصدقائه. المجلة أشارات إلى أن فنزويلا يوجد بها أعلى معدل للقتل في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وهو المعدل الذي يعد ضعف معدل كولومبيا وثلاثة أضعاف المكسيك، وأن معظم ضحاياه من الشباب الفقراء الذين يقتلون لأسباب لا قيمة لها مثل هاتف محمول أو ما شابه وتوقعت المجلة تزايد معدلات هذا العنف قبل الانتخابات الرئاسية القادمة بعد تسليح الرئيس الفنزويلى لقطاعات من الميليشيات المدنية "للدفاع عن الثورة" حسب تعبيره، وهو الأمر الذي دفع بالمجلة لإدراجها على قائمة الدول التي يمكن أن تندلع بها الحروب. لكن رغم الصورة المخيفة التي يقدمها تقرير المجلة فانه لا احد يعرف المصير الذي ستؤول إليه الأمور بعد ذلك، فلم يتوقع احد انفجار الشوارع العربية 2011 ولا نعرف إلى الآن ما هو شكل المستقبل هل هو إلى الأفضل أم الأسوأ؟!
Facing Gulf integration challenges
The peninsula Qatar
Wednesday, 04 January 2012 04:36
There is a sense of seriousness of the regional situations and risks expansion, and the extension and spread of revolutions in the Arab States and its implications and effects on the Gulf State. But the difference does not lie in the titles and labels that highlights the necessity for change, but in the real desire of each country in adopting and implementing the change particularly at the top level in power, governance, succession, fateful decision-making and the development of democratic experiment by giving powers to the elected legislative councils, and way to the traditional, tribal and sectarian societies of the Gulf to transform to civil institutional societies.
(1) Will we see in 2012 the process of the GCC states witnessing a turning point and shifting from a policy based on cooperation to be unified into one entity, to face the ‘challenges’ after nearly 30 years of foundation of the Council, established in May 25, 1981?
It is mentioned in the preamble of the council that it is ‘a cooperative framework formed of six countries that aims to achieve their coordination, integration and interdependence in all fields to achieve unity’, as stipulated in the Statute of the Council in article IV).
Talk about the unity has moved from debate and dialogue in GCC forums, newspapers and mass media to the department of political decision-making, but talk about integration in the framework of federalism as exaggerated by some people remains elusive. Perhaps the best formula lies in the integration under the formula of confederation, the thing that would be the biggest challenge for all countries and their ambitions at the internal, regional or international level and to the extent of seriousness and genuine desire to implement the trends and to acknowledge the changes and to engage in political, economic and social reforms coupled with give up the sovereign powers in areas of defence, economy, oil and foreign policies.
Just to remind that confederation is established as a result of a treaty concluded between the countries of full sovereignty to agree on the organization of their economic, cultural and military ties with each other. Hence federal relation will arise under which each state reserves its sovereignty, independence, rulers , government, political system and preserves the nationality of its citizens, and has the right to withdraw from the union. In case of involving in international dispute with one of the countries the Confederation union will end either with the secession of the Member States or with the dissolution of the union or with increase of their cohesion and interdependence and their entry into the federation instead of confederation.
Generally, the idea sounds nice, but its needs a great responsibility, commitment, respect and parity between the states to achieve it regardless of size difference either big or small. these factors did not entrench deeply in the structure of the Gulf political mentality. The proof is that if a slight difference arises on the issues of borders and sovereignty, political and media battles will break out between interlocking parties in the region and everyone backs his point of view against the other, and perhaps the issue of a single GCC currency is the best proof. The last attempt of unity to achieve was under the formula “the 9th Union “ that would have included nine Gulf emirates: Bahrain, Qatar in addition to the seven emirates, but the project failed as a result of conflict over the powers and policies.
(2) The guarantee for the success of formulas of integration and the establishment of unions lies in the popular participation and belief in the importance of the contract, which is enacted through constitutional institutions and put to a referendum to confer its legitimacy, which is largely absent in the process of the Gulf States at internal and external level. There are countries that do not believe in any constitution, the others have a frozen, amended whenever necessary, and the others have a constitution that was adorned with bright texts, but is not implemented and activated, and is not referred to. There are constitutional articles but all laws contrary to what was mentioned in them totally, even Kuwait ,the pioneer state in formulating social contract witnesses a conflict today about changing the constitution, although it includes a provision allowing it to be modified after five years of its release, but after more than forty five years there are no modifications, due to fears and suspicions of the amendment and change risks!! The thing that caught my attention in the statement of the Cooperation Council is the call to “accelerate the process of development and comprehensive reform in the Gulf States, in order to achieve greater participation of all citizens, men and women, and open prospects of the spacious future with maintaining security, stability and cohesion of the national fabric and social well-being,”. It is the most important call that did not get its right in presentation, deliberation and debate. There are at least three Gulf states suffering from political, economic and social conflicts, interactions and congestion that led to flow of people in the streets and change of the government and its president, call for and parliamentary elections in Kuwait. There were some government figures that have been associated with corruption were isolated, talk about expansion of Shura Council powers in the Sultanate of Oman, and there is explosion of rage in Bahrain streets, which is still alive even after the declaration of the report of Bassiouni fact-finding committee, in addition to the rest of the Gulf States and the talk of promised political reforms in Saudi Arabia, Qatar and the UAE.
(3) In the external challenge field, Iran’s influence in the Gulf, Iraq and Syria constitutes the most important challenges, and the Gulf Council does not have a lot of options to face this worsening influence. Refer to the means of calming and bridging the gaps did not lead to good results on the long term, and there are real threats to hit Iranian targets, especially after the report of the International Atomic Energy Agency and accusing of Tehran of using a peaceful nuclear program as a cover to produce nuclear weapons was released. Interestingly, soon after the meeting of the GCC ended and after its call to Iran to stop stirring up sedition, the Israeli newspaper «Maariv» stated that Israel requested some Gulf States to increase oil production to avoid the prices hike in the event of an attack launched by Iran!!
Colleague Abdullah bin Bejad refers to the three risks surrounding the Gulf countries: the U.S. withdrawal from Iraq and handing it over as a plate of gold to Iran and its Iraqi allies which will turn it into a base to slamming Gulf states and conducting dirty acts against them to compensate the disorder Syria and strong possibilities of the regime fall.
The second risk is the possibility of the appearance of an anti-Gulf fundamentalist axis in the protesting Arab countries, it is a possibility - with the exception of Qatar, of course, but still for a while. The history and address of the fundamentalist groups which have always been hostile to the Gulf as general trend, did not changed, although some have tried to shed some powders on it to deflect the image. The third risk is that the Gulf is surrounded by failed countries or others threatened not to succeed to establish political, economic, and social stability. This constitutes a direct a direct threat to the GCC countries’ development, progress, political social stability, national security and a significant burden on their economies.
(4) The organization of the Gulf Cooperation Council succeeded to continue while the other Arab organizations -such as the Arab Cooperation Council and before the Baghdad Alliance and the Hashemite Union and the Maghreb Union- disappeared from the scene. The GCC today is required to do more especially in the internal opening, political reforms and activating popular participations, because the days of celebration and courtesies have gone, and the days of big challenges amid storms of change in the Arab world that are sweeping the region and their systems have come.
Wednesday, 04 January 2012 04:36
There is a sense of seriousness of the regional situations and risks expansion, and the extension and spread of revolutions in the Arab States and its implications and effects on the Gulf State. But the difference does not lie in the titles and labels that highlights the necessity for change, but in the real desire of each country in adopting and implementing the change particularly at the top level in power, governance, succession, fateful decision-making and the development of democratic experiment by giving powers to the elected legislative councils, and way to the traditional, tribal and sectarian societies of the Gulf to transform to civil institutional societies.
(1) Will we see in 2012 the process of the GCC states witnessing a turning point and shifting from a policy based on cooperation to be unified into one entity, to face the ‘challenges’ after nearly 30 years of foundation of the Council, established in May 25, 1981?
It is mentioned in the preamble of the council that it is ‘a cooperative framework formed of six countries that aims to achieve their coordination, integration and interdependence in all fields to achieve unity’, as stipulated in the Statute of the Council in article IV).
Talk about the unity has moved from debate and dialogue in GCC forums, newspapers and mass media to the department of political decision-making, but talk about integration in the framework of federalism as exaggerated by some people remains elusive. Perhaps the best formula lies in the integration under the formula of confederation, the thing that would be the biggest challenge for all countries and their ambitions at the internal, regional or international level and to the extent of seriousness and genuine desire to implement the trends and to acknowledge the changes and to engage in political, economic and social reforms coupled with give up the sovereign powers in areas of defence, economy, oil and foreign policies.
Just to remind that confederation is established as a result of a treaty concluded between the countries of full sovereignty to agree on the organization of their economic, cultural and military ties with each other. Hence federal relation will arise under which each state reserves its sovereignty, independence, rulers , government, political system and preserves the nationality of its citizens, and has the right to withdraw from the union. In case of involving in international dispute with one of the countries the Confederation union will end either with the secession of the Member States or with the dissolution of the union or with increase of their cohesion and interdependence and their entry into the federation instead of confederation.
Generally, the idea sounds nice, but its needs a great responsibility, commitment, respect and parity between the states to achieve it regardless of size difference either big or small. these factors did not entrench deeply in the structure of the Gulf political mentality. The proof is that if a slight difference arises on the issues of borders and sovereignty, political and media battles will break out between interlocking parties in the region and everyone backs his point of view against the other, and perhaps the issue of a single GCC currency is the best proof. The last attempt of unity to achieve was under the formula “the 9th Union “ that would have included nine Gulf emirates: Bahrain, Qatar in addition to the seven emirates, but the project failed as a result of conflict over the powers and policies.
(2) The guarantee for the success of formulas of integration and the establishment of unions lies in the popular participation and belief in the importance of the contract, which is enacted through constitutional institutions and put to a referendum to confer its legitimacy, which is largely absent in the process of the Gulf States at internal and external level. There are countries that do not believe in any constitution, the others have a frozen, amended whenever necessary, and the others have a constitution that was adorned with bright texts, but is not implemented and activated, and is not referred to. There are constitutional articles but all laws contrary to what was mentioned in them totally, even Kuwait ,the pioneer state in formulating social contract witnesses a conflict today about changing the constitution, although it includes a provision allowing it to be modified after five years of its release, but after more than forty five years there are no modifications, due to fears and suspicions of the amendment and change risks!! The thing that caught my attention in the statement of the Cooperation Council is the call to “accelerate the process of development and comprehensive reform in the Gulf States, in order to achieve greater participation of all citizens, men and women, and open prospects of the spacious future with maintaining security, stability and cohesion of the national fabric and social well-being,”. It is the most important call that did not get its right in presentation, deliberation and debate. There are at least three Gulf states suffering from political, economic and social conflicts, interactions and congestion that led to flow of people in the streets and change of the government and its president, call for and parliamentary elections in Kuwait. There were some government figures that have been associated with corruption were isolated, talk about expansion of Shura Council powers in the Sultanate of Oman, and there is explosion of rage in Bahrain streets, which is still alive even after the declaration of the report of Bassiouni fact-finding committee, in addition to the rest of the Gulf States and the talk of promised political reforms in Saudi Arabia, Qatar and the UAE.
(3) In the external challenge field, Iran’s influence in the Gulf, Iraq and Syria constitutes the most important challenges, and the Gulf Council does not have a lot of options to face this worsening influence. Refer to the means of calming and bridging the gaps did not lead to good results on the long term, and there are real threats to hit Iranian targets, especially after the report of the International Atomic Energy Agency and accusing of Tehran of using a peaceful nuclear program as a cover to produce nuclear weapons was released. Interestingly, soon after the meeting of the GCC ended and after its call to Iran to stop stirring up sedition, the Israeli newspaper «Maariv» stated that Israel requested some Gulf States to increase oil production to avoid the prices hike in the event of an attack launched by Iran!!
Colleague Abdullah bin Bejad refers to the three risks surrounding the Gulf countries: the U.S. withdrawal from Iraq and handing it over as a plate of gold to Iran and its Iraqi allies which will turn it into a base to slamming Gulf states and conducting dirty acts against them to compensate the disorder Syria and strong possibilities of the regime fall.
The second risk is the possibility of the appearance of an anti-Gulf fundamentalist axis in the protesting Arab countries, it is a possibility - with the exception of Qatar, of course, but still for a while. The history and address of the fundamentalist groups which have always been hostile to the Gulf as general trend, did not changed, although some have tried to shed some powders on it to deflect the image. The third risk is that the Gulf is surrounded by failed countries or others threatened not to succeed to establish political, economic, and social stability. This constitutes a direct a direct threat to the GCC countries’ development, progress, political social stability, national security and a significant burden on their economies.
(4) The organization of the Gulf Cooperation Council succeeded to continue while the other Arab organizations -such as the Arab Cooperation Council and before the Baghdad Alliance and the Hashemite Union and the Maghreb Union- disappeared from the scene. The GCC today is required to do more especially in the internal opening, political reforms and activating popular participations, because the days of celebration and courtesies have gone, and the days of big challenges amid storms of change in the Arab world that are sweeping the region and their systems have come.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)